بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمـــــــة
[rtl]إذا كان عمر آدم عليه السلام ألف سنة، وعمر نوح عليه السلام يزيد عن 950 سنة. وكانت أعمار ذريتهما من بعدهما تقدر بمئات السنين وعلى مدارعمر البشرية الذي قدرناه في دراستنا السابقة " عُمْر البشرية، ومنحنى نقصان عُمْر الإنسان! " بمئات الآلاف من السنين (520 ألف – 2.7 مليون)، وفي جزئها الثاني (بعشرات الملايين من السنين)، وعلى نحو ما رأينا في منحنى نقصان عمر الإنسان. فالسؤال الآتي يفرض نفسه:
هل يلزم عن طول عمر آدم وذريته أن يكون أطوالهم وصفاتهم البدنية على ما غير ما نعهده الآن؟ أم أن طول العمر الأقصى وهيئة الجسم (عند البلوغ) مسألتان منفصلتان ولا علاقة بينهما؟
نقول: إن ما نشاهده من عدم تحمل بدن الإنسان المعاصر إلا قليلاً من السنوات المعدودة وراء المئة في أقصى ما يتحمله بفعل الشيخوخة، أمرٌ لا يمكن الفكاك منه. بمعنى أنه من المستحيل – على ما تؤكده الشواهد - أن يكون الإنسان الأول ذا عمر يتجاوز المئات من السنين، ويصل إلى الألف في بواكيره، ثم يكون بدنه مماثل لبدنه الحالي. وتُفضي هذه الاستحالة إلى ضرورة أن يواكب طول عمر الإنسان الأول بدناً يتحمل هذه الحياة الطويلة.
ويتسق هذا التوقع كل الإتساق مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه أن طول آدم كان ستون ذراعا في السماء. كما يتسق أيضاً مع الدراسات الحديثة التي تربط بين عمر الكائنات الحية وأحجامها، وأن الأكبر حجماً منها أطول عمرا، وأن الأطول عمراً لا بد وأن يكون ذا حجم أكبر يدعم طول العمر، ويتحدّى موانع البقاء لفترات زمنية أبعد كثيراً مما نألفه. بمعنى أن كِبر الحجم أصبح لازمة من لوازم طول العمر، وطول عمر الإنسان الأول – كما هو معلوم - قد استمد يقينه من يقين النص القرآني.
وعلى ذلك سيكون أمامنا مساران مفهوميان:
الأول، ما تؤدي إليه استنباطاتنا من طول عمر الإنسان الأول – كما نص على ذلك القرآن يقيناً - وطول بدن آدم – كما نص عليه القرآن ترجيحا من جهة، والحديث النبوي (في أضعف الأقوال) من جهة اخرى- والعلاقة بين تناقص كل من العمر والطول مع الزمن. وهذا هو المسار النقلي الاستنباطي
الثاني: ما تشير إليه الدراسات الحديثة من علاقة بين الأعمار القصوى life spans للكائنات الحية المختلفة، وأحجام أبدانها عند البلوغ. ثم ما يلحق بذلك مما سجله التاريخ من شهود عيان وحفريات. وهذا هو المسار الرصدي الاستدلالي.
وإذا سَلِمَت آليات الاستنباط والاستدلال، فلا بد أن يتقاطع المساران في ما يحقق الرجحان، بعد استفراغ الوسع في معرفة الحق وتمييزه من الباطل في المسألة.[/rtl]
[rtl]
المعالجة التحليلية للمسألة:
سنبدأ معالجتنا للمسألة بالمسار النقلي الاستنباطي، وحيثما تعرض لنا مواقف تتطلب استحضار معلومات واقعية، سنعمد إلى مواجهتها بما تحمله من أدلة رصدية استدلالية، فتتقاطع الأدلة من كلا المسارين بما يهذب آليات الاستنباط والاستدلال في كليهما إذا سلمت المصادر بنوعيها.
فنقول: شهدنا في دراستنا السابقة " عُمْر البشرية، ومنحنى نقصان عُمْر الإنسان! " كيف استنبطنا دالة تغير عمر الإنسان، منذ آدم عليه السلام. وكيف أن نقصان العمر كان حَتْماً محتوماً خطاه الإنسان وما يزال، وحتى ينتهي وجود البشرية على الأرض، حتى وإن تطلب الأمر تنقيح صورة الدالة التي حصلنا عليها، والذي سيكون عندئذ اختلافاً في الدرجة وليس اختلافاً في وجاهة التفسير، إلا منْ عاند النص الإلهي، والذي سيخرج بالضرورة من دائرة الحوار العلمي الذي نحن بصدده، والذي يقتصر على المؤمنين بوجود إعمال النص الإلهي في كل مسألة تعرض لنا. غير أنه بمقدور مَنْ وراء ذلك - إن شاء - أن يعتبر ما نؤمن به عندنا فَرَضيات علمية عنده، فيختبرها إن شاء بما يلزم عنها، ولن نمانعه في مداخلاته في مسائلنا إن التزم بعدم التحكم والمصادرة، أو الانتقاص والمكابرة.
وبعد اعتماد النص القرآني كمصدر أول في المسألة وما يحمله من درجة اليقين، سيلحقه تأويل عدد من الآيات في شأن قوم عاد، وعلى نحو ما سنراه لاحقاً، ثم يأتي الحديث النبوي الشهير (القائل بأن طول آدم كان ستون ذراعاً)، والمروي في الصحيحين، والذي يفضي بالضرورة – بعد سلامة متنه – إلى نقصان طول الإنسان عبر نفس التتابع الزمني الذي قطعه العمر في تناقصه.
الأدلة الشرعية النقلية على طول آدم وأبنائه من بعده (استنباطاً من آيات القرآن)، وأنه كان ستين ذراعاً (بقوة الحديث)، وربما أنه كان في عرض سبعة أذرع (بالحديث الأضعف):
رغم أن القرآن لم ينص صراحة على طول آدم، إلا أن عدداً من الآيات قد استلزم هذا الطول المفرط له ولأبنائه الأقرب إليه فالأقرب. وذلك على الترتيب التالي بحسب تقدير قوة هذا الاستلزام:
[/rtl]
[rtl]1- قول الله تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا"(العنكبوت:14)، ومنه أن مُكث نوح عليه السلام في قومه أكثر من 950 سنة يستلزم أنه كان ذا بدن يتحمل هذا العمر، وذلك باعتبار أن هذا العمر المديد لم يكن معجزة خاصة بنوح، بل أنه خصيصة في الخلق بدأت في آدم وتتالت في أبنائه، وأن تناقص العمر كان بتقدير الله عز وجل مع الزمان.[/rtl]
[rtl]2- قول الله تعالى عن قوم عاد: " كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20)"(القمر)، وقال سبحانه: "سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ (أي: الريح) سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)"(الحاقة). ومعلوم أن قوم عاد كانوا أول الأقوام التي أتت بعد الطوفان، كما يُفهم من قول الله تعالى "وَاذْكُرُوا (المخاطَبين هم عاد قوم هود) إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ "(الأعراف:69)، وأن بين نوح وآدم عشرة قرون إنسانية كما جاء في الحديث. والشاهد هنا أن وصف عاد – حين نزل بهم عذاب الله تعالى- بأنهم " أَعْجَازُ نَخْلٍ " لا يستقيم مع أجساد البشر المعهودة لنا الآن. فالنخل التام النمو في الصحاري شبه الاستوائية subtropical deserts والتي منها المنطقة العربية، – وخاصة من نوع(1) Phoenix. dactylifera - يصل في أقصى أطواله إلى ما بين 60 و 80 قدما، أي ما بين 18 إلى 24 متراً وربما أزيد(2). وهذه الأطوال تستقيم تماماً مع طول آدم البالغ 28 متراً (60 ذراعا) وبما يُعبِّر عن تناقص الطول بين آدم وعاد. ومن ثم يكون من فوائد الآيات هنا أن أطوال قوم عاد كانت بهذه الأبعاد الشبيهة بأبعاد النخل.[/rtl]
[rtl]3- قول الله تعالى (عن قوم موسى حين أمرهم بدخول الأرض المقدسة وتمنُّعهم): " قَالُوا (أي: قوم موسى) يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ "(المائدة:22)، قال الطبري في تفسيره: "سموهم"جبّارين لأنهم كانوا لشدة بطشهم وعظيم خلقهم، فيما ذُكِر لنا، قد قهروا سائر الأمم غيرهم."، وهي أوصاف تسير جنباً إلى جنب مع وصف آخر لقوم عاد جاء في كتاب الله تعالى هو " وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ "(الشعراء:130). وهذه الأوصاف تميز الأقدمين عن المتأخرين في البنية الجسدية ومن ثم القوة، لذا نقرأ أيضاً في كتاب الله تعالى " أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا "(الروم:9).[/rtl]
[rtl]غير أن التمييز هنا واجب بين "الجبارين" الذين تكلم عنهم قوم موسى، وكانوا يُسمُّون في الأدبيات التاريخية بـ "العماليق"، وكانوا يقطنون بعض الأماكن العربية(3) وربما أماكن أخرى لا نعلمها، هذا من جهة، وبين قوم عاد من جهة ثانية. فقوم عاد كانوا تالين لنوح عليه السلام، ومن ثم كانت أعمارهم قريبة من عمر نوح أو أقل نسبياً، وقد شبَّهت الآيات هيئهم بهيئة النخل لطول خِلقتهم. أما الذين وصفهم قوم موسى بالجبارين، أي العماليق، فهم معاصرون لموسى عليه السلام، والغالب أنهم من ذرية أقوام إنسانية كبيرة الأجسام، غير أنها كبيرة بالنسبة للإنسان المعاصر فقط ولا يقارنون بقوم عاد، الذين كانوا بعيدين عنهم كثيراً، ومن أمثلة العماليق "جالوت"(4) Goliath، وقد جاء عنه في كتاب الله قوله تعالى "فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ ...(251)"(البقرة)، ومن المؤكد أن طالوت(5) King Saul– وهو الملك الذي ملكه الله على بني إسرائيل قبل داوود كما جاء بالآيات الكريمات أعلى، وأنه كان طويلاً، وربما أن لهذه الصفة ارتباطٌ باسمه "طالوت" من حيث أن له اشتقاقاً من "الطول"، فقد قال الله تعالى فيه "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) "(البقرة).[/rtl]
[rtl]4- حديث النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: [خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا. قال: اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورته فلم يزل ينقص الخلق حتى الآن] (متفق عليه – أي على صحته في مسلم والبخاري).[/rtl]
[rtl]وهذا الحديث يُعَيِّن قدر طول آدم تعييناً تاماً. وهو صحيح سنداً بلا مراء. ولا يمكن الطعن فيه إلا من جهة المتن. ولا يمكن أن يهتز الحديث إلا بأدلة دامغة وتستند إلى أدلة حسية عينية. فإذا داخل تلك الأدلة المُشكِّكة الاحتمال سقطت. لأن الحديث يبقى صحيحاً ولو بأقل احتمال. ولا ينتفي مدلول متنه إلا بسيادة دليل النفي.[/rtl]
[rtl]وجدير بالاعتبار في هذا الحديث أنه يعين النسبة بين طول آدم وما نعهد من طول الإنسان، وهي 60 ذراعاً إلى 3.8 ذراعاً. أي 16 ضعفاً تقريباً، (الذراع = 24 أصبعاً = 46 سم). وهذه النسبة هي هي النسبة بين طول عمر آدم، أي 1000 سنة، و65 سنة هجرية، (وهي طول العمر المتوسط لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث آخر). وعلى ذلك تكون النسبة الأخيرة 1000/63.1 = 16 تقريباً.[/rtl]
[ltr]
تحليل العلاقة بين تناقص العمر وتناقص الطول، منذ آدم وحتى أمة محمد صلى الله عليه وسلم:
[/ltr]
الجدير بالملاحظة أن آدم كان عمره 1000 سنة وطوله 28 متراً تقريباً، وأن الإنسان المعاصر (مثلهم مثل أمة محمد صلى الله عليه وسلم) عمره 65 سنة وطوله (المتوسط على مستوى العالم) 1.62 متر. ولا يمكن إهمال الارتباط بين طول العمر وطول الجسم. وكونهما مرتبطان.
وهذا الارتباط بين العمر وطول الجسم (المستخرج من المصادر الشرعية) يقول بأن هذا الارتباط (شبه) تام. وقد توخينا الحذر من القول بأنه تام، إتاحة لفرصة دخول هامش من الحرية لما قد يستجد من معلومات.
فإذا افترضنا مبدئياً أن الارتباط تام، فهذا يعني أن دالة التناقص في العمر A(t) تتناسب مع دالة التناسب في الطول H(t)، فإذا كان العمر طويلاً في الزمن (t) المقاس من بداية البشرية، فطول الجسم سيكون مفرطاً في نفس الزمن (t). وإذا كان العمر قصير، فالطول أيضاً قصير. وتكتب هذه العلاقة على الصورة:
[rtl]حيث تعني هذه العلامة أن الدالتين تتناسبان سوياً، كبراً في الماضي (حيث t صغيرة)، أو صغراً في اللاحق (حيث t كبيرة).[/rtl]
[rtl]وعادة يُزال هذا التناسب ويستبدل به علامة التساوي ويتم إدخال ثابت للتناسب، فتأخذ العلاقة الصورة:[/rtl]
[rtl]ولكننا نعلم أن الطول H = 60 ذراعا[/rtl]
[rtl] = 27.72 متر، عندما كان العمر = 1000 سنة.[/rtl]
[rtl]
وبالتعويض في (1) نحصل على:[/rtl]
[rtl]
وعلى ذلك تأخذ المعادلة (1) الصورة:[/rtl]
[ltr]
[/ltr]
وكما سبق واشرنا في دراسة "عمر البشرية، ومنحنى تناقص عمر الإنسان" أن دالة التناقص ينبغي لها أن تكون دالة طبيعية، ووصلنا إلى أنها دالة أسية. فإذا غذينا العلاقة السابقة (2) بالمعادلتين (4)، (5) في تلك الدراسة، ونعيد كتابتهما هنا:
فسنحصل على دالتين شبيهتين ولكن لطول الإنسان (بحديها الأدنى والأقصى) مثلما كان لعمر البشرية حدان يمثلان الحد الأدنى والأقصى، ونتذكر أننا لم نستطع القطع بموقع الدالة الحقيقية بينهما. وسوف تكون هذه الدالة المعبرة عن الطول أيضاً طبيعية أسية، ولن تختلف عن دالة طول العمر إلا بمقدار ثابت التناسب. وعندئذ سوف تعطينا الحدود الدنيا والقصوى لما يمكن أن تنحصر بينهما الدالة الحقيقية المعبرة عن تغير طول الإنسان مع الزمن.
[ltr]
[rtl]
وبالتعويض المذكور، نحصل على معادلة تناقص طول الإنسان مع الزمن بحديها الأدنى H1(t)، والأقصى H2(t).[/rtl]
[/ltr]
[rtl]وإذا رسمنا هاتين المعادلتين نحصل على كيفية تغير الطول مع الزمن، في أسرع الدالتين، وأبطأهما (شكل (1)، (2)). ويكون الفرق بين الدالتين عمر البشرية في أدنى تقدير له (520 ألف سنة) أو أقصى تقدير (2.7 مليون سنة):[/rtl]
[rtl]
شكل (1)[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]شكل (2)[/rtl]
[rtl]جدير بالملاحظة هنا أنه في حالة تطابق هبوط الدالتين: العمر والطول، مع الزمن سوياً، وأنهما - من ثم - لا يختلفان عن بعضهما إلا بمقدار الثابت المجرد، فالطول الذي يكافي عمراً قدره 65 سنة هجرية، أو 63.1 سنة ميلادية هو 1.756 متراً. (هذا بافتراض أن الذراع هو الذراع المصري القديم أو الشرعي حسب المذهب الحنفي، والمساوي لـ 46.2 سم.)[/rtl]
[ltr]
[rtl]
ولنلقي الآن نظرة على ما قالته أدبيات الدراسات الأحيائية عن علاقة حجم الجسم بطول العمر في الكائنات الحية عامة والثديية خاصة (كما هو مُشاهد في بيئتنا المعاصرة):[/rtl]
[rtl]
نقول: انتبه كثير من الباحثين إلى العلاقة بين حجم الكائن الحي وطول عمره، فنقرأ لمن يسأل ويقول(6): لماذا لا يعيش الفأر أكثر من خمس سنوات، بينما يعيش الإنسان والحوت مثلاً قريباً من 100 سنة؟[/rtl]
هذا وقد أثبتت الدراسات الإحصائية العديدة هذه الملاحظة الأولية، فجاءت النتائج(7) لتؤكد العلاقة الطردية بين حجم الجسم وطول العمر(حياة الإنسان life span) كما في شكل (3)، غير أن نوع التصنيف الحيواني كان عاملاً مميزاً : [/ltr]
[ltr]---------------------------------------[/ltr]
[ltr]المقال طويل يمكن قرائته في موقعه الاصلي [/ltr]
[ltr]http://kazaaber.blogspot.com/2012/12/blog-post.html[/ltr]