بين وجهك والزهور - الشاعر الرقيق رفعت زيتون

بين وجهك والزهور

منذ أنْ شاهدتُ لحظكِ
لمْ أفرقْ يا ملاكي
بينَ خـــدّكِِ والزهورْ

وتاه إسمي مذْ سباني سحرُ وجهكِ
في حروفكِ والسّـطورْ

ومنذُ أنْ ظهر السنا
يتبعهُ فجرك هالةً
فـُـتحتْ جفوني
بعد ليل ٍ غارقٍ في النوم ِ
أثـقلـَه النعاسُ
وهاكَ جفني لا يُـكـذّبُ قلبـَهُ
وتراه من وجْـدٍ يمورْ

وإذا بعيني خلف طيفك
دونما أدري وتتبعها
كبدرِ هائمٍ منْ حولِ شمسٍ
في السّـماءِ ودونما إذنٍ تدورْ

أظنـّهُ في يومها هطلَ الهوى
كالغيثِ فوقَ التـّربِةِ العطشى
وأمطرها منَ الأفراحِ تغمرها
ومنْ فيضِ السرورْ

وبعدها بسطَ الربيعُ بهاءه
فوق المدى وتراقصتْ أشجاره
معْ عزفِ ألحانِ النسيمِ
وأقبلتْ منْ فورها كلُّ البلابلِ
خلفَ أسرابِ الطيورْ

فأقبلي يا منْ أثرتِ النبضَ
في قلبي الذي
نسيَ ابتسامات ِ المساءِ وغيدها
وتبعثرتْ فيهِ الخطى
وانتابهُ بعضُ اغترابٍ
وانتهى فيهِ الشّعورِ
وذاق أوجـــــــاعَ الفتورْ

تقدّمي يا منْ ألـنـْتِ بمهجتي
كلَّ الصخورْ

وأدْخـِلي سفني إلى أنهاركِ العظمى
لتعبرَ منْ خلال الماءِ سابحة
إلى عينيكِ فاتنتي وخذي فؤادي للتنزّهِ حولَ
ثغركِ عابراً كلَّ الشواطئ والبحورْ

أميرتي كمْ أنني أهوى التـّجوّلَ
بينَ أهدابِ العيونِ
وإنـّني أهوى الرحيقَ وكلّ أنواعِ العطورْ

وإنـّني أمضيتُ دهراً لا أعدّ سنينهُ
لمْ أنتبهْ لتهرّبِ الأيامِ مني
نصفَ عمري والشهورْ

أميرتي إنـّي على أبوابِ قلبك ماثلٌ
أرجو السّـماحَ لبعضِ
حرفي والقصائدِ بالعبورْ

أما علمتِ بغربتي
يا أختَ روحي
لستُ إلاّ صخرةً صماءَ
ألقتْ نفـــسها
منْ خلفِ أكوام ِ الضـــــبّاب إلى يديكِ
فهلْ سيسمحُ للحجارةِ بالمـُرورْْ
..

بقلم :
رفعت زيتون
25/3/2009

كان الاستاذ رفعت حين تعجبه القصائد يقول
كيف يمكنني التصفيق و التصفير لهذه الحسناء

وهنا اثني على سؤاله
كم هو مبدع و كلاماته غاية بالروعة

سلمت يداك استاذ نبيل لنقلك هذه الروائع هنا

اشتقنا للشاعر رفعت زيتون وايامه
اسعدني مرورك العطر
زهرة اللوتس