أصْدَرَت مجموعة من نواب البرلمان الأوروبي بيان احتجاج ضد قرار المُفَوِّضِيّة الأوروبية

أوروبا- بيئة- احتكارات: أصْدَرَت مجموعة من نواب البرلمان الأوروبي بيان احتجاج ضد قرار المُفَوِّضِيّة الأوروبية (السلطة العليا في الإتحاد الأوروبي) السماح باندماج عملاقَيْ الصناعات الغذائية وتصنيع المُبيدات والمواد الكيماوية الضّارّة، واعتبروا هذا القرار بمثابة الدعم لهيمنة الشركات متعددة الجنسية على قطاع الزراعة والصناعات الغذائية، رغم الأضْرار الجسيمة التي تُلْحقُها منتجات هذه الشركات بالأرض والمياه والمحيط وصحة المواطنين... تأسّسَت شركة "مونسانتو" في بداية القرن العشرين، وتُنْتِجُ مُبِيد "غلِفُوسَاتْ" (أكثر المبيدات مبيعًا في العالم، وأكثرهم ضَرَرًا بصحة الإنسان وبسلامة المحيط) وتُهيمن على بُذُور الذّرة والحبوب والنباتات المعدلة جينيا، وتحتل المرتبة الأولى في عدد القَضَايا المُتعلقة بالأضرار التي تَنْشَأُ عن استخدام مُنتجاتها، ومن بينها المواد الكيماوية التي ألْقَتْها الطائرات الحربية الأمريكية على الفيتناميين ولا تزال الأراضي الزراعية ملوثة ويعاني البشر يعانون من آثارها المُدَمِّرَة على الصحة (سرطان وولادات مُشَوَّهة وأمراض خطيرة وإعاقات بدنية مُزْمِنَة...)، ورغم هذه الجرائم وغيرها في كافة أرجاء العالم (من أمريكا الجنوبية إلى آسيا، مُرورًا بإفريقيا) فإن شركة "مونسانتو" تتمتع بحصانة شبه مُطْلَقَة، نظَرًا للمبالغ التي تنفقُها على مجموعات الضغط، ولإرشاء نواب البرلمانات ومُمَثِّلِي الحكومات والعُلَماء في مراكز البحث العِلْمِي، حيث يَكْتُبُ موظفو الشركة تقارير إيجابية عن منتجاتها الضارة، ويُوَقِّعُها باحثون مرموقون بأسمائهم، مقابل مبالغ مالية وامتيازات أخرى ذات صبغة مهنية أو شخصية... اختصَّت مجموعة "باير" الألمانية بتصنيع العقاقير ومنتجات وقاية النباتات الزراعية وتسويق البذور، بعد تعديلها وراثيا، مثل "مونسانتو"، وسيؤدِّي اندماج الشركتين إلى ولادة أكبر شركة متكاملة في العالم في مجال المبيدات والبذور، وقادرة بالتالي على الهيمنة على الإنتاج الزراعي العالمي والتحكم في نوعية البُذور، ونوعية غذاء الإنسانية، والقضاء على البذور التي لا تُساعد على وفرة الإنتاج (بقطع النّظر عن الجَوْدَة وعن الفوائد الصحية والمحافظة على أديم الأرض وغيرها من الإيجابيات)، كما يُمثل هذا الإندماج انتصَارًا لنموذج من الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية لصالح عدد قليل من الأثرياء والمُساهمين، وانتصارًا لنمط غير مستدام من الزراعة مُضِرٍّ بالمُحيط، وسوف تهيمن هذه الشركة الجديدة -متعددة الجنسيات- على الزراعة في العالم وتفرض نظاما زراعيا وغذائيا يَقْضِي على نمط الزراعة الريفية والإستغلال العائلي للأرض الذي يُركز على إنتاج غذاء صحي محلي ومتنوع وموسمي... أثبتت شركة "مونسانتو" قوتها ونُفُوذها السياسي والمالي (بفضل مجموعات الضغط أو "اللُّوبِيّات") بمناسبة الفضائح حول منتجها "الغليفوسات"، حيث ستواصل ترويجَهُ وبيعه في الأسواق، رغم الأضْرار التي سَبَّبَها للأراضي والمياه والبيئة وصحة الحيوان والإنسان... مونسانتو هي رمز للصناعات الغذائية الملوثة بالمواد الكيميائية، ورمز لتدمير مُقَوِّمات الحياة على كوكب الأرض، لأن نمط الإنتاج الذي تَفْرِضُهُ يجعل صغار الفلاّحين يفْقِدون وظائفهم وسبل عيشهم، مما ينتج عنه تصحر العديد من المناطق الريفية في العالم، ومعها العديد من أنواع الزراعة وتربية المواشي والنحل والطّيور وصيانة مجاري المياه والغابات وغير ذلك من الأعمال التي يقوم بها الريفيون والمزارعون، للمحافظة على محيطهم الذي يتطلب شُرُوطًا تُنافي ما تُمَثِّلُهُ "مونسانتو"...عن موقع مجموعات اليسار في البرلمان الأوروبي + كتاب "مَاري مُونِيك رُوبان" بعنوان "العالم وِفْقَ مونسانتو" + أ.ف.ب 24/03/18