25-حديث الصيام:- اما ان للقلوب ان تخشع؟!

25- حديث الصيام -25-
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
اما آن لقلوبنا ان تخشع؟؟!!
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،، وتقبل الله طاعاتكم وقرباتكم
قال تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد: 16، 17].
هذه اية من القران المكي النزول، الا ان ترتيبها جاء ضمن سورة مدنية، فاستنهضت همم المؤمنين في مكة ليستمروا ويثبتوا على الدعوة والكفاح الفكري والصراع العقائدي مع المخالفين من قوى الشر والشرك... وليثبتوا على ماهم عليه من حق وهدى ، وتحذرهم من ان يكونوا كاهل الكتاب من قبلنا، الذين طال عليهم الامد والوقت والعمر، فلم يغيروا بما حملوا من توراة وانجيل اي واقع، بل حصل لهم العكس بان غيروا انجيلهم وتوراتهم ليتماشيا مع الواقع ، فانحرفوا وحرفوا يوم قست قلوبهم بانحرافها عن ذكر الله وهداه، وعدم مذاكرتهم لكتابهم الذي كان فيه هدي ربهم، فسهل ضياعه وتحريفه، وانحرافهم عن منهجية الهدى والايمان ولم تلن له قلوبهم.
وكان التذكير بها ضرورة ملحة في المدينة، ومن باب اولى كما يقول ابن مسعود رضي الله عنه، حيث أن هذه السورة تستنهض هممَ المؤمنين في التجرد لله – سبحانه - وهي تدعو إلى الإيمان والإنفاق، وتحذر من مشابهة المنافقين، والكفار، وأهل الكتاب، وهي تبين أنه لا بد من أخذ الكتاب، ونصرة الكتاب، وإعداد العدة، وإقامة العدل، وهذا لا يتم إلا بتعاهد القلب بما يحقق فيه الخشوع، اي الخضوع واللين لامر الله تعالى وذكره، وما انزله من شرائع الزمهم بها وبحملها والدعوة في سبيل نشرها وتعميمها على العالمين؛ حتى لا تقسوَا قلوبهم كما قستْ قلوب أهل الكتاب قبلنا حين أعرضوا عنه، وهو تحذير جليل من امر خطير، فداء القسوة داء خطير، وحيث إن أقوامًا من هذه الأمة، و ممن ينسب إلى علم أو دين، قد أخذوا من هذه الصفات والعياذ بالله بنصيب، ويرى ذلك كل مَن له بصيرة، فنعوذ بالله من كل ما يكرهه الله ورسوله ونساله ان نكون من الذين إذا ذُكر الله وجلتْ قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا، قال الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23].ولاحظ معي اخي حفظك الله الاية التي بعدها..( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)...فتاتي الى الارض الميتة فتراها خاشعة ساكنة لاحراك فيها ينبيء بمعاني الحياة وانشطتها، فاذا انزل عليها الماء اهتزت وانتفضت وربت ، و اخرجت من كل زوج بهيج، فتعود تنبض بالحياة من جديد.
وكتاب الله تعالى هكذا حاله مع القلوب الميتة، فقسوة الموت لا يلينها الا ماء الحياة، وماء الحياة للقلوب كتاب الله تعالى، وما انزل علينا من الحق، وهو طبها ودوائها و شفائها، و به وعلى اساسه تكون دورات التجديد في الحياة، فلا نياس ولا نبتئس ، و علينا ان ننهض ونستنهض به الهمم، فمطر الامم وغيث افكارها وعلاج احوالها ودواء ادوائها، خضوع القلوب لكتاب الله ولينها بالتفاعل معه، وزكات النفوس بالاستقامة باحكامه وذكره وما نزل من الحق، اللهم الن قلوبنا لذكرك وطاعتك واتباع امرك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.