العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» 77- من دروس القران التوعوية-الدوران حول النفس خلق مذموم!!
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitimeاليوم في 1:42 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitimeأمس في 2:05 pm من طرف سها ياسر

» 76- من دروس القران التوعوية- حُسن الجوار
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-13, 10:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 75- من دروس القران التوعوية - وجوب اخذ زمام المبادة للامة والجماعات والافراد
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-12, 9:29 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 74-من دروس القران التوعوية- الحقوق !!!
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-11, 9:37 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 34- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - التزكية والتعليم
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-10, 11:47 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
اسماء الجن الكفار و المسلمين
بيت من الشعر اذهلني - الشاعر كريم العراقي
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من ذا يبلغها بأني متعب - كلمات علي العكيدي
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 677 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 677 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
معتصم - 12434
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4333
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
العرين - 1193
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
زهره النرجس
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
معتصم
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
معمر حبار
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
هيام الاعور
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
sa3idiman
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
لينا محمود
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_rcapالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_voting_barالعبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66425 مساهمة في هذا المنتدى في 20324 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام
نبيل القدس ابو اسماعيل


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 38802
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور Empty
مُساهمةموضوع: العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور   العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور I_icon_minitime2019-05-22, 10:34 pm

العبادات.. والقِيَم الدينية

صبحي غندور

جمعت الرسالات السماوية كلّها بين الدعوة لعبادة الخالق من خلال فرائض تختلف في تفاصيلها، وبين جملة من القيَم والمبادئ المشتركة التي تتعلق بدور الإنسان في الحياة. ولقد لخّص القرآن الكريم هاتين المسألتين في تكرار الربط ما بين "الإيمان والعمل الصالح". وإذا كان التعبير عن "الإيمان" يتحقّق من خلال ممارسة شعائر العبادة، فإنّ مجالات "العمل الصالح" هي المجتمع نفسه والعلاقة مع الإنسان الآخر أيّاً كان لونه وجنسه ومعتقده، بل ومع الطبيعة أيضاً. وكم هو سهل التحقّق من ممارسة العبادات أو عدمها بينما من الصعب حصر ما يقوم به الإنسان من "عمل صالح" أو مدى التزامه بالقيَم الدينية عموماً.

أذكر في فترة وجودي بالعاصمة اللبنانية بيروت خلال الحرب الأهلية، شخصاً كان يملك متجراً مجاوراً لمكان عملي، وكنت أراه يقوم بفريضة الصلاة أمام متجره أحياناً، ويحبّ أن يناديه الآخرون بلقب "الحاج" على اعتبار أنّه أدّى فريضة الحجّ أكثر من مرّة (بالمناسبة – ومع تقديري أنّ الحجّ فريضة العمر وأنّ الحاجّ يتكبّد المشاقّ الكثيرة لتحقيقها- فإني لا أدري لِمَ يتداول الناس لقب "الحاج" وكأنّ ذلك مشابه لألقاب مهنية كالطبيب أو المحامي أو المهندس، علماً بأنّ الناس لا يدعون إنساناً آخراً بلقب "المصلّي" أو "المتزكّي" وغيرها من فرائض العبادة)، وقد تبيّن فيما بعد أنّ هذا الشخص التاجر كان من كبار تجّار المخدرات في بيروت، وأنّه كان يحاول استخدام المسائل الدينية الشكلية لتغطية عمله المسيء للناس وللمجتمع.

ربّما، لذلك ميّز القرآن الكريم أيضاً بين "المسلمين" و"المؤمنين"، فالإشهار بالإسلام وممارسة العبادات أمر يحكم الناس على رؤيته ووجوده، لكن فعل "الإيمان" متروكٌ إدراكه وتقدير مدى صحّته للخالق سبحانه وتعالى.

وكم هي بليغة في معانيها الآية الكريمة (33) من سورة (فصّلت): "ومن أحسنُ قولاً ممّن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنّني من المسلمين".

ففي هذه الآية يرتبط "القول الحسن"، الذي يسبق القول "إنّني من المسلمين"، بالجمع بين الدعوة إلى الإيمان بالله تعالى وبين العمل الصالح.

كذلك الآية (10) من سورة (فاطر): "من كان يريدُ العزّةَ فللّهِ العزّةُ جميعاً، إليه يصعدُ الكلِمُ الطيّبُ والعملُ الصالحُ يرفعُهُ، والذين يمكرونَ السيّئاتِ لهمْ عذابٌ شديدٌ وَمكْرُ أولئكَ هو يبور".

ف"العمل الصالح" هنا هو الذي يرفع "الكلم الطيّب" إلى الخالق، وهو "الفعل" الذي يجب أن يرفق "القول" لكي يصل إلى الله عزّ وجلّ.



عن العلم والمنطق والعقل

كثيرون الآن في الغرب يتّهمون الإسلام بالحضّ على ممارسة العنف، وبأنّ المسلمين لا يتعاملون مع الأمور بالعقل والمنطق والعلم. ومعايير هؤلاء "الغربيين" هي وقائع أحوال مجتمعات بلدان العالم الإسلامي وما يحدث هنا وهناك من ممارسات عنفية باسم الإسلام. لكن بغضّ النظر عن الأبعاد السياسية المشبوهة في هذه الاتّهامات، وعن أسباب التخلّف والعنف في المجتمعات الإسلامية، والتي يتحمّل نصيباً كبيراً منها الغرب نفسه، فإنّ بعض المسلمين يتجاهلون أحياناً القيمة الكبرى التي أعطاها الله في قرآنه الكريم لكلٍّ من العلم والمنطق والعقل.

إنّ النبيّ إبراهيم عليه السلام كان أوّل المسلمين وكان في دعوته للإيمان بالله الواحد، وفي مخاطبته لقومه، وقبل هذا وذاك في كيفيّة إدراكه لوحدانيّة الله، يستند إلى المنطق والحجّة أساساً. وقد مارس ذلك حينما تساءل عن أفول المخلوقات وبأنّها لا تستحقّ العبادة، ثمّ في طريقة تحطيمه للأصنام إلا واحداً منها لكي يحاجج قومه بأن يسألوا الصنم المتبقّي عمّا حدث!

فقد ارتبطت الدعوة إلى الله لدى جد الأنبياء باستخدام الحجّة والمنطق، ولم تقترن أصلاً بمعجزات أجراها الله على يديه مع أتباعه، كما حدث مع النبي موسى والنبي عيسى عليهما السلام.

كذلك كانت سيرة خاتم الرسل محمدّ (صلّى الله عليه وسلّم)، النبيّ الأمّي الذي تلقّى وحي التنزيل لقرآنٍ بليغ، وهو في الأربعين من العمر، فلم تكن دعوته إلى الإيمان والعمل الصالح مقترنة بمعجزات لإقناع الصحابة بما أوحي إليه، بل في نصوص قرآنية هي كلمات الله تعالى التي عجز البشر عن محاكاتها، والتي جاء في حوالي خمسين آية منها ذكر فعل "العقل" ومشتقاته.

فالدعوة للإيمان بالخالق الواحد اقترنت بالمنطق والحجّة، ودعت إلى استخدام العقل والتدبّر في فهم الخلق، فهكذا كانت السيرة مع جد الأنبياء وهكذا اختتمت مع خاتمهم، عليهم السلام أجمعين.

إنّ دول الغرب تستند في تراثها الديني لما هو مزيج من الرسالتين اليهودية والمسيحية، وكلاهما اعتمدتا في فترة ظهورهما على المعجزات لإقناع الناس بالدعوة إلى الإيمان بالله أكثر من الاعتماد على المنطق والحجّة والعقل!! ثمّ اختار الغرب في القرون القليلة الماضية الابتعاد عن الدين مستخدماً العلم والمنهج العقلاني بمعزل عن تراثه الديني، بينما اختار الشرق (أو لنقل اضطرّ لذلك) الابتعاد عن العلم والعقلانية بظنّ ووهم أنّ ذلك يقرّبه من الدين، فإذا به يعود إلى عصر الجاهلية!!.

في القرآن الكريم قيمة كبرى للعلم وللعلماء، قلَّ ما تُدرَك. وهي مسألة واضحة في أكثر من آية قرآنية وحديث نبوي شريف. لكن استوقفتني الآيات الكريمة (من الآية 30 إلى الآية 34 من سورة البقرة) التي فيها حوار الله تعالى مع الملائكة حول السجود لآدم، وكيف أنّ الملائكة خاطبوا الخالق عزّ وجلّ بعدما أبلغهم أنّه "جاعلٌ في الأرض خليفة"، فقالوا "أتجعلُ فيها من يُفسدُ فيها ويسفكُ الدماءَ ونحن نسبّحُ بحمدٍكَ ونقدّسُ لك""، فجاءت الآيات بعد ذلك تتحدّث عن الميزة التي جعلها الله تعالى في مخلوقه آدم وتقتضي من الملائكة السجود له، وهي ميزة العلم.



خلاصات من آيات قرآنية

نقرأ في القرآن الكريم: }وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴿١٢٥﴾ سورة النساء{.

لكن نحن لا نعرف كيف ومتى كان النبي إيراهيم (ص) يصلّي ويصوم، وهو الذي جاء قبل ظهور التوارة والإنجيل والقرآن، وقبل تعصّب بعض المسلمين لمذاهب واجتهادات فقهية حصلت بعد ختم النبوة الإسلامية. فالنبي إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً، ولا سنّياً ولا شيعياً، بل كان مسلماً حنيفاً بالمعنى الشمولي لكلمة "الإسلام" التي تعني كل من آمن بالله الخالق عزّ وجلّ.

أيضاً، أجد في الآية 12 من "سورة فاطر" ما هو حكمةٌ بليغة ودرسٌ هام لمن لا يقبلون بالرأي الآخر ولا يجدون الحقيقة والمنفعة إلاّ فيما هم عليه من معتقد وينكرون ذلك على المخالفين لهم. تقول الآية الكريمة: (وَمَا يَستَوِى ٱلبحرَانِ هَـٰذَا عَذبٌ فُرَاتٌ سَآئغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأكُلُونَ لَحمًا طَرِيًّا وَتَسَتخرِجُونَ حِليَةً تَلبَسُونَهَاۖ وَتَرَى ٱلفُلكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبتَغُواْ مِن فَضلِهِۦ وَلَعَلَّكُم تَشكُرُونَ).

فسبحان الله الذي خلق هذا التنوّع والاختلاف في كلِّ خلقه بما في ذلك الماء الذي جعل منه كلَّ شيءٍ حي، فإذا بالآية تؤكّد على أنّه بالرغم من عدم سواسية "البحرين"، أحدهما عذبٌ والآخر ملحٌ أجاج، فإنّ بينهما فوائد وقواسم مشتركة يستفيد منها الناس: أكل اللحم الطري، استخراج الحلي وتسيير السفن فيهما... فهكذا يجب أن تكون حكمة وأمثولة هذه الآية في كلّ أمور الناس وأفكارهم وأعمالهم وأشكالهم. فالاختلاف لا يعني عدم وجود قواسم ومنافع مشتركة يمكن البناء عليها بين "المختلفين".

وفي سورة فاطر، نجد أيضاً ما ورد في الآية 18 من دعوة لعدم التعميم في الأحكام: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخرَىٰ)، وهو أمرٌ كانت عليه القبائل العربية قبل الإسلام من حيث أسلوب العقاب الجماعي لعائلة أو عشيرة أو قبيلة إذا أخطأ أحد أفرادها، وهي مفاهيم ما زالت قائمة للأسف في العديد من المجتمعات حيث يقترن مفهوم "الثأر" بعقاب جماعة المخطئ لا المخطئ نفسه فقط، كما نرى المشكلة في تعميم النظرة السلبية على أفكار وهُويات وشعوب وأديان بسبب أخطاء أو جرائم أفراد ينتمون إليها.

كذلك نقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى: "ولقد كرّمنا بني آدم"، وفي ذلك ارتباط حتمي بين الإنسان عموماً في أيِّ زمانٍ ومكان، وبين الكرامة في الوجود والتكريم في الحياة والدور.

لكن أين هي هذه المفاهيم في واقع وسيرة الناس، أفراداً كانوا أم جماعاتٍ وأمما؟ صحيح أنّ الرسالات السماوية وضعت الكثير من ضوابط السلوك الإنساني تجاه الآخر والطبيعة عموماً، لكن البشر الذين أكرمهم الله أيضاً بمشيئة الاختيار بين الخير والشر، بين الصالح والطالح، لا يحسنون دوما الاختيار، فتتغلّب لديهم الغرائز وبعض العادات والتقاليد على القيَم، والمصالح على المبادئ، والأطماع على الأخلاق.

هو عصرٌ نعيشه الآن فيه مزيجٌ من التحدّي: تحدّي الجهل عن حقيقة الإسلام لدى غير المسلمين، وتحدّي الجاهلية التي يكرّر سماتها بعض المسلمين في الأفكار والممارسات معاً.



21-5-2019

* مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhoob-alsdagh.yoo7.com
 
العبادات.. والقِيَم الدينية - صبحي غندور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موساديون بلا حدود! صبحي غندور
» وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور
» دروس من الهزيمة والانتصار! صبحي غندور*

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: اخبار - مقالات سياسية - :: الاسلام والحياة - نبيل القدس-
انتقل الى: