نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبيل - القدس

البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» الوضع اللغوي والاصطلاح !!!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitimeأمس في 7:29 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» قراءة في اسم يوم الجمعة !!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-25, 11:34 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» صكوك الغفران تحجب عنا الاحاديث المنتجة !!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-25, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ليس للمرء من صلاته الا ما عقل منها
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-25, 9:38 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» وضوء التوابين المتطهرين ... !!!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-24, 6:21 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال فى مصر - تك سوفت
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-23, 11:11 am من طرف سها ياسر

» قضية بيت المقدس في سطور..!!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-23, 8:39 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» قضية بيت المقدس في سطور..!!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-23, 8:28 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 5- الحلقة الخامسة من سلسلة حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة صياغة العقل البشري -
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-21, 11:47 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» نقلت لك: مقالة مهمة !!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-21, 10:26 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» نقلت لك: مقالة مهمة !!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-21, 10:24 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» كلمة من ايام كورونا بعنوان عجبا للمؤمن..!!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-21, 10:19 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة مكافحة الفئران بالجبيل
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-19, 10:27 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» الى دعاة الاسلام وحملة لواء دعوته وراية رسالته :-
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-18, 11:51 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» قول لمن يهمه الامر !!!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-17, 3:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الحكمة فيما بين الغار والغار
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-16, 11:22 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» صناعة -اليا سين- من اخطر الصناعات !!!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-16, 11:11 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 4- الحلقة الرابعة من حديث الاثنين
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-16, 12:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» اقرا البيان - عبدالله السعايدة - الامة تريد ابنائها الجيوش
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-14, 11:08 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» انا لله وانا اليه راجعون ...
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-14, 11:05 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» فاتت سنة لكننا لا نزال في انتظاركم
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-13, 7:41 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» زمن الرويبضة - مدحت رحال
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-13, 5:39 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» نظرة في الاحداث - التهديد الايراني بالرد!!!
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-13, 1:54 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مشاكسةٌ ضفائرها وتلهو - حميد يحيى السراب
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-12, 11:18 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» ذكاء وفطنة - مدحت رحال
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-12, 2:11 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» 34- الحلقة الرابعة والثلاثون من سلسلة اثر العبادات على النفس والسلوك
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-12, 1:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» وسائل الرقابة في شريعة الله تعالى وفي شرائع البشر
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-11, 1:50 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» احذروا الهوى فانه باب الشيطان الى القلوب
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-11, 12:11 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تقبل الله طاعاتكم وكل عام وانتم بخير
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-10, 2:24 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث رمضان - افكار حول صدقة الفطر
الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2024-04-09, 4:45 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
اسماء الجن الكفار و المسلمين
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
بيت من الشعر اذهلني - الشاعر كريم العراقي
من ذا يبلغها بأني متعب - كلمات علي العكيدي
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 104 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 104 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 720 بتاريخ 2011-02-21, 11:09 pm
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38784
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
معتصم - 12434
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 3915
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
العرين - 1193
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
زهره النرجس
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
معتصم
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
معمر حبار
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
هيام الاعور
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
sa3idiman
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
لينا محمود
الاختلاف ووحدة الامة I_vote_rcapالاختلاف ووحدة الامة I_voting_barالاختلاف ووحدة الامة I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1024 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو أبو عرب اللحام فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 65973 مساهمة في هذا المنتدى في 19998 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 الاختلاف ووحدة الامة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3915
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 65

الاختلاف ووحدة الامة Empty
مُساهمةموضوع: الاختلاف ووحدة الامة   الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2016-11-21, 11:55 pm

الاختلاف ......ووحدة الأمة
...الاسلام جعل لنا اساسيات منعنا من الاختلاف عليها ..اركان الايمان ...و..اركان الاسلام ...وجعلها معالم الايمان عقيدة ومعالم الاسلام مسلكا... واشار الى ان الافهام لاتستقيم على صعيد واحد، والا لاصبح الناس نسخة كربونية مكررة لا يتمايزون...فلا بد من تباين الافهام وتنوعها وتعدد الادراكات ومستوياتها ليبلغ البشر مرحلة التكامل وليس الكمال، لان المخلوق لن يكمل وسيبقى يعاني من افة النقص، لان كمال الامر لله الكامل الواحد لا غير.. فالخلاف واختلاف الافهام في مسيرة البشرية امر طبيعي متوقع وعلامة صحة وليس علامة خطأ. فلذلك حاور الخالق العظيم خلقه وطالبهم على اثبات رايهم بالحجة والبرهان ...( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين...) ومن ضاق افقه وضاقت مداركه لم يقبل لا حجة للغير ولا برهان، وتعنت لضيق صدره الناجم من ضيق افقه ، حين يتفرعن و يتأله برأيه المبني غالبا على الظن والوهم ولا يرى صوابا الا ما رأى، ولا يرى مؤمنا او مصيبا الا من اراه هو رؤياه الفرعونية. الاسلام اكبر من الشخص واعظم من ان يختزل برؤيا بشر... فما اوتيتم من العلم الا قليلا....
فهناك امور بالنسبة لامة الاسلام لا ينبغي ان تختلف عليها وهي قطعيات الاعتقاد واساسيات الاسلام والا حصل الخلاف والفرقة ، وهناك امور قد نختلف فيها كفهم الادلة ظنية الدلالة والنصوص حمالة الاوجه ..ولكن الذي لا يصح لامتنا ان يسير ابناؤها وفق اهوائهم في فهمهم للنصوص واستدلالاتهم بالادلة والا كان ذلك اتباعا للشيطان الذي مطيته الهوى.. ولا بد من فهم النص فهما شرعيا وذلك بالضوابط المشروعة والمستنبطة بالاستقراء من طبيعة لغة الشرع والكتاب والحديث ، والتي قررها فقهاء الامة وقعدوها من خلال استقراءهم لمنظومة النصوص الشرعية فاستخرجوا لنا قواعد وضوابط تضبط الفهم ليكون منسجما وروح التشريع الرباني وغاياته ومقاصده ووفق تصوراته العقدية .
وهي بلا شك ضوابط وقواعد حتى الاختلاف على اساسها يستساغ ولا يبلبل وحدة الامة ولا يجرح او يخدش مؤدى وغاية التوحيد في توجيه الامة بل العالمين ليتوحدوا في توجههم للاله الواحد الديان حينها لا يشذ الا من ابى ان يكون من امة الله الواحدة...قال تعالى:-
....وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)هود
- جاء في تفسير الطاهر بن عاشور رحمه الله مايلي:-
وقد تقدمت عند قوله تعالي : كان الناس أمّةً واحدةً في سورة [ البقرة : 213 ] . فتفسر الأمّة في كل مقام بما تدل عليه إضافتها إلى شيء من أسباب تكوينها كما يقال : الأمّة العربيّة والأمّة الإسلاميّة .
ومعنى كونها واحدة أن يكون البشر كلّهم متّفقين على اتّباع دين الحق كما يدل عليه السياق ، فآل المعنى إلى : لو شاء ربك لجعل الناس أهل ملّة واحدة فكانوا أمّة واحدة من حيث الدّين الخالص .
وفهم من شرط ( لو ) أنّ جعلهم أمّة واحدة في الدّين منتفية ، أي منتف دوامها على الوحدة في الدّين وإنْ كانوا قد وُجدوا في أوّل النشأة متّفقين فلم يلبثوا حتّى طرأ الاختلاف بينَ ابنيْ آدم عليه السّلام لقوله تعالى : كان النّاس أمّة واحدة [ البقرة : 213 ] وقوله : وما كان النّاس إلاّ أمّةً واحدةً فاختلفوا في سورة [ يونس : 19 ] ؛ فعلم أنّ الناس قد اختلفوا فيما مضى فلم يكونوا أمّة واحدة ، ثم لا يدري هل يؤول أمرهم إلى الاتّفاق في الدّين فأعقب ذلك بأنّ الاختلاف دائم بينهم لأنّه من مقتضى ما جُبِلت عليه العقول .ولمّا أشعر الاختلاف بأنه اختلاف في الدّين ، وأنّ معناه العدول عن الحق إلى الباطل ، لأنّ الحق لا يقبل التعدّد والاختلاف ، عُقّب عموم ولا يزالون مختلفين باستثناء من ثبتوا على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله : إلاّ من رحم ربك ، أي فعصمهم من الاختلاف .
وفهم من هذا أنّ الاختلاف المذموم المحذّر منه هو الاختلاف في أصول الدّين الذي يترتّب عليه اعتبار المخالف خارجاً عن الدين وإن كان يزعم أنّه من مُتّبعيه ، فإذا طرأ هذا الاختلاف وجب على الأمّة قصمه وبذل الوسع في إزالته من بينهم بكلّ وسيلة من وسائل الحقّ والعدل بالإرشاد والمجادلة الحسنة والمناظرة ، فإنْ لم ينجع ذلك فبالقتال كما فعل أبو بكر في قتال العرب الذين جحدوا وجوب الزكاة ، وكما فعل عليّ كرّم الله وجهه في قتال الحروريّة الذين كفّروا المسلمين . وهذه الآية تحذير شديد من ذلك الاختلاف .
وأما تعقيبه بقوله : ولذلك خلقهم فهو تأكيد بمضمون ولا يزالون مختلفين . والإشارة إلى الاختلاف المأخوذ من قوله : مختلفين ، واللاّم للتعليل لأنّه لمّا خلقهم على جِبِلّة قاضية باختلاف الآراء والنزعات وكان مريداً لمقتضى تلك الجبلّة وعالماً به كما بيّناه آنفاً كان الاختلاف علّة غائية لخلقهم ، والعلّة الغائية لا يلزمها القصر عليها بل يكفي أنها غاية الفعل ، وقد تكون معها غايات كثيرة أخرى فلا ينافي ما هنا قولُه : وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون [ الذاريات : 56 ] لأنّ القصر هنالك إضافيّ ، أي إلاّ بحالة أن يعبدوني لا يشركوا ، والقصر الإضافي لا ينافي وجود أحوال أخرى غير ما قُصدَ الردّ عليه بالقصر كما هو بيّن لمن مارس أساليب البلاغة العربية .
وتقديم المعمول على عامله في قوله : ولذلك خلقهم ليس للقصر بل للاهتمام بهذه العلّة ، وبهذا يَندفع ما يوجب الحيرة في التفسير في الجمع بين الآيتين .- اه من تفسير الطاهر رحمه الله.
فالاختلاف المذموم هو الاختلاف المؤدي الى فرقة الامة وانقسام كيانها وشرذمت وحدتها
قال الله تعالى : (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )(153) الانعام.
وبين تعالى ان سبب الفشل المؤدي الى ذهاب الريح والغلبة للامة في الارض انما هو في الاختلاف النابع من معصية الله ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم طاعة الله ورسوله فقال :- (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (46)الانفال.
يارب بك نعيذ امة نبيك الحبيب من الفرقة والشتات والفشل وذهاب الريح...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام
نبيل القدس ابو اسماعيل


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 38784
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

الاختلاف ووحدة الامة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاختلاف ووحدة الامة   الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2017-01-08, 3:52 pm

الاختلاف ......ووحدة الأمة
...الاسلام جعل لنا اساسيات منعنا من الاختلاف عليها ..اركان الايمان ...و..اركان الاسلام ...وجعلها معالم الايمان عقيدة ومعالم الاسلام مسلكا... واشار الى ان الافهام لاتستقيم على صعيد واحد، والا لاصبح الناس نسخة كربونية مكررة لا يتمايزون...فلا بد من تباين الافهام وتنوعها وتعدد الادراكات ومستوياتها ليبلغ البشر مرحلة التكامل وليس الكمال، لان المخلوق لن يكمل وسيبقى يعاني من افة النقص، لان كمال الامر لله الكامل الواحد لا غير.. فالخلاف واختلاف الافهام في مسيرة البشرية امر طبيعي متوقع وعلامة صحة وليس علامة خطأ. فلذلك حاور الخالق العظيم خلقه وطالبهم على اثبات رايهم بالحجة والبرهان ...( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين...) ومن ضاق افقه وضاقت مداركه لم يقبل لا حجة للغير ولا برهان، وتعنت لضيق صدره الناجم من ضيق افقه ، حين يتفرعن و يتأله برأيه المبني غالبا على الظن والوهم ولا يرى صوابا الا ما رأى، ولا يرى مؤمنا او مصيبا الا من اراه هو رؤياه الفرعونية. الاسلام اكبر من الشخص واعظم من ان يختزل برؤيا بشر... فما اوتيتم من العلم الا قليلا....
فهناك امور بالنسبة لامة الاسلام لا ينبغي ان تختلف عليها وهي قطعيات الاعتقاد واساسيات الاسلام والا حصل الخلاف والفرقة ، وهناك امور قد نختلف فيها كفهم الادلة ظنية الدلالة والنصوص حمالة الاوجه ..ولكن الذي لا يصح لامتنا ان يسير ابناؤها وفق اهوائهم في فهمهم للنصوص واستدلالاتهم بالادلة والا كان ذلك اتباعا للشيطان الذي مطيته الهوى.. ولا بد من فهم النص فهما شرعيا وذلك بالضوابط المشروعة والمستنبطة بالاستقراء من طبيعة لغة الشرع والكتاب والحديث ، والتي قررها فقهاء الامة وقعدوها من خلال استقراءهم لمنظومة النصوص الشرعية فاستخرجوا لنا قواعد وضوابط تضبط الفهم ليكون منسجما وروح التشريع الرباني وغاياته ومقاصده ووفق تصوراته العقدية .
وهي بلا شك ضوابط وقواعد حتى الاختلاف على اساسها يستساغ ولا يبلبل وحدة الامة ولا يجرح او يخدش مؤدى وغاية التوحيد في توجيه الامة بل العالمين ليتوحدوا في توجههم للاله الواحد الديان حينها لا يشذ الا من ابى ان يكون من امة الله الواحدة...قال تعالى:-
....وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)هود
- جاء في تفسير الطاهر بن عاشور رحمه الله مايلي:-
وقد تقدمت عند قوله تعالي : كان الناس أمّةً واحدةً في سورة [ البقرة : 213 ] . فتفسر الأمّة في كل مقام بما تدل عليه إضافتها إلى شيء من أسباب تكوينها كما يقال : الأمّة العربيّة والأمّة الإسلاميّة .
ومعنى كونها واحدة أن يكون البشر كلّهم متّفقين على اتّباع دين الحق كما يدل عليه السياق ، فآل المعنى إلى : لو شاء ربك لجعل الناس أهل ملّة واحدة فكانوا أمّة واحدة من حيث الدّين الخالص .
وفهم من شرط ( لو ) أنّ جعلهم أمّة واحدة في الدّين منتفية ، أي منتف دوامها على الوحدة في الدّين وإنْ كانوا قد وُجدوا في أوّل النشأة متّفقين فلم يلبثوا حتّى طرأ الاختلاف بينَ ابنيْ آدم عليه السّلام لقوله تعالى : كان النّاس أمّة واحدة [ البقرة : 213 ] وقوله : وما كان النّاس إلاّ أمّةً واحدةً فاختلفوا في سورة [ يونس : 19 ] ؛ فعلم أنّ الناس قد اختلفوا فيما مضى فلم يكونوا أمّة واحدة ، ثم لا يدري هل يؤول أمرهم إلى الاتّفاق في الدّين فأعقب ذلك بأنّ الاختلاف دائم بينهم لأنّه من مقتضى ما جُبِلت عليه العقول .ولمّا أشعر الاختلاف بأنه اختلاف في الدّين ، وأنّ معناه العدول عن الحق إلى الباطل ، لأنّ الحق لا يقبل التعدّد والاختلاف ، عُقّب عموم ولا يزالون مختلفين باستثناء من ثبتوا على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله : إلاّ من رحم ربك ، أي فعصمهم من الاختلاف .
وفهم من هذا أنّ الاختلاف المذموم المحذّر منه هو الاختلاف في أصول الدّين الذي يترتّب عليه اعتبار المخالف خارجاً عن الدين وإن كان يزعم أنّه من مُتّبعيه ، فإذا طرأ هذا الاختلاف وجب على الأمّة قصمه وبذل الوسع في إزالته من بينهم بكلّ وسيلة من وسائل الحقّ والعدل بالإرشاد والمجادلة الحسنة والمناظرة ، فإنْ لم ينجع ذلك فبالقتال كما فعل أبو بكر في قتال العرب الذين جحدوا وجوب الزكاة ، وكما فعل عليّ كرّم الله وجهه في قتال الحروريّة الذين كفّروا المسلمين . وهذه الآية تحذير شديد من ذلك الاختلاف .
وأما تعقيبه بقوله : ولذلك خلقهم فهو تأكيد بمضمون ولا يزالون مختلفين . والإشارة إلى الاختلاف المأخوذ من قوله : مختلفين ، واللاّم للتعليل لأنّه لمّا خلقهم على جِبِلّة قاضية باختلاف الآراء والنزعات وكان مريداً لمقتضى تلك الجبلّة وعالماً به كما بيّناه آنفاً كان الاختلاف علّة غائية لخلقهم ، والعلّة الغائية لا يلزمها القصر عليها بل يكفي أنها غاية الفعل ، وقد تكون معها غايات كثيرة أخرى فلا ينافي ما هنا قولُه : وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون [ الذاريات : 56 ] لأنّ القصر هنالك إضافيّ ، أي إلاّ بحالة أن يعبدوني لا يشركوا ، والقصر الإضافي لا ينافي وجود أحوال أخرى غير ما قُصدَ الردّ عليه بالقصر كما هو بيّن لمن مارس أساليب البلاغة العربية .
وتقديم المعمول على عامله في قوله : ولذلك خلقهم ليس للقصر بل للاهتمام بهذه العلّة ، وبهذا يَندفع ما يوجب الحيرة في التفسير في الجمع بين الآيتين .- اه من تفسير الطاهر رحمه الله.
فالاختلاف المذموم هو الاختلاف المؤدي الى فرقة الامة وانقسام كيانها وشرذمت وحدتها
قال الله تعالى : (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )(153) الانعام.
وبين تعالى ان سبب الفشل المؤدي الى ذهاب الريح والغلبة للامة في الارض انما هو في الاختلاف النابع من معصية الله ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم طاعة الله ورسوله فقال :- (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (46)الانفال.
يارب بك نعيذ امة نبيك الحبيب من الفرقة والشتات والفشل وذهاب الريح...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhoob-alsdagh.yoo7.com
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3915
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 65

الاختلاف ووحدة الامة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاختلاف ووحدة الامة   الاختلاف ووحدة الامة I_icon_minitime2019-02-13, 9:27 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الاختلاف ......ووحدة الأمة
...الاسلام جعل لنا اساسيات منعنا من الاختلاف عليها ..اركان الايمان ...و..اركان الاسلام ...وجعلها معالم الايمان عقيدة ومعالم الاسلام مسلكا... واشار الى ان الافهام لاتستقيم على صعيد واحد، والا لاصبح الناس نسخة كربونية مكررة لا يتمايزون...فلا بد من تباين الافهام وتنوعها وتعدد الادراكات ومستوياتها ليبلغ البشر مرحلة التكامل وليس الكمال، لان المخلوق لن يكمل وسيبقى يعاني من افة النقص، لان كمال الامر لله الكامل الواحد لا غير.. فالخلاف واختلاف الافهام في مسيرة البشرية امر طبيعي متوقع وعلامة صحة وليس علامة خطأ. فلذلك حاور الخالق العظيم خلقه وطالبهم على اثبات رايهم بالحجة والبرهان ...( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين...) ومن ضاق افقه وضاقت مداركه لم يقبل لا حجة للغير ولا برهان، وتعنت لضيق صدره الناجم من ضيق افقه ، حين يتفرعن و يتأله برأيه المبني غالبا على الظن والوهم ولا يرى صوابا الا ما رأى، ولا يرى مؤمنا او مصيبا الا من اراه هو رؤياه الفرعونية. الاسلام اكبر من الشخص واعظم من ان يختزل برؤيا بشر... فما اوتيتم من العلم الا قليلا....
فهناك امور بالنسبة لامة الاسلام لا ينبغي ان تختلف عليها وهي قطعيات الاعتقاد واساسيات الاسلام والا حصل الخلاف والفرقة ، وهناك امور قد نختلف فيها كفهم الادلة ظنية الدلالة والنصوص حمالة الاوجه ..ولكن الذي لا يصح لامتنا ان يسير ابناؤها وفق اهوائهم في فهمهم للنصوص واستدلالاتهم بالادلة والا كان ذلك اتباعا للشيطان الذي مطيته الهوى.. ولا بد من فهم النص فهما شرعيا وذلك بالضوابط المشروعة والمستنبطة بالاستقراء من طبيعة لغة الشرع والكتاب والحديث ، والتي قررها فقهاء الامة وقعدوها من خلال استقراءهم لمنظومة النصوص الشرعية فاستخرجوا لنا قواعد وضوابط تضبط الفهم ليكون منسجما وروح التشريع الرباني وغاياته ومقاصده ووفق تصوراته العقدية .
وهي بلا شك ضوابط وقواعد حتى الاختلاف على اساسها يستساغ ولا يبلبل وحدة الامة ولا يجرح او يخدش مؤدى وغاية التوحيد في توجيه الامة بل العالمين ليتوحدوا في توجههم للاله الواحد الديان حينها لا يشذ الا من ابى ان يكون من امة الله الواحدة...قال تعالى:-
....وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)هود
- جاء في تفسير الطاهر بن عاشور رحمه الله مايلي:-
وقد تقدمت عند قوله تعالي : كان الناس أمّةً واحدةً في سورة [ البقرة : 213 ] . فتفسر الأمّة في كل مقام بما تدل عليه إضافتها إلى شيء من أسباب تكوينها كما يقال : الأمّة العربيّة والأمّة الإسلاميّة .
ومعنى كونها واحدة أن يكون البشر كلّهم متّفقين على اتّباع دين الحق كما يدل عليه السياق ، فآل المعنى إلى : لو شاء ربك لجعل الناس أهل ملّة واحدة فكانوا أمّة واحدة من حيث الدّين الخالص .
وفهم من شرط ( لو ) أنّ جعلهم أمّة واحدة في الدّين منتفية ، أي منتف دوامها على الوحدة في الدّين وإنْ كانوا قد وُجدوا في أوّل النشأة متّفقين فلم يلبثوا حتّى طرأ الاختلاف بينَ ابنيْ آدم عليه السّلام لقوله تعالى : كان النّاس أمّة واحدة [ البقرة : 213 ] وقوله : وما كان النّاس إلاّ أمّةً واحدةً فاختلفوا في سورة [ يونس : 19 ] ؛ فعلم أنّ الناس قد اختلفوا فيما مضى فلم يكونوا أمّة واحدة ، ثم لا يدري هل يؤول أمرهم إلى الاتّفاق في الدّين فأعقب ذلك بأنّ الاختلاف دائم بينهم لأنّه من مقتضى ما جُبِلت عليه العقول .ولمّا أشعر الاختلاف بأنه اختلاف في الدّين ، وأنّ معناه العدول عن الحق إلى الباطل ، لأنّ الحق لا يقبل التعدّد والاختلاف ، عُقّب عموم ولا يزالون مختلفين باستثناء من ثبتوا على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله : إلاّ من رحم ربك ، أي فعصمهم من الاختلاف .
وفهم من هذا أنّ الاختلاف المذموم المحذّر منه هو الاختلاف في أصول الدّين الذي يترتّب عليه اعتبار المخالف خارجاً عن الدين وإن كان يزعم أنّه من مُتّبعيه ، فإذا طرأ هذا الاختلاف وجب على الأمّة قصمه وبذل الوسع في إزالته من بينهم بكلّ وسيلة من وسائل الحقّ والعدل بالإرشاد والمجادلة الحسنة والمناظرة ، فإنْ لم ينجع ذلك فبالقتال كما فعل أبو بكر في قتال العرب الذين جحدوا وجوب الزكاة ، وكما فعل عليّ كرّم الله وجهه في قتال الحروريّة الذين كفّروا المسلمين . وهذه الآية تحذير شديد من ذلك الاختلاف .
وأما تعقيبه بقوله : ولذلك خلقهم فهو تأكيد بمضمون ولا يزالون مختلفين . والإشارة إلى الاختلاف المأخوذ من قوله : مختلفين ، واللاّم للتعليل لأنّه لمّا خلقهم على جِبِلّة قاضية باختلاف الآراء والنزعات وكان مريداً لمقتضى تلك الجبلّة وعالماً به كما بيّناه آنفاً كان الاختلاف علّة غائية لخلقهم ، والعلّة الغائية لا يلزمها القصر عليها بل يكفي أنها غاية الفعل ، وقد تكون معها غايات كثيرة أخرى فلا ينافي ما هنا قولُه : وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون [ الذاريات : 56 ] لأنّ القصر هنالك إضافيّ ، أي إلاّ بحالة أن يعبدوني لا يشركوا ، والقصر الإضافي لا ينافي وجود أحوال أخرى غير ما قُصدَ الردّ عليه بالقصر كما هو بيّن لمن مارس أساليب البلاغة العربية .
وتقديم المعمول على عامله في قوله : ولذلك خلقهم ليس للقصر بل للاهتمام بهذه العلّة ، وبهذا يَندفع ما يوجب الحيرة في التفسير في الجمع بين الآيتين .- اه من تفسير الطاهر رحمه الله.
فالاختلاف المذموم هو الاختلاف المؤدي الى فرقة الامة وانقسام كيانها وشرذمت وحدتها
قال الله تعالى : (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )(153) الانعام.
وبين تعالى ان سبب الفشل المؤدي الى ذهاب الريح والغلبة للامة في الارض انما هو في الاختلاف النابع من معصية الله ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم طاعة الله ورسوله فقال :- (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (46)الانفال.
يارب بك نعيذ امة نبيك الحبيب من الفرقة والشتات والفشل وذهاب الريح...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاختلاف ووحدة الامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قيام الدين ووحدة الامة
» سنة الاختلاف - محمد بن يوسف الزيادي
» جبل البابا..صمود ووحدة ومقاومة - بقلم: نايف جفال/القدس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: اخبار - مقالات سياسية - :: قسم خاص - محمد بن يوسف الزيادي-
انتقل الى: