بسم الله الرحمن الرحيم
60- من دروس القران التوعوية ..
اسباب النفاق في القران الكريم
ما زال هذا القران العظيم يسبر لنا اغوار النفس البشرية؛ ويكشف خباياها وما تنطوي عليه من عوامل واسباب رقي او هبوط؛ نهوض او سقوط؛ ويكشف ما يطرأ على النفس من كبوات وزلات ووقوع في لجج الخطيئة والفساد ..وقد ركز القران المدني على فضح ظاهرة النفاق؛التي حصلت في تاريخ الدعوة يوم اصبح لها كيان وسلطان ؛ فمرة يكشف اسرارهم واخرى يكشف اقوالهم وثالثة يكشف مخططاتهم ورابعة يكشف نواياهم ؛؛ وكان دوما يدل اتباعه المؤمنين حقا على ما يحصنهم ويقيهم من هذا الداء الخطير بكل اصنافه؛ واليوم نحن مع ايات كريمة تكشف لنا عن اسبابه والدوافع النفسية اليه ...
قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا(139)النساء} لقد اثبت التاريخ ووما زال الواقع يُثبت ان ما من احد استمد وجوده من الكفار ورأى انهم هم من يمدونه بالسلطان والوجود الا واذله الله على ايديهم؛فلا عزة لأحد الا من وهبه صاحب العزة العزيز العزة...
2- وقال تعالى: {تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ . وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة:80-81].فبين لنا هنا سبحانه ان من سلك طريق النفاق فقد ثلاثة عناصر اساسية للعقيدة العملية :أ-عدم الايمان الحق بالله؛لانهم لو امنوا به حقا لتوكلوا عليه ولم يتخذوا من دونه وليا نصيرا .. ب- عدم الايمان الحق بالنبي صلى الله عليه واله وسلم؛لانهم لو امنوا به حقا لاتبعوا سنته واكتفوا بهديه .. ج- عدم ايمانهم بالوحي المنزل على النبي كتابا وسنة ؛لانهم لو امنوا بالوحي لاتبعوا نهجه واحكامه ولاكتفوا بما اوحى الله لهم وهو اللطيف الخبير بعباده ..
3- وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51] .. فالله عز وجل ينهانا ويحذرنا من تولي اليهود والنصارى ويحكم سبحانه بان من يتولاهم فهو منهم؛ ذلك ان اليهود والنصارى لن يرضوا عن المؤمنين الا اذا اتبعوا ملتهم؛ اي طريقتهم في تنفيذ الدين باختيار ما يوافق الاهواء والشهوات وعزل بقيته عن معترك الحياة وتسيير دفتها؛
فهؤلاء اقوام انتهت صلاحيتهم لهداية الخلق الى منهج رب الخلق جل وعلا؛ وحسدا من انفسهم يعملون على ردتكم عن دينكم الذي رضيه لكم ربكم ورضيكم حملة نوره للعالمين؛ فلذلك حذركم من الاستبدال في حال انكم اجبتموهم ونافقتموهم وركنتم اليهم وصرتم تطيعونهم في بعض الامر؛ خشية تقلب الدوائر وطمعا في الحصول على المكانة والحظوة عندهم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿51﴾ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴿52﴾ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴿53﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿54﴾ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿55﴾ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿56﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿57﴾المائدة}..
ان حركة النفاق باختصار ما هي في حقيقتها الا محاولة انقلاب على هدى الله ونوره وسنة رسوله الخاتم للعالمين ؛ وما زالت تعمل بمعاولها ومباضعها في جسد امتنا منذ اللحظات الاولى لتكوين المجتمع المسلم ودولته الى يومنا هذا ؛ وتحت مسميات واغطية متعددة الا ان هدفها الرئيس ردكم عن دينكم لتكونوا مثلهم فتكونوا في الفساد والضلال معهم انتم واياهم سواء ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
60- من دروس القران التوعوية ..
اسباب النفاق في القران الكريم
ما زال هذا القران العظيم يسبر لنا اغوار النفس البشرية؛ ويكشف خباياها وما تنطوي عليه من عوامل واسباب رقي او هبوط؛ نهوض او سقوط؛ ويكشف ما يطرأ على النفس من كبوات وزلات ووقوع في لجج الخطيئة والفساد ..وقد ركز القران المدني على فضح ظاهرة النفاق؛التي حصلت في تاريخ الدعوة يوم اصبح لها كيان وسلطان ؛ فمرة يكشف اسرارهم واخرى يكشف اقوالهم وثالثة يكشف مخططاتهم ورابعة يكشف نواياهم ؛؛ وكان دوما يدل اتباعه المؤمنين حقا على ما يحصنهم ويقيهم من هذا الداء الخطير بكل اصنافه؛ واليوم نحن مع ايات كريمة تكشف لنا عن اسبابه والدوافع النفسية اليه ...
قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا(139)النساء} لقد اثبت التاريخ ووما زال الواقع يُثبت ان ما من احد استمد وجوده من الكفار ورأى انهم هم من يمدونه بالسلطان والوجود الا واذله الله على ايديهم؛فلا عزة لأحد الا من وهبه صاحب العزة العزيز العزة...
2- وقال تعالى: {تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ . وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة:80-81].فبين لنا هنا سبحانه ان من سلك طريق النفاق فقد ثلاثة عناصر اساسية للعقيدة العملية :أ-عدم الايمان الحق بالله؛لانهم لو امنوا به حقا لتوكلوا عليه ولم يتخذوا من دونه وليا نصيرا .. ب- عدم الايمان الحق بالنبي صلى الله عليه واله وسلم؛لانهم لو امنوا به حقا لاتبعوا سنته واكتفوا بهديه .. ج- عدم ايمانهم بالوحي المنزل على النبي كتابا وسنة ؛لانهم لو امنوا بالوحي لاتبعوا نهجه واحكامه ولاكتفوا بما اوحى الله لهم وهو اللطيف الخبير بعباده ..
3- وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51] .. فالله عز وجل ينهانا ويحذرنا من تولي اليهود والنصارى ويحكم سبحانه بان من يتولاهم فهو منهم؛ ذلك ان اليهود والنصارى لن يرضوا عن المؤمنين الا اذا اتبعوا ملتهم؛ اي طريقتهم في تنفيذ الدين باختيار ما يوافق الاهواء والشهوات وعزل بقيته عن معترك الحياة وتسيير دفتها؛
فهؤلاء اقوام انتهت صلاحيتهم لهداية الخلق الى منهج رب الخلق جل وعلا؛ وحسدا من انفسهم يعملون على ردتكم عن دينكم الذي رضيه لكم ربكم ورضيكم حملة نوره للعالمين؛ فلذلك حذركم من الاستبدال في حال انكم اجبتموهم ونافقتموهم وركنتم اليهم وصرتم تطيعونهم في بعض الامر؛ خشية تقلب الدوائر وطمعا في الحصول على المكانة والحظوة عندهم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿51﴾ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴿52﴾ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴿53﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿54﴾ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿55﴾ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿56﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿57﴾المائدة}..
ان حركة النفاق باختصار ما هي في حقيقتها الا محاولة انقلاب على هدى الله ونوره وسنة رسوله الخاتم للعالمين ؛ وما زالت تعمل بمعاولها ومباضعها في جسد امتنا منذ اللحظات الاولى لتكوين المجتمع المسلم ودولته الى يومنا هذا ؛ وتحت مسميات واغطية متعددة الا ان هدفها الرئيس ردكم عن دينكم لتكونوا مثلهم فتكونوا في الفساد والضلال معهم انتم واياهم سواء ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته