للذين يرقصون على دمائنا - محمود فنون

للذين يرقصون على دمائنا
محمود فنون
يقول جميل سوادي في تعليقه على القصف الأمريكي لسوريا " نسأل الله ان يرمي الظالمين بالظالمين ويخرجنا من بينهم سالمين "
يعني المقصود ان تخرج السعودية وقطر سالمين حيث ان الشعب السوري لم يخرج سالما من هذه الحرب المجرمة على سوريا ، فحينما يقصفون سوريا لا نخرج سالمين .
صحيح ان الشيوخ قالوا بان الله يسَر لنا امريكا لتحارب من اجل عزة الإسلام كما أعزه الله في العراق وليبيا وكما يعزه اليوم في سوريا واليمن ومصر ، ولكن هؤلاء الشيوخ هم شيوخ السلطان شيوخ الإستعمار الأمريكي وليس شيوخ عزة العرب والمسلمين. أما القول بان الله يضرب الظالم بالظالم ، فأين هذا وسوريا تتعرض لدمار هائل وقتل بلا حدود ونزوح داخلي وخارجي بالملايين ، هل هذا يعز الإسلام والعرب أم هو ذل للإسلام والعرب ؟.
انها ليست مسألة شخصية ، كما ان الأمريكان لم يرسلوا رامبوا ليصطاد الأسد بينما المسلمين يتفرجون على الفيلم ! بل هذه حرب كونيىة على سوريا تشترك فيها امريكا ودول اوروبا وإسرائيل بإجرامهم كما تشارك تركيا المجرمة وأداة الإستعمار والناتو ومعها الرجعيات العربية المجرمة ، والنتيجة كل هذا الدمار !!
ألم تشاهد دمار ليبيا ودمار العراق وكيف تشاهد دمار اليمن وهذا التقتيل في مصر ؟
إن لسان حال الشيوخ ولسان حال السذج يقول : "اللهم أعز الإسلام بتدمير مصر والجزائر وبقية الدول العربية ! أللهم أعز الإسلام بوجود حكام يقدمون الطاعة للأجنبي المجرم ويقدمون ثروات بلادهم لمصالح العدو آمين آمين !
اللهم أعز الإسلام بالجيش الأمريكي وترامب وملايين الشهداء والقتلى من العرب !
اللهم أعز الإسلام بتمكين الغرب من رقابنا وثرواتنا .. ولكن كل هذا بشرط ان يدفع الأسياد رواتب العبيد "
إن العقلية التي تتقبل العدوان الأجنبي على بلادنا ، إن العقلية التي تستجدي الأجنبي ليدمر بلادنا ويحتل بلادنا وينهب ثرواتنا إنها عقلية تربت على يد العدو الذي تغلغل في ثقافة و معتقدات الأتباع والمريدين . وقد نشرها شيوخ مجرمين وعلى رأسهم القرضاوي وعشرات من أمثاله ونشرتها قوى الدين الأمريكي الوهابي . إن هذا ما يفسر رقص السذج طربا على دماء الأمة العربية التي يسفكها العدو .
إن هذا يفسر كيف نرى العدو الأمريكي مبعوثا من الله " يسره الله ليضرب بلادنا "بينما نرى الذين يساندون قضايانا هم الأعداء .
لقد تمكن الغرب بواسطة عملائه المجرمين من تجنيد المواقف والأفراد باسم نشر الإسلام والدفاع عن الإسلام ضد الظالمين ، ولكن كي يدمر بلادنا وينهب خيراتنا ويدعم احتلال اسرائيل لأرضنا ! إن هذا واضح للعيان .
أما نحن الذين نرى الصورة على حقيقتها فنحن لا نتمنى التدخل الأمريكي والقصف الأمريكي تحت أية مسميات . إننا نتمنى دحر العدوان وانتصار سوريا بقيادتها وجيشها وشعبها، وانتصار مصر على المجرمين القتلة وانتصار اليمن وكل العرب على أعدائهم ونتمنى وحدتهم واستقلالهم وقوتهم وعزتهم .
عاشت سوريا وعاشت امة العرب.