نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبيل - القدس

البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» قراءة في اسم يوم الجمعة !!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitimeأمس في 11:34 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» صكوك الغفران تحجب عنا الاحاديث المنتجة !!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitimeأمس في 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ليس للمرء من صلاته الا ما عقل منها
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitimeأمس في 9:38 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» وضوء التوابين المتطهرين ... !!!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-24, 6:21 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال فى مصر - تك سوفت
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-23, 11:11 am من طرف سها ياسر

» قضية بيت المقدس في سطور..!!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-23, 8:39 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» قضية بيت المقدس في سطور..!!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-23, 8:28 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 5- الحلقة الخامسة من سلسلة حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة صياغة العقل البشري -
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-21, 11:47 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» نقلت لك: مقالة مهمة !!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-21, 10:26 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» نقلت لك: مقالة مهمة !!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-21, 10:24 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» كلمة من ايام كورونا بعنوان عجبا للمؤمن..!!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-21, 10:19 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة مكافحة الفئران بالجبيل
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-19, 10:27 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» الى دعاة الاسلام وحملة لواء دعوته وراية رسالته :-
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-18, 11:51 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» قول لمن يهمه الامر !!!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-17, 3:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الحكمة فيما بين الغار والغار
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-16, 11:22 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» صناعة -اليا سين- من اخطر الصناعات !!!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-16, 11:11 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 4- الحلقة الرابعة من حديث الاثنين
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-16, 12:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» اقرا البيان - عبدالله السعايدة - الامة تريد ابنائها الجيوش
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-14, 11:08 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» انا لله وانا اليه راجعون ...
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-14, 11:05 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» فاتت سنة لكننا لا نزال في انتظاركم
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-13, 7:41 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» زمن الرويبضة - مدحت رحال
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-13, 5:39 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» نظرة في الاحداث - التهديد الايراني بالرد!!!
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-13, 1:54 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مشاكسةٌ ضفائرها وتلهو - حميد يحيى السراب
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-12, 11:18 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» ذكاء وفطنة - مدحت رحال
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-12, 2:11 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» 34- الحلقة الرابعة والثلاثون من سلسلة اثر العبادات على النفس والسلوك
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-12, 1:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» وسائل الرقابة في شريعة الله تعالى وفي شرائع البشر
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-11, 1:50 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» احذروا الهوى فانه باب الشيطان الى القلوب
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-11, 12:11 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تقبل الله طاعاتكم وكل عام وانتم بخير
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-10, 2:24 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث رمضان - افكار حول صدقة الفطر
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-09, 4:45 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 3- الحلقة الثالثة من حديث الاثنين -مباحث الايمان والعقيدة
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2024-04-08, 6:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
اسماء الجن الكفار و المسلمين
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
من ذا يبلغها بأني متعب - كلمات علي العكيدي
بيت من الشعر اذهلني - الشاعر كريم العراقي
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 160 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 160 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 720 بتاريخ 2011-02-21, 11:09 pm
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38784
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
معتصم - 12434
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 3913
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
العرين - 1193
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
زهره النرجس
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
معتصم
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
معمر حبار
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
هيام الاعور
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
sa3idiman
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
لينا محمود
محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_rcapمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_voting_barمحصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1024 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو أبو عرب اللحام فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 65971 مساهمة في هذا المنتدى في 19997 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 محصّلة الجوع والخوف! صبحي غندور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام
نبيل القدس ابو اسماعيل


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 38784
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور Empty
مُساهمةموضوع: محصّلة الجوع والخوف! صبحي غندور   محصّلة الجوع والخوف!  صبحي غندور I_icon_minitime2019-06-09, 7:52 pm

محصّلة الجوع والخوف!

صبحي غندور*

Twitter: @AlhewarCenter

Email: Sobhi@alhewar.com



هناك داخل العاصمة الأميركية واشنطن عشرات الألوف من المشرّدين، كما في مدن أميركية أخرى، وفي عواصم أوروبية عديدة. وهؤلاء المشرّدون يعاني القسم الأكبر منهم من مشكلة الجوع إضافةً إلى محنة التشرّد، رغم محاولات جهات عدّة لمساعدتهم ولـتأمين مأوًى لهم وتوفير أطعمة وألبسة لمن أمكن الوصول إليه منهم.

فكيف نفسّر هذا التناقض الخطير الذي تعيشه مجتمعات كثيرة في العالم، بين قلّة تملك الكثير وكثرة تملك القليل أو لا تملك شيئاً كحال هؤلاء المشرّدين في الشوارع؟!. وكيف أنّ أميركا، التي صرفت أكثر من خمسة آلاف مليار دولار على حربيها في العراق وأفغانستان، والتي ميزانية وزارة الدفاع فيها تتجاوز مبلغ 700 مليار دولار، يعاني الكثيرون فيها من التشرّد وعدم الرعاية الصحّية ومن الجوع أو حتّى الاضطرار إلى إخلاء المساكن، كما حدث في السنوات الماضية نتيجة العجز عن تسديد قروض المنازل؟!.

هناك في العالم الآن عموماً حالة انحسار للطبقة الوسطى وازدياد مخيف لعدد الفقراء ولقيمة ثروة الأغنياء. وقد نشرت المنظّمة العالمية للغذاء والزراعة (الفاو) معلومات أشارت فيها إلى مخاطر الأزمات الاقتصادية العالمية والتي دفعت بأكثر من مليار شخص في العالم إلى مستوى حالة الجوع، ويعني هذا أنّ هناك جائعاً واحداً من كل ستّة أشخاص في العالم، هذا العالم الذي ينفق على التسلّح سنوياً حوالي 1500 مليار من الدولارات!!

طبعاً، غالبية الجياع هم من أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، وكذلك هي حروب العالم المعاصر. وكأنّه كُتِب على شعوب الدول النامية والفقيرة أن تجمع بين الابتلاءين: الجوع والخوف معاً!

فالعالم اليوم يدفع ثمن مزيج من العوامل التي تراكمت في العقود الماضية وجعلت الكرة الأرضية موزّعةً في أزماتها السياسية والعسكرية بين "شرق وغرب"، ثمّ في أزماتها الاقتصادية بين "شمال وجنوب" بحيث لم تسلم بقعة على هذه الأرض من آثار ما فعله "الإنسان" المستخلف عليها لرعايتها وإعمارها، حتّى القطب الشمالي المتجمّد مهدّد بالذوبان بفعل ما خلّفته "الحضارة الصناعية" من تأثيراتٍ سلبية على المناخ.

وإذا كان مفهوماً ما تخلّفه الحروب والكوارث الطبيعية من حالات تشرّد وجوع وبطالة، فما تفسير هذه الحالات في مجتمعاتٍ لا هي في حروب ولا تعيش مخلّفات كارثة طبيعية إلا أن تكون هذه المجتمعات مفتقرة للعدل الاجتماعي والسياسي وغنية بالفساد والاحتكار وسوء توزيع الثروات الوطنية وهيمنة الجشعين الفاسدين فيها على مقاليد الحكم.

قد تكون الحروب بين الدول هي مسؤولة أحياناً عن وجود حالتيْ "الخوف والجوع"، لكن قد تحدث الحروب أيضاً بسبب تفاقم مشكلة "الخوف من الآخر"، كما قد يشهد العالم حروباً إقليمية لأسباب اقتصادية ترتبط بالخوف من الجوع نفسه، أو محصّلة لضغوطاتٍ وعقوبات اقتصادية. فحالتا "الخوف والجوع" عوامل سببية لحروب كما هي حصادٌ طبيعي للحروب نفسها.

وتتزامن في هذه الفترة من رئاسة ترامب للولايات المتحدة قضيتان تزداد الخلافات حولهما بين واشنطن والعديد من دول العالم، وهما: السياسة والاقتصاد، وكلاهما معاً يشكّلان مفاهيم الأمن السياسي والأمن الاجتماعي، على مستوى الحكومات، وهواجس محاولة تأمين لقمة العيش والخشية على العيش نفسه، على مستوى الشعوب. فالجوع والخوف هما أسوأ ما يُبتلى به فردٌ أو جماعة أو أمّة.

وقد انشغل العالم في العقود الثلاثة الماضية بمقولة الديمقراطية السياسية بعدما انهارت تجربة الأنظمة الشيوعية التي كانت تهتمّ بمسألة العدل الاجتماعي فقط، وتقف سلباً ضدّ قضايا الدين والقوميات والحرّيات العامّة وصيغ نظام الحكم الديمقراطي.

ولا أعتقد أنّ الديمقراطية وحدها فقط هي العلاج السحري الناجع لحالتيْ الجوع والخوف. فليس بالضرورة أن ترتبط الديمقراطية بالعدالة الاجتماعية وبالأمن الاجتماعي وبالقيم الأخلاقية. ولعلّ خير مثال على ذلك، الأنظمة الديمقراطية الغربية عموماً التي حرصت على النظام الديمقراطي داخل مجتمعاتها بينما أباحت لنفسها استعمار واحتلال شعوب أخرى. فهي ديمقراطيات عنصرية لأنّها استباحت شعوباً أخرى لصالح مصالحها، وهي حتّى غير عادلة في مجتمعاتها أحياناً، كما هو معظم "الديمقراطيات الغربية" التي لم تقم أصلاً على العدل الاجتماعي بين الناس حيث ما زال القوي الغني يأكل الضعيف الفقير، وهذا سياق طبيعي للترابط الحاصل في الغرب بين الديمقراطية في نظام الحكم السياسي وبين مقوّمات الاقتصاد الرأسمالي القائم على تشجيع الفردية والمنافسة الحرّة.

ولم تتحقّق رفاهية العيش في مجتمعات الغرب حصيلة وجود الديمقراطية فقط، وإنّما أيضاً حصيلة أحد أمرين أو الاثنين معاً: السيطرة على شعوب أخرى ونهب ثرواتها.. والنظام الاتّحادي التكاملي الذي أوجد قدراتٍ اقتصادية هائلة، كما هو حال الولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي والاتّحاد الروسي والصين الكبرى.

وهاهو العالم اليوم يعاني من تجاهل مسألة العدل الاجتماعي وحقوق النّاس في لقمة العيش والعمل والسكن والضمانات الصحّية والاجتماعية بعدما انشغلت أممٌ عديدة في صراعاتٍ حول قضايا "الدين والقومية والديمقراطية"!. ونجد أيضاً في أزمنة وأمكنة مختلفة مشكلة انحسار المفاهيم الصحيحة لهذه القضايا الكبرى المعنيّة البشرية جمعاء بها. فالرسالات السماوية كلّها حضّت على العدل بين الناس وعلى رفض الظلم والطغيان والجشع والفساد، وعلى إقرار حقّ السائل والمحروم، بينما تتحوّل المناسبات الدينية الآن في معظم أرجاء العالم إلى "سوق تجاري كبير" وإلى موسم رحلات سياحية!!.

والمنطقة العربية ليست بشواذ عمّا أشرت إليه وعمّا يحدث حولها في الغرب والشرق، فهي جزء من "ساحات الحروب" الماضية والمعاصرة، ومعظمها مبتَلٍ بصراعاتٍ داخلية وبحكوماتٍ هي أفضل مصدر لحالتيْ الجوع والخوف معاً!.

ففي تقرير "تحدّيات التنمية في الدول العربية" الذي أعدّته الجامعة العربية منذ سنواتٍ قليلة بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هناك أرقام مفجعة عن مستوى نسبة الفقر والبطالة في الدول العربية حيث ذكر التقرير أنّ ما نحو 140 مليون عربي يعيشون تحت خطّ الفقر الأعلى، أي حوالي 40% من عدد سكان المنطقة العربية. ووفق هذا التقرير، فإنّ معدّل البطالة بين الشباب في هذه المنطقة هو نحو 25% ممّا يجعل من معدّل البطالة بين شبابها الأعلى في العالم كلّه.

ولقد نشرت آنذاك وسائل إعلام عربية هذا التقرير في اليوم نفسه الذي نقلت فيه عن مجلة "أرابيان بيزنس" لائحة أسماء أغنى 50 عربياً والذين تصل ثرواتهم لحوالي مبلغ 300 مليار دولار!. فهذه صورة قاتمة لما هو قائمٌ في البلاد العربية من ازدياد في معدّل نسبة الفقر والبطالة، مقابل زيادة ثرواتٍ لأفراد!.

طبعاً الفقر والبطالة ليسا من من مسؤولية هؤلاء الأفراد العرب، بل هي أولاً وأخيراً مسؤولية الحكومات المؤتمنة على ثروات أوطانها ومقدّرات شعوبها وعن إدارة الإنتاج في مجتمعاتها. وبعض هذه الحكومات يمارس الرشوة والفساد وسرقة المال العام، وهولاء يستحقّون المساءلة والمحاسبة.

هنا أهمّية العدل السياسي من أجل تحقيق العدل الاجتماعي، وهنا الرابط بين "تذكرة الانتخابات" و"لقمة العيش"، وهنا ضرورة بناء المجتمعات على أساس الفصل بين السلطات فيها تحقيقاً لأهداف الرقابة والمحاسبة.

هنا أيضاً أهمّية التكامل المنشود بين الدول العربية حيث متطلّبات التنمية والتقدّم تفرض حدوث التكامل الاقتصادي بين أقطار الأمّة العربية، فكما لا أمن لأي بلد عربي بمعزل عن الأمن القومي العربي، كذلك فإنّ التنمية العربية الشاملة لا تتحقّق من دون التكامل الجاد بين اقتصاديات الدول العربية.

إنّ "الديمقراطية والاتّحاد" هما الآن في أوروبا وجهان لمشروع أوروبا الواحدة. أوروبا التي عانت في القرن الماضي من حربين عالميتين، ومن تقسيم سياسي وأمني بين القطبين الأميركي والروسي لأكثر من نصف قرن، أوروبا التي هي قوميات ولغات وثقافات وطوائف مختلفة، تبني الآن حلم "الاتّحاد الأوروبي"، وتفتح حدودها وأسواقها لكل شعوب دول الاتحاد، وترى في ذلك ضمانة استمرار استقرارها السياسي والأمني والاجتماعي.

فعسى أن ينشغل المعنيّون بصناعة القرار في البلاد العربية بكيفيّة تحقيق "الاتّحاد الديمقراطي العربي" لمعالجة حالات الفقر والبطالة، إضافةً إلى مواجهة مخاطر التقسيم والتشرذم والتدخّل الأجنبي!.

4-6-2019

*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhoob-alsdagh.yoo7.com
 
محصّلة الجوع والخوف! صبحي غندور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: اخبار - مقالات سياسية - :: مقالات سياسية-
انتقل الى: