43- الحلقة الثالثة والاربعون من سلسلة اثر العبادات التربوي..

====={بسم الله الرحمن الرحيم}=====
43- الحلقة الثاثة والاربعون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك :-
رسالة مهمة لزوار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
اخواني واخواتي المعتمرين والحجاج الاكارم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، و وفقكم الله تعالى لحسن طاعته وحسن عبادته واخلاص الدين له، وبعد :-
يُشرع للمؤمن زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فهو احد المساجد التي تُشدُ اليها الرحال ، يتأدب المسلم باداب الاسلام فيدخل المسجد برجله اليمنى ويقول كما يقول عند دخول اي مسجد:( بسم الله , والصلاة والسلام على رسول الله , اللهم افتح لي أبواب رحمتك ) . ثم يصلي ركعتين تحية للمسجد , وإن صلاهما في الروضة الشريفة فهو أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ) متفق عليه .
ثم يتوجه الى قبر النبي صلوات ربي وسلامه عليه واله وقبري صاحبيه رضي الله عنهما ،مستحضرا في قلبه ووجدانه كرامة هذا النبي وعلو شأنه ومنزلته ، مسكنا محبته في قلبه حيث جاهد عمره عليه السلام ليصلك هذا النور والهدى الذي انت عليه اليوم،
وتصور في نفسك انه حي صلوات ربي عليه/ وانك قدمت ومن معك وفدا لمبايعته على الاسلام وطاعة الله وعدم مخالفة امره ، والجهاد في سبيله ، والذب عن دينه ونصرة امته من بعده -امة لا اله الا الله- فاحرص واحذر بعد هذا من نقض البيعة ونكث العهد !! ، فقف تجاه قبر النبي صلى الله عليه واله وسلم بأدب وخفض صوت واحترام وتعظيم ، ثم سلم قائلاً: ( السلام عليك يا نبي الله , ورحمة الله وبركاته ) وإن قال الزائر في سلامه: ( السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا خيرة الله من خلقه , السلام عليك يا سيد المرسلين وإمام المتقين , أشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة , ونصحت الأمة , وجاهدت في الله حق جهاده . اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) فهو خير .
ثم يتحرك الزائر قليلاً عن يمينه ويسلم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه قائلاً : ( السلام عليك يا أبا بكر الصديق ورحمة الله وبركاته , السلام عليك يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثانيه في الغار , جزاك الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ) .
ثم يتحرك قليلاً عن يمينه ايضا ويسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلاً: (السلام عليك يا عمر الفاروق ورحمة الله وبركاته , السلام عليك يا ثاني الخلفاء الراشدين .جزاك الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ) .
ثم ينصرف ولا يقف كي يفسح المجال لغيره وكي لا يتسبب في اعاقة الناس عن السلام على نبيهم وصحبه.
ويستحب لك وانت مقيم في المدينة زيارة مقبرة البقيع فتسلم على اهلها حيث حوت جثامين الصحابة والصحابيات الكرام فيمن حوت ، وكذلك ان امكنك قم بزيارة مسجد قباء الذي ورد ذكر فضله واحقيته بالقيام فيه في القران الكريم، وصل فيه ما استطعت، وكذلك كان من سنته عليه افضل الصلاة والسلام زيارة جبل احد حيث قال - احد يحبنا ونحبه - فان تمكنت فطبق هذه السنة التي تحيي في النفس والذاكرة مشاعر الجهاد والاستشهاد حيث استشهد في احد احب الناس اليه من اقاربه عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وارضاه .
واحرص طوال اقامتك في المدينة على الادب مع جوار رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه واله، وتذكر انك في ضيافته وحضرته .. فاياك والصخب والغضب والاختلاف مع الاخوة والرفقة على توافه الامور ، وانصح لله ولرسوله وللمؤمنين بالحكمة والموعظة الحسنة ... واحرص على اداء الصلوات المفروضة في مسجد الرسول صلى الله عليه واله وسلم وما شاء الله من النوافل في غير وقت النهي .واحرص على ان تكثر في المسجد من الدعاء والذكر وقراءة القرآن الكريم , وان تتخير الأماكن البعيدة عن الزحام مستقبلاً القبلة متذللاً خاشعاً لله تعالى مستشعرا عظمة الله تعالى ومهابة رسوله الكريم صلوات ربي وسلامه عليه واله وصحبه اجمعين.