محبة النبي من الايمان وتقتضي اتباعه

هكذا كانوا يحترمون ويجلون حتى محبة ومشاعر رسول الله
اخرج الترمذي رحمه الله بسنده عَنْ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه أَنَّهُ فَرَضَ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَخَمْسِ مِائَةٍ وَفَرَضَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ ..
فقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِأَبِيهِ:- لِمَ فَضَّلْتَ أُسَامَةَ عَلَيَّ فَوَاللَّهِ مَا سَبَقَنِي إِلَى مَشْهَدٍ؟
قَالَ : لِأَنَّ زَيْدًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَبِيكَ
وَكَانَ أُسَامَةُ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكَ ..
فَآثَرْتُ حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حُبِّي.
نعم هكذا كانوا و بهذه الدقة والتتبع، يقدرون ويحترمون ويجلون ما عرفوه وما اثر لهم عن مشاعر النبي صلوات ربي عليه ،ويؤثر ذلك في سياستهم وسلوكهم وتصرفاتهم،،،،، ثم ياتيك الناكصون والموتورون أو المأجورون او المتزندقون في هذا الزمن، الذي امنوا فيه غضبة ابي بكر و درة عمر ان تعلوا صلعاتهم فتنسيهم وساوس شياطين الانس والجن ، ويقولون لنا ان نترك الحديث ونعطل السنة المشرفة، بيان القران وتفسيره الموحى به من الله لنبيه، والمصدر الثاني من مصادر تشريعنا الشريف، بحجة اقتصارهم على اتباع القران واكتفائهم به و الذي يفسرونه باهوائهم المنحرفة، ويريدوننا لنتبع اهواءهم وبدعهم وضلالاتهم وشذوذهم الفكري والمنهجي... ونحن نراهم لاثبات لهم ولا سداد ولا رشاد و يتقافزون تقافز القردة كل يوم يهيمون في واد ، وكل يوم ينعقون في سرب ودرب ...
انك لا تدخل الاسلام الا بان تشهد ان لا اله الا الله والتي تقتضي منك طاعة الله واتباع امره ولا تكمل ولا يكمل لك ايمان ولا يصح لك اسلام الا ان تشهد بان محمدا رسول الله والتي بدورها تقتضي اتباع نهجه ومسيره وينته وهداه المبلغ به عن ربه فكيف تسول لكم انفسكم رد قوله ومخالفة امره صلى الله عليه واله وسلم ؟؟!! ام انكم ارتضيتم لانفسكم ان تكونوا دعاة على ابواب جهنم؟؟
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65 النساء) ويحكم كيف تحكمون؟! وقضاء النبي وحكمه هو سنته التي امرنا القران باتباعها ونفى عنا الايمان حتى ناخذ بها برضى وتسليم في اعماق النفوس ولا نجد في ذلك حرجا ونسلم بذلك تسليما مطلقا..!!
وقوله : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة : أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا وظاهرا ; ولهذا قال : ( ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) أي : إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به ، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة ، كما ورد في الحديث : " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " .
ويكفي ان الله تعالى جعل اتباعه صلى الله عليه واله وصحبه وسلم علامة الايمان وطريقه:- قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31]
وقرن محبة رسوله بمحبته سبحانه فقال: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التوبة: 24] والمحب للحبيب متبع مطيع باذل ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُؤْمَنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَأَهْلِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» فُلَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنًا حَتَّى يُقَدِّمَ مَحَبَّةَ الرَّسُولِ عَلَى مَحَبَّةِ جَمِيعِ الْخَلْقِ، وَمَحَبَّةُ الرَّسُولِ تَابِعَةٌ لِمَحَبَّةِ مُرْسِلِهِ. وَالْمَحَبَّةُ الصَّحِيحَةُ تَقْتَضِي الْمُتَابَعَةَ وَالْمُوَافَقَةَ ،
والا فما فائدتها وما قيمتها ان لم تحدث المتابعة والموافقة وحتى تكييف الهوى في النفس ليتوافق مع هدي المحبوب سلام الله عليه ويكون تبعا لما جاء به و وفق هديه والاقتداء بالسلوك واتباع الخطى .....
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا المبارك عبدك ورسولك الذي نشهد انه ما نطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وكان ان يتبع ما يوحى اليه، صلى الله عليه واله وسلم. وسنبقى على عهده و نشهد بنبوته ورسالته ، ونستشهد ونستدل باحاديثه ونقتدي بافعاله ونعمل باقواله ناخذ بسنته ما وفقنا الى ذلك سبيلا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.