30- من دروس القران التوعوية - الموالاة والبراء

بسم الله الرحمن الرحيم
30- من دروس القران التوعوية :-
التحذير من اتباع وموالاة اهل الكفر من اهل الكتاب والمشركين :
في الحلقة السابقة رأينا انه يجب الحذر من تقريب اهل الباطل في الداخل من مراكز القيادة وحرمة اتخاذهم بطانة وحاشية!!
ونبحث هنا اليوم العلاقات الخارجية للدولة او التكتلات والجماعات والقبائل والاحزاب مع الكفار من اهل الكتاب والمشركين ... والموالاة هي التناصر والتأييد والمودة والمحبة والاتباع ..
قال الله تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة " [آل عمران :28] وقد جزم ابن جرير في تفسيره بكفر من فعل ذلك . قال تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان" [المجادلة:22]..
وقال سبحانه وتعالى : " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" [المائدة:51] فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ، وأخبر أن من تولاهم من المؤمنين فهو منهم ، وهكذا حكم من تولى الكفار من المجوس وعباد الأوثان فهو منهم …
وانظر قوله تعالى " ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون" [المائدة:80] .. وجاءت الايات في حرمة تولي الكفار واهل الكتاب صريحة وكثيرة في الكتاب المبين؛
فليتأمل من اراد النجاة لنفسه هذه الآيات الكريمة و ليبحث عما قاله المفسرون وأهل العلم في تفسيرها وينظر ما وقع من أكثر الناس اليوم مع كل اسف، فإنه يتبين له – إن وفقه الله وسدد بصيرته ورؤياه – أنها تتناول من ترك جهادهم ، وسكت عن عيبهم ، وألقى إليهم السلم .!! فكيف بمن أعانهم أو جرهم على بلاد أهل الإسلام واطلعهم على العورات والثغور؟؟!! أو حتى أثنى عليهم ومدح ماهم عليه من الضلال!! ، أو فضلهم على أهل الإسلام واختار ولايتهم وتناصر معهم ينصرهم وينصرونه؟؟ ، و أحب ظهورهم على ابناء ملته ودينه وجنسه؟!!، فهذا ردة صريحة ليس لها ابا بكر يلجمها !!
فمولاة الكفار ومناصرتهم سواءً بالقتال معهم او بالتجسس لهم او باعانتهم بأي صورة من صور التعاون قد تؤدي بل تؤدي الى قتل المسلمين ؛ والله تعالى يقول:- { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء:93] ..فهذا شامل في حق من باشر القتل بنفسه حين يقاتل في صفوفهم؛ او تسبب فيه لغيره بالتجسس او الاشارة والدلالة عليه..
اما الذين يرون ان عزتهم ومكانتهم وحفظها لا تكون الا بموالاتهم فيقول الله عز وجل :- { مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)فاطر}.. و عليه فان البراء من الكفر واهله واجب ومطلب عقائدي تتطلبه الملة ؛ والولاء لا ينبغي الا ان يكون للمؤمنين ، وقد اعلن الله تعالى براءته وبراءة رسوله من المشركين فقال في سورة التوبة:-{ وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)التوبة }..
نفعنا الله واياكم بالقران واحكامه وهديه وعلمه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

» 45-من دروس القران التوعوية:وصايا القران لاهل دعوة الايمان
» 53- من دروس القران التوعوية- رد القران على المنافقين الفرحين بمصائبنا
» 38-من دروس القران التوعوية-2-موقف القران من الاسرائيليات!!