كل عام وأنتم ب..خ...ي.....ر
شهر مبارك ...رمضان كريم ....بلغنا الله وإياكم..علينا وعليكم...تهاني وردود تبادلتها السابلة_المارة- من حولي وتقافزت إلى مسامعي منذ أول خطوة خطتها قدماي خارج منزلي ومع العلم أن شهر شعبان لازال لديه ثلاثة شموع ليطفئها إلا أن كل ما كان حولي كان يضوع منه عبير شهر البركة إبتداءا من تململ الجو وتثاءب الهواء إنتهاءا بتدجيج مطابخنا بعدة رمضان وكأنه شهر الطعام وليس الصيام والإطعام .أجواء محببة ننتظرها سنويا ككبار ولطالما كنا كذلك عندما كنا براعم صغيرة ،بل وإنه ولشدة تقمص يومي هذا لأيام الشهر الفضيل خلتني فيه ،همست لنفسي :ياإلهي هل يكون اليوم هو أول...لقد احتسيت كوبا من ...مع رغيف من ...لقد أفطرت شهق قلبي وتدولبت خطواتي بسرعة أمامي وأعيني تذرع الشارع تسئل وتجيب تخمن وتظن و...هناك صرخت في صمت هناك ذاك الجالس هناك على يمين الشارع فوق الرصيف إنه يشعل سيجارة وذاك على يساره نعم إنه يمضغ ..أف..أصبحنا وأصبح الملك لله لا حول ولا قوة إلا بالله ..لايهم المهم أني لم أفطر لوحدي ..أقصد أنه ليس رمضان.أخذت نفسا عميقا من اليقين لأجد نفسي في مكان لا أريده سئلت نفسي ما الذي جاء بي إلى هذا الشارع ؟لماذا خرجت من بيتي أصلا؟أأأه صح حاجيات البيت اليومية لكن الطريق ليس من هنا !!تلفت حولي باحثة عن بداية الطريق الذي سأقفل منه راجعة نحو الشارع الرئيسي وأكملت المسير حتى وصلت إل محل الخضار هاهو العم نعمان واقف كالعاده وعيناه تتأرجح مع يديه بين صناديق الخضار يتمتم حاملا كيسه كيلو بطاطا..ونصفه طماطم و..وماذا أضيف يابني؟ وبينا هو كذلك لمحني أرقبه فهتف عليكم السلام والرحمة دون أن أحيه ..لعله شبه توبيخ مع إبتسامة ثم أردف كل عام وأنت بخير قلت في نفسي ومع تهنئة مبكرة أيضا أو هكذا خلتها،مططت شفاهي بإبتسامة عريضة بدت معها نواجذي من منظر الخضار الجميل ..طبعا من تحت النقاب ومددت يدي أقلب أول ثمار قابلتني في صندوق قريب مني ليصفعني العم نعمان بقوله زاد سعر كل نوع ...ريال إزدرت ابتسامتي وشرقت بكلمة عفوا..ماذا قلت لكنه لم يكرر ما قاله واكتفى بدحرجة عدة كلمات على استحياء كل عام وانت بخير ...أسعار رمضان...معروفة ..نفس ما يحدث كل عام ..وهباك الله الصحة هل نسيتي..الاختلاف طفيف ..أسعار البترول وباقي الكلام لم اسمعه حقيقة لأني نفظت يدي من تراب الخضار وعقلي من الادراك وخرجت دون أن اخذ شئ لملمت باقي شتات أفكاري بعد خطوات قريبة وخطرت لي فكرة أفضل ناغيت بها نفسي لعلها تنسيني قنبلة الأرقام التي فجرها في وجهي العم نعمان قلت: نعم سأذهب للبقالة وأخذ الأغراض الأخرى نعم لقد زرت البقالة بالأمس وتعرفت على أسعار بعض المواد الأساسية هرولت نحو البقالة لا ألوي على شئ كالفار من شئ تعرفونه وأعرفه وبمجرد وصولي إلى بقالة أبو أنور لمحني وهتف أهلا كل عام وانت بخير ..فقلت وأنت بخير له ولنفسي تمتمت بداية متفائلة لولا أنها تشبه كلمات ما سمعتها قبل قليل ،دلفت إلى البقالة وكانت واسعة ومكتظة بكل ما تتخيلون ألوان..وماركات معلبة وأخرى مغلفة بأكياس بلاستيكية لا أخفيكم لم أنتظر وألتفت نحو المواد التي سئلت عنها البارحة والتقطت السلة وطفقت أضع فيها الأغراض الأول الثاني والثالث وكلها عرفت أسعارها البارحة وفجاءة أحسست بظل يلاحق ظلي وأنا أتمشى قريبا من الرف متناولة أغراضي الحبيبة والتفت لأجد أبو أنور خلفي يقول لي بفرحة ساذجة :على فكرة لقد ارتفع سعر كل شئ اليوم....ريال ...تعرفين...إنها أسعار الشهر الفضيل و....أخذ يهرف بكلام ....دوي...أخالني سمعت وقعه ووعيته ولم يعد لدي من الادراك ما يمكنني معه من استيعابه مجددا ،وضعت السلة بين قدماي وغاب احساسي بالزمان والمكان لأستفيق على كلمة أخالكم تعرفونها كما عرفتها ..رددها أبو أنور على ضحية .... عفوا اقصد على زبون يوشك أن يدلف إلى بقالته ....كل عام وأنت بخير.ياسمين العثمان
كاتبة من اليمن
كاتبة من اليمن