نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبيل - القدس

البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitimeاليوم في 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitimeأمس في 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitimeأمس في 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitimeأمس في 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح- فقه اية النفير!!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-02, 8:51 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 3-من دروس القران التوعوية- عبادة الوعي والفكر
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-09-01, 4:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 2- من دروس التوعية القرانية - الدنيا المذمومة والدنيا الممدوحة
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-08-31, 7:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 1- من دروس التوعية القرانية _الدنيا في عقيدتنا طريقنا الى الاخرة!!!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-08-30, 5:45 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مزاح فقهاء!!!!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-08-29, 8:21 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من ذاكرة الايام - مما قرأت !!
مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2024-08-27, 6:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
اسماء الجن الكفار و المسلمين
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
بيت من الشعر اذهلني - الشاعر كريم العراقي
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
من ذا يبلغها بأني متعب - كلمات علي العكيدي
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 362 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 362 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 720 بتاريخ 2011-02-21, 11:09 pm
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
معتصم - 12434
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4192
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
العرين - 1193
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
زهره النرجس
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
معتصم
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
معمر حبار
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
هيام الاعور
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
sa3idiman
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
لينا محمود
مفهوم الاخلاق (3) I_vote_rcapمفهوم الاخلاق (3) I_voting_barمفهوم الاخلاق (3) I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66278 مساهمة في هذا المنتدى في 20236 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 مفهوم الاخلاق (3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام
نبيل القدس ابو اسماعيل


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 38800
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

مفهوم الاخلاق (3) Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم الاخلاق (3)   مفهوم الاخلاق (3) I_icon_minitime2019-02-19, 10:17 pm

رابعا :
إقناع العقل وإشباع الوجدان .( فطرية )
إن أي أمر يوافق الفطرة يسهل على النفس تقبله والقيام به .
يسعى الإسلام في تربية الفضائل إلى إقناع العقل وإشباع الوجدان والقلب بحب الخُلُق الكريم والالتزام به ، وكره الخلق الذميم واجتنابه ، وهذه صورة من صور العظمة في الأخلاق الإسلامية خاصة حيث لا يكون الأمر والنهي مطلقين أو مجردين عن بيان العلة ، وإن حدث فالالتزام والطاعة واجبة .
تطبيق :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات / 12] .
تأمل هذه الآية لترى طريقة القرآن الكريم في النهي عن الغيبة حيث لم يكتف بالنهي اللفظي بل أردف ذلك بصورة عقلية تمثيلية تبين بشاعة هذا الخلق ، فجمع بين اللفظ والصورة ليتحقق بذلك الإقناع العقلي الذي يدعو الإنسان إلى الترفع عن هذا الخلق .
إن الأوامر اللفظية المجردة قد لا تحقق المرجو منها على الوجه المطلوب لكنها عندما تقترن بالصور العقلية التمثيلية تصبح أسهل ، ويكون الإنسان أقدر على فهمها واستيعابها ، وهذا ما تحققه الأخلاق الإسلامية حينما تخاطب الإنسان خطابا إيمانيا عقليا فتقنع العقل وتشبع الوجدان .
لقد شبه الله الغيبة بأكل لحم إنسان ميت ، وهذا أمر يكرهه الإنسان السوي ويشمئز منه بطبعه ، ومن كره ذلك بطبعه السوي فعليه أن يكرهه بموجب أمر الشرع ، وهنا يجتمع للإنسان موافقة الشرع وحجة العقل .


وانظر كيف يقنع المنطق النبوي الإنسان بعدم الرجوع في هبته ، قال صلى الله عليه وسلم : ( العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يرجع في قيئه ) .
بحث ومناقشة
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} المائدة [90 ، 91].
- نهى الله عن أخلاق وسلوكيات في هاتين الآيتين ، ما هي ؟

- بين الله سبب النهي عن هذه المحرمات بطريقة عقلية مقنعة ، وضح .
.............................. من تزيين الشيطان وإيقاعه بالإنسان ، إذ لا خير له فيها.
يكمن إقناع العقل في :
المخاطبة بقوله {} إذ في ذلك تحفيز على الاستماع والتفكر والقناعة .

" وللعقل في الشرع مكان عظيم حيث إنه أساس كل فضيلة ، وينبوع كل أدب ، أوجب الله التكليف بكماله ، وجعل الدنيا مدبرة بأحكامه ، روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ( أصل الرجل عقله ، وحسبه دينه ، ومروءته خلقه ) .
وقال الحسن البصري رحمه الله : ما استودع الله أحدا عقلا إلا استنقذه به يوما ما .
وقال بعض الحكماء : العقل أفضل مرجو ، والجهل أنكى عدو .
وقال آخر : خير المواهب العقل ، وشر المصائب الجهل .
ومع أهمية العقل وكونه أداة الفهم والتدبر والتأمل والاستنباط ، فليس كل الناس لديهم أهلية استخدام العقل والإقناع به ، فهناك من يغلب عليه التأثر بالقلب والضمير

والاستجابة للفطرة والوحي الشريف لمجرد صدور الأمر من الشرع وتأثر القلب به وميله إليه ومن هناك كانت سمة الأخلاق الإسلامية الجمع بين الأمرين لموافقة أحوال جميع المخاطبين.
فمخاطبة القلب وإشباعه يحقق له السكينة والطمأنينة الكافية لاستجابته والتزامه بأوامر الشرع ونواهيه .
قال تعالى { {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد/28] فالطمأنينة سكون القلب إلي الشيء وعدم اضطرابه وقلقه ، وفي الأثر (الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة ) أي أن الصدق يطمئن إليه قلب السامع ، ويجد عنده سكونا، والكذب يوجب له اضطرابا وشكاً ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( البر ما اطمأن إليه القلب ) أي سكن إليه وزال عنه اضطرابه وقلقه .
فالقرآن الكريم لم يكن يلقي القول على علاَّته ، وإنما يأتي بالقضية مبرهنا عليها بالدليل
تلو الدليل ، فيرضي العقل ويطمئن النفس ويقود الضمير إلى الإيمان .
تهدف التربية الوجدانية إلى وقاية الضمير من عثرات الشك والحيرة والضلال والوساوس ، وتحرص على صحة الوجدان من الخلل والمرض القلبي ، ليصبح المرء سيد نفسه ويبدع في ميدان السلوك الأخلاقي ، ويتحرر من براثن العادات المتحجرة والتقاليد الزائفة والأعراف البالية ، ويكون مدركا لفعله نبيلا في هدفه ، فما الذي يدفع الإنسان إلى التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل والمسارعة في المعالي إن لم يكن هناك قناعات نفسية مشبعة وحاجات وجدانية متطلعة ؟
إن الأخلاق الإسلامية تمتاز بمخاطبة العقل وإقناعه لتحمل ذوي العقول والمنطق السوي على التزام مبادئها والتمسك بها ، وهي كذلك تخاطب القلب والوجدان وتشبعهما لتكتمل الصورة الفريدة للأخلاق الإسلامية في جانبيها النظري العلمي والعملي التطبيقي.
اعتدال وشمول وتوسط فلا تركيز على العقل مع إهمال الوجدان ، ولا العكس ، وإنما مخاطبة شاملة في أعز ما يملك الإنسان ويتصف به العقل والقلب والفكر والوجدان .

خامساً :
المسئولية والإلزام :
قال تعالى {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }[الملك/2] ، وقال سبحانه {قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }[النمل/40].
يتميز الإنسان بحرية الإرادة وحرية الاختيار وعلى أساسهما يكون التكليف والمسئولية . فالله سبحانه خلق الإنسان لعبادته وجعله مهيئاً وصالحاً لفعل الخير والشر على السواء , ووعده على الخير وتوعده على الشر , ولا يجبر الإنسان على فعل شي , وإلا بطل الحساب والتكليف وانتفت المسؤولية وقد ابتلى الله الإنسان وامتحنه في هذه الحياة بالخير والشر وإحسان العمل أو الإساءة والتقصير فيه , ومن ثم فالإنسان مسئول عن عمله وأسبابه ونتائجه , مسئول في الدنيا ومسئول في الآخرة ، قال تعالى{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [الصافات/24] ، وقال سبحانه{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }[الإسراء/36].
ما هي المسئولية ؟
والمسئولية تعني : تحمل الشخص نتيجة التزامه وقراراته واختياراته العملية من الناحية الايجابية والسلبية , أمام الله في الدرجة الأول , وأمام ضميره في الدرجة الثانية , وأمام المجتمع في الدرجة الثالثة .
والشخص الذي يتحمل مسئولية يجب أن يكون أهلاً لها وذلك بأن يكون أنسانا عاقلاً، واعيا لطبيعة ذاته ولسلوكه وأهدافه ونتائج تصرفاته , حر الإرادة فيما يختاره , قادراً على تنفيذ تصميماته واختياراته .


بهذه الشروط مجتمعه تتحد المسئولية قال تعالى{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الحجر/92، 93] ، وقال – صلى الله عليه وسلم – ( رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يبرأ , وعن النائم حتى يستيقظ , وعن الصبي حتى يحتلم ).
ولا مسئوليه على مضطر أو مكره أو مجبور قال تعالى {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ } [البقرة/173] وقال سبحانه{إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ}[النحل/106].

والمسئولية لا تعني تحمل الإنسان فوق طاقته والمشقة عليه , ولا ينبغي النظر إليها على أنها حمل ثقيل فالله رحيم بعباده {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}[البقرة/286] ،{مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ} [الحج/6] { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة /185].
وقد تحمل الإنسان أمانة التكاليف الشرعية والقيام بالعبودية لله تعالى وعلى قدر التزامه وقيامه بهذه الأمانة يكون أجره وثوابه , لا يظلم مثقال ذرة , وما يأتي من خير يضاعفه الله, وما يأتي من شر فهو في مشيئة الله – ما دام مسلماً – إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه.
والمسئولية رغم كونها تكليف بما في الوسع والطاقة , فهي أيضاً تشريف للإنسان وتفضيل له على غيره مما خلق الله , لماذا ؟
لأن المسئولية عند الإنسان تعني الجدارة والأهلية للقيام بها , وتكريم الله له بهذه المسئولية ومن ثم وجب عليه المجاهدة والمثابرة والمصابرة والقيام بهذه المسئولية وأعبائها .
ثم إن تحمل المسئولية أمر ضروري للحياة الفردية الاجتماعية الإنسانية , وقد راعى الإسلام عند تحديده أن لا تكون فوق طاقة الإنسان , لكي لا يشقى بحملها.
الشعور بالمسئولية :
يجب على المسلم أن يوقن انه مسئول عن عمله في الدنيا والآخرة , فيدفعه ذلك إلى مزيد من محاسبة نفسه ومساءلتها وحملها على الإحسان والإتقان في عملها.
وإذا استشعر الوالد هذه المسئولية دفعه أن يربي أبناءه ومن تحت ولايته على استشعار المسئولية فتتقلص الأخطاء ، وتزيد الفرص الأفضل لحياة أفضل ، لأن بناء الخلق وترسيخه ورعايته جزء من مهام الآباء وهم أول من يجني ثماره الطيبة بِراً وتقديرا ،وكيف يكون الحال إذا تعود النشء على الخلق الحسن واستشعار المسئولية ؟ وما الفوائد العظيمة التي يجنيها الفرد والأسرة والمجتمع كله من هذا الأمر .
مشاركة وتفاعل :
من خلال ما تقدم بَيَّن من خلال تجاربك الخاصة كيف أنَّ غرس الخلق وتحمل المسئولية يثمر في بناء الفرد والمجتمع .


ومما سبق يمكن تقسيم المسئولية إلى قسمين
الأول : المسئولية الشخصية , والثاني : المسئولية الجماعية .
أ/ المسئولية الشخصية :
وتعني تحمل الفرد نتيجة أعماله الشخصية الاختيارية , ومسئوليته عنها أمام الله ثم أما نفسه ، ثم أما المجتمع , في الدنيا والآخرة .
ورغم ذلك فالمسئولية الشخصية لا تخلو من مسئولية عامة أو اجتماعية فإذا كان المسلم مسئولاً عن عقيدته وعباداته ومعاملاته وسلوكه الشخصي , فإنه أيضاً مسئول عن :
- والديه وبرهما أو عقوقهما .
- عن أبنائه وتربيتهم أو إهمالهم.

- عن مجتمعه وأمنه ونظامه ونهضته و غير ذلك .
كل ذلك يعني الترابط والتكامل بين شقي المسئولية .
لكن هناك ما هو مسئول عنه بمفرده , وما هو مسئول عنه مع غيره محاسب على نيته وقصده وإن لم يظهر في صورة عمل وسلوك حيث إن الله بكل شي عليم , يعلم الظاهر والباطن , كما أنه محاسب عما تكلم به أو عمله وظهر منه.
هنا يقوم الطلاب والطالبات بذكر أدلة على مسئولية الإنسان الفردية عن سلوكه وعمله .
أدلة على المسئولية الفردية :

وقال تعالى { أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}[النجم/38،39] ، أي كل نفس ظلمة نفسها بكفر أو شي من الذنوب , فإنما عليها وزرها لا يحمله عنها أحد , ولا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه .
فأعظم ما يسأل عنه المرء إنما هو نفسه , وأعظم ما يطلب له النجاة والفوز إنما هو نفسه , ومن حمل نفسه على المعالي وطلب الفردوس الأعلى , فإنما يقدم الثمن وهو النية والجهد والمجاهدة وحمل نفسه على الخيرات والمداومة على الطاعات.
قال صلى الله عليه وسلم- ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه , وعن شبابه فيما أبلاه , وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه , وعن علمه ماذا عمل فيه ) .
وقال عليه الصلاة والسلام ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه ) .


فهذه المسئولية الشخصية باستشعارها تحمل الإنسان على الإتقان وطلب النجاة من عذ1ب الله والفرار منه سبحانه إليه تعالى .
والمسئولية تدفع إلى اغتنام العمر والشباب والمال والعلم وسائر ما منحه الله في طاعة الله , ولذلك من أيقن أنه ميت وانه محاسب ومسئول اجتنب المعاصي واكتسب المعالي .
وقد ضرب لنا سلفنا الصالح أروع الأمثلة في الإحساس بالمسئولية حتى ماتوا وما ماتوا ناهيك عما بذله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سبيل تبلغ الدعوة ونصح الأمة ونفع الإنسانية , وقد تربى على يديه خير جيل عرفته الدنيا واستشعروا المسئولية الشخصية الجماعية حتى قال عمر – رضي الله عنه – ( لو عثرت دابة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر ؟ ) وهو الذي قال : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ....)
ومن استشعارهم المسئولية حمل أمانة الدعوة ونشرها في آفاق الدنيا المعمورة فضحوا بالراحة والوطن والأهل , ليعيش من بعدهم ومن معهم في غير بلدانهم في النور الذي عاشوا فيه وينعموا بفضل الله ودينه وها نحن ومن بعدنا يجري أجر إسلامنا إليهم .
فحرى بكل مسلم أن يستشعر مسئوليته , ويقوم بواجبه , ويؤدي رسالته , بدافع من إيمانه بالله ورسوله , ووازع من رقابته الذاتية أي رقابه أخرى ليسعد ويسعد غيره , ويأمن ويؤمن لغيره سبل الخير والصلاح وما التزم الأخلاق الحميدة إلا أثر عظيم من أثار استشعار تلك المسئولية.
ب / المسئولية الجماعية :
كما أن على الفرد مسئولية خاصة تجاه نفسه ومجتمعه ، فكذلك الجماعة عليها مسئولية منوطة بها لا بد من أدائها .
والمسئولية الجماعية تعني سيادة روح الجماعة في تحمل التزاماتها , ومسئولية كل مسلم تجاه غيره من أهله وجيرانه وأمته كل على حسب ولايته.


وجاءت نصوص قرآنية ونبوية متعددة تؤكد وجوب قيام الجماعة متضامنة بمسئوليتها مثل قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }[التحريم/6] .
وحتى الجماعة المجتمع من تسلل الفساد إليه تُلزم أن تقف في وجه الشر والانحراف ، وتُحذر من عاقبة التقاعس والتهاون عن منابع الفساد.
إن على الجماعة أن تقوم بما يجب عليها حتى لا يطالها العذاب العاجل والآجل{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }[الأنفال/25].
يقول الحافظ أبن كثير عند تفسيرها ما ملخصه :
" يحذر الله – تعالى – عباده المؤمنين فتنة أي اختباراً ومحنة يعم بها المسيء وغيره , لا يخص بها أهل المعاصي ومن باشر الذنب بل يعمهما حيث لم تدفع وترفع .
وعن أبن عباس – رضي الله عنها – قال في تفسير هذه الآية أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين ظهرانيهم فيعمهم الله بالعذاب . والقول بأن هذا التحذير يعم الصحابة وغيرهم , وإن كان الخطاب معهم هو الصحيح والأحاديث في ذلك كثيرة منها :
ما رواه الإمام عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : 0( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجب لكم " (المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير 532).
ومن السنة ما روي عن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها , كمثل قوم أستهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها , فكان الذين في أسفلهم أذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم تؤذ من فوقنا , فان تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جمعياً وأن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً).


وروى الشيخان عن أم المؤمنين زينب بن جحش – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – دخل علينا منزعجاً يقول : ( لا إله إلا الله , ويل للعرب من شر قد أقترب , فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه , وحلق بين أصبعيه الإبهام والتي تليها , فقلت يا رسول الله : أنهلك وفينا الصالحون ؟
قال : نعم إذا كثر الخبث (( الفسوق والمنكر )).
وإن من وظيفة الأمة الإسلامية الاجتماعية والعقدية حراسة الرأي العام الذي يتمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , على مجموع الأمة على اختلاف أصنافها و
أنواعها , دون أن يكون بينها تفريق أو تميز , فرض الله ذلك على الحكام والعلماء وعلى الخاصة والعامة وعلى الرجال والنساء , والصغار والكبار , ولم يعف منها أي إنسان , كل حسب طاقته وحاله وإيمانه.
والأصل في هذا قوله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}[آل عمران/110].
وقوله سبحانه :{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[التوبة/71].
فهذه النصوص الشريفة وغيرها كثير تؤكد المسئولية الجماعية ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأن ذلكـ من أهم خصائص وأسس قيام المجتمع المسلم , فيكون كل فرد – بعد الله – رقيباً على إخوانه ومن يحيي معه في المجتمع الصغير والكبير المحلي والعالمي , وهذه الرقابة رقابة توجيه وتواصي وتواصل وتعاون , وفي بعض الأحوال زجر وردع وهجر ومقاطعه ومحاسبه وتأنيب كل ذلك من أجل شيوع الصلاح والخير بالمجتمع , وإضعاف وإماتة الشر والفحش بالمجتمع , حتى لا يطغى الفساد ولا يجد من ينكره ويبتره فيعم الجميع عقاب الله تعالى .

ولا تعارض بين المسئولية الشخصية والمسئولية الجماعية حيث إن الإنسان – والمسلم على وجه الخصوص- اجتماعي بطبيعته مدني بفطرته لا يمكن أن يعيش وحده بل يحتاج إلى بني جنسه يحبهم ويكره منهم , ويعطي ويأخذ , والناس مختلفون في طباعهم وتفكيرهم وسلوكهم ، فيوجد من يخرج على نظام الجماعة وقوانينها , فيجب على الجماعة التي تريد السلامة والصلاح والتقدم أن تأخذ على يد العابثين والمخالفين لهذه الأنظمة , فالصالح لا يتم صلاحه إلا بدعوة الآخرين إلى الصلاح والكف عن الفساد،وحيث إن الفساد إذا عم منعه من صلاحه وعكر عليه صفو حياته , ولا يصح أن يكون أثر صلاحه موقوفاً عليه , وإلا لما تحرك الإسلام من مكة أو على الأكثر الجزيرة العربية , ولكن لما أيقن المسلمون الأيمان واستشعروا المسئولية تجاه إخوانهم في الإنسانية ورغبوا في أن ينعم الله عليهم
بالهداية في الدين العظيم مثلما أنعم عليهم حملوا المسئولية وأدوا الأمانة وبلغوا نور الرسالة إلى آفاق الدنيا الواسعة.
ويتبقى على كل مسلم أن يقوم بمسئوليته بالتواصي بالحق والصبر والمرحمة , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين كل مجتمع يعيش فيه وعلى كل قوم له عليهم ولاية بدءاً من زوجه وأولاده وأهله وعشيرته وجيرانه وأقاربه وبلده في حضره وسفره , حسب الحال والمقام ويحسن النية ويرفق في القول.
( لكن ينبغي أن نفرق هنا بين مسئولية الفرد عن عمل غيره ومسئولية صاحب العمل نفسه فصاحب العمل مسئول عن إضلال غيره بآرائه وتوجيهاته أو سلوكه الفاسد , والأخر مسئول عن إتباعه لآراء غيره وتقليد الفاسد , ثم لعدم مقاومته لهذه الظروف من هذ1 الفساد الصادرة من غيره . إذن فالمسئولية مزدوجة من حيث أنه أحدث عملاً فاسداً ثم أصبح الفاسد سببا بعمله الفاسد لعمل الآخرين مثل عمله ولهذ1 قال تعالى{ {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }[النحل/25].
كما ينبغي أن نفرق بين مسئولية المسلم عن كفر الكافر وبين مسئوليته عن فساد المسلم وفعله المنكر أمامه . فالمسئولية إزاء الكافر قاصرة على الدعوة إلى الإيمان .
أما مسئوليته إزاء فساد المسلم والمجتمع الإسلامي فالأمر يختلف هنا ذلك أن المسئولية لا تقتصر على مجرد الدعوة والإرشاد , بل تشمل أيضاً مقاومة الفساد وتغير المنكر وإرجاع المنحرف عن انحرافه بكل سبيل .
فيجب أن يستخدم في سبيل ذلك كل ما يمكنه أن يستخدمه من قوة اليد أو اللسان وبمقاطعته وعدم التعامل معه مطلقاً , وهذ1 هو الإنكار بالقلب ).
فالمسئولية الجماعية شاملة لكل فئات المجتمع ولكن أيضاً محدودة لكل فئة بصفة خاصة فإذا كانت مرات التغيير للمنكر ثلاثة هي اليد أو اللسان أو القلب , فهي تصلح أحياناً لواحد فقط يتدرج فيها كأصحاب الولاية الشرعية من والد وحاكم ونائب عنهما ففي هذه الحالة يربي الوالد ولده بإنكاره عليه الشر بالقلب والهجر وعدم الرضى إذا أجدى فيها وإلا انتقل إلى اللسان نصحاً وتوجيهاً وتعليماً أو زجراً أو توبيخاً , وإلا تنتقل لليد وتكون اليد زاجرة رادعة لا قاصمة أو كاسرة وهكذ1 كل من له ولاية عامة , وأحياناً يتعين طريق واحد للتغيير على فئة بعينها لا يجوز لهم أن يتجاوزوها لما قد يترتب عليها من منكر أعظم , فمن آداب وفقه الاحتساب ألا يؤدي تغيير المنكر إلى منكر أشد منه .
يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( كلكم راع ومسئول عن رعيته , والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئوله عن رعيتها , والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته ).
وأن مما ينبغي على الوالدين والمربين غرس معاني تحمل المسئولية لدى أبنائهم وتلامذتهم ففيها معاني عظيمه في نشأة الأبناء الذين هم أباء ورجال ونساء المستقبل وفي تقوية دواعي الرجولة والقوة والتحمل لديهم , فيتعلموا كيف يتصرفون في المواقف المختلفة , ويخرجون مما يعرض لهم من مشكلات وأزمات وتكون التربية بالمسئولية الكاملة الشاملة أمام الله سبحانه أولاً , ثم أمام ضميره ووجدانه , ثم أمام المجتمع , وأن غرس هذه المعاني في الصغر كما هو معلوم يرسخ ويتعمق أثره في نفس الناشئة . لا سيما مراقبة الله وخشيته في السر والعلانية واطلاعه على كافة شؤون المرء , وصدق الله إذ يقول حكاية عن لقمان مع ابنه {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }[لقمان /16].

سادساً :
التكامل في معاملة الظاهر والباطن .
تمتاز الأخلاق الإسلامية – شأن الإسلام كله – بالنظرة التكاملية بحكمها على الأشياء وإشباعها لغرائز الإنسان , فنرى أن الله يؤكد مطالبته وأوامره للإنسان بإصلاح نفسه ظاهراً وباطناً بكمال علم الله وشموله , ووقوع المحاسبة على الأعمال الظاهرة والسلوك الواضح , كما تقع أيضاً على النوايا والبواعث.
( فالقانون الأخلاقي الإسلامي لا يكتفي فقط بالحكم على أعمال الإنسان الظاهرة بالخير أو بالشر , بالفضيلة أو الرذيلة , ولكن يمتد إلى الحكم على النوايا والبواعث والمقاصد .
ولم تستطع أي نظرية أخلاقية أخرى أنت تفعل ذلك , فليوقن المسلم أنه يتعامل مع الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، فعلم الظاهر والباطن يتساويان عند الله – تعالى – ومن دلالة ذلك مثوبته سبحانه لمن صلحت نيته , وصفة سريرته , وحسن قصده , حتى وإن قصر به جهده ، قال تعالى {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ}[التوبة/92].
وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (إن بالمدينة أقواماً , ما قطعتم وادياَ ولا سرتم مسيراً إلا وهم معكم قالوا : وهم بالمدينة ؟ قال نعم حبسهم العذر ).
فهؤلاء صادقوا النية طيبوا النفس والقصد , حزنوا كثيراً لمَّا لم يجدوا عند الرسول – صلى الله عليه وسلم – حملهم وعدة جهادهم في سبيل الله , حتى فاضت أعينهم من الدمع , والله إنما يبتلي بالأعمال ليظهر العامل من الخامل فلما تم جهدهم , وقصرت بهم الإمكانيات الخاصة والعامة أعظم الله لهم الأجر وأشركهم في ثواب الغزو ، فالهم والعزم على فعل الشيء الطيب يؤجر عليه صاحبه – ومن رحمة الله – أن الهم والعزم على الفعل القبيح لا يؤاخذ به صاحبه .


ومن تكامل الأخلاق الإسلامية أنها تنظر إلى الإنسان نظرة متكاملة بحسب تكوينه من جسد وروح , ولكل منهما متطلبات , فأخلاق الإسلام لا تجعل الجسد يطغى على الروح , ولا الروح تطغى على الجسد قال تعالى { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }[التوبة / 92] 0
يقول الحافظ أبن كثير في معناها : ( أي أستعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات, التي يحصل لك بها الثواب في الدنيا والأخره { وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } أي : مما أباح الله فيها من المأكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح , فإن لربك عليك حقاً ولنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً , ولزوجك عليك حقاً , فآتي كل ذي حق حقه وأحسن كما أحسن الله عليك ) أي : أحسن إلى خلقه كما أحسن هو إليك { وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ} أي : لا تكن همتك بما أنت فيه أن تفسد به في الأرض , وتسيء به إلى خلق الله , { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } .
والأخلاق الإسلامية عملت على تلبية مطالب الجسد وتنميته بطيب المأكل والمشرب والمسكن والمنكح والملبس , وألزمت بأخلاق وسلوكيات يقوم بها ذلك الجسد السوي القوي , وبنفس الدرجة سعت الأخلاق الإسلامية إلى إشباع أشواق الروح وتعبيد طريقها في العروج إلى الله , بالتوحيد الخالص والذكر الدائم والفكر المستقيم والسلوك الطاهر مع الله ثم مع النفس ثم مع الآخرين . حدث ذلك في تواؤم وانسجام واعتدال .
وبضدها تتميز الأشياء حيث قرآنا ورأينا دولاً وأمماً غلبت جانباً على آخر فما استقامت مسيرتها , ولا طالت مدتها , بل سريعاً ما زالت وانهارت ليستوي في ذلك الفكر الوضعي والشرائع السماوية المحرفة حيث تطرقت اليهودية المحرفة إلى المادية , وانحرفت المسيحية المحرفة إلى الإغراق في الروحانية السلبية.


وها هي دول أوربا وأمريكا وروسيا نزعت إلى المادية في عصرنا الحاضر وقبله فانحطت أخلاقها , وفسدت أنظمتها , وساءت حياتها , واختل بناؤها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhoob-alsdagh.yoo7.com
 
مفهوم الاخلاق (3)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مفهوم الاخلاق (4)
» الاخلاق والطيبة ...
» امهات الاخلاق عند الامام الغزالي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: تصحيح المفاهيم - تصحيح المعاني الفكرية المؤثرة في السلوك الانساني-
انتقل الى: