(ليلة المثول القسري) - نايف العزي

(ليلة المثول القسري)
---- ---- ---- ---- ----
أطبقتُ ثغري مُغلقاً لعيُوني
وصَمَمتُ سمعي وارتقيتُ شجُوني

وشنقتُ قلبي مرتينِ ولم يمتْ
فرميتهُ ليلاً من البلكُونِ

هطلَتْ أيادي المُخبرين فُجاءَةً
وعلى مخافر خوفهم قادُوني

ما تبتغي؟
قلبي أحاول قتلهُ
ولِمَ ؟
لأفتقدَ الشعورَ بدُوني

أوكيفَ لي قلبٌ يعيشُ ومثلكم
يا سادتي من يحكمون شؤُوني

أولستَ ترضى يا حقيرُ بحكمنا ؟
حاشى وكلا سيدي وعيُوني!

أنا عنكمُ راضٍ وأحلفُ أنكم
من أعدلِ الحكامِ من ظلمُوني

لكن قلبي مثل طفلي جائعٌ
ومرتبي أخذوهُ من سرقُوني

اخرسْ!!
تمهل سيدي أنا ميتٌ
وكذاكَ نصفُ الشعبِ مُذ حكمُوني

الضربُ في الأمواتِ قيلَ محرمٌ
في الشرعِ والأعرافِ والقانُونِ

(أيْ .. أيْ)
يَدَاكَ إذا تَلقَّت صفعتي
بالماءِ فاغسلها وبالصابُونِ!

مُعْدٍ هو الداءُ الذي في جِلدتي
وعلاجهُ في كرشِ من سلبُوني

ماذا تريدُ ؟
أريدُ حقي ربما
ماذا ؟
فديتكُ قد قصدتُ (دعُوني)

هوِّن عَلَيكَ!!
فلستُ مِمِّن مُلِّكوا جاهًا
ولستُ بتاجرٍ مِليُونِ

لي بِضْعُ أصحابٍ هناكَ بصفحتي
أتُريدهم!!
خذهم مع تلفُوني

فأنا نديمُ الخوفِ مرَّ فَمَرني
وسهيرُ من في حُبهم تركُوني

الدَّمعُ فلسفةُ الضريرِ لحالهِ
وهجاءُ من في صمتهم باعُوني

الليلُ جفنُ المتعبينَ كحالتي
ورداءُ من في حقدهم حرقُوني

من أهدروني، قد أباحوا موطنًا للموتِ..
ثُمَّ بكأسهم شَرِبُوني!

ثملوا، وشيخُ الذعرِ أصدق مطربٍ
جعلَ العمائمَ واللحى تلهُوني

حولي أسى الحكامِ أَيَّـةُ لعنةٍ
من قد يعيها من فمِ المجنُونِ

يكفي : اسجنوه...
أكُنتُ حرًا سيدي!!!
كي تسجنوني؛ (قبلها فُكُّوني)
---- ---- ---- ---- ---- ----
---- نايف العزي

» من الخوفِ مِن حجرةٍ مرهفة - نايف العزي
» ليلة عشاء - سمر عموري
» ليلة االقدر