افلاس الراسمالية وعجزها

موضوع: افلاس الراسمالية وعجزها 2019-01-20, 9:37 pm

حديث المساء اسعد الله مسائكم
افلاس الراسمالية والبديل
الازمات الاقتصادية العالمية اليوم، ليس سببها نقص الثروات ولا قلة الانتاج والخيرات ، بل انها ازمات المبدأ الرأسمالي ذاته ، وشيخوخته وهرمه ، وعجزه عن تقديم الجديد من الالاعيب التي طالما سوقوها ومرروها على انها حلول ، وخرف معتنفيه ومفكريه وحامليه ودعاته ، فبانت سوأته وانكشف عواره ، وبان عجزه وكذبه ودجله واتضح سرابه . (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)النور
والعالم اليوم ينتظر البديل ، والبشرية المعذبة من تجارب البشر تنتظر الخلاص ، ولا خلاص لنا وللبشر الا بحبل الله المتين قال الله تعالى :- {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [آل عمران: 103] .
إن النقطة الجديرة بالاهتمام في هذه الآية هو التعبير عن هذه الأُمور بحبل الله، فهو إشارة إلى حقيقة لطيفة وهامة، وهي أن الإنسان سيبقى في حضيض الجهل، والغفلة، وفي قاع الغرائز الجامحة إذا لم تتوفر له شروط الهداية، ولم يتهيأ له الهادي والمربي الصالح فلابدّ للخروج من هذا القاع، والارتفاع من هذا الحضيض بحبل متين يتمسك به ليخرجه من بئر المادية والجهل والغفلة، وينقذه من أسر الطبيعة والطباع ، وهذا الحبل ليس إلاَّ حبل الله المتين، وهو الارتباط بالله عن طريق الأخذ بتعاليم القرآن الكريم فهو حبل الله المتين قال الحافظ ابن كثير عن أبي جعفر الطبري بسنده إلى أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كتاب الله هو حبل الله الممدود بين السماء والأرض. وروى ابن مردويه بسنده إلى عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن هذا القرآن هو حبل الله المتين وهو النور المبين وهو الشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه .
والزمخشري يسبر غور اللغة في تفسير الآية فيقول: وأن يكون الحبل استعارة لعهده والإعتصام لوثوقه بالعهد ، أو ترشيحاً لإستعارة الحبل بما يناسبه . والمعنى : واجتمعوا على استعانتكم بالله ووثوقكم به ولا تفرقوا عنه . أو واجتمعوا على التمسك بعهده إلى عباده وهو الإيمان والطاعة؛ أو بكتابه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « القرآن حبل الله المتين لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق عن كثرة الردّ ، من قال به صدق؛ ومن عمل به رشد ، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم »
قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ}… [إبراهيم : 1-2].والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

افلاس الراسمالية والبديل
الازمات الاقتصادية العالمية اليوم، ليس سببها نقص الثروات والخيرات ولا قلة الانتاج والخبرات ، فارزاق اهل الارض مكفول ومضمون ممن خلق السماوات والارض وساكنيها : ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (23) الذاريات). و مقدر ارزاق الخلائق في الارض بما يكفيهم الى يوم القيامة، خلافا لكذبة الندرة التي يتشدق بها الراسماليون والتي هي من تصنيعهم ومن جرائم ر اسماليتهم العفنة التي تتاجر بالحي والميت ولا ترى الحياة الا نفعا ومصلحة، ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) فصلت).
بل انها ازمات المبدأ الرأسمالي ذاته ، و الناجمة عن شيخوخته وهرمه ، و عجزه انعدام قدرته وعقمه عن تقديم الجديد من الالاعيب والتراقيع، التي طالما سوقوها ومرروها على انها حلول ، وخرف معتنفيه ومفكريه وحامليه ودعاته ، فبانت سوأته وانكشف عواره ، وافتضح عجزه وكذبه ودجله واتضح للعيان سرابه . (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)النور
والعالم اليوم ينتظر البديل ، والبشرية المعذبة من تجارب البشر تنتظر الخلاص ، ولا خلاص لنا وللبشر الا بحبل الله المتين قال الله تعالى :- {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }[آل عمران103] .
إن النقطة الجديرة بالاهتمام والملفتة للنظر في هذه الآية هو التعبير عن هذه الأُمور بحبل الله، فهو إشارة إلى حقيقة لطيفة وهامة، وهي أن الإنسان سيبقى في حضيض الجهل، والغفلة، وفي قاع الغرائز الجامحة، إذا لم تتوفر له شروط الهداية، ولم يتهيأ له الهادي والمربي الصالح ... فلابدّ للخروج من هذا القاع، والارتفاع من هذا الحضيض بحبل متين يتمسك به ليخرجه من بئر المادية والجهل والغفلة، وينقذه من أسر الطبيعة والطباع ، وهذا الحبل ليس إلاَّ حبل الله المتين، وهو الارتباط بالله عن طريق الأخذ بتعاليم القرآن الكريم فهو حبل الله المتين قال الحافظ ابن كثير عن أبي جعفر الطبري بسنده إلى أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كتاب الله هو حبل الله الممدود بين السماء والأرض. وروى ابن مردويه بسنده إلى عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن هذا القرآن هو حبل الله المتين وهو النور المبين وهو الشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه .
والزمخشري يسبر غور اللغة في تفسير الآية فيقول: وأن يكون الحبل استعارة لعهده والإعتصام لوثوقه بالعهد ، أو ترشيحاً لإستعارة الحبل بما يناسبه . والمعنى : واجتمعوا على استعانتكم بالله ووثوقكم به ولا تفرقوا عنه . أو واجتمعوا على التمسك بعهده إلى عباده وهو الإيمان والطاعة؛ أو بكتابه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « القرآن حبل الله المتين لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق عن كثرة الردّ ، من قال به صدق؛ ومن عمل به رشد ، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم »
قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ}… [إبراهيم : 1-2].والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته