نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبيل - القدس

البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» 81- من دروس القران التوعوية - العمل الصالح؟
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitimeأمس في 2:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة برمجيات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-21, 2:02 pm من طرف سها ياسر

» 80- من دروس القران التوعوية - الدنيا والاخرة والدين!!
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-21, 8:11 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 79- من دروس القران التوعوية- التجديد والثبات !!
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-18, 10:49 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 35- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة- فصل الدين عن الحية وفصل العمل عن العقيدة!!
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-18, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شراء أجهزة كهربائية مستعمله بالرياض
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-18, 1:16 am من طرف شيماء أسامة 272

» 78-من دروس القران التوعوية-سياسة الامر الواقع منقوضة مرفوضة شرعا
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-17, 12:11 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 77- من دروس القران التوعوية-الدوران حول النفس خلق مذموم!!
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-15, 1:42 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-14, 2:05 pm من طرف سها ياسر

» 76- من دروس القران التوعوية- حُسن الجوار
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-13, 10:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 75- من دروس القران التوعوية - وجوب اخذ زمام المبادة للامة والجماعات والافراد
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-12, 9:29 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 74-من دروس القران التوعوية- الحقوق !!!
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-11, 9:37 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 34- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - التزكية والتعليم
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-10, 11:47 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
اسماء الجن الكفار و المسلمين
بيت من الشعر اذهلني - الشاعر كريم العراقي
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من ذا يبلغها بأني متعب - كلمات علي العكيدي
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 95 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 95 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
معتصم - 12434
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4339
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
العرين - 1193
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
زهره النرجس
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
معتصم
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
معمر حبار
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
هيام الاعور
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
sa3idiman
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
لينا محمود
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66433 مساهمة في هذا المنتدى في 20331 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 4339
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 66

التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  Empty
مُساهمةموضوع: التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي    التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2016-05-05, 2:48 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
التجديد...والثبات
ان تجدد الحياة ومظاهرها امر معلومبداهة . فالناظر الى الايام والسنين والفصول يجدها متجددة على الدوام .وكذلك حركة الوجود والكواكب مستمرة ولا تتوقف. فكل شيء في الوجود دائب الحركة والجريان واستمرارية الحركة دليل على استمرارية الوجود فلو توقفت الحركة كان الموت والسكون.
ومن الملاحظ بديهة ان هذه الحركة وهذا التجديد في الكون وموجوداته انما تخضع لنظام ثابت و وفق قوانين صارمة ثابتة لا تتغير. فالتغيير في الوجود والتجديد يخضع لنظام ثابت
لا يتغير فلا مجال في هذا النظام الرباني الكوني للصدفة العمياء ولا للفوضى الحمقاء .
انما تجري الاحداث وفق اقدار مقدورة لها اسبابها ومسبباتها بارادة حكيم خبير وعلي قدير فعال لما يريد يبديء ويعيد فسبحان الخالق المجيد.
لقد استسلمت مفردات الخلق في الكون لخالقها واتته طائعة لامره وما فرضه عليها من نظام وسنن استقام وجودها بها ويتجدد الوجود وفق نواميسها فما كان له ان يتخلف عنها لحظة والا لما استقام بقاؤه وكان حتما فناؤه.قال الله تعالى:- { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل } سورة [ الحجر : 85 ].
وانظر قوله تعالى : { إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار } في سورة [ ص : 2628 ] .
وايضا قوله تعالى : { أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين } في سورة [ الدخان37-40. يقول ابن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير :-((والمقصود من ذلك إيقاظ العقول إلى الاستدلال بما في خلق السماوات والأرض وما بينهما من دقائق المناسبات وإعطاء كلّ مخلوق ما به قِوامه ، فإذا كانت تلك سنةَ الله في خلق العوالم ظَرفِها ومظروفها ، استدل بذلك على أن تلك السنة لا تتخلف في ترتب المسببات على أسبابها فيما يأتيه جنس المكلفين من الأعمال ، فإذا ما لاح لهم تخلف سبب عن سببه أيقنوا أنه تخلف مؤقت فإذا علمهم الله على لسان شرائعه بأنه ادخر الجزاء الكامل على الأعمال إلى يوم آخر آمنوا به ، وإذا علّمهم أنهم لا يفوتون ذلك بالموت بل إن لهم حياةً آخِرة وأن الله باعثهم بعد الموت أيقنوا بها ، وإذا علمهم أنه ربما عجل لهم بعض الجزاء في الحياة الدنيا أيقنوا به .
ولذلك كثر تعقيب ذكر نظام خلق السماوات والأرض بذكر الجزاء الآجل والبعث وإهلاك بعض الأمم الظالمة ، أو تعقيب ذكر البعث والجزاء الآجل والعاجل بذكر نظام خلق السماوات والأرض .
وحسبك تعقيب ذلك بالتفريع بالفاء في قوله تعالى : { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار } الآيات ختام سورة [ آل عمران 190-191 ].اه من التحرير والتنوير)).
ان الحق ثابت لا يتغير والحق استقامة ومن مقتضيات الاستقامة السير في الاتجاه الصحيح بثبات نحو الغاية والهدف ومن هنا جاءت صفة الثبات للتشريع الاسلامي للبشر للمضي في حياتهم باستقامة حتى يصلوا الى الغاية المطلوبة منهم ولهم وهي نوال رضوان الله تعالى وتحقيق السعادةلهم بها في الدارين الاولى والاخرة.
انالاسلامحين يعالج الاحكاماما ينظرلطبيعةالخلق للمخلوقوما يلزمه ليستقيم به.. فغرائز الانسان هي نفسها وكذا حاجاته العضوية من عهد ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها
فحين يعالج الله تعالى قضايا الانسان انما وضع له ثوابت لا تتغير لانه عالج الغرائز ومظاهرها وعالج الاشباع والحاجات الثابتة في الانسان ووجهها لتستقيم ووضع لها حدودا كي لا تطغى وتبقى تعيش في توازن واتزان وربط هذا التشريع بالجزاء والحساب في الدنياوالاخرة وبمرضاته سبحانه وغضبه مما يولد الالتزام والتقوى الرقابة الداخلية الآمرة الناهية وبذلك يرتبط فعل الانسان وتنظيم سلوكه وتصرفاته بالله تعالى ورضاه واليوم الاخر ورجاءه ورهبته..( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50).المائدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام
نبيل القدس ابو اسماعيل


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 38802
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي    التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2016-05-05, 9:14 pm

ان الحق ثابت لا يتغير والحق استقامة ومن مقتضيات الاستقامة السير في الاتجاه الصحيح بثبات نحو الغاية والهدف ومن هنا جاءت صفة الثبات للتشريع الاسلامي للبشر للمضي في حياتهم باستقامة حتى يصلوا الى الغاية المطلوبة منهم ولهم وهي نوال رضوان الله تعالى وتحقيق السعادةلهم بها في الدارين الاولى والاخرة.
انالاسلامحين يعالج الاحكاماما ينظرلطبيعةالخلق للمخلوقوما يلزمه ليستقيم به.. فغرائز الانسان هي نفسها وكذا حاجاته العضوية من عهد ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها
فحين يعالج الله تعالى قضايا الانسان انما وضع له ثوابت لا تتغير لانه عالج الغرائز ومظاهرها وعالج الاشباع والحاجات الثابتة في الانسان ووجهها لتستقيم ووضع لها حدودا كي لا تطغى وتبقى تعيش في توازن واتزان وربط هذا التشريع بالجزاء والحساب في الدنياوالاخرة وبمرضاته سبحانه وغضبه مما يولد الالتزام والتقوى الرقابة الداخلية الآمرة الناهية وبذلك يرتبط فعل الانسان وتنظيم سلوكه وتصرفاته بالله تعالى ورضاه واليوم الاخر ورجاءه ورهبته..( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50).المائدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhoob-alsdagh.yoo7.com
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 4339
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 66

التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي    التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2019-03-18, 8:55 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
التجديد...والثبات
ان تجدد الحياة ومظاهرها امر معلوم بداهة . فالناظر الى الايام والسنين والفصول يجدها متجددة على الدوام .وكذلك حركة الوجود والكواكب مستمرة ولا تتوقف. فكل شيء في الوجود دائب الحركة والجريان واستمرارية الحركة دليل على استمرارية الوجود فلو توقفت الحركة كان الموت والسكون.
ومن الملاحظ بديهة ان هذه الحركة وهذا التجديد في الكون وموجوداته انما تخضع لنظام ثابت و وفق قوانين صارمة ثابتة لا تتغير. فالتغيير في الوجود والتجديد يخضع لنظام ثابت لا يتغير، فلا مجال في هذا النظام الرباني الكوني للصدفة العمياء ولا للفوضى الحمقاء .
انما تجري الاحداث وفق اقدار مقدورة، لها اسبابها ومسبباتها بارادة حكيم خبير وعليم قدير فعال لما يريد يبديء ويعيد فسبحان الخالق المجيد.
لقد استسلمت مفردات الخلق في الكون لخالقها واتته طائعة لامره وما فرضه عليها من نظام وسنن استقام وجودها بها، ويتجدد الوجود وفق نواميسها فما كان له ان يتخلف عنها لحظة، والا لما استقام بقاؤه وكان حتما فناؤه،.قال الله تعالى:- { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل } سورة [ الحجر : 85 ].
وانظر قوله تعالى : { إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار } في سورة [ ص : 2628 ] .
وايضا قوله تعالى : { أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين } في سورة [ الدخان37-40. يقول ابن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير :-((والمقصود من ذلك إيقاظ العقول إلى الاستدلال بما في خلق السماوات والأرض وما بينهما من دقائق المناسبات وإعطاء كلّ مخلوق ما به قِوامه ، فإذا كانت تلك سنةَ الله في خلق العوالم ظَرفِها ومظروفها ، استدل بذلك على أن تلك السنة لا تتخلف في ترتب المسببات على أسبابها فيما يأتيه جنس المكلفين من الأعمال ، فإذا ما لاح لهم تخلف سبب عن سببه أيقنوا أنه تخلف مؤقت فإذا علمهم الله على لسان شرائعه بأنه ادخر الجزاء الكامل على الأعمال إلى يوم آخر آمنوا به ، وإذا علّمهم أنهم لا يفوتون ذلك بالموت بل إن لهم حياةً آخِرة وأن الله باعثهم بعد الموت أيقنوا بها ، وإذا علمهم أنه ربما عجل لهم بعض الجزاء في الحياة الدنيا أيقنوا به .
ولذلك كثر تعقيب ذكر نظام خلق السماوات والأرض بذكر الجزاء الآجل والبعث وإهلاك بعض الأمم الظالمة ، أو تعقيب ذكر البعث والجزاء الآجل والعاجل بذكر نظام خلق السماوات والأرض .
وحسبك تعقيب ذلك بالتفريع بالفاء في قوله تعالى : { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار } الآيات ختام سورة [ آل عمران 190-191 ].اه من التحرير والتنوير)).
ان الحق ثابت لا يتغير، والحق استقامة، ومن مقتضيات الاستقامة السير في الاتجاه الصحيح بثبات نحو الغاية والهدف، ومن هنا جاءت صفة الثبات للتشريع الاسلامي للبشر، للمضي في حياتهم باستقامة حتى يصلوا الى الغاية المطلوبة منهم ولهم، وهي نوال رضوان الله تعالى وتحقيق السعادةلهم بها في الدارين الاولى والاخرة.
ان الاسلام حين يعالج الاحكام انما ينظرلطبيعة الخلق للمخلوق وما يلزمه ليستقيم به.. فغرائز الانسان هي نفسها وكذا حاجاته العضوية من عهد ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، فحين يعالج الله تعالى قضايا الانسان انما وضع له ثوابت لا تتغير، لانه عالج الغرائز ومظاهرها، وعالج الاشباع والحاجات الثابتة في الانسان، ووجهها لتستقيم ،ووضع لها حدودا كي لا تطغى، وتبقى تعيش في توازن واتزان، وربط هذا التشريع بالجزاء والحساب في الدنيا والاخرة وبمرضاته سبحانه وغضبه، مما يولد الالتزام والتقوى- الرقابة الداخلية - الآمرة الناهية، وبذلك يرتبط فعل الانسان وتنظيم سلوكه وتصرفاته بالله تعالى ورضاه واليوم الاخر ورجاءه ورهبته.. ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50).المائدة. وعليه فان حركة التجديد في الحياة لا تتم الا وفق ثوابت ى تتبدل ولا تتغير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 4339
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 66

التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي    التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2019-03-18, 9:07 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
التجديد...والثبات
ان تجدد الحياة ومظاهرها امر معلوم بداهة . فالناظر الى الايام والسنين والفصول يجدها متجددة على الدوام .وكذلك حركة الوجود والكواكب مستمرة ولا تتوقف. فكل شيء في الوجود دائب الحركة والجريان واستمرارية الحركة دليل على استمرارية الوجود فلو توقفت الحركة كان الموت والسكون.
ومن الملاحظ بديهة ان هذه الحركة وهذا التجديد في الكون وموجوداته انما تخضع لنظام ثابت و وفق قوانين صارمة ثابتة لا تتغير. فالتغيير في الوجود والتجديد يخضع لنظام ثابت لا يتغير، فلا مجال في هذا النظام الرباني الكوني للصدفة العمياء ولا للفوضى الحمقاء .
انما تجري الاحداث وفق اقدار مقدورة، لها اسبابها ومسبباتها بارادة حكيم خبير وعليم قدير فعال لما يريد يبديء ويعيد فسبحان الخالق المجيد.
لقد استسلمت مفردات الخلق في الكون لخالقها واتته طائعة لامره وما فرضه عليها من نظام وسنن استقام وجودها بها، ويتجدد الوجود وفق نواميسها فما كان له ان يتخلف عنها لحظة، والا لما استقام بقاؤه وكان حتما فناؤه،.قال الله تعالى:- { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل } سورة [ الحجر : 85 ].
وانظر قوله تعالى : { إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار } في سورة [ ص : 2628 ] .
وايضا قوله تعالى : { أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين } في سورة [ الدخان37-40. يقول ابن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير :-((والمقصود من ذلك إيقاظ العقول إلى الاستدلال بما في خلق السماوات والأرض وما بينهما من دقائق المناسبات وإعطاء كلّ مخلوق ما به قِوامه ، فإذا كانت تلك سنةَ الله في خلق العوالم ظَرفِها ومظروفها ، استدل بذلك على أن تلك السنة لا تتخلف في ترتب المسببات على أسبابها فيما يأتيه جنس المكلفين من الأعمال ، فإذا ما لاح لهم تخلف سبب عن سببه أيقنوا أنه تخلف مؤقت فإذا علمهم الله على لسان شرائعه بأنه ادخر الجزاء الكامل على الأعمال إلى يوم آخر آمنوا به ، وإذا علّمهم أنهم لا يفوتون ذلك بالموت بل إن لهم حياةً آخِرة وأن الله باعثهم بعد الموت أيقنوا بها ، وإذا علمهم أنه ربما عجل لهم بعض الجزاء في الحياة الدنيا أيقنوا به .
ولذلك كثر تعقيب ذكر نظام خلق السماوات والأرض بذكر الجزاء الآجل والبعث وإهلاك بعض الأمم الظالمة ، أو تعقيب ذكر البعث والجزاء الآجل والعاجل بذكر نظام خلق السماوات والأرض .
وحسبك تعقيب ذلك بالتفريع بالفاء في قوله تعالى : { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار } الآيات ختام سورة [ آل عمران 190-191 ].اه من التحرير والتنوير)).
ان الحق ثابت لا يتغير، والحق استقامة، ومن مقتضيات الاستقامة السير في الاتجاه الصحيح بثبات نحو الغاية والهدف، ومن هنا جاءت صفة الثبات للتشريع الاسلامي للبشر، للمضي في حياتهم باستقامة حتى يصلوا الى الغاية المطلوبة منهم ولهم، وهي نوال رضوان الله تعالى وتحقيق السعادةلهم بها في الدارين الاولى والاخرة.
ان الاسلام حين يعالج الاحكام انما ينظرلطبيعة الخلق للمخلوق وما يلزمه ليستقيم به.. فغرائز الانسان هي نفسها وكذا حاجاته العضوية من عهد ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، فحين يعالج الله تعالى قضايا الانسان انما وضع له ثوابت لا تتغير، لانه عالج الغرائز ومظاهرها، وعالج الاشباع والحاجات الثابتة في الانسان، ووجهها لتستقيم ،ووضع لها حدودا كي لا تطغى، وتبقى تعيش في توازن واتزان، وربط هذا التشريع بالجزاء والحساب في الدنيا والاخرة وبمرضاته سبحانه وغضبه، مما يولد الالتزام والتقوى- الرقابة الداخلية - الآمرة الناهية، وبذلك يرتبط فعل الانسان وتنظيم سلوكه وتصرفاته بالله تعالى ورضاه واليوم الاخر ورجاءه ورهبته.. ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50).المائدة. وعليه فان حركة التجديد في الحياة لا تتم الا وفق ثوابت لا تتبدل ولا تتغير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التجديد والثبات - محمد بن يوسف الزيادي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مفهوم التجديد في شرعنا - محمد بن يوسف الزيادي
» التجديد والثبات
» امانان لامة محمد صلى الله عليه وسلم من العذاب في الدنيا..محمد بن يوسف الزيادي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: اخبار - مقالات سياسية - :: قسم خاص - محمد بن يوسف الزيادي-
انتقل الى: