المقياس ومفهومه Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» 77- من دروس القران التوعوية-الدوران حول النفس خلق مذموم!!
المقياس ومفهومه I_icon_minitimeاليوم في 1:42 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
المقياس ومفهومه I_icon_minitimeأمس في 2:05 pm من طرف سها ياسر

» 76- من دروس القران التوعوية- حُسن الجوار
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-13, 10:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 75- من دروس القران التوعوية - وجوب اخذ زمام المبادة للامة والجماعات والافراد
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-12, 9:29 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 74-من دروس القران التوعوية- الحقوق !!!
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-11, 9:37 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 34- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - التزكية والتعليم
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-10, 11:47 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
اسماء الجن الكفار و المسلمين
بيت من الشعر اذهلني - الشاعر كريم العراقي
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من ذا يبلغها بأني متعب - كلمات علي العكيدي
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 691 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 691 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
معتصم - 12434
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4333
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
العرين - 1193
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
زهره النرجس
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
معتصم
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
معمر حبار
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
هيام الاعور
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
sa3idiman
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
لينا محمود
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66425 مساهمة في هذا المنتدى في 20324 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 المقياس ومفهومه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 4333
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 66

المقياس ومفهومه Empty
مُساهمةموضوع: المقياس ومفهومه   المقياس ومفهومه I_icon_minitime2021-03-18, 6:22 am

--== بسم الله الرحمن الرحيم == --
مفهوم المقياس ..ماهو لغة واصطلاحا ؟..:-
المقياس :- وهو ما يقاس به، وآلته التي تضبط بها الاشياء ومقاديرها. من قاس.وقاس الشيء بمعنى قدره، قاس الارض قدر طولها وعرضها بوحدة قياس معينة.
والفعل قاس اذا تعدى بالباء فتكون للمقدار، كقولك قست المسافة بالخطوات او بالامتار ، وقاس الشيء بالشيء للمقارنة والمناظرة بينهما لبيان اوجه الشبه او الاختلاف.
واذا تعدى بالى فيكون للمقارنة، كقولك قست عمل فلان الى عمل فلان، اما اذا تعدى بعلى، كقولك قست الامر على مثيله فيكون للمماثلة او المقارنة وبيان اوجه التطابق او الاختلاف.
والقياس هو عملية اجراء التقدير و المقارنة والمماثلة، ومعرفة اوجه الشبه او التطابق او عدمه، او الفروق بين امرين او شيئين. 
 ولغة يعني رد الشيء إلى نظيره ومثيله او شبيهه.
وعند الفلاسفة :- قول مركب من قضايا إذا سلم بها لزم عنها لذاتها قول آخر.كقولهم :العالم متغير وكل متغير حادث ، فالعالم إذن حادث .
وعند اهل الفنون والمهن :-عمل عقلي يترتب عليه انتقال الذهن من الكلي إلى الجزئي المندرج تحته ، كما إذا انتقل الذهن من مفهوم أن زوايا كل مثلث تساوي زاويتين قائمتين إلى أن زوايا هذا المثلث المرسوم أمامي الآن تساوي زاويتين قائمتين .
وعند الفقهاء:- حمل فرع على حكم أصل لعلة مشتركة بينهما. 
والذي يهمنا هنا هو القياس الذهني او العقلي، والذي يقتضي وجود مقياس نحكم به على الافكار، وبالتالي على السلوكيات والتصرفات البشرية.. اي مقياس للافكار والمفاهيم بصفتها موجهات السلوك لدى الانسان وضوابط الدوافع . حيث ان اخراج السلوك البشري لمسرح احداث الحياة يمر في سلسلة عمليات معقدة، تبدأ بدوافع الاشباع لجوعات الحاجات العضوية للجسد، ومتطلبات الغرائز الدفينة في فطرة النفس الى الاحساس بتلك الحاجات، الى تحولها الى طلب ملح، الى تاثيرها على الجهاز العصبي في الجسد، وتاثيرها على الدماغ، الى اصدار الدماغ اوامره بالسعي لاعضاء الجسد للتحرك لاشباعها وفق ما اعتاد من طريقة ووسائل للاشباع، فتتحكم هنا الافكار والمفاهيم المخزنة في الدماغ لتحديد نوعية الاشباع و وسيلته وطريقته. .. فاصبح من الضروري بحث الافكار والمفاهيم للسيطرة على السلوك المتحتم على الانسان مسلكه لتوجيه الرغبة الجامحة والشهوة الحارقة التي يرافقها اثارة الاحاسيس وانفعال المشاعر .. ليرتقي الانسان ويسمو في سلوكه الاشباعي عن المستوى البهيمي الحيواني . 
فهل العقل حر طليق في اختيار ما يليق وما لا يليق!؟ وبالتالي هل هو صاحب الحكم بالتحسين والتقبيح للافعال والاشياء؟! واذا كان كذلك فما هو المقياس لصحة احكام العقل على سلوك الانسان وتصرفاته؟! 
ام ان العقل بذاته لا بد له من مقياس يستند اليه في اصدار احكامه لينضبط به ويقاس نتاجه عليه ويتقيد به ؟؟ 
وللاجابة على هذه الاسئلة لابد من ادراك واقع العقل ، ما هو العقل ؟؟ 
العقل هو القوة المدركة في الانسان ، القادرة على فهم الوقائع والاحداث بادراك ما يقع عليه الحس من واقع تنقله الحواس الى الدماغ، وتفسيره بحسب المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ . فيصدر حكمه على الواقع، فيكون ذلك الحكم هو الفكرة التي اصدرها ذلك العقل على ذلك الواقع . وصحة الفكرة ووضوحها يعتمد على مدى الاحساس بالواقع، وقدرة الحواس على دقة الادراك والاحاطة بالواقع، ومدى دقة نقله، ثم على كمية ومدى صلاحية ونوعية المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ، بالتلقين والتعليم، او بالتجربة والممارسة والخبرة، ثم مدى قدرة الدماغ على الربط بين مخزوناته وبين ما وقع عليه احساسه، وهذه القدرة اما ان تكون موهوبة، او مكتسبة بالمراس، او كليهما معا. وبناء على ذلك فالعقول متفاوتة الادراك، وبالتالي متفاوتة الاحكام، فيحتاج العقل ذاته الى مقياس لتقاس به انتاجاته، ليحكم بصحتها او مخالفتها وبطلانها. 
وتخضع عمليات التفكير احيانا للانفعالات العاطفية وتتاثر بثورة الاحاسيس والمشاعر العاطفية والنفسية لذلك جاء النهي الشرعي ان يقضي القاضي وهو غضبان ، او جوعان ،او يدافعه الاخبثان .. لان ذلك سيؤثر قطعا على تفكيره واصداره للاحكام ..لان الانسان مهما بلغ من السمو والتسامي يقع تحت تاثير الانفعال وردة الفعل، وتاسره المشاعر وتتملكه العواطف، ويتاثر بالمالوف ومفاهيم الاعماق سلبا او ايجابا. فكان لا بد من ان يكون واضع المقياس للعقل ان يكون محايدا لامصلحة ذاتية له،: { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }، ولا بد ان يكون محيطا بالوقائع والحوادث وسنن الوجود،﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وان لا يتاثر بتقلب الاحوال ولا بالانفعالات تجاه الحوادث ومجريات الاحداث،(اللَّـهُ الصَّمَدُ ولا يكون ذلك الا بالمتصف بالاستغناء عن الوجود والكمال واجب له في نفسه وذاته، وهو الله تعالى، فاصبح من الضروري الوجودي للانسان المستخلف من الله الخالق لعمارة الارض، من اللجوء اليه، 
اولا: لبناء عقله بناء صحيحا ليستقيم فكره مع مراد ربه من خلقه وايجاده وتوليته امر عمارة الارض التي بها تعبده الله واوكل اليه امانتها وحملها له ...
وثانيا: الحكم على سلوكه وتصرفاته، لضبط افعاله وانفعالاته بصفته جنس كامل مكلف مكرم بالعقل، وبصفته فرد لا يستغني بنفسه عن العيش مع غيره وبني جنسه. فلذلك تكرم الله تعالى الغني الكامل سبحانه على الانسان بارسال الرسالة والدين للانسان المحتاج الناقص.
 والدين يعني امرين:الاول - العقيدة وهي فكرة كلية عن الانسان والكون والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، والتي تبني الفكر وينبثق التفكير من خلالها ، فتتحد المفاهيم وتصنع القيم. والثاني - ما ينبثق عنها من نظام منظم لشؤون الحياة، وهو الشريعة التي هي خطاب الله تعالى المتعلق بتنظيم افعال العباد وانشطتهم في كافة مناحي الحياة.
وقد قال الله تعالى ( قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 ) قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ( 58 ) ) الانعام.
وقال عز وجل :(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (40 يوسف)، فالدين القيم ليس للانسان دخل في صناعته لا بعقله ولا بهواه، انما هو حكم الله ومشيئته ، فلا يعبد ويطاع بمزاج وهوى .
قال سبحانه : -(.... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)الحشر.
وبناء على ما سبق فيكون مقياس الفكر والمفاهيم والحكم عليها صحة وبطلانا هو العقيدة، ويكون مقياس السلوك والتصرفات والافعال هو الاحكام الشرعية المستنبطة من خطاب الله تعالى الموحى به لنبيه سلام الله عليه، والمتعلقة بافعال العباد لضبطها واستقامتها على مراد الخالق جل وعلا من المخلوق المستعبد بها له تعالى.هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى سبحانه منا، هدى لا ضلال معه ولا بعده ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 4333
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 66

المقياس ومفهومه Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقياس ومفهومه   المقياس ومفهومه I_icon_minitime2022-12-03, 6:06 am

--== بسم الله الرحمن الرحيم == --
مفهوم المقياس ..ماهو لغة واصطلاحا ؟..:-
المقياس :- وهو ما يقاس به، وآلته التي تضبط بها الاشياء ومقاديرها. من قاس.وقاس الشيء بمعنى قدره، قاس الارض قدر طولها وعرضها بوحدة قياس معينة.
والفعل قاس اذا تعدى بالباء فتكون للمقدار، كقولك قست المسافة بالخطوات او بالامتار ، وقاس الشيء بالشيء للمقارنة والمناظرة بينهما لبيان اوجه الشبه او الاختلاف.
واذا تعدى بالى فيكون للمقارنة، كقولك قست عمل فلان الى عمل فلان، اما اذا تعدى بعلى، كقولك قست الامر على مثيله فيكون للمماثلة او المقارنة وبيان اوجه التطابق او الاختلاف.
والقياس هو عملية اجراء التقدير و المقارنة والمماثلة، ومعرفة اوجه الشبه او التطابق او عدمه، او الفروق بين امرين او شيئين. 
 ولغة يعني رد الشيء إلى نظيره ومثيله او شبيهه.
وعند الفلاسفة :- قول مركب من قضايا إذا سلم بها لزم عنها لذاتها قول آخر.كقولهم :العالم متغير وكل متغير حادث ، فالعالم إذن حادث .
وعند اهل الفنون والمهن :-عمل عقلي يترتب عليه انتقال الذهن من الكلي إلى الجزئي المندرج تحته ، كما إذا انتقل الذهن من مفهوم أن زوايا كل مثلث تساوي زاويتين قائمتين إلى أن زوايا هذا المثلث المرسوم أمامي الآن تساوي زاويتين قائمتين .
وعند الفقهاء:- حمل فرع على حكم أصل لعلة مشتركة بينهما. 
والذي يهمنا هنا هو القياس الذهني او العقلي، والذي يقتضي وجود مقياس نحكم به على الافكار، وبالتالي على السلوكيات والتصرفات البشرية.. اي مقياس للافكار والمفاهيم بصفتها موجهات السلوك لدى الانسان وضوابط الدوافع . حيث ان اخراج السلوك البشري لمسرح احداث الحياة يمر في سلسلة عمليات معقدة، تبدأ بدوافع الاشباع لجوعات الحاجات العضوية للجسد، ومتطلبات الغرائز الدفينة في فطرة النفس الى الاحساس بتلك الحاجات، الى تحولها الى طلب ملح، الى تاثيرها على الجهاز العصبي في الجسد، وتاثيرها على الدماغ، الى اصدار الدماغ اوامره بالسعي لاعضاء الجسد للتحرك لاشباعها وفق ما اعتاد من طريقة ووسائل للاشباع، فتتحكم هنا الافكار والمفاهيم المخزنة في الدماغ لتحديد نوعية الاشباع و وسيلته وطريقته. .. فاصبح من الضروري بحث الافكار والمفاهيم للسيطرة على السلوك المتحتم على الانسان مسلكه لتوجيه الرغبة الجامحة والشهوة الحارقة التي يرافقها اثارة الاحاسيس وانفعال المشاعر .. ليرتقي الانسان ويسمو في سلوكه الاشباعي عن المستوى البهيمي الحيواني . 
فهل العقل حر طليق في اختيار ما يليق وما لا يليق!؟ وبالتالي هل هو صاحب الحكم بالتحسين والتقبيح للافعال والاشياء؟! واذا كان كذلك فما هو المقياس لصحة احكام العقل على سلوك الانسان وتصرفاته؟! 
ام ان العقل بذاته لا بد له من مقياس يستند اليه في اصدار احكامه لينضبط به ويقاس نتاجه عليه ويتقيد به ؟؟ 
وللاجابة على هذه الاسئلة لابد من ادراك واقع العقل ، ما هو العقل ؟؟ 
العقل هو القوة المدركة في الانسان ، القادرة على فهم الوقائع والاحداث بادراك ما يقع عليه الحس من واقع تنقله الحواس الى الدماغ، وتفسيره بحسب المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ . فيصدر حكمه على الواقع، فيكون ذلك الحكم هو الفكرة التي اصدرها ذلك العقل على ذلك الواقع . وصحة الفكرة ووضوحها يعتمد على مدى الاحساس بالواقع، وقدرة الحواس على دقة الادراك والاحاطة بالواقع، ومدى دقة نقله، ثم على كمية ومدى صلاحية ونوعية المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ، بالتلقين والتعليم، او بالتجربة والممارسة والخبرة، ثم مدى قدرة الدماغ على الربط بين مخزوناته وبين ما وقع عليه احساسه، وهذه القدرة اما ان تكون موهوبة، او مكتسبة بالمراس، او كليهما معا. وبناء على ذلك فالعقول متفاوتة الادراك، وبالتالي متفاوتة الاحكام، فيحتاج العقل ذاته الى مقياس لتقاس به انتاجاته، ليحكم بصحتها او مخالفتها وبطلانها. 
وتخضع عمليات التفكير احيانا للانفعالات العاطفية وتتاثر بثورة الاحاسيس والمشاعر العاطفية والنفسية لذلك جاء النهي الشرعي ان يقضي القاضي وهو غضبان ، او جوعان ،او يدافعه الاخبثان .. لان ذلك سيؤثر قطعا على تفكيره واصداره للاحكام ..لان الانسان مهما بلغ من السمو والتسامي يقع تحت تاثير الانفعال وردة الفعل، وتاسره المشاعر وتتملكه العواطف، ويتاثر بالمالوف ومفاهيم الاعماق سلبا او ايجابا. فكان لا بد من ان يكون واضع المقياس للعقل ان يكون محايدا لامصلحة ذاتية له،: { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }، ولا بد ان يكون محيطا بالوقائع والحوادث وسنن الوجود،﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وان لا يتاثر بتقلب الاحوال ولا بالانفعالات تجاه الحوادث ومجريات الاحداث،(اللَّـهُ الصَّمَدُ ولا يكون ذلك الا بالمتصف بالاستغناء عن الوجود والكمال واجب له في نفسه وذاته، وهو الله تعالى، فاصبح من الضروري الوجودي للانسان المستخلف من الله الخالق لعمارة الارض، من اللجوء اليه، 
اولا: لبناء عقله بناء صحيحا ليستقيم فكره مع مراد ربه من خلقه وايجاده وتوليته امر عمارة الارض التي بها تعبده الله واوكل اليه امانتها وحملها له ...
وثانيا: الحكم على سلوكه وتصرفاته، لضبط افعاله وانفعالاته بصفته جنس كامل مكلف مكرم بالعقل، وبصفته فرد لا يستغني بنفسه عن العيش مع غيره وبني جنسه. فلذلك تكرم الله تعالى الغني الكامل سبحانه على الانسان بارسال الرسالة والدين للانسان المحتاج الناقص.
 والدين يعني امرين:الاول - العقيدة وهي فكرة كلية عن الانسان والكون والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، والتي تبني الفكر وينبثق التفكير من خلالها ، فتتحد المفاهيم وتصنع القيم. والثاني - ما ينبثق عنها من نظام منظم لشؤون الحياة، وهو الشريعة التي هي خطاب الله تعالى المتعلق بتنظيم افعال العباد وانشطتهم في كافة مناحي الحياة.
وقد قال الله تعالى ( قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 ) قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ( 58 ) ) الانعام.
وقال عز وجل :(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (40 يوسف)، فالدين القيم ليس للانسان دخل في صناعته لا بعقله ولا بهواه، انما هو حكم الله ومشيئته ، فلا يعبد ويطاع بمزاج وهوى .
قال سبحانه : -(.... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)الحشر.
وبناء على ما سبق فيكون مقياس الفكر والمفاهيم والحكم عليها صحة وبطلانا هو العقيدة، ويكون مقياس السلوك والتصرفات والافعال هو الاحكام الشرعية المستنبطة من خطاب الله تعالى الموحى به لنبيه سلام الله عليه، والمتعلقة بافعال العباد لضبطها واستقامتها على مراد الخالق جل وعلا من المخلوق المستعبد بها له تعالى.هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى سبحانه منا، هدى لا ضلال معه ولا بعده ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 4333
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 66

المقياس ومفهومه Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقياس ومفهومه   المقياس ومفهومه I_icon_minitime2022-12-03, 11:22 am

--== بسم الله الرحمن الرحيم == --
مفهوم المقياس ..ماهو لغة واصطلاحا ؟..:-
المقياس :- وهو ما يقاس به، وآلته التي تضبط بها الاشياء ومقاديرها. من قاس.وقاس الشيء بمعنى قدره، قاس الارض قدر طولها وعرضها بوحدة قياس معينة.
والفعل قاس اذا تعدى بالباء فتكون للمقدار، كقولك قست المسافة بالخطوات او بالامتار ، وقاس الشيء بالشيء للمقارنة والمناظرة بينهما لبيان اوجه الشبه او الاختلاف.
واذا تعدى بالى فيكون للمقارنة، كقولك قست عمل فلان الى عمل فلان، اما اذا تعدى بعلى، كقولك قست الامر على مثيله فيكون للمماثلة او المقارنة وبيان اوجه التطابق او الاختلاف.
والقياس هو عملية اجراء التقدير و المقارنة والمماثلة، ومعرفة اوجه الشبه او التطابق او عدمه، او الفروق بين امرين او شيئين. 
 ولغة يعني رد الشيء إلى نظيره ومثيله او شبيهه.
وعند الفلاسفة :- قول مركب من قضايا إذا سلم بها لزم عنها لذاتها قول آخر.كقولهم :العالم متغير وكل متغير حادث ، فالعالم إذن حادث .
وعند اهل الفنون والمهن :-عمل عقلي يترتب عليه انتقال الذهن من الكلي إلى الجزئي المندرج تحته ، كما إذا انتقل الذهن من مفهوم أن زوايا كل مثلث تساوي زاويتين قائمتين إلى أن زوايا هذا المثلث المرسوم أمامي الآن تساوي زاويتين قائمتين .
وعند الفقهاء:- حمل فرع على حكم أصل لعلة مشتركة بينهما. 
والذي يهمنا هنا هو القياس الذهني او العقلي، والذي يقتضي وجود مقياس نحكم به على الافكار، وبالتالي على السلوكيات والتصرفات البشرية.. اي مقياس للافكار والمفاهيم بصفتها موجهات السلوك لدى الانسان وضوابط الدوافع . حيث ان اخراج السلوك البشري لمسرح احداث الحياة يمر في سلسلة عمليات معقدة، تبدأ بدوافع الاشباع لجوعات الحاجات العضوية للجسد، ومتطلبات الغرائز الدفينة في فطرة النفس الى الاحساس بتلك الحاجات، الى تحولها الى طلب ملح، الى تاثيرها على الجهاز العصبي في الجسد، وتاثيرها على الدماغ، الى اصدار الدماغ اوامره بالسعي لاعضاء الجسد للتحرك لاشباعها وفق ما اعتاد من طريقة ووسائل للاشباع، فتتحكم هنا الافكار والمفاهيم المخزنة في الدماغ لتحديد نوعية الاشباع و وسيلته وطريقته. .. فاصبح من الضروري بحث الافكار والمفاهيم للسيطرة على السلوك المتحتم على الانسان مسلكه لتوجيه الرغبة الجامحة والشهوة الحارقة التي يرافقها اثارة الاحاسيس وانفعال المشاعر .. ليرتقي الانسان ويسمو في سلوكه الاشباعي عن المستوى البهيمي الحيواني . 
فهل العقل حر طليق في اختيار ما يليق وما لا يليق!؟ وبالتالي هل هو صاحب الحكم بالتحسين والتقبيح للافعال والاشياء؟! واذا كان كذلك فما هو المقياس لصحة احكام العقل على سلوك الانسان وتصرفاته؟! 
ام ان العقل بذاته لا بد له من مقياس يستند اليه في اصدار احكامه لينضبط به ويقاس نتاجه عليه ويتقيد به ؟؟ 
وللاجابة على هذه الاسئلة لابد من ادراك واقع العقل ، ما هو العقل ؟؟ 
العقل هو القوة المدركة في الانسان ، القادرة على فهم الوقائع والاحداث بادراك ما يقع عليه الحس من واقع تنقله الحواس الى الدماغ، وتفسيره بحسب المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ . فيصدر حكمه على الواقع، فيكون ذلك الحكم هو الفكرة التي اصدرها ذلك العقل على ذلك الواقع . وصحة الفكرة ووضوحها يعتمد على مدى الاحساس بالواقع، وقدرة الحواس على دقة الادراك والاحاطة بالواقع، ومدى دقة نقله، ثم على كمية ومدى صلاحية ونوعية المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ، بالتلقين والتعليم، او بالتجربة والممارسة والخبرة، ثم مدى قدرة الدماغ على الربط بين مخزوناته وبين ما وقع عليه احساسه، وهذه القدرة اما ان تكون موهوبة، او مكتسبة بالمراس، او كليهما معا. وبناء على ذلك فالعقول متفاوتة الادراك، وبالتالي متفاوتة الاحكام، فيحتاج العقل ذاته الى مقياس لتقاس به انتاجاته، ليحكم بصحتها او مخالفتها وبطلانها. 
وتخضع عمليات التفكير احيانا للانفعالات العاطفية وتتاثر بثورة الاحاسيس والمشاعر العاطفية والنفسية لذلك جاء النهي الشرعي ان يقضي القاضي وهو غضبان ، او جوعان ،او يدافعه الاخبثان .. لان ذلك سيؤثر قطعا على تفكيره واصداره للاحكام ..لان الانسان مهما بلغ من السمو والتسامي يقع تحت تاثير الانفعال وردة الفعل، وتاسره المشاعر وتتملكه العواطف، ويتاثر بالمالوف ومفاهيم الاعماق سلبا او ايجابا. فكان لا بد من ان يكون واضع المقياس للعقل ان يكون محايدا لامصلحة ذاتية له،: { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }، ولا بد ان يكون محيطا بالوقائع والحوادث وسنن الوجود،﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وان لا يتاثر بتقلب الاحوال ولا بالانفعالات تجاه الحوادث ومجريات الاحداث،(اللَّـهُ الصَّمَدُ ولا يكون ذلك الا بالمتصف بالاستغناء عن الوجود والكمال واجب له في نفسه وذاته، وهو الله تعالى، فاصبح من الضروري الوجودي للانسان المستخلف من الله الخالق لعمارة الارض، من اللجوء اليه، 
اولا: لبناء عقله بناء صحيحا ليستقيم فكره مع مراد ربه من خلقه وايجاده وتوليته امر عمارة الارض التي بها تعبده الله واوكل اليه امانتها وحملها له ...
وثانيا: الحكم على سلوكه وتصرفاته، لضبط افعاله وانفعالاته بصفته جنس كامل مكلف مكرم بالعقل، وبصفته فرد لا يستغني بنفسه عن العيش مع غيره وبني جنسه. فلذلك تكرم الله تعالى الغني الكامل سبحانه على الانسان بارسال الرسالة والدين للانسان المحتاج الناقص.
 والدين يعني امرين:الاول - العقيدة وهي فكرة كلية عن الانسان والكون والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، والتي تبني الفكر وينبثق التفكير من خلالها ، فتتحد المفاهيم وتصنع القيم. والثاني - ما ينبثق عنها من نظام منظم لشؤون الحياة، وهو الشريعة التي هي خطاب الله تعالى المتعلق بتنظيم افعال العباد وانشطتهم في كافة مناحي الحياة.
وقد قال الله تعالى ( قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 ) قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ( 58 ) ) الانعام.
وقال عز وجل :(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (40 يوسف)، فالدين القيم ليس للانسان دخل في صناعته لا بعقله ولا بهواه، انما هو حكم الله ومشيئته ، فلا يعبد ويطاع بمزاج وهوى .
قال سبحانه : -(.... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)الحشر.
وبناء على ما سبق فيكون مقياس الفكر والمفاهيم والحكم عليها صحة وبطلانا هو العقيدة، ويكون مقياس السلوك والتصرفات والافعال هو الاحكام الشرعية المستنبطة من خطاب الله تعالى الموحى به لنبيه سلام الله عليه، والمتعلقة بافعال العباد لضبطها واستقامتها على مراد الخالق جل وعلا من المخلوق المستعبد بها له تعالى.هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى سبحانه منا، هدى لا ضلال معه ولا بعده ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المقياس ومفهومه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: اخبار - مقالات سياسية - :: قسم خاص - محمد بن يوسف الزيادي-
انتقل الى: