-----{{{{{ بسم الله الرحمن الرحيم}}}}}----- 46- الحلقة السادسة والاربعون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك 11- الوقفة الحادية عشرة مع الحج اخي الحاج الكريم ... اختي الحاجة الكريمة :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيثما كنتم وبعد:اعمال يوم النحر اليوم العاشر من ذي الحجة للحاج مرتبة حسب ما فعله النبي صلوات الله عليه واله وسلامه:-1-الذهاب إلى منى ورمي جمرة العقبة الكبرى:
بعد المبيت وصلاة الفجر بالمزدلفة - المشعر الحرام،واستشعارك بعظمة المقف وتعظيم شعائر الله تعالى، فمن علامات التقوى تعظيم شعائر الله -تعالى-، وهذا من قوله -تعالى-: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾، [الحج32] فقد جعل الله -تعالى- الأمور الظاهرة وهي تعظيم شعائر الله -تعالى- علامة على وجود أمر باطن وهو تقوى الله -تعالى-، ومعنى التعظيم في اللغة: هو ما يدل على التفخيم والتكبير، ... ومن مظاهر تعظيم شعائر الله تعالى تعظيم اوامره بالحرص على القيام بها واستفظاع التقصير عنها ،و وتعظيم نواهيه بالحرص كل الحرص على اجتنابها واستفظاع اتيانها، قال تعالى:- ( ﴿ذَلِكَ ومَن يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهْوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ...﴾(الحج 31) . وبرميك لابليس اللعين ورجمه اياك ان تعود لطاعة من لعنه الله و اياك والدخول في حلفه وحزبه،فاخلع من عنقك ربقة طاعته واولياءه من شياطين الانس ، واحفظ توبتك وحجك الذي هو توبة العمر ..
2 - النحر :
ثم بعد ذلك تنحر هديك إن كان عليك هدي بأن كنت متمتعا أو قارنا ، أما المفرد فلا هدي عليه ، ووقت النحر يمتد إلى آخر أيام التشريق ، ويجب أن يكون في حدود الحرم ، فلا يجوز نحر الهدي في عرفة مثلا أو أي مكان من الحل ، ويجوز ليلا أو نهارا من أيام التشريق ، وليس له اثر في تحلل الحاج .
ومن لا يقدر على شراء الهدي ، يصوم ثلاثة أيام في الحج ، قبل يوم النحر أو في أيام التشريق ، ولا يجوز لأحد أن يصوم أيام التشريق إلا من لم يجد الهدي من الحجاج ، ويصوم سبعة إذا رجع إلى أهله.
و آخر وقت النحر : غروب شمس آخر أيام التشريق ، وهو يوم الثالث عشر .
وبذبح الهدي واراقة الدم اذبح كبش الطمع وارق الجشع من نفسك ووزكها بقتل ما فيها من مظاهر الحرص على الدنيا المانع من ذكر اليوم الاخر ، يوم الجزاء والحساب..
3– الحلق أو التقصير :
ثم تحلق أو تقصر من شعرك والحلق أفضل ، والمرأة تقص من طرف شعرها قدر أنملة ، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين قائلا رحم الله المحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة متفق عليه .فان حلقت شعر راسك فاحلق معه كل فكر ضال وكل دعوة جاهلية منتنة ، وطهر فكرك لتستقيم كما اُمرت مع لا اله الا الله محمدا رسول الله وجاء بالحق من عند ربه وما عداه فهو الباطل
4- طواف الإفاضة :
ثم تنطلق إلى البيت لتطوف طواف الإفاضة ، وهو طواف الحج وهو من اركانه ، ويسمى أيضا طواف الزيارة ، وليس في هذا الطواف اضطباع ولا رمل .
وبطوافك حول البيت احرص دوما على ان تدور مع رحى الاسلام والقران ولا تتبع من اغل الله قلبه عن ذكره وان كان من اولي القربى !!
وبعد الطواف يصلي ركعتين خلف المقام ، فإن لم يتيسر ففي أي مكان من المسجد الحرام . لتستحضر انك على ملته الحنيفة كما امر الله تعالى نبيه باتباعها وهي تقوم على التبرؤ من الكفر والشرك واهله ولو كانوا من اقرب المقربين، وعدم تعظيم الاصنام اياً كانت،سواء حجرية كانت ام بشرية ، والتوجه الى الله تعالى مخلصين له الدين حنفاء لا مائلين الى يمين او يسار، بل هدي الله وصراطه المستقيم،فنتبناه من بداية المحيا الى الممات مستقيمين به مقيمين افكا واحكام حياتنا على اساسه ..
5- سعي الحج :
وبعد الطواف تسعى بين الصفا والمروة إن كنت متمتعا ، وان كنت قارنا أو مفردا ولم تسع بعد طواف القدوم ، فيجب عليك أن تسعى هنا . فالمتمتع يسعى سعيين ، سعي لعمرته وسعي لحجه ، وأما القارن والمفرد فيسعيان سعيا واحدا ، لحديث عائشة رضي الله عنها ( وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة فقد طافوا طوافا واحدا ) تعني الطواف بين الصفا والمروة وهو السعي ، متفق عليه .
وتستحضر في المسعى انك تقف امام الميزان واعمالك توزن لك وعليك وكفيتاه تتأرجحان، فترجو رحمته سبحانه وعفوه، وتخشى عقابه وعذابه ، وهذا الشعور والاحساس المتوجب على المؤمن العيش به ، فالرجاء مؤمل وكثرته تعطيك طول الامل ،، والخوف المفرط مقنط يولد اليأس، فعش بميزان الخوف والرجاء لتسعى في دنياك قاصدا اخراك ،،،
ويجوز لك أن تقدم أو تؤخر بين هذه الأنساك من اعمال يوم النحر ، إذ لا يجب فيها الترتيب ، بل الترتيب مستحب لتوافق فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن ابن عباس رضي الله عنها قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له في الذبح والحلق والرمي والتقديم والتأخير ، فقال : لا حرج . متفق عليه .
6- التحلل الأكبر والأصغر :
وإذا فعلت اثنين من هذه الاربعة وهي : رمي جمرة العقبة ، والحلق أو التقصير ، وطواف الإفاضة ، والنحر ، فقد حل لك كل شيء إلا النساء ، ويسمــى التحلل الأصغر.
فإن فعلت طواف الافاضة مع السعي إن لم تكن قد سعيت من قبل ، فقد حل لك كل شيء حتى النساء ، ويسمى التحلل الأكبر .
وبتحللك من احرامك فاستحضر في نفسك ان لا تحل لها الا ما احل الله ولا تحرم الا ما حرم الله ، فانت خضت تجربة القرب والاعتكاف على طاعة الله واتباع اوامره واجتناب نواهيه ، فتحلل من احرامك لتعود الى ما احل الله لك من النعم...
وبعد طواف الإفاضة عُدْ إلى منى في نفس اليوم، وبت فيها ليلة الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة.
ويجوز أن تبقى في مكة ثم تتم الليلة بمنى، كما يجوز أن تستمر في منى وتتم الليل بمكة، وقال بعض اهل العلم لك ألا تبيت بمنى وإن كره ذلك لغير عذر، ومن الأعذار عدم تيسر مكان المبيت والمرض والاقامة في المشفى، ولكن يلزمك إذا لم تبت في منى أن تحضر إليها لرمي الجمرات او امكوث بها لو ساعة من الليل ،واذا بت بمِنى فاعمل على تحقيق المُنى،واحشد قواك واخوانك المؤمنين على نصرة الدين وخذلان واعلان الحرب على الشياطين من الانس والجن، فلا تكن للظالمين والشياطين ظهيرا ، ولا تكن لدعواتهم حاملا ومؤيدا ونصيرا ، [b]وايام منى ايام اكل وشرب مما احل الله، وذكرلله مع التعظيم والتكبير مانع عن المعاصي، دافع الى فعل الطاعات ،محببا في القربات ....[/b]
وفي الختام نسال الله تعالى القبول والعز والتمكين للامة بدينها ونصرته ونساله تعالى ان يهب النصر للمرابطين والمجاهدين في بيت المقدس وان يجنبهم كيد الماكرين من قوى الشر والطغيان فما النصر الا من عند الله نسال الله ان نكون اهلا ليهبنا اياه،،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...