مفهوم مجاهدة النفس

بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم مجاهدة النفس
مجاهدة النفس مصطلح اسلامي استخدمه الاسلام وطلبه من اتباعه بعدة صور من التعابير
ومفهوم مجاهدة النفس نستطيع اختصاره بكلمتين فقط=التربية الذاتية
اي ان يقوم الانسان بترويض نفسه وتدريبها لتربيتها على الالتزام بمنهج الاسلام وخطه ..وان يمتلك ارادته ويقوي سيطرته على هوى نفسه ليكيفه وفق ما شرع الله
واتباعا لمنهجه القويم ليقوم سلوكه حسب صراطه المستقيم.
فتتطابق ارادته ونفسيته وهواها مع منهج الله تعالى فتشرق نفسه بنور ربها وتصفو وتطهر وتزكو
(( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10))الشمس
ان من اهم اهداف الرسالة ان يحقق الانسان تزكية نفسه وطهارتها من ادران الشك والشرك ونجاساتها، و تنظيفها من اوساخ الشهوات ودنائتها، ليسمو الانسان ويفلح بتزكيته لنفسه وطهارته في سلوكه ونظافة مشاعره واحاسيسه...
فمجاهدة النفس هي من اجل تزكيتها وتطهيرها بتقوية الارادة لرفض الباطل والانسياق في طرقه ومتاهاته.. وقبول الحق وانتهاج مساره. وتدريب النفس على ترك المحرمات واداء الواجبات وتحاشي الوقوع في الرذائل. واكتساب الفضائل.والالتزام بكل سلوك مشروع.
فمجاهدة النفس هي عملية صراع المفاهيم والقيم المبنية والمنبثقة من العقيدة والاحكام الشرعية مع اهواء النفس وشهواتها ومفاهيم الاعماق الموروثة والمخالفة لقيم ومفاهيم الشرع ..انه صراع التقويم الذاتي للنفس لتسلك السلوك المثالي الذي يرتضيه رب العباد وتطبيعها به وعليه ليصبح هو الطبع والعادة والتقليد الراقي المقيم والدافع للسلوك المستقيم..
ومن انتصر على نفسه وشهواتها ونهاها عن هواها تاهل لينتصر على اعداءه ومن حقق هذا النصر بدافع الخوف من الله تعالى والتزام شرعه ومنهجه وابتغاء مرضاته استحق المقام في الجنة قال تعالى:- ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى))[النازعات:40-41].
عَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلَامِ؛ فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ؟ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ؟ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ، فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ: تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ، وَيُقْسَمُ الْمَالُ، فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ»[رواه احمد والنسائي].
أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الهوى ومَا كرَّمَ المرءَ إلاَّ التُّقَى
وأخلاَقُ ذِي الفَضْلِ مَعْرُوفة ٌ ببذلِ الجمِيلِ وكفِّ الأذَى.
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين، فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولاً، حتى يخرج إليهم، فمن قهر هواه عز وساد، ومن قهره هواه ذلّ وهان وهلك وباد".
جعلني الله واياكم اخواني واخواتي ممن زكت نفوسهم وطهرت قلوبهم وصلحت اعمالهم وثبتنا واياكم على الحق والهدى والنور ونصرنا وامتنا على كل اعدائنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.