هكذا كنا
قال خليل بن شاهين الظاهري في كتابه النجوم الزاهرة بعد أن زار دمشق: "وبها بيمارستان لم ير مثله في الدنيا قط.. وحدثت طرفة أحببت أن أذكرها، وهي أني دخلت دمشق 831هـ ـ 1447م، وكان بصحبتي رجل أعجمي من أهل الفضل والذوق واللطافة، وكان قصده الحج في تلك السنة، فلما دخل البيمارستان المذكور، ونظر ما فيه من التحف والمآكل واللطائف التي لا تحصى تمارض، وأقام به ثلاثة أيام، ورئيس الأطباء يتردد إليه، فلما فحصه وعلم حاله، وصف له ما يناسبه من الأطعمة الحسنة والدجاج والفواكه والحلوى والأشربة.. وبعد ثلاثة أيام كتب له الطبيب كلمة جاء فيها: " إن الضيف لا يقيم فوق ثلاثة أيام".. وهذا يوحي بأن الطبيب أدرك أنه متمارض، ومع ذلك فقد عامله كأحد الضيوف، وهذا غاية الحذاقة واللطف.
نعم نبك كالنساء مجدا اضعناه لم نحمه كالرجال....الله اكبر