الحلقة الحادية عشرة من دروس وعبر الحج التربوية..11..

بسم الله الرحمن الرحيم
خواطر حول الوقوف بعرفة
11=الحلقة الحادية عشرة من دروس ومواعظ وعبر الحج التربوية =11=
اخي الحاج..اختي الحاجة :تنتظر مقيما في مكة المكرمة محافظا على احرامك اذا نويت الحج مفردا او قارنا، وتحذر محظورات الاحرام، اما ان كنت متمتعا فباتيانك بمنسك الحلق او التقصير فقد تحللت من الاحرام، فتقيم في مكة منتظرا يوم التروية الثامن من ذي الحجة، وتحرص على طاعة ربك، ومجانبا نهيهه خصوصا وانت في بلده الحرام التي يعظم فيها الاثم كما يعظم فيها الاجر والثواب للطاعة .
ولا تنس انك ضيف حال بفناء الله عز وجل تطلب كرمه واكرامه بنوال المغفرة والرضا والقبول، فتحلا بالادب وتزين بالتقى وكن مثالا يحتذى لغيرك، وعلم الجاهل باللطف والكلمة الطيبة، وتعلم من العالم بالادب والاحترام والتواضع ، .واعكف على الطاعات والقربات والصدقات والنصح للمسلمين، واعلم ان الكلمة الطيبة صدقة، والابتسامة في وجه اخيك صدقة، فلا تبخل بذلك على امة الحبيب صلى الله عليه وسلم .... فاذا جاء يوم الثامن من ذي الحجه وهو ما يعرف بيوم التروية، حيث كانوا يتزودون بالزاد والماء الذي يبلغهم بقية المناسك، فتحرم بالحج كما فعلت في الميقات ملبيا عاقدا النيه لبيك اللهم بالحج فاكتبه ويسره لي . فتصعد الى منى لتبيت ليلتك هناك ان امكنك سائلا ربك ان يحقق لك المنى بالقبول والغفران وان خشيت فوات يوم عرفة تصعد فورا الى عرفة، متهيئا للقاء الاعظم وهووقوف عرفة من غدك في التاسع من ذي الحجة، وعرفة سهل كبير يتوسطه جبل صغير يسمى جبل الرحمه، والوقوف فيه ركن الحج الاعظم، لقوله صلى الله عليه وسلم :الحج عرفه..ويبدأ وقوف عرفه من بعد زوال الشمس فتصلي الظهر والعصر جمعا وقصرا، ثم تحشر نفسك في جموع المؤمنين الموحدين من شتى بقاع الارض الذين توحد هدفهم وغايتهم، فاجتمعوا في صعيد واحد راجين رحمته ومغفرته .وهنا اسأل نفسك هذا السؤال يا من وقفت بعرفه :هل عرفت الله حق معرفته ؟هل عرفت عظمته فهبته وخفته وعظمته؟ فالتزمت حدوده وطاعته وانزجرت عن نواهيه ؟هل عرفت الله في تكاليفه فنفذتها خوفا من جبروته وطمعا في ثوابه ؟ وباختصار ..هل عرفت الله فيما مضى ليعرفك اليوم ؟
نعم اخي ان عرفت الله فيما مضى حتما سيعرفك برحمته جل وعلى ليس هنا في هذا الموقف فحسب:بل حتى في ذاك الموقف العظيم يوم الحشر الاكبر يوم الصيرورة اما الى جنة الخلود جعلنا الله واياكم من اهلها واما الى نار ليس لها من الوقود الا الناس من اهل الجحود والحجارة من عالم الجمود، فكانت قرينا لمن قست قلوبهم وتجمدت احاسيسهم فكانت كالحجارة او اشد قسوة ..اللهم نسألك رضاك والجنه ونعوذ بك من سخطك والنار.وارزقنا وحجاج بيتك الرحمة والقبول في هذا العرض المهيب ونجنا من سخطك والنار يوم ذاك العرض الرهيب .واجعلنا من عبادك الفائزين فلا فوز ولا نجاة الا باتباع شرع الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحج عرفة