نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبيل - القدس

البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» اللعب بالعالم !!!!!!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitimeاليوم في 9:01 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» من الفتن والمحن التي تصيب الامة واصابتها !!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitimeاليوم في 6:07 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 7- الحلقة السابعة من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitimeأمس في 6:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» يا عالي الهمة - محمد بن يوسف الزيادي
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-05-04, 11:26 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» من احداث وحواديث زمان ...
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-05-04, 12:05 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» احوال الناس في العبودية !!!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-05-03, 11:41 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث ليلة الجمعة - من مذكرات قادة الجهاد !!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-05-03, 11:38 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الحق والباطل ضدان لا يجتمعان
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-05-03, 10:39 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» طال الغياب
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-05-01, 11:49 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» انتي حره - الشاعره اميره سالم
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-05-01, 5:36 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» بين العقل والوحي
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-05-01, 3:38 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6- الحلقة السادسة من حديث الاثنين
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-30, 10:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» لا شيء يجمعنا
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-30, 7:25 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» من فنون الأدب اختيار اللفظ المناسب - فتيحة نور عفراء
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-30, 6:44 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» أتعلمين ؟! بقلم .. مايسة عيد
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-29, 9:36 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» تابع لموضوع مفهوم التعريف والاصطلاح ...
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-29, 9:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» (( نبش الأسرار ))توبة الكاتبة - الليبرالية مشاعل العيسى
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-28, 6:44 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» الوضع اللغوي والاصطلاح !!!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-27, 7:29 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» قراءة في اسم يوم الجمعة !!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-25, 11:34 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» صكوك الغفران تحجب عنا الاحاديث المنتجة !!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-25, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ليس للمرء من صلاته الا ما عقل منها
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-25, 9:38 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» وضوء التوابين المتطهرين ... !!!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-24, 6:21 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال فى مصر - تك سوفت
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-23, 11:11 am من طرف سها ياسر

» قضية بيت المقدس في سطور..!!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-23, 8:39 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» قضية بيت المقدس في سطور..!!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-23, 8:28 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 5- الحلقة الخامسة من سلسلة حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة صياغة العقل البشري -
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-21, 11:47 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» نقلت لك: مقالة مهمة !!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-21, 10:26 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» نقلت لك: مقالة مهمة !!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-21, 10:24 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» كلمة من ايام كورونا بعنوان عجبا للمؤمن..!!
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-21, 10:19 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة مكافحة الفئران بالجبيل
مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2024-04-19, 10:27 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
اسماء الجن الكفار و المسلمين
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
بيت من الشعر اذهلني - الشاعر كريم العراقي
مقهى المنتدى
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 96 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 96 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 720 بتاريخ 2011-02-21, 11:09 pm
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38790
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
معتصم - 12434
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 3931
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
العرين - 1193
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
زهره النرجس
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
معتصم
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
معمر حبار
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
هيام الاعور
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
sa3idiman
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
لينا محمود
مفهوم الأخلاق - (1) I_vote_rcapمفهوم الأخلاق - (1) I_voting_barمفهوم الأخلاق - (1) I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1026 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ماريمار فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 65995 مساهمة في هذا المنتدى في 20011 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 مفهوم الأخلاق - (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام
نبيل القدس ابو اسماعيل


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 38790
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

مفهوم الأخلاق - (1) Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم الأخلاق - (1)   مفهوم الأخلاق - (1) I_icon_minitime2019-02-19, 10:11 pm

الوحدة الأولى
مدخل إلى مفهوم الأخلاق :
(الخُلُق) و (الأخلاق) كلمة يتداولها الناس على ألسنتهم فيقولون : (فلان على خُلُق ) أو (فلان ذو خُلُق ) ، وهم يقصدون بذلك – غالبا- ما يتصف به الإنسان من صفات نبيلة تجعله محل تقدير واحترام ، وقد وصف الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله {وإنك لعلى خلق عظيم}.
وقد يطلقون لفظ الخُلُق يريدون به الصفات المذمومة ، فيقال (فلان سيئ الخُلُق ) ، ويقال (هذه أخلاق سيئة ) ، وهكذا .
وقبل تعريف الأخلاق وبيان معنى كلمة الخلق يجدر التفريق بين الخُلُق كصفة مستقرة في النفس لها آثارها المحمودة أو المذمومة ، وبين الغرائز التي يندفع إليها الإنسان بطبعه وحاجته .
فالأخلاق منها ما هو محمود وما هو مذموم ، وآثارها تظهر على سلوك الإنسان وتصرفه ، فإذا كان الخلق المستقر في النفس حميدا أثمر سلوكا حميدا ، وإذا كان الخلق على خلاف ذلك جاءت نتائجه تبعا له ، كالكرم والبخل ، والصفح والانتقام .
وهنا يجب أن نعلم أن بعض الصفات المستقرة في النفس لا تعد من الأخلاق ، بل هي غرائز ودوافع لا صلة لها بالخلق ، وإنما تتميز الأخلاق عنها بأن آثار ها تحمد أو تذم ، وبالمثال يتضح المقال :
فالأكل عند الجوع غريزة ليس مما يحمد أو يذم ، لكنه إذا أصبح شرهاً زائدا عن حاجة الإنسان صار أمرا مذموما لأنه يخرج عن حد الطبع السوي إلى الطمع المفرط .
والحذرُ من وقوع مكروه ليس خلقا بل هو غريزة لا يحمد عليها ولا يذم ، لكن الحذر الزائد الخارج عن المألوف يصبح خوفا وجبنا يذم الإنسان على الاتصاف به ، ومثله البخل والإسراف والتهور وغيرها من آثار الغرائز التي تخرج عن حدها المألوف .
تعريف الخُلُق :
المعنى اللغوي :
الخُلق بسكون اللام وضمها : السجية ، قاله الجوهري في مختار الصحاح
وعند الفيروزآبادي : الخُلق بالضم وبضمتين : السجية والطبع والمرؤة والدين  .
وحقيقته أنه وصف لصورة الإنسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها ، بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة .
وهذا المعنى الأخير ذكره ابن منظور في لسان العرب .
ويمكننا من خلال هذه التعاريف إدراك أمور هامة ثلاثة ،، ما هي ؟ .
الأول : الخُلُق يدل على الصفات الطبيعية في خِلقة الإنسان الفطرية ( الصفات الكامنة في النفس البشرية ) .
الثاني : تدل الأخلاق أيضاً على الصفات التي اكتسبت وأصبحت كأنها خلقت مع طبيعته.
الثالث : أن للأخلاق جانبين : جانباً نفسيا باطنيا ، وجانباً سلوكياً ظاهرياً .

المعنى الاصطلاحي :
هناك عدة أقوال في معنى الأخلاق عند الفلاسفة والمفكرين قديما وحديثاً ، فمنها :
أن الخُلُق : حال للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر ولا روية ، وهذه الحال تنقسم إلى قسمين : منها ما يكون طبيعياً من أصل المزاج ...... ، ومنها ما يكون مستفاداً بالعادة والتدرب .
وعند أبي حامد الغزالي أن الخُلُقَ عبارة عن هيئة راسخة في النفس راسخة ، تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر ، من غير حاجة إلى فكر وروية .
ثم بين أن الخُلُق منه ما هو حسن وما هو قبيح ، فإن كان الصادر عن النفس فعلا جميلاً محمودا عقلا وشرعا سميت تلك الهيئة وذاك الفعل خُلُقا حسناً ، وإن كان الصادر عنها فعلاً قبيحاً سُمي خلقاً سيئا.


وإذا ظهر لك هذا الفرق الدقيق ، فما معنى الخلق أو الأخلاق ؟
تمرين ( تحليل واستنباط ):  
ورد في التعريفين السابقين بعض الكلمات والعبارات التي تساعد على فهم بعض الأمور المعينة على تحديد معنى الخُلُق ، فنفهم من عبارة :
• ( الخُلُق حالة أو هيئة للنفس ) أنه صفة للجانب النفسي من الإنسان  كما أن الخَلْق – بفتح الخاء – صفة للجانب ................
• ( راسخة ) أي ثابتة في النفس غير عارضة ، أي أنها تُمثل عادة لصاحبها تتكرر كلما حانت الفرصة ، فالبخيل الذي يتصدق مرة في حياته لا يعتبر ..........
• (تصدر عنها الأفعال بيسر وسهولة ) أي من غير تكلف ، فإذا تكلف الإنسان خلقا مغايرا لطبيعته لا يكون صفة لها كالكاذب المشهور بكذبه حين يتصنع الصدق لا يكون صادقا .
• (من غير حاجة إلى فكر وروية ) أي من غير تردد ، ومن غير تأخير عن الوقت المناسب ، لماذا ؟ لأن الخلق صار عادة له يفعله تلقائيا بدون جهد ذهني .
• الخُلُق منه ما هو طبيعي أي فطري يولد الإنسان مجبولا عليه كالحلم والتؤدة والحياء ، ومنه ما هو مكتسب ينشأ من التعود والتدرب والبيئة كالشجاعة والكرم .
• لفظ الخلق يطلق على ( المحمود ) من الصفات وكذلك على (المذموم ) منها .

عوداً على بدء :
وإذا تأملت هذين التعريفين وجدتهما عامين لا يختصان بالأخلاق الإسلامية بل يدخل
تحتهما كل خلق مهما كان فكر صاحبه أو عقيدته أو مبادئه وقيمه .
لذا فنحن بحاجة إلى بيان معنى الأخلاق الإسلامية ،،،،
فماذا نقصد بالأخلاق الإسلامية ؟
الأخلاق الإسلامية : هي الصفات والسلوكيات التي أقرها الإسلام ودعا إلى التحلي بها وحذر من نقيضها .

ناقش أجزاء هذا التعريف من خلال النصوص التالية ملاحظا عبارة :
( أقرها الإسلام )
( دعا إلى التحلي بها )
( حذر من نقيضها )

قوله تعالى { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين }
قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
قوله عليه الصلاة والسلام : (إن من أحبكم إلي ّوأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا ، وإن من أبغضكم إليّ وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون )

أضف أدلة أخرى توضح هذا التعريف بجميع أجزائه .

مصدر الأخلاق :
تقدم الحديث عن معنى الأخلاق في اللغة والاصطلاح ، وظهر لنا أن الأخلاق الإسلامية لها نوع خصوصية ليس لغيرها ، وقبل الحديث عن خصائص الأخلاق في الإسلام لابد من بيان مصدر الأخلاق الذي اختلف تبعا لاختلاف نظرة الناس إلى الخير والشر مما يعد سلوكا يتعامل به الناس فيما بينهم .
فهل مصدر الأخلاق :
- المجتمع بعاداته وأعرفه  ؟
- أم العقل البشري بقدراته وطاقاته ؟
- أم الضمير الإنساني بعواطفه وانفعالاته ؟
- أم أنها قيم اللذة والسعادة والمنفعة ؟
- أم أن هناك مصدرا أعلى وأسمى من هذه المصادر البشرية .
هذه أهم الاتجاهات الفلسفية الأخلاقية في تاريخ البشرية التي لم تتفق على مصدر واحد  لتقويم سلوك الإنسان ، ولم تحدد له مرجعا سلوكيا أخلاقيا يحتكم إليه ، وسيظهر لك من خلال هذا العرض أسباب هذا التعدد والاختلاف .

المذهب الأول( 1 )
يرى أصحاب هذا المذهب أن المجتمع بأعرافه وعاداته هو مصدر الأخلاق ومقياسها.
والعرف مجموعة من العادات التي درج الناس عليها جيلا بعد جيل في مجتمع ما ، ورأوا ضرورة احترامها وأن تقوم الحياة على أساسها ، ومن خالفها يعاقب .

ولكن : هل يصلح أن يكون ( العرف ) مصدراً للأخلاق ،ومقياسا تقاس به الأعمال ، وميزانا للسلوك البشري ؟

(1) يلاحظ هنا أن المناقشة هنا مع أولئك الذين جعلوا أحد هذه المعايير أساسا للأخلاق مطلقا ، وليس لمن يرى صلاحية بعض هذه المعايير ضمن إطار الشريعة والآداب العامة .
إن نظرة بسيطة تبين لنا أن العرف متغير وغير ثابت ، إذ يختلف باختلاف الزمان فما كان مألوفا متعارفا عليه في القديم قد يتغير ويصبح منكرا ومستهجنا عند الناس .
كان شرب الخمر ووأد البنات عرفا في الجاهلية ، فجاء الإسلام فحرمه وقضى عليه ، وكذا السرقة والنهب كانت سائغة في بعض الأعراف فلما دخلتها المدنية حرمتها .
فالعرف قد يخالف الدين ، وقد يخالف تطور المجتمعات ورقيها ، لذا يتبدل ويتغير .
ويختلف العرف باختلاف المكان فعرف الرجل الشرقي وعاداته يختلف عن عرف الغربي ، وكذا عرف أهل البادية يباين عرف أهل الحضر ويخالفه ولو في بعض جوانبه .

( إن العرف مثله كمثل الريح ، يمر على مزرعة (ورد) فيحمل رائحة الورد ، ويمر على مزرعة ( فُل ) فيحمل رائحة الفل ، ويمر على مزبلة فيحمل رائحة المزبلة ، فهو متغير ، تراه في مصر غيره في إنجلترا ، وتراه في جنوب إفريقيا غيره في بلاد القطب الشمالي ، وبين رجال الدين غيره بين رجال المال والأعمال وهكذا ، وليس في استطاعة ( أخلاقي ) أن يقيس أعمال الناس بمقياس شأنه ذلك ) . (تأملات في فلسفة الأخلاق ) علي رجب .

نشاط :
وردت أدلة في القرآن الكريم والسنة تنعي على من يتخذون العرف مصدراً لسلوكهم ومقياسا لأعمالهم ، ومنها :
قوله تعالى {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أولوا كان أبآؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون } .(البقرة)
وقوله سبحانه {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ... }(المائدة )
وقوله عز وجل {بل قالوا إنا وجدنا أبآءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون } .

وقال النبي عليه الصلاة والسلام {لا يكن أحدكم أمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت }
والخلاصة أن العرف لا يصلح أن يكون مصدرا للأخلاق ولا منبعا لها ، ولا ضابطا يضبط أصولها ، ولا أساسا ينبني عليه سلوك الإنسان .

المذهب الثاني :
وإذا كان العرف لا يصلح ، فهل العقل البشري يصلح مصدراً للأخلاق ومقياسا وضابطا ، فما يراه العقل خَيْرا يكون خَيْرا ، وما يراه شرا يكون شرا ، وما يراه فضيلة يكون فضيلة ، وما يراه رذيلة يكون رذيلة ؟
إن هؤلاء يرون أن العقل قادر على وضع القانون الأخلاقي الذي يضبط حياة الناس وينظم تعاملهم أفرادا وجماعات .
ولكن : إذا أردنا أن نحتكم إلى العقل في قياس الأخلاق ، فأي عقل نحتكم إليه ؟
هل نحتكم إلى عقول الفلاسفة قديما وحديثا ؟ أم نحتكم إلى عقول أهل السياسة ؟ أم إلى عقول أهل الأموال والتجارة ؟
إلى أي عقل نحتكم ؟

إذا قلنا فيما مضى أن الأعراف تختلف باختلاف الزمان والمكان والبيئة والثقافة ، فكذلك العقول تختلف من زمان لآخر ومن مكان لآخر ، ومن ثقافة وبيئة إلى غيرها .
إننا بهذا التقرير لا نريد أن نحط من قدر العقل ولا أن نقلل من منزلته ، فهو من أعظم نعم الله على الإنسان ، لكن له حدوده وقدراته ، مع ما فُطِر الناس عليه من اختلاف تلك القدرات والحدود ، وقد تبين قصور العقل عن إدراك بعض ما يحيط به ويدور في فلكه، فكيف يصح بعد هذا أن يكون العقل هو مقياس الأخلاق ؟

فالخلاصة أن العقل كما هو الحال في العرف لا يصلح وحده ليكون مصدرا للأخلاق ولا مقياسا لها ، ولا حكما عليها .

يترك للطلاب والطالبات بيان بعض أوجه الاختلاف والتفاوت بين العقول قديما وحديثا ، ومن بيئة لأخرى لتؤكد ما سبق تقريره .
المذهب الثالث :
يرى أصحاب هذا المذهب أن الضمير البشري هو مصدر الأخلاق ، والمقصود بالضمير : القوة الخفية النابعة من نفس الإنسان ، فتوضح له طريق الخير وتدفعه إلى سلوكه ، وتبين له سبيل الشر وتحذره منه ، ويشعر الإنسان براحة في طاعة هذه القوة الخفية ، وبتأنيب عند عصيانها .
ولكن هل يصلح الضمير مصدرا للأخلاق ومقياسا لها ؟
إن المتأمل في أحكام الضمائر يجدها غير ثابتة ، بل هي متغيرة مختلفة ، بحسب الزمان والمكان ، فأحكام الضمير لإنسان القرن العشرين تختلف كثيراً عن أحكام ضمير إنسان عاش في العصور القديمة أو الوسطى .
وتختلف كذلك بحسب المكان والبيئة والثقافة ، فالضمير في أوروبا غيره في أواسط إفريقيا ، غيره في البلدان الإسلامية .
زد على ذلك أن أحكام الضمير مبهمة لا وضوح فيها ، فكيف نعتمد عليها في أمر عظيم الشأن ، وهذا حالها ؟
وكثيرا ما تتغلب العواطف والانفعالات والعادات والتقاليد والمواقف الخاصة والمصالح الشخصية في ضمائر الناس وأحكامها .
ويلاحظ أن كلمة الضمير بهذا المفهوم الأخلاقي لم ترد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية ، ولا وجود لها في معاجم لغة العرب ، بل هو مصطلح حادث منقول عن كتب الفلسفة الغربية .
ولقد كان من دواعي استعمال هذا اللفظ في الحضارة الغربية إحلال مفهوم أخلاقي منفصل عن مفهوم الأديان المنزلة ليكون عوضا عن  تعاليمها .
وبعد هذا العرض والتحليل : هل ترى أن الضمير يصلح أساسا للأخلاق ومصدرا لها ؟ ولماذا؟

المذهب الرابع
وذهبت طائفة أخرى إلى أن مقياس الأخلاق وميزانها يرجع إلى اللذة والمنفعة ، فما يحقق اللذة والمنفعة المادية يكون خيرا ، وما يحقق ألماً وضرراً مادياً يكون شراً يجب تجنبه والبعد عنه ، فالفضيلة تدور مع اللذة والمنفعة وجودا وعدماً .
ومعنى هذا أن الإنسان لا يستطع أن يجزم بشيء سوى ما يصيب بدنه من اللذة والألم ، فاللذة هي الخير ، والألم هو الشر ، فالحكمة كل الحكمة - في نظر هؤلاء – أن يغتنم الإنسان الفرصة قبل فواتها وينتهب المسرات قبل انقطاعها ، ولا مرشد إليها سوى ما ركب فيه من الطبائع والغرائز ، فيسعى لإشباعها وإرضائها ، وهكذا تكون الأخلاق تبعا للذة والسعادة والمنفعة .
ومن تأمل هذا المذهب بواقعية ونظر ثاقب رأى أنه أشبع جانب الحس والمادة ، وأغفل الجانب الروحي والمعنوي في الإنسان ، وهو جانب له أثره ، وله أهميته في حياة الفرد وفي كيان الأسرة ونظام المجتمع .
ألا ترى أيها القارئ الكريم أن هذا الرأي يفسح المجال أمام نزعة الأثرة والأنانية والظلم والتسلط ، ويقضي في المقابل على قيم هامة لا يمكن تجاهلها وغض الطرف عنها ، كالإيثار والكرم والتعاطف وروح التسامح والبر والإحسان إلى الغير، فأي منفعة في هذه الأخلاق.
نشاط
يترك للطلاب ذكر بعض القيم السلبية التي تنشأ تبعا لهذا المذهب

" ومما يضعف القول بهذا المذهب أننا ما زلنا نقرأ في صحف الأبطال وقادة الأمم كيف سمت بهم هممهم العظيمة إلى اطِّراح لذاتهم وما هم فيه من رفاهية العيش وهناءة البال ، لا سعيا وراء اللذة والمسرة ، بل لينقذوا غيرهم من بني جلدتهم غير مكترثين بما يصيبهم في
ذات أنفسهم من أذى وإهانة ، كأنهم يفرحون بما يدهمهم في سبيل ذلك من نوازل الأحداث وخطوب الزمن ، لا تهدهم العظائم ولا تفزعهم الشدائد " ( الخلق الكامل/ 201).
لكن هل يصلح مقياس اللذة والمنفعة مصدرا للأخلاق ؟
يجد بعض الناس لذته في ركوب الصعاب ومقارعة الخطوب ومنازلة النوازل ،  خلافا لما اعتاده الناس وألفوه من وجود اللذة في الراحة والدعة ، ويجد بعض الناس متعته في مساعدة الغير وقضاء حوائجهم .
ماذا يعني هذا ؟
معناه أن معيار اللذة والمنفعة يختلف من إنسان لآخر ومن فكر لآخر ومن ثقافة لأخرى .
يقول أحمد أمين " ليس مقياس السعادة العامة مقياسا ثابتا محددا ، وهذا يجعل الحكم بأن العمل خير أو شر مجالا للخلاف الكثير ، ذلك بأن مدار الحكم هو اللذة والألم ، وتقدير ما في العمل من اللذة والألم يختلف باختلاف الأشخاص ، فقد يرى أحد في عملٍ لذةً كبيرة ، ويرى آخر فيه لذة أكبر أو أقل ، فيترتب على ذلك اختلافهم في الحكم على الشيء بالخيرية أو الشرية " ( الأخلاق / 116) .

" أضف إلى ذلك أن اتخاذ المنفعة في ذاتها معيارا للأفعال الخلقية مفض – لا محالة – إلى اللبس بين الحق والباطل ، فطالما جر الباطل إلى لذة وحبور ، وجاء في سبيل الحق ما لا يوصف من الهموم والشرور ، ومع ذلك فالحق أحق أن يتبع ، وما خير بخير بعده النار وما شر بشر بعده الجنة " (الخلق الكامل / 208)

وهنا يظهر لك جليا أن هذا المقياس مضطرب ، فلا يصلح أن يكون أساسا مطلقا للأخلاق كما ذهب إليه أصحاب هذا القول .

وبنظرة فاحصة إلى ما تقدم من المذاهب يتبين لنا أن المجتمع بعاداته وأعرافه وقيمه ، وكذا الضمير الإنساني ، والعقل البشري ، والمنفعة المادية كلها تؤثر في معيار الأخلاق سلبا أو

إيجابا ، لكنَّ واحدا منها لا يصلح ليكون وحده مصدراً للأخلاق ومقياسا لها ،وحكما عليها.
وبعد هذا يمكننا القول : إن المنهج الرباني الأخلاقي الذي جاء به الإسلام هو الأصلح مطلقا ليكون أساسا للأخلاق ومعيارا تقاس به السلوكيات وتحتكم إليه ، وذلك لما له من الخصائص العظيمة التي يأتي ذكرها ، مع مراعاته للعقل والعادات والأعراف التي لا تخالف الشرع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhoob-alsdagh.yoo7.com
 
مفهوم الأخلاق - (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: تصحيح المفاهيم - تصحيح المعاني الفكرية المؤثرة في السلوك الانساني-
انتقل الى: