{{{بسم الله الرحمن الرحيم }}}
17- من ذاكرة الايام : مواقف شهامة الرجال :
هذه هي الحلقة السابعة عشرة من هذه السلسلة التي هي بمثابة مذكرات وتدوين لما تجود به الذاكرة من سجلات الايام ... وهي طبعا ليست متتابعة لعدم التفرغ لكتابة مذكرات؛ انما جاءت على شكل خواطر وذكريات ...
في هذه الحلقة ساعرض ثلاثة مواقف تثبت ان امتنا ما زال فيها روح حياة الشهامة وقيم الرجولة والنخوة والكرم ...
1- موقف اديهم المسلم رحمه الله تعالى من مطلقته ..
في يوم من الايام اراد الحاج اديهم مسعد ابن قيضي المسلم من قبيلة بني صخر تطليق زوجته؛ وهو بالمناسبة والد الشيخ المفكر العالم فلاح اديهم؛ وكان معروفا عنه شدته وغلظته في التعامل وحزمه في الامور ..
اتفق مع ذويها على موعد الطلاق وتسجيله في المحكمة الشرعية ؛ فاتصل بي فضيلة الشيخ فلاح لاحضر تحسبا لاي طاريء قد تنشأ عنه لا سمح الله مشاكل؛حيث كنت مسموع الكلمة ومحبوبا لدى ابي فلاح رحمه الله...
بالفعل حضرت وحضر الطرفان ومثلا امام القاضي ليسمع الطلاق ويُسجله حسب الاصول المتبعة ..
مال علي ولي الزوجة وهمس في اذني ان اخته لها مؤخر صداق لم يُقبض !! فتنبه ابو فلاح رحمه الله ؛ فقال : ماذا يقول؟؟ فرد الولي لا شيء لا شيء!!
فقلت الرجل يطلب حق اخته في مؤخر الصداق ؛ فسأل ابو فلاح كم لها في ورقة الزواج؟! فقال وليها :الفي دينار..
فقال ابو فلاح رحمه الله : لا !!
خذ هذه اربعة الاف دينار؛ ربما هذه المسكينة لا تجد من يتزوجها بعدي !!!
ذهل الجميع في قاعة المحكمة من الموقف المذهل غير المتوقع من المتفارقين هذه الايام!!
فقال لي القاضي : ما هذا !! لأول مرة اشهد مثل هذا الموقف في المحاكم..!!
فقلت له لا يا شيخ؛لاتستغرب الطيب من اهله؛انها اخلاق وشهامة العرب والحمد لله ما زالت حية في النفوس ..
فقال نعم والله؛ صدقت .. انها اخلاق العرب وشهامتهم ...
رحم الله ابا فلاح وتقبله وغفرله...
مثل هذا الموقف يجب ان لا يُدفن مع صاحبه؛ او يبقى حبيس قاعة المحكمة المغلقة..!! بل يجب ان يُنشر لانه مما يُسجل في سجل الاحساب ولانه موقف رجولة وشهامة يُقتدى ويُحتذى حذوه ... فاعذرني اخي فلاح ان ذكرته..
+++++++++
2- موقف الشيخ فلاح نفسه من التبرعات للضفة وغزة في الانتفاضة الثانية ..!!
اثناء اندلاع الانتفاضة الثانية طلب وزير الاوقاف الدكتور عبد السلام العبادي رحمه الله الأئمة لاجتماع عام في الوزارة ؛ وحضرنا كغيرنا من الأئمة؛ولم نكن ندري لماذا الاجتماع وما الموضوع الذي سنناقشه فيه...
عند موعد بدء الاجتماع واذكر انه كان الساعة العاشرة صباحا ؛ وقف الوزير على المنصة وتحدث عن الانتفاضة وما يتعرض له الاهل والاخوة من ظلم وقتل وتقتيل وبين لنا ان اقل واجب تجاههم هو ان نقف معهم ونساعدهم بالتبرعات لهم... فاقترح ان يتبرع كل موظف باقتطاع دينار من راتبه الشهري تبرعا لاهل الضفة وغزة ...
فوقف فجأة الشيخ فلاح - ابو الحارث حفظه الله - فقال :- معالي الوزير المكرم
قدمت من البادية وودعت اهلي واقاربي وجيراني ظنا مني انكم جمعتمونا لنصرة اخواننا واهلنا بالتطوع للجهاد والقتال؛ فماذا تريد معاليكم ان اعود لهم واخبرهم؛حين يسألوني عما تمخض عنه اجتماع أئمة و وعاظ المملكة من علماء وخطباء ومدرسي مساجد؟؟!! هل نقول لهم اجتمعنا من اجل التشاور على التبرع بدينار؟؟!! دينار لو اعطيته ابنك مصروفا للمدرسة ما قبل به لانه لا يستطيع ان يشتري به فطورا ساندويشة وعلبة عصير؟؟
اما انا فيا معالي الوزير :فاني اتبرع بكامل مستحقاتي من عائدات الحج وهذا جهد المقل ...
ذهل الجميع من الموقف؛ وباجراء لا شعوري صفق الجميع واعناقهم تلتوي لتنظر هذا البدوي العربي الابي الذي خزي من ان يكون الاجتماع لمجرد التبرع باقتطاع دينار واحد من الراتب الشهري ...
وعلى ما أذكر ان مستحقاته كانت تزيد عن الالف واربعمائة دينار..
نسأل الله ان يتقبل وان يكثر من امثاله في الامة التي عز فيها وجود الرجال اصحاب مواقف النخوة والكرم والشهامة ...
من شابه اباه فما ظلم - فاعذرني اخي ابا الحارث فلم استأذنك ولم استشيرك ؛ فمشكلتنا اننا نذكر محاسن الموتى حتى لو كانوا سيئين ولا نذكر محاسن الاحياء خوفا من ان يتواصل بهم ومعهم المقتدين والمحتذين !!!
اللهم جملنا بكارم الاخلاق التي ارسلت نبيك لتميمها يا رب العالمين
والى لقاء اخر استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
17- من ذاكرة الايام : مواقف شهامة الرجال :
هذه هي الحلقة السابعة عشرة من هذه السلسلة التي هي بمثابة مذكرات وتدوين لما تجود به الذاكرة من سجلات الايام ... وهي طبعا ليست متتابعة لعدم التفرغ لكتابة مذكرات؛ انما جاءت على شكل خواطر وذكريات ...
في هذه الحلقة ساعرض ثلاثة مواقف تثبت ان امتنا ما زال فيها روح حياة الشهامة وقيم الرجولة والنخوة والكرم ...
1- موقف اديهم المسلم رحمه الله تعالى من مطلقته ..
في يوم من الايام اراد الحاج اديهم مسعد ابن قيضي المسلم من قبيلة بني صخر تطليق زوجته؛ وهو بالمناسبة والد الشيخ المفكر العالم فلاح اديهم؛ وكان معروفا عنه شدته وغلظته في التعامل وحزمه في الامور ..
اتفق مع ذويها على موعد الطلاق وتسجيله في المحكمة الشرعية ؛ فاتصل بي فضيلة الشيخ فلاح لاحضر تحسبا لاي طاريء قد تنشأ عنه لا سمح الله مشاكل؛حيث كنت مسموع الكلمة ومحبوبا لدى ابي فلاح رحمه الله...
بالفعل حضرت وحضر الطرفان ومثلا امام القاضي ليسمع الطلاق ويُسجله حسب الاصول المتبعة ..
مال علي ولي الزوجة وهمس في اذني ان اخته لها مؤخر صداق لم يُقبض !! فتنبه ابو فلاح رحمه الله ؛ فقال : ماذا يقول؟؟ فرد الولي لا شيء لا شيء!!
فقلت الرجل يطلب حق اخته في مؤخر الصداق ؛ فسأل ابو فلاح كم لها في ورقة الزواج؟! فقال وليها :الفي دينار..
فقال ابو فلاح رحمه الله : لا !!
خذ هذه اربعة الاف دينار؛ ربما هذه المسكينة لا تجد من يتزوجها بعدي !!!
ذهل الجميع في قاعة المحكمة من الموقف المذهل غير المتوقع من المتفارقين هذه الايام!!
فقال لي القاضي : ما هذا !! لأول مرة اشهد مثل هذا الموقف في المحاكم..!!
فقلت له لا يا شيخ؛لاتستغرب الطيب من اهله؛انها اخلاق وشهامة العرب والحمد لله ما زالت حية في النفوس ..
فقال نعم والله؛ صدقت .. انها اخلاق العرب وشهامتهم ...
رحم الله ابا فلاح وتقبله وغفرله...
مثل هذا الموقف يجب ان لا يُدفن مع صاحبه؛ او يبقى حبيس قاعة المحكمة المغلقة..!! بل يجب ان يُنشر لانه مما يُسجل في سجل الاحساب ولانه موقف رجولة وشهامة يُقتدى ويُحتذى حذوه ... فاعذرني اخي فلاح ان ذكرته..
+++++++++
2- موقف الشيخ فلاح نفسه من التبرعات للضفة وغزة في الانتفاضة الثانية ..!!
اثناء اندلاع الانتفاضة الثانية طلب وزير الاوقاف الدكتور عبد السلام العبادي رحمه الله الأئمة لاجتماع عام في الوزارة ؛ وحضرنا كغيرنا من الأئمة؛ولم نكن ندري لماذا الاجتماع وما الموضوع الذي سنناقشه فيه...
عند موعد بدء الاجتماع واذكر انه كان الساعة العاشرة صباحا ؛ وقف الوزير على المنصة وتحدث عن الانتفاضة وما يتعرض له الاهل والاخوة من ظلم وقتل وتقتيل وبين لنا ان اقل واجب تجاههم هو ان نقف معهم ونساعدهم بالتبرعات لهم... فاقترح ان يتبرع كل موظف باقتطاع دينار من راتبه الشهري تبرعا لاهل الضفة وغزة ...
فوقف فجأة الشيخ فلاح - ابو الحارث حفظه الله - فقال :- معالي الوزير المكرم
قدمت من البادية وودعت اهلي واقاربي وجيراني ظنا مني انكم جمعتمونا لنصرة اخواننا واهلنا بالتطوع للجهاد والقتال؛ فماذا تريد معاليكم ان اعود لهم واخبرهم؛حين يسألوني عما تمخض عنه اجتماع أئمة و وعاظ المملكة من علماء وخطباء ومدرسي مساجد؟؟!! هل نقول لهم اجتمعنا من اجل التشاور على التبرع بدينار؟؟!! دينار لو اعطيته ابنك مصروفا للمدرسة ما قبل به لانه لا يستطيع ان يشتري به فطورا ساندويشة وعلبة عصير؟؟
اما انا فيا معالي الوزير :فاني اتبرع بكامل مستحقاتي من عائدات الحج وهذا جهد المقل ...
ذهل الجميع من الموقف؛ وباجراء لا شعوري صفق الجميع واعناقهم تلتوي لتنظر هذا البدوي العربي الابي الذي خزي من ان يكون الاجتماع لمجرد التبرع باقتطاع دينار واحد من الراتب الشهري ...
وعلى ما أذكر ان مستحقاته كانت تزيد عن الالف واربعمائة دينار..
نسأل الله ان يتقبل وان يكثر من امثاله في الامة التي عز فيها وجود الرجال اصحاب مواقف النخوة والكرم والشهامة ...
من شابه اباه فما ظلم - فاعذرني اخي ابا الحارث فلم استأذنك ولم استشيرك ؛ فمشكلتنا اننا نذكر محاسن الموتى حتى لو كانوا سيئين ولا نذكر محاسن الاحياء خوفا من ان يتواصل بهم ومعهم المقتدين والمحتذين !!!
اللهم جملنا بكارم الاخلاق التي ارسلت نبيك لتميمها يا رب العالمين
والى لقاء اخر استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...