كِسْرَةُ الْخُبْزِ - الشاعر خلف الحديثي

كِسْرَةُ الْخُبْزِ..
الجُّوعُ صادَرَني وَاسْتَنْزَفَ الْمَطَرا
وَحَوْلَ بَيْتي تَعالَتْ ثَوْرَةُ الفُقُرا

ضاقوا جِياعًا وَأَحْجار الرَّحَى انْكَسَرَتْ
وكِسْرَةُ الْخُبْزِ فيها صَبْرها انْكَسَرا

وَالْخُبْزُ غابَ وَما فاحَتْ رَوائحُهُ
وَالنَّاسُ بِالنَّاسِ سَكْرَى وَالرَّدَى انْتَحَرا

وَالحالِمونَ بِخَيْر الله أيْقَظَهُمْ
صَوْتُ التَماوُتِ لَمّا اسْتَنْفَرَ الوُزَرا

وَالأَرْضُ ضاقَتْ بِهِمْ حَتَّى اقْتَنَتْ وَجَعًا
وَبَشَّرَتْهم بِها خَيْرًا وَمَا كَثُرا

ضاقَتْ بِما رَحُبَتْ حَتَّى بِها سَقَطوا
جُوعًا وَفَرْطُ الطّوى قَدْ أصْبَحوا خَبَرا

أقْدامُهُمْ حَفِيَتْ مِمَّا بِها عَملوا
لشَدَّما كَدَحوا صاروا بِها سُمُرا

وَفارَقَتْهُمْ بِطُولِ العُمْر فَرْحَتُهمْ
وَتَحْتَهُمْ تَحْهَتُم يَجْري النَّدَى نَهْرا

جُلُودُهُمْ مِنْ هَجير الشَّمْس ما اغْتَسَلَتْ
بِقَطْرَةِ الْما أَوْ لامَسَتْ مَطَرَا

يا أيَّهُا الآكِلونَ النَّار مِنْ زَمَنٍ
مَتَى سَتْنسونَ يَوْما عيشَة الأُمَرا

ذاقوا مِنَ الْوَيْل أصْنافًا مُنَصَّنفة
وَالْبُؤْس لازَمَهم حَتَّى غَدا قَدَرا

شّدّوا عَلَى الجُّوع مِنْ جُوع إلى عَطَشٍ
وَقدَّدَ الجُوعُ لَمَّا اسْقَطوا الْحَجَرا

ملّوا مِنَ التَّعَبِ القاسي وَمَلّهمُ
وَاتْعَبوا التَّعبَ المْخْتوم وَالضَّجرا

يا آمِرَ الأمْر قَلْ لي وَالْمَدى مَددٌ
مَتَى سَتُدْركَ كذْبا ما حَكى الخَبرا

قلْ لي إلامَ سَتَبقى فوقَ أضْلُعِهمْ
تُمْسي وَتُصْبحُ في تَجْويعِهِمْ بَطَرا

ما زلْت وحْدك والأوْجاع تقرعهم
بسوط قهرك حتى قد نسوا الخطرا

سيقوا زرافا لموت أنت تصنعه
وانت تعلي بمرأى موتهم سُررا

ماذا تريدون من شعب قضى عطشا
يا ايها الحاملون الوزر والأزرا

يا متْرفون وهذي الناس في سغبٍ
وما تركْتم لمرأى خطوهم أثرا

متى ستشبع من ويل بطونكمُ
وتمنحون برزق الرَّازق الفقرا
*
13/8/2018
الشاعر خلف الحديثي

» حالات الشعور وحالات الكتابة عند الشاعر - الشاعر حسين عبروس
» من عينيك - الشاعر:محمد شهم
» ((نحن زعامةالعرب)) - الشاعر منير علوان