هل الاحتفال بمولد النبي بدعة؟

هل الاحتفال بمولد النبي بدعة؟
أولا:
إن الإحتفالات من حيث هي من المباحات عملا بعمومات الأدلة مثل الجلوس والمشي ودعوة الناس إلى اجتماع وحضور الحفلات وغير ذلك وعليه لا يوجد ما يمنع من أن يحتفل المرء بعيد ميلاده أو بعيد أولاده أو أصدقائه أو غيرهم او الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. إلا أن المنهي عنه هو تقليد الكفار، فإن كان احتفل تقليدا للكفار فالمنهي عنه هو التقليد وليس الإحتفال، والاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم جائز شرط ان يكون خاليا من اي مخالفات شرعية، وإن احتفل لسبب آخر غير التقليد فهو مباح.
ثانيا:
المولد حسب تعريف (البدعة) لا ينطبق عليه، وأن مسألة البدعيات من المسائل التي لا تحتمل الخلاف..
لان الاحتفال بالمولد ليس من العبادات، ولا من العقائد..
فبحسب وصف البدعة على اصولنا، لا يقال بدعة الا لمسألة وردت فيها كيفية الاداء فيقال بدعة، اما ان كانت ضمن الاحكام الشرعية يقال حرام او مكروه او حلال او مندوب...
ومن جانب اخر..إن مفهوم البدعة جاء نتيجة الفهم المغلوط.. للبدعة..
وتعريف البدعة: هي مخالفة امر الشارع لامر ورد فيه كيفية الاداء، فيقال بدعة ويأثم فاعلها..
والبعض جعل كل البدع ضلالات وكلها في النار..واستدلوا بحديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) أخرجه أبو داود
فهمهم لهذا الحديث على عمومه فهم سقيم، فالحديث عام أريد به الخصوص بالمحدثات التي ليس لها مثال سابق في شرعنا..
(كل) من صيغ العموم وتفيد العموم...ولكنها قد تأتي في صيغة العموم ويراد به الخصوص..وقد ورد الكثير منها في القرآن الكريم..
-كما في قول الخضر عليه السلام في سورة الكهف (فيها ملك يأخذ كل سفينة غصبا) (فكل سفينة) لا يراد بها عموم السفن وكل السفن ..فالملك لا يأخذ إلا الصالحة منها بدليل قول الخضر عليه السلام ( فأردت أن أعيبها )..ف"كل" أفادت في الآية السفن الصالحة لا كل السفن..
(فحديث كل بدعة ضلالة) عام اريد به الخصوص ووجه تخصيصه، حديث عائشة رضي الله عنها ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري
فهذا الحديث مخصوص لحديث كل بدعة ضلالة، اي أن اي تبديل أو تغير للفظ أو فعل ورد فيه كيفية الاداء، وعملت بخلافة فهو بدعة وفيه إثم كبير..
فمفهوم المخالفة في هذا الحديث من احدث في امرنا هذا ما هو منه فليس برد هذا مفهوم المخالفة
وكلمة (منه) في الحديث، هنا ليست لتبعيض وليست للبيان وإنما لابتداء الغاية..
فتبجيل النبي واكرامه وغير ذلك له اصل في الشرع..
ثالثا:
الرد على القول بإن لم يرد من فعل النبي والصحابة والتابعين نقول:
من تعريف الحكم الشرعي يتبين لنا أن حكم الفعل لا بد وأن يأتي فيه نص إما من الكتاب أو من السنة التي هي قول أو فعل أو تقرير، وعليه لا يصح بعدم الفعل ومن جانب آخر فإن الله تعالى أوجب علينا الأخذ بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).
وما آتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القول والفعل والتقرير، وعدم الفعل ليس مما جاء به الرسول فلا حجة فيه، فإن ما لم يفعله صلى الله عليه وسلم ليس من الأدلة الشرعية
ولا يقال بأن هذا الفعل لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حرام أو بدعة إلا في حالة واحدة فقط، وهي عندما يأتي الشرع فيبين لنا حكم فعل وكيفية أدائه، ويلزمنا بهذه الكيفية مثل الصلاة التي ألزمنا بكيفية أداء محددة لقوله صلى الله عليه وسلم «صلوا كما رأيتموني أصلي».
فمن يزيد عليها يقال له: لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا بدعة، وكذلك سائر الأمور التي بين الشارع الكيفية وألزم الناس العمل بها. ثم إن عدم الفعل قد يكون مباحا؛ لأن المباح هو التخير بين الفعل والترك (عدم الفعل)، وعليه يجب أن يأتي النص على إباحته.
وهذا مجمع عليه بين الاصولين...
رابعا:
اما جعل البعض في تعين يوم المولد النبوي لانه مختلف فيه ذريعة لتحريم الاحتفال :
هذه حجة واهيه لأن مسألة تعين اليوم مسألة تاريخية اجتهادية لا يترتب عليها حكم شرعي.
وهذا الامر لا يجوز لاحد ان يلزم الاخر فيه باجتهاده كائنا من كان
فتبجيل النبي واكرامه وغير ذلك له اصل في الشرع.. والبدعة تكون فيما لم يشرع في أصله او بوصفه ، وتبجيل النبي مشروع في أصله, والعبرة بالاحتفالات بما تقوم عليها من مخالفات شرعية
فكل له مناطه، وحكمه
خامسا:
وممن أجازه من العلماء ، نذكر بعضهم:
الحافظ العراقي، الحافظ أبو شامة شيخ الإمام النووي، الحافظ ابن حجر العسقلاني، الحافظ السخاوي، الحافظ السيوطي، الحافظ ابن كثير، الحافظ ابن دحية، الحافظ ابن ناصر الدمشقي، الحافظ القسطلاني.
شيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي
شيخ الإسلام ابن عابدين
الإمام العلامة ابن عباد النفري
الإمام محمد متولي الشعراوي.
سادسا والأهم:
من الناحية السياسية :
الاحتفال بالمولد بدعة، اما الاحتفال بعيد الاستقلال، او الاعياد الوطنية، او ما يقوم به إبن سلمان في بلاد الحرمين من رقص ومجون ليس بدعة. ِ
يا ترى الا يخطر ببالك، لماذا هؤلاء يعتبرون الاحتفال بالمولد الشريف بدعة، ويتشددون فيها، وكانها قضيتهم المصيرية.. بخلاف الاعياد الاخرى..
ولماذا التضخيم الاعلامي للحدث؟
قد اشغلوا مجموعاتهم، في حكم المولد.. بين مبدع، ومفسق، ومضلل..
وتركوا محاربة المنكر القطعي كاحتفالات المجون عند الحكام
بدلا من هذه الضجة حول حكم شرعي مختلف فيه بين العلماء... اما اكتفيتم تمزيقا لهذه الامة وخدمة لاعدائها بأسم البدعة!!
فيجب ان ينظر للحدث، ان ورائهم جهات هدفها تمزيق المسلمين الى جماعات والصف الى صفوف.. وإثارة هذه القضايا
الخلاصة:
إن وحدة الامة مقدمة على خلافاتكم الجانبية والفقهيات التي تحتمل الرأي والرأيين والثلاثة.
هذا ما كانت عليه الأمة لألف سنة وستبقى عليه ولو لم يشأ ذلك الغلاة من الطرفين.
ولا يجوز جعل مثل هذه القضايا، سببا في نقض عرى الاسلام،، وتفرقة المسلمين وتشتيتهم من أجل مسألة خلافيه..
والله الموفق..

» (بدعة العصر) أبو نزار الشامي
» يا نور النبي اللهم صلي على حبيبنا النبي** خوخه**
» الاحتفال بالاستدمار الفرنسي