ما الفرق بين الولادة الطبيعية لدولة الخلافة والعملية القيصرية سؤال مفتوح للناقد الفكري

باختصار شديد
الولادة الطبيعية تكون  في محاولة اخذ الحكم بعد ايجاد الراي العام المنبثق عن الوعي العام لدى الامة ...
اي  كحالة الانصار مع رسول الله عليه السلام ..حيث هم من كلبوا منه القدوم لاقامة الدولة
اما العملية القيصرية فهي الانقلاب  العسكري كما في محاولات حزب التحرير لاخذ الحكم في الاردن في نهاية الستينيات من القرن المنصرم
وهذا يحصل دون الاكتراث براي الناس

وللمزيد عن الموضوع
طلب النصرة ممن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية :
في اواخر سنة 1964حتى اوائل 1965ضم الحزب الى طلب النصرة من اهل النصرة المعروفين طلبه ممن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية .
فقد ورد في نشرة 27-1-1972ما نصه" وفي اواخر سنة 1964حتى اوائل 1965 درس وضع المجتمع ووضع الناس ووضع المنطقة برمتها بوصفها منطقة تحت نفوذ الدول الكافرة وحينئذ راى ان ولادة الدولة متعسر وان الانتظار يزيد الولادة عسرا فراى ان لا بد من القيام بعملية لولادة الدولة .فضم الى طلب النصرة من الحاكم الفعلي وممن يستطيع السيطرة على الحكم وممن يمكنه جلب الحكم الفعلي وجلب من يستطيع السيطرة على الحكم ضم الى هذا كله طلب النصرة ممن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية .
ويقول في نفس النشرة " ان الحزب منذ ان قام حصر كل اعماله في الامة وايصال الافكار لها في ايقاظها وتنويرها ودفعها ..في ايجاد الوعي العام بالاسلام وايجاد الراي العام له وداب على ذلك ...وظل على ذلك سائرا بكل قوة الى ان لمس يد التجاوب بين حملة الدعوة والمجتمع ..وحينئذ ايقن انه قد اقام الدولة فعلا ولم يبق الا اخذ الحكم لاستكمال الدولة وحينئذ صار يعمل جادا لاخذ الحكم لانه حينئذ لمس عسر الولادة فضم الى طلب النصرة من اهل النصرة طلبها ممن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية اذ ان الدولة قد قامت فلم تبق الا ولادتها "
وهكذا نقف على النقاط التالية :
اولا:الدراسة التي اجراها الحزب في ذلك الوقت لوضع المجتمع والناس والمنطقة بوصفها تحت نفوذ الكفار لم تغير ما سبق ان تبناه الحزب من انه يصل الى الحكم عن طريق الامة لانه نص في النشرة على ان الجانب المتعلق بوصوله الى الحكم عن طريق الامة قد تحقق فعلا وبقيت مسالة عسر ولادة الدولة .
ثانيا:العملية القيصرية ومن خلال الفقرتين واضح انها تتعلق بولادة الدولة وليس باقامتها فهي كما يدل عليها اسمها ليست هي الطريق الطبيعي لولادة الدولة ..والذي قرر الاخذ بهذا الاسلوب هو عسر ولادة الدولة .
ثالثا:العملية القيصرية وحسب راي الحزب وفي نفس النشرة يتبين انها ليست حكما من احكام الطريقة اي ليست حكما شرعيا يجب التقيد به ولا يجوز الحيد عنه..فلا يجوز ان ينظر اليه كما ينظر لاحكام الطريقة ..
لذلك لم يقل الحزب ابدا ان العملية القيصرية قد حلت مكان طلب النصرة ..
رابعا:الحكم الشرعي هو ان نستكمل مرحلة التفاعل بوجود قاعدة شعبية للحزب فقد تبنى الحزب انه يصل الى الحكم عن طريق الامة اي انه لا ينتقل من مرحلة التفاعل الى نقطة الارتكاز ولا ياخذ الحكم الا اذا وجدت قاعدة شعبية ..وهذا حكم من احكام الطريقة فلا بد من التقيد به ومن السير بحسبه ..
خامسا:ان اهل النصرة او اهل القوة والنجدة او اهل النفوذ والمنعة ليسوا ايا كان بل هم زعماء الامة وقادتها اي هم الذين يمثلونها تمثيلا حقيقيا من امثال سعد بن معاذ واسيد بن حضير.
فاستلام الحكم عن طريق مثل هؤلاء ليس اغتصابا للحكم لان النصرة تعني المبايعة على الحكم وعلى حمايته ..
سادسا:بين الحزب ان الذين قاموا بنصرة الرسول في العقبة الثانية هم زعماء المدينة وقادتها اي هم ممثلوا اهل المدينة التمثيل الحقيقي وهم لم ينتخبهم اهل المدينة انتخابا وانما فرضوا انفسهم على قومهم فكانوا لهم قادة ..
سابعا:كان الذين بايعوا الرسول يمثلون قومهم تمثيلا حقيقيا لذلك قال لهم الرسول" اختاروا لي منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم كفلاء " ولم يقل يكونون عليكم كفلاء ..
لذلك تبنى الحزب انه لابد ان يتوفر في طلب النصرة شرطان :
1- ان تطلب من جماعة او ممن يمثل جماعة
2- ان تكون الجماعة قادرة على نصرة الدعوة والدفاع عنها كما ورد في التعميم الصادر 21.12.1962.
فكون النصرة تعني البيعة الحربية بمعنى على الحكم وعلى حمايته ..وكونها تؤخذ من امثال سعد بن معاذ واسيد بن حضير فان قاعدة السلطان للامة تكون متحققة في السلطان الاسلامي الذي يريد ان يقيمه حزب التحرير .
...........
الكلام اعلاه هو كلام من يحاول التوفيق بين الطريقتين.
اما انا فارى انه لا يوجد اهل حل وعقد /بالمعنى الشرعي /في الوقت الحاضر وان وجدوا فهم تبع للانظمة العميلة ..وبالتالي فهم لا يمثلون الامة ..ولهذا فلا حل حل سوى العملية القيصرية في واقع الامر .