صكٌ قبل الرّحيل - سحر الربيع

صكٌ قبل الرّحيل

لقد اشتهت الكلمات على الخروج من امتعة الذاكرة المغلقة
وأخذت تجادل بين الهروب والضياع فما وجدت بينهما سوى المجهول

حزمت امتعتي وهممت بالخروج أو بالأحرى بالهروب, فلا مكان لي سوى

نصف ذاكرة حيّة وأخرى مهترئة تجاوزت رذاذات النّسيان وطلاسم الذاكرة الملونة

مسكت كل أقلامي الفارغة منها والممتلئة لأجوب حيطان الزقاق المعتمة ,

التي أكلتها البرودة وقتلها التسكع رسمت خطوط منحنية طولية متعرجة

توحي بالتمرد على طقوس الإفلاس المتغطرس
على حرية أغلقت فاها المتناقض بين خجل وجرأة

لم أمسك ألوان علمي الذي يلوّح خجلاً في أعالي سماء ليست باسمه
مغروساً في أرض كتب عليها وطن دون شعب لشعب دون وطن

أنا أحمل كفني منذ طفولتي لأني لم أتوه بين عالمي وعالم الآخرين
فأنا أعرف مستقري, أعلم أن الحياة لم تنظر إليّ مع أنني نظرت إليها كثيراً
وتجرعت منها ويلات الويلات
فقد تثاءب المساء مبرماً وجهه عني ,كسولاً ينام خلف الستائر والأبواب الموصدة
يحمل يوماً جديداً لكل مشتاق, يا ترى ماذا سيحمل لي؟
لن أفكر ولن اتعب دماغي المحدود بتنهيدات طويلة تفرغت من بعد ضحك كثير

قد وضعت في حقيبتي أوراقي المتناثرة, وأزهاري المجففة ,وعداوة الحبرالذي
سكن الحواشي وتلاعب في رسم الجمل والمعاني

يمكن أن أدفن بعضاً من حقوقي حتى أشعر أنني لم أظلم شيئاً أحبه عقلي قلبي
شفتاي اللتان ترددان الكلمات الحزينة المقتبسة من تيارات عمري المتصادمة

لأني لم أجد شيئاً يكسو ملامح وجهي المغبرّة, سوى تراب من أرض جمعنا منها
...........عشق القمح .............وابتهالات رب السماء ...
فلماذا نشكو ونحن إلى رحيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

http://groups.google.com/group/napeel-algods?pli=1


..............................

اتمنى ان تكون الكلمات صادقة حتى تفي بوعدها
لقلبها الذي كلّلها بعاطفته وبعقلها الذي كساها باتزانه

كلماتك قيمة جدا وقد تم نشرها في مجموعه نبيل القدس

الرابط في الرد اعلاه