حديث الجمعة - العزة لله !!

موضوع: حديث الجمعة - العزة لله !! 2024-07-12, 7:52 am

بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الجمعة اسعد الله جمعكم وجمعتكم
العزة لله
العزة لله جميعا ولرسوله باعلاء ربه لشأنه ونصرته سبحانه له وللمؤمنين الذين يستمدون عزتهم من ولائهم للعزيز جل وعلا .. بعكس المنافقين الذين يظنون ان العزة تُستمد بالولاء للكافرين ..!!
ولا ينبغي للمؤمن الا ان يكون عزيزا فيحرم عليه الهوان والذلة والرضى بالمذلة، وتأمل وتدبر معي هذه النصوص القرانية الكريمة :-
1- (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴿١٣٩ النساء﴾
(وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ۚ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦٥ يونس﴾.
(مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَـٰئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴿١٠ فاطر﴾ ...(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٨٠ الصافات﴾
.. فالله تعالى هو العزيز وهو مصدر العزة وصاحبها وربها مالك شأنها ، يهبها لمن يشاء ويسير في طلبها من المؤمني، ويمنعها ويحجبها عمن يذلهم ممن يغاضبه ويسير في طرق المذلة والهوان ، طرق اتباع الهوى والشهوات والدناءات والسفالات التي تجعله يُرد في اسفل سافلين !!
2- {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨ المنافقون﴾.} ...
إن صيانة النفس، والسمو بها عن المذلة، وحفظ كرامتها لهو مما دعت إليه وافترضته شريعتنا، وربَّت أبناءها عليه، والصيغة هنا جائت خبرية لتقرير حقيقة طلبية لا ينبغي لمؤمن خلافها وهي ان عزة المؤمن من عزة ربه القوي العزيز .. فالمؤمن دوما يجب ان يشعر بالعزة ولا يحقر نفسه .. فقد روى ابن ماجة واحمد وصححه الاناؤط عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :-" لا يَحقِرَنَّ أحَدُكم نَفْسَه أنْ يَرَى أمْرًا للهِ فيه مَقالٌ، فلا يَقولُ فيه، فيُقالُ له: ما منَعَكَ؟ فيقولُ: مَخافةُ النَّاسِ، فيقولُ: فإيَّايَ كُنتَ أحقَّ أنْ تَخافَ!"
ولقد جعل الله خيرية هذه الامة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعبادته وطاعته المقتضية عدم الرهبة وعدم الخوف الا منه سبحانه، و المقتضية تعظيم امر الله تعالى وحده مهما تراءا للانسان عظمة من امامه ، فعزة المؤمن بالعزيز تري المؤمن ان الله تعالى اكبر واعظم وهو احق بالطاعة والخشية والخوف والاتباع ... وقد افترض الله على المؤمنين ان تكون على الدوام بينهم جماعة او اكثر، تحظى بتأييدهم ومناصرتهم ودعمهم لها، و مهمتها الامر بالمعروف الذي شرعه الشرع ودعى اليه وحسنه، والنهي عن المنكر الذي نهى عنه وكرهه الشرع وقبحه ..ومن جميل ما قيل في هذا الباب :- «إنّ وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة دينية عند المسلمين يستدلُّ بها، ولا يستدل عليها.»... قال الله تعالى:﴿وَلْتَكُنْ مِنكم أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ ..
ومن جميل ما قيل ايضا من علماء امتنا :- "إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى‏ أعطَى المُؤمِنَ ثَلاثَ خِصالٍ : العِزَّ في الدّنيا والآخِرَةِ ، والفَلجَ في الدّنيا والآخِرَةِ، والمَهابَةَ في صُدورِ الظّالِمينَ.". وحقيقة واقع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انه دعوة إلى الاسلام عقيدة ومنهجاً وسلوكاً ؛ بتحويل الشعور الباطني بالعقيدة إلى حركة سلوكية واقعية، وتحويل هذه الحركة إلى عادة ثابتة متفاعلة ومتصلة مع الأوامر والإرشادات الاِسلامية، ومنكمشة ومنفصلة عن مقتضيات النواهي الاِسلامية.
وختاما فقد روى مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال:-" ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ".
ومن اظهر مظاهر عزة الاسلام والمسلم نصرة المظلومين والمستضعفين حيث حرم الله تعالى على المؤمن ان يخذل اخاه المؤمن لان الخذلان من مظاهر الذلة والتعية التي لا تنبغي للمؤمن ..!!
اللهم اعز الاسلام واهله وانصاره، واذل الكفر و الطواغيت وانصارهم .. واعز المجاهدين وامددهم ربي بالتثبيت والنصر والنصرة والتمكين يا ولي المستضعفين ، يارب ان غزة تشكو اليك حالها وطغيان الاعداء وخذلان الاخوان، وان احوالها واحوال المسلمين يغنيك عن سؤالنا فانت السميع البصير ، وانت ولينا مولانا ونعم الوكيل والسند والنصير ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

» حديث الجمعة - تأملات في رحاب سورة الجمعة
» حديث الجمعة
» حديث الجمعة-- الاخوة