الحلقة الثالثة من سلسلة ربط العبادات بالمعتقد والسلوك

يسم الله الرحمن الحيم
سلسلة الربط بين العبادات والسلوك والمعتقد (3)
الحلقة الثالثة:<<في معاني الوضوء>>
الوضوء لغة من الوضاءة , وهي النقاء والنظافة، ويطلق على غسل الاعضاء ، فتقول وضأت يدي من اكل اللحم , بمعنى غسلتها ونظفتها ونقيتها من رائحته واثاره، وفي الشرع هو غسل ومسح اعضاء محددة شرعا من الجسم تهيئا للعبادة وتطهرا من الحدث الاصغر، ويتم بالماء المطلق النظيف ، الذي خلقت منه الاحياء ومن التراب الذي ان فقد الماء تيممنابه ليحصل الطهارة ، وهو رد لك لاصل الفطرة والنقاء كما اشرنا من قبل .
وتبدأ وضوءك بسم الله وبغسل اليدين الى الرسغين حتى لو كانتا نظيفتين، فمم تغسلهما اذا ؟! انك باليد تعطي وتاخذ ، وباليد تاكل وتشرب، وباليد تعمل وتكتب وتصنع وتنفذ الافعال، فهل فعلت ذلك كله لمرضاة الله وبطاعته و كما شرع ؟! فاغسلهما اذن مطهراً لهما من كل اثم ومخالفة لشرع الله ارتكبتاها .
ثم تتمضمض والمضمضة تطهير للفم حتى لو كنت نظفته بالفرشاة والمعجون ذلك ان الفم فيه جهاز الكلام (اللسان) الذي يحصد اخضرا ويابساً
ويقول حقا وباطلا فتطهره من كل باطل ومن كل قول زور .
والفم اول الجهاز الهضمي فتطهره من كل لقمة حرام لاكها .
ثم تستنشق لتطهر انفك من تنسم كل نسمة هواء او ريح شممتها وانت على معصية الله.
ثم تغسل وجهك والوجه من المواجهة فهو واجهتك التي تواجه الناس بها وبه تعرف تمييزاً وعليه تظهر مكنونات صدرك و انفعالاتك واحاسيسك وفيه اداة البصر فتغسله من كل غضب او فرح انفعلته لغير الله وكل استعمال للبصر في معصية الله .
وعلى الوجه تظهر ملامح العزة والذلة فتغسله من كل اعتزاز بالباطل وكل مذلة ذللتها لغير الله .
ثم تغسل يديك الى المرفقين وهما الساعدان اللذان بهما تبطش وبهما تساعد فتغسلهما من كل بطش بطشته لغير الله ومن كل مساعدة ساعدت بها احداً في معصية الله .
ثم تمسح رأسك والراس رمز الشموخ والاباء وفيه الدماغ مستودع الفكر والمفاهيم فتمسحه من كل طأطأة طأطأتهأ لغير الله، ومن كل شموخ شمخته في معصية الله، ومن كل تكبرٍ تكبرته على عباد الله ظلما، ومن كل فكر حملته يخالف منهج الله ومفاهيم دينه السمح الكريم .
ثم تمسح باذنيك اداة السمع من كل سماع مغضب لربك والسمع يعني الاذعان والاتباع . فلا تسمع الا لله ولنبيه صلوات ربي عليه الهادي بامره والمبين لدينه الذي يرتضيه ولا يقبل غيره من العباد.
ثم تغسل قدميك الى الكعبين، فبهما تتنقل وتسير فتغسلهما من كل مسير سرته في غضب الله .وكل خطا خطيتها في غير مرضاته ومناصرة غير دينه وشرعه...
والوضوء بهذه المعاني هو توبة تنقي الانسان من خطاياه وتحت ذنوبه كما يجت الخريف اوراق الشجر فقد قال سلام الله عليه كما جاء بصحيح السند في سنن ابن ماجة :- ( من تَوضَّأ فمضمضَ واستنشقَ خرجت خطاياهُ من فيهِ وأنفِهِ فإذا غسلَ وجهَهُ خرجَت خطاياهُ من وجهِهِ حتَّى يخرُجَ من تحتِ أشفارِ عينيهِ فإذا غسلَ يدَيهِ خرجَت خطاياهُ من يدَيهِ فإذا مسحَ برأسِهِ خرجَت خطاياهُ مِن رأسِهِ حتَّى تخرجَ من أذُنَيْهِ فإذا غسلَ رجليهِ خرجَت خطاياهُ من رجليهِ حتَّى تخرُجَ من تحتِ أظفارِ رجليهِ وَكانت صلاتُهُ ومشيُهُ إلى المسجدِ نافلةً ). والى لقاء اخر استودعكم الذي لاتضبع ودائعه ولا تنسونا من صالح دعائكم بارككم الله.
اخوكم محمد بن يوسف الزيادي.

جزاك الله كل خير شيخنا
تمت القراة وتم النقل بفضل الله

تحياتي وتقديري لكم

جزاكم الله خيرا اخي محمد بن يوسف الزيادي

» 23- الحلقة الثالثة والعشرون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
» الحلقة السادسة من سلسلة ربط العبادات بالمعتقد
» 33- الحلقة الثالثة والتلاثون من اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك