س:لفظ وراء هل يعني الخلف في اية الكهف؟

بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال:-
يقول تعالى {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} الكهف/79.
من المعلوم أن أهل السفينة ينتظرهم حال وصولهم ملك ظالم ؟ فهل لفظ الوراء هنا يعني الخلف ؟ وهل لفظ " الوراء " يقتصر على هذه الدلالة؟
الجواب:- نقول دوما الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبالله المستعان:-
قال أبو حيان التوحيدي رحمه الله في تاويله:- "وراءهم" لفظ يطلق على الخلف وعلى الأمام، ومعناها هنا: أمامَهم، ولا خلاف عند أهل اللغة أن "وراء" يجوز بمعنى قُدَّام.
وفي المعجم : و وَرَّى الشيءَ : أخفاه.
الوَرَاءُ : كلُّ ما استتر عنك سواء أكان خلفًا أم قدّامًا : أمامهم.
الوَرَاءُ : ولدُ الولدِ .
و الوَرَاءُ الضَّخمُ الغليظُ الأَلواح .
ويقال : هو وراءك ، لما استتر عنك ، سواء أكان خَلْفًا أَم قُدّامًا .
وفي التنزيل العزيز : إبراهيم آية 16 مِنْ وَرَاِئهِ جَهَنَّمُ ) ) : أمامَه وقُدّامه .اه
وتاتي وراء بمعنى : سوى. يقول تعالى: (فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)المؤمنون) أي من طلب سوى ذلك.
ولما كانت اللغة وسيلة تصويرية تصور المعنى المراد في ذهن السامع ووسيلة نقل للمعاني الدالة على صور ذهنية يراد تناقلها بين المتخاطبين فان من فقه اللغة ان نقول في اية سورة الكهف انه كان وراءهم ملك يتعقبهم ويتتبع اخبارهم بواسطة جواسيسه وعيونه، ونقول في اية سورة ابراهيم ان اعماله قادته الى جهنم التي هي عقوبة وجزاءً وفاقا على تلك الاعمال فهي عاقبة اعماله، ونقول في اية سورة المؤمنين ان هناك مباحات اباحها الله لعباده فمن تطاولت شهوته وارادته لنيل ما حرم من سوى ما سبق وان احل ولم يقف عند حد الحلال فتجاوزه للحرام فهو معتد تعدى حدود الله تعالى وفوق كل ذي علم عليم والله تعالى اعز واجل واعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته