من اساليب السيطرة على الشعوب - التوجيه من خلال المفاهيم - التحرر التحرير المقاومة الاستقلال - نبيل القدس

لمحة تمهيدية لايصال الفكرة
اوحى الله لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم بدين الاسلام والاسلام دين ومنه الدولة لتطبق احكام الاسلام
في المجتمع واقام رسول الله صل الله عليه وسلم دولة الاسلام في المدينة ثم بدات بالتوسع شيئا فشيئا
وبدا الصراع بين دولة الحق من جهة والتي هي دولة الاسلام ودول الباطل منذ اللحظة الاولى لقيام
دولة الاسلام وكانت دولة الاسلام تمثل المسلمين وتحفظ بيضتهم وتدافع عنهم على مر العصر الاسلامي
ابتداء من دولة رسول الله صل الله عليه وسلم مرورا بالخلفاء الراشدين والامويين ثم العباسيين وانتهاء بالعثمانيين
وكلها كانت عهدا اسلاميا سواء كان هناك احسان للتطبيق من قبل الدولة لاحكام الاسلام او كان هناك اساءة
في التطبيق للاحكام الا انها دولة اسلامية

الحروب الصليبية ابرز ما مر في العصور الاسلامية
هذه الحروب الصليبيبة كانت مع الدول الاوروبية التي اصبح لديها فكرة ان الجيش الاسلامي لا يمكن التغلب عليه
وانه لابد من تغيير الطريقة والوسائل والاساليب واستطاعت بريطانيا بدهائها وطريقتها الجديدة واساليبها ان تهدم
دولة الاسلام وتهزمها متمثلة بدولة الخلافة العثمانية وتفكيك اوصالها وتقطيعها
-------------------
كان الاصل في المسلمين ان يدركوا هذه الهزيمة التي الحقت بهم ويعملوا على اعادة بناء دولتهم من جديد
دولة الاسلام فما الذي جعل المسلمين لا يعملون لبناء دولتهم من جديد ؟؟؟
وبناء صرح عزهم ومجدهم
كان لاسلوب زرع مفاهيم جديدة من قبل بريطانيا وحلفائها في نفوس المسلمين الاثر الاكبر في السيطرة
على الامة الاسلامية
فبوجود جيوش بريطانيا وحلفائها في المنطقة تم زرع فكرة التحرر من الاستعمار وفكرة الاستقلال الوهمية
فمن الطبيعي ان يقوم المسلمين بقتال الغازي المحتل للبلاد ولكن لابد للقتال من هدف لان الهدف هو الذي يحدد
مصير النصر او الهزيمة
فبدل ان يكون القتال للهدف الصحيح الا وهو بناء دولة الاسلام من جديد اصبح القتال بعد زرع المفاهيم الجديدة
في نفوس المسلمين هو التحرر والاستقلال وهذا الذي كان يخطط له المستعمر الاوروبي بقيادة بريطانيا
واصبح هدف الشعوب الاسلامية التحرر والاستقلال مما سهل عمل الكافر المستعمر وتم اعطاء استقلال
وهمي للشعوب الاسلامية وخرجت جيوش الاستعمار بوجهها الحقيقي وبقي الاستعمار في كل ما يسمى
الدول العربية والاسلامية ممثلا بالنظام الحاكم
مما يعني وجود الاحتلال عمليا في كل الدول الاسلامية والعربية بثوب جديد تم قبوله من الشعوب
تحت السيطرة بمفاهيم جديدة والتي هي التحرر والتحرير والاستقلال

استعمال المفهوم اي الفكرة التي لها واقع في الذهن في اوقات لزومها وتغييرها حين لم تعد صالحه
كما في حال ما يسمى قضية فلسطين
فقضية فلسطين هي هي قضية الدولة الاسلامية التي تم هدمها وتفكيك اجزائها ولكن عملت بريطانيا على تضليل
الامة باساليب المفاهيم
فاوهمت الامة ان تحرير فلسطين هو هدف سامي وهذا لاشك فيه ولكن تحرير فلسطين ليس هو الهدف الرئيس
للمسلمين وانما الهدف الرئيس هو اعادة بناء دولة الاسلام للمسلمين جميعا
وامعانا في التضليل ولاحكام القبضة على العالم الاسلامي استطاعت بريطانيا جعل فلسطين قضية عربية
وليس قضية اسلامية ففصلت المسلمين من غير العرب عن قضية فلسطين ولما تحقق لها ذلك
تم تقليص العرب او الدول العربية الى مايسمى دول الطوق الاردن مصر سوريا لبنان
ثم وتحت ستار وشعار التحرر والتحرير انشئوا ما يسمى بمنظمة التحرير الفلسطينية بهدف معلن الا وهو
تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر
تمهيدا لتصفية القضية او بالاحرى امعانا في اشغال الامة بالقضايا الجزئية المتفرعة عن القضية الرئيسية
الا وهي هدم دولة الاسلام
------------------
كانت تلك لمحة موجزة لتغيير المفاهيم من قبل بريطانيا وحلفائها في اسلوب السيطرة والتوجيه للشعوب
لتقوم بالافعال التي يريدها الكافر المستعمر
كل هذا قبل ان تظهر امريكا على الساحة العالمية وخلال وجودها ايضا
الا ان امريكا اتخذت منحا اخر في الهدف وبنفس الاسلوب ففي ما يسمى قضية فلسطين رات امريكا
ان يكون هناك دولتان في فلسطين لتحقيق السيطرة الكاملة على المنطقة
فابقت فرة التحرر والتحرير والاستقلال موجودة حتى تثمر جزئا مما تريده امريكا ولتحقيق الجزء الثاني
او الهدف الثاني والذي هو وجود دولتان في فلسطين تم تغيير المفاهيم من مفهوم التحرير والتحرر
الى مفهوم المقاومة لان مفهوم المقاومة يختلف كليا عن التحرر والتحرير فالتحرر والتحرير يعني اجلاء
الاحتلال بجيوشة ووجوده
اما مفهوم المقاومة فهو يعني الدفاع في حالة الاعتداء ولا يعني مطلقا التحرر والتحرير بمعنى انه اذا اعتدي
علينا فحينها سنقوم بالمقاومة وهذا ترسيخ لوجود الاحتلال في فلسطين وانه ما دام ملتزما بحدوده ولم يعتدي
فمرحبا بوجوده
--------------
نبيل القدس