نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبيل - القدس

البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» 83- من دروس القران التوعوية - اليات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitimeاليوم في 4:02 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 82- من دروس القران التوعوية- الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عيني
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-24, 7:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 81- من دروس القران التوعوية - العمل الصالح؟
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-23, 2:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة برمجيات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-21, 2:02 pm من طرف سها ياسر

» 80- من دروس القران التوعوية - الدنيا والاخرة والدين!!
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-21, 8:11 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 79- من دروس القران التوعوية- التجديد والثبات !!
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-18, 10:49 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 35- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة- فصل الدين عن الحية وفصل العمل عن العقيدة!!
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-18, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شراء أجهزة كهربائية مستعمله بالرياض
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-18, 1:16 am من طرف شيماء أسامة 272

» 78-من دروس القران التوعوية-سياسة الامر الواقع منقوضة مرفوضة شرعا
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-17, 12:11 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 77- من دروس القران التوعوية-الدوران حول النفس خلق مذموم!!
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-15, 1:42 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-14, 2:05 pm من طرف سها ياسر

» 76- من دروس القران التوعوية- حُسن الجوار
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-13, 10:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 75- من دروس القران التوعوية - وجوب اخذ زمام المبادة للامة والجماعات والافراد
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-12, 9:29 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 74-من دروس القران التوعوية- الحقوق !!!
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-11, 9:37 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 34- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - التزكية والتعليم
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-10, 11:47 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
اسماء الجن الكفار و المسلمين
بيت من الشعر اذهلني - الشاعر كريم العراقي
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من ذا يبلغها بأني متعب - كلمات علي العكيدي
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 120 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 120 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
معتصم - 12434
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4341
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
العرين - 1193
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
زهره النرجس
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
معتصم
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
معمر حبار
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
هيام الاعور
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
sa3idiman
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
لينا محمود
دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_rcapدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_voting_barدروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66435 مساهمة في هذا المنتدى في 20333 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 دروس من الهزيمة والانتصار! صبحي غندور*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام
نبيل القدس ابو اسماعيل


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 38802
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* Empty
مُساهمةموضوع: دروس من الهزيمة والانتصار! صبحي غندور*   دروس من الهزيمة والانتصار!  صبحي غندور* I_icon_minitime2020-06-13, 8:29 pm

دروس من الهزيمة والانتصار!

صبحي غندور*

Twitter: @AlhewarCenter

Email: Sobhi@alhewar.com





بفارق زمني بسيط، يعيش العرب ذكرى مناسبتين هامّتين في التاريخ العربي المعاصر. الأولى، هي مناسبة ذكرى تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي في 25 أيار/مايو 2000، والثانية، هي مناسبة ذكرى 5 حزيران/يونيو 1967.

ورغم أنّه من حيث الشكل هناك تناقض بين الاحتفال في لبنان بالنصر على إسرائيل وبين ذكرى هزيمة العرب في حرب عام 1967، فإنّي أرى تطابقاً وتكاملاً بين المناسبتين، ليس فقط في طبيعتهما المتّصلة بالصراع العربي/الصهيوني، ولكن أيضاً في منهج التعامل مع هذا الصراع بوجهيْه السياسي والعسكري.

فرفض لبنان طيلة عقدين من الزمن (منذ الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982 وحتى عام 2000) لشروط "السلام" الإسرائيلية وللصلح معها، وتأكيد لبنان – حكومةً وشعباً - على حقِّ مقاومة الاحتلال، كان انسجاماً طبيعياً مع ما وضعه جمال عبد الناصر عقب حرب 67 من استراتيجيّة لإزالة آثار العدوان، تلك الاستراتيجية التي قامت على الجمع ما بين مقرّرات قمّة الخرطوم عام 1967 الرافضة للمفاوضات المباشرة، وللصلح والاعتراف بإسرائيل، وبين حرب الاستنزاف التي قامت بها القوّات المصرية على جبهة السويس لأكثر من عامين، وإلى حين وفاة ناصر عام 1970.

فالقيادة الناصرية لمصر كانت قد أدركت بعد هزيمة عام 1967 أهميّة إعطاء الأولويّة الكاملة للصراع مع إسرائيل، وأنّ هذا الصراع يقتضي تكاملاً بين هذه العناصر الثلاثة:

1- بناء تضامن عربي فعّال يضع الخطوط الحمراء من جهة (كمجموعة لاءات قمة الخرطوم) حتى لا ينزلق أيّ طرفٍ عربي في اتفاقيات منفردة، والتوقف عن كلّ الصراعات العربية/العربية والمعارك الهامشية بين العرب. فالتضامن العربي إنّما يكون فاعلاً حينما لا يكتفي بترديد ما هو "مرفوض" بل حين يضع الخطط لما هو مطلوب إنجازه في المعركة..

هكذا كانت قرارات قمّة الخرطوم عقب هزيمة 67، هي الأرضيّة الصلبة للدعم العربي الذي تقرّر لدول المواجهة ولمنظمة التحرير الفلسطينية. وقامت حصيلة ذلك جبهة عربية واسعة جمعت "دول النفط" مع "دول المدفع" في إطارٍ تضامنيٍّ عام، ساعد على إعادة بناء القوات المسلحة المصرية وخوضها لمعارك حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، ثمّ كان هذا التضامن ذاته وراء القرار في حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، الذي جمع بين استخدام السلاح والاقتصاد والسياسة، فكان قرار حظر النفط متساوياً في أهمّيته مع قرار المواجهة العسكرية مع إسرائيل.

2- بناء جبهة داخلية متينة لا تستنزفها صراعات طائفية أو فئوية، مع إعادة بناءٍ كاملٍ للقوات المسلحة واعتماد عنصر "الكفاءة" لا "الولاء" في مواقع المسؤولية داخل الدولة عموماً، والجيش خصوصاً. وكان نموذج هؤلاء الشهيد الفريق عبد المنعم رياض (الرئيس السابق لأركان القوات المسلحة المصرية) أحد شهداء حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية عام 1969.

3- بناء أهداف سياسية مرحلية لا تقبل التنازلات أو التفريط. فقد رفض جمال عبد الناصر إغراءات التسوية كلّها مع إسرائيل، بما في ذلك العرض الأميركي/الإسرائيلي له بالانسحاب الكامل من كلّ سيناء مقابل عدم تدخّل مصر في الجبهات العربية الأخرى، وإنهاء الصراع بينها وبين إسرائيل (هذا ما فعله أنور السادات فيما بعد باتفاقية كامب ديفيد). وكان ناصر يردّد "القدس والضفة وغزه قبل سيناء، والجولان قبل سيناء"، و"لا صلح ولا اعتراف بإسرائيل ما لم تتحرّر كلّ الأراضي العربية المحتلّة عام 1967، وما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة".

وأصرَّ ناصر على هذه الأهداف السياسية رغم قبوله بالقرار 242 الصادر عن مجلس الأمن عام 1967، ثمَّ لما كان يُعرَف باسم "مبادرة روجرز" الأميركية في صيف عام 1970، وكان يتحرّك دولياً في مختلف الاتجاهات (رغم ظروف الحرب الباردة واضطراره لعلاقةٍ خاصّة مع موسكو) دون تفريطٍ أو تنازلٍ عن قراره المستقل في ظل الالتزام بالأهداف السياسية المرحلية، وبشكلٍ متزامنٍ مع البناء العسكري والمعارك المفتوحة على الجبهة المصرية (حرب الاستنزاف)، ومع أقصى درجات التضامن العربي والدعم المفتوح لحركة المقاومة الفلسطينية.

هكذا جعل عبد الناصر من هزيمة عام 1967 أرضاً صلبة لبناء وضعٍ عربيّ أفضل عموماً، مهّد الطريق أمام حرب عام 1973، فكانت 6 سنوات (من 1967 إلى 1973) مليئة بعوامل البناء والمواقف الصلبة التي أعادت للأمَّة المهزومة اعتبارها وكرامتها.

بعد وفاة جمال عبد الناصر، وبعد اتفاقية كامب ديفيد التي وقّعها أنور السادات مع إسرائيل بإشرافٍ أميركيّ كامل، تحقّقَ لإسرائيل مطلب "عزل مصر" فاستفردت بالمشرق العربيّ واجتاحت لبنان مرّتين (عام 1978 وعام 1982)، واحتلّت أوّل عاصمةٍ عربية (بيروت) بعد أن حاصرتها لأشهرٍ عديدة، ولم تتوتَّر الجبهات العربية الأخرى ولم تحصل حرب إقليمية شاملة، بينما كانت أحد أهم أسباب حرب 1967 هي تهديدات إسرائيل لسوريا وتحرّك ناصر لمواجهة هذه التهديدات!!.

وقد كان اجتياح لبنان وعاصمته بيروت أشبه بسلّة أهدافٍ متنوعة لإسرائيل (ومن خلفها الولايات المتحدة). فالمستهدَف كان في آنٍ واحد: لبنان وسوريا والمقاومة الفلسطينية، حيث في إضعاف هذه القوى الثلاث إضعافٌ للمشرق العربي كلّه ودفعه إلى الصلح مع إسرائيل والاعتراف بها والتنازل غير المشروط لها، إضافةً إلى ما يعني ذلك كلّه من هزيمةٍ عربيةٍ عامَّة تُظهِر العجز العربيَّ المطلق، وأيضاً العجز الدوليَّ بكلِّ ما فيه من قوىً كبرى (باستثناء أميركا حتماً)، حيث لم تفعل موسكو (وكانت آنذاك عاصمة القطب الدوليّ الآخر وقائدة المعسكر الاشتراكي كلّه) أيَّ شيءٍ يمنع أميركا وإسرائيل من الاستفراد بحلفاء موسكو (سوريا ومنظمة التحرير) على أرض لبنان.

أيضاً، كان العالم الإسلاميّ مشغولاً في حربٍ طاحنة أشعلها حكم صدام حسين مع إيران عقب ثورة الخميني، ووضعت العراق وأمَّته العربية والعالم الإسلامي في حربٍ مدمِّرة لثمان سنوات (كانت الحرب العراقية/الإيرانية مستعرة حينما احتلّت إسرائيل لبنان عام 1982)، ثم أدخل نظام صدام حسين العراق والمنطقة من جديد في حربٍ أخرى قام بها الحكم العراقي بعد غزوه الكويت عام 1990 ودفع ثمنها باهظاً الشعب العراقي وكل العرب.

هكذا بدأت حقبة التسعينات بجملةٍ من الوقائع السلبية في المنطقة العربية كانت في أساسها حصيلة توقيع "سلام" مع إسرائيل ما كان يجب أن يحصل (كامب ديفيد)، وحصيلة "حروب" ما كان يجب أن تقع (حروب الحكم العراقي ضدَّ إيران أولاً ثمّ احتلال الكويت).

ولا أعلم لِمَ يحلو لبعض العرب إرجاع سلبيات أوضاعهم العربية الراهنة إلى هزيمة عام 1967، ولا يعودون بها إلى أسبابها الحقيقية التي حصلت بعد حرب تشرين/أكتوبر 1973 والتي كانت مزيجاً من اتفاقيات "سلام" مع إسرائيل و"حروب" مع غير إسرائيل !!

فمحصّلة هذه "الاتفاقيات" و"الحروب" كانت وما زالت المسؤولة عن سلبيات الواقع العربيّ الراهن، وعن تداعيات "مؤتمر مدريد" والاتفاقيات المنفردة التي استتبعته، وكان أخطرها طبعاً "اتفاق أوسلو" الذي أعطى لإسرائيل الاعتراف الفلسطيني بها والصلح الفلسطيني معها والتعهّد لها بعدم المقاومة (بل التعهّد بضرب المقاومين)، وذلك كلّه مقابل اعتراف إسرائيل بسلطة قيادة منظمة التحرير وليس بحقوق الشعب الفلسطيني في حرية الأرض أو بالدولة المستقلة أو بحق العودة!!.

وقد رافق هذه المسيرة الرسمية العربية الانحدارية قمع العديد من الأنظمة العربية لحركات المعارضة السياسية بشكلٍ عام، وانعدام البناء الدستوري السليم الذي يكفل التحوّل السياسي والاجتماعي السلمي في كلّ بلد، في ظلِّ فشل قوى المعارضة العربية في بناء نموذج سياسي صالح ليكون بديلاً أفضل من الواقع الرسمي، وارتباط بعض هذه القوى بجهات أجنبية واستخدامها للعنف المسلّح كوسيلة للتغيير. كذلك اتّسمت تلك المرحلة بتصاعد التيّار الإسلامي السياسي، دون وضوحٍ في رؤيته وفكره وبرنامج عمله السياسي البديل، وفي مناخات دولية وإقليمية و"فتاوى" تشجّع على العنف المسلّح وعلى الصراعات والإنقسامات داخل المجتمع الواحد، كما ظهر ذلك في تفاعلات الحروب الأهلية العربية طيلة السنوات الماضية وبروز ظاهرتي "القاعدة" و"داعش" وأخواتهما.

ولم تكن هذه التداعيات السلبية في التاريخ العربي المعاصر منفصلةً عن مجرى الصراع العربي/الصهيوني الممتد لحوالي مائة عام، ولا هي أيضاً مجرّد تفاعلات داخلية عربية "الخارج" منها براء، فهي تداعياتٌ سلبية خطيرة حدثت وتحدث في المنطقة العربية وجوارها الإقليمي منذ خروج مصر من الصراع العربي/الإسرائيلي، كان منها ما هو بفعل ظروفٍ وسياسات خاطئة محلية أو بسبب تخطيطٍ وعدوانٍ خارجي، أو مزيجٌ من الحالتين معاً. فمن الحرب الأهلية اللبنانية التي اشتعلت في العام 1975، والتي تورّطت بها سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية ودول عربية عدّة، إلى الحرب العراقية/الإيرانية في العام 1980، إلى الغزو الإسرائيلي للبنان واحتلال بيروت في العام 1982، إلى غزو نظام صدام حسين لدولة الكويت في صيف العام 1990، إلى حرب الخليج الثانية في العام 1991، إلى مؤتمر مدريد وتوقيع اتفاقية "أوسلو" بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993، إلى انعكاسات هجمات سبتمبر في الولايات المتحدة عام 2001، إلى الغزو الأميركي/البريطاني للعراق في العام 2003، وإلى الحروب الإسرائيلية على لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلّة في أكثر من محطّة زمنية خلال العقد الماضي، وصولاً إلى ما تشهده المنطقة الآن من صراعاتٍ وأزمات أمنية وسياسية وحروبٍ أهلية وتغييراتٍ في كيانات بعض الدول وحدودها، وليس فقط أنظمتها الحاكمة!.

لذلك، كان انتصار المقاومة اللبنانية في العام 2000 بإجبارها إسرائيل على الانسحاب من لبنان مساوياً، في قيمته وأهمّيته، لما قام به جمال عبد الناصر بعد هزيمة عام 1967 من حيث إعادة الاعتبار للأمَّة ولحقّ المقاومة المشروعة ضدَّ الاحتلال، وفي تصحيح مسار الواقع العربي لجهة كيفية التعامل مع إسرائيل حيث تأكَّد أنَّ "الأرض هي مقابل المقاومة" وليس "السلام مقابل الأمان"..

لكنْ مهما كانت الظروف المحيطة بالصراع الآن سيّئة وبالغة التعقيد، ومهما كانت سلبيات الواقع العربي الراهن وحال الانقسام والعجز والضعف، فإنّ الإرادة الشعبية، التي استطاعت في أكثر من بلدٍ عربيٍّ أن تكسر الأغلال وأن تثور ضدّ الظلم والاحتلال، لقادرة على أن تصحّح هذا الواقع عاجلاً أم آجلاً. فالقيادات قد تتعب أو تنحرف.. لكن الشعوب تُمهل ولا تُهمل.

*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن

Twitter: @AlhewarCenter

Email: Sobhi@alhewar.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhoob-alsdagh.yoo7.com
 
دروس من الهزيمة والانتصار! صبحي غندور*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موساديون بلا حدود! صبحي غندور
» وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور
» ضعفُ أميركا في قوّتها! - صبحي غندور*

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: اخبار - مقالات سياسية - :: مقالات سياسية-
انتقل الى: