بسم الله الرحمن الرحيم
59- من دروس القران التوعوية :
عداء المشركين واهل الكتاب عداء متأصل في نفوسهم ابدي للمسلمين:-
قال الله تعالى :- {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)البقرة}...ذلك انهم يحسدون هذه الامة الخير الذي انزله الله عليهم من الهدى ليكون نورا يهتدي به العالمين؛ وذلك حسدا من عند انفسهم لكم ان تكونوا انتم حملة مشعل الهداية للبشرية ..فقد عجزوا واثبتوا انهم ليسوا اهلا لذلك من خلال تاريخهم الطويل مع الانبياء والمرسلين ؛ فلما حملهم الله الرسالة لم يحملوها الا كما يحمل الحمار على ظهره اسفارا؛ فهي ثقل على ظهره لا يستفيد منها لا هدى ولا نورا ولا فكرا ليهتدي به هو علاوة عن قدرته على هداية العالمين؛ وكأن في ذلك اشارة للبشرية ان دور هذه الامم الخيري قد انتهى وولى الى غير رجعة بما هم عليه من ضلال؛ فتحولوا الى دعاة شر وحروب وسفك دماء في سبيل الباطل ونصرته في مواجهة الحق الذي انتم عليه؛ فهم يحسدونكم على ما تحملون من هدى عام لعموم البشرية؛فلو كان هداكم خاصا بكم ربما لم يقاتلوكم عليه!! ولكن المزعج لهم انكم بهذا الهدي تستهدفون البشرية جمعاء مما سيكتب لكم الغلبة والظهور بهذا الدين الحق؛ ﴿ مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [ الجمعة: 5]... فلذلك وبدل ان يتحولوا عن باطلهم ويصبحوا جزءا من هذه الامة العظيمة التي اختارها الله لحمل رسالته الخاتمة للعالمين تحولوا الى اعداء يتربصون بكم الردة عن دينكم وعما انتم عليه من الهدى:-
{وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ (109)البقرة}..الحسد داءٌ يَفري قلوبَ أصحابه من اليهود والنصارى فَريًا؛ ليقينهم أن المسلمين على الحقِّ القويم، فتراهم لا يفتأون يعملون على صدِّهم عن الإيمان، وردِّهم إلى الفسوق والكفران.
كلُّ ذي نعمةٍ محسود، وأعظم نعمةٍ هي الإسلام، فما الظنُّ بأعداء الإسلام أن يفعلوا بأهله؟! مع انكشاف غِلِّ اليهود وحسدهم، يدعو الله المؤمنين إلى العفو والصَّفح، ولكن إلى أجل؛ فإن بعض العفو عن الكفَّار لا يصلح أبدًا.
في الأمر بالعفو دون الأمر بالصبر على الأذى إيذانٌ بأن الله سيمكِّن للمؤمنين، وترهيبٌ لأعدائهم إلى أن يأتيَ أمر الله. فلا تخدعَنَّك المظاهر وتغرَّنك زخارف القول و الكلمات، فتُحسنَ الظنَّ بمَن يحادُّ الله ورسوله، وقد كشف الله لك ما في نفوسهم؛ وهو الآعلم والاخبر بمن خلق؛ فاحذَرهم ثم احذرهم ثم ادم الحذر منهم .
ها قد علمنا ما يُكنُّه الكفَّار للمؤمنين من عداوة وبغضاء، ألا فلنجتهد في مخالفتهم، وترك التشبُّه بهم، فما أفلح مَن احتذى حذوَ أعدائه، ولو في أكله وشُربه.وما افلح من مال وركن الى اعداءه ؛ فمهما امدوه فلن يتركوه ؛فيوما ما سيفترسونه كما قيل أُكلتُ يوم أُكلَ الثور الابيض !!
الا تلاحظون انهم ينصرون كل الملل المناهضة لدينكم والمحاربة لشرعكم ولا يعتبرون احدأ مارقا عن شرعتهم الدولية المزعومة وارهابيا الا ابناء ملتكم!!
{﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰٓؤُلَآءِ أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 51]}...فأهل الباطل أمام أهل الحقِّ ملَّةٌ واحدة، وإن تعدَّدَت مشاربُ ضلالهم، حتى يشهدَ بعضُهم لبعض، لا صدقًا فيما شهدوا، ولكن نِكايةً بمَن اتَّفقوا على عداوته.
{﴿كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴾ [التوبة: 8]}..فعند نَيل القوَّة أيًّا كانت تظهر أخلاقُ الناس وخبايا نفوسهم؛ خيرًا أو شرًّا. فمهما أظهر العدوُّ من لِين القول فلا تغترَّ به؛ فإن كلامه هذا خارجٌ من فيه، لا من قلبه.والموقف الدولي مما يجري في غزة ولبنان والضفة الغربية اليوم خير شاهد .. وفي الختام :- { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (113)هود}...
اللهم اعزنا بدينك وراية نبيك وخلص امتنا من التبعية والركون للذين كفروا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
59- من دروس القران التوعوية :
عداء المشركين واهل الكتاب عداء متأصل في نفوسهم ابدي للمسلمين:-
قال الله تعالى :- {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)البقرة}...ذلك انهم يحسدون هذه الامة الخير الذي انزله الله عليهم من الهدى ليكون نورا يهتدي به العالمين؛ وذلك حسدا من عند انفسهم لكم ان تكونوا انتم حملة مشعل الهداية للبشرية ..فقد عجزوا واثبتوا انهم ليسوا اهلا لذلك من خلال تاريخهم الطويل مع الانبياء والمرسلين ؛ فلما حملهم الله الرسالة لم يحملوها الا كما يحمل الحمار على ظهره اسفارا؛ فهي ثقل على ظهره لا يستفيد منها لا هدى ولا نورا ولا فكرا ليهتدي به هو علاوة عن قدرته على هداية العالمين؛ وكأن في ذلك اشارة للبشرية ان دور هذه الامم الخيري قد انتهى وولى الى غير رجعة بما هم عليه من ضلال؛ فتحولوا الى دعاة شر وحروب وسفك دماء في سبيل الباطل ونصرته في مواجهة الحق الذي انتم عليه؛ فهم يحسدونكم على ما تحملون من هدى عام لعموم البشرية؛فلو كان هداكم خاصا بكم ربما لم يقاتلوكم عليه!! ولكن المزعج لهم انكم بهذا الهدي تستهدفون البشرية جمعاء مما سيكتب لكم الغلبة والظهور بهذا الدين الحق؛ ﴿ مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [ الجمعة: 5]... فلذلك وبدل ان يتحولوا عن باطلهم ويصبحوا جزءا من هذه الامة العظيمة التي اختارها الله لحمل رسالته الخاتمة للعالمين تحولوا الى اعداء يتربصون بكم الردة عن دينكم وعما انتم عليه من الهدى:-
{وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ (109)البقرة}..الحسد داءٌ يَفري قلوبَ أصحابه من اليهود والنصارى فَريًا؛ ليقينهم أن المسلمين على الحقِّ القويم، فتراهم لا يفتأون يعملون على صدِّهم عن الإيمان، وردِّهم إلى الفسوق والكفران.
كلُّ ذي نعمةٍ محسود، وأعظم نعمةٍ هي الإسلام، فما الظنُّ بأعداء الإسلام أن يفعلوا بأهله؟! مع انكشاف غِلِّ اليهود وحسدهم، يدعو الله المؤمنين إلى العفو والصَّفح، ولكن إلى أجل؛ فإن بعض العفو عن الكفَّار لا يصلح أبدًا.
في الأمر بالعفو دون الأمر بالصبر على الأذى إيذانٌ بأن الله سيمكِّن للمؤمنين، وترهيبٌ لأعدائهم إلى أن يأتيَ أمر الله. فلا تخدعَنَّك المظاهر وتغرَّنك زخارف القول و الكلمات، فتُحسنَ الظنَّ بمَن يحادُّ الله ورسوله، وقد كشف الله لك ما في نفوسهم؛ وهو الآعلم والاخبر بمن خلق؛ فاحذَرهم ثم احذرهم ثم ادم الحذر منهم .
ها قد علمنا ما يُكنُّه الكفَّار للمؤمنين من عداوة وبغضاء، ألا فلنجتهد في مخالفتهم، وترك التشبُّه بهم، فما أفلح مَن احتذى حذوَ أعدائه، ولو في أكله وشُربه.وما افلح من مال وركن الى اعداءه ؛ فمهما امدوه فلن يتركوه ؛فيوما ما سيفترسونه كما قيل أُكلتُ يوم أُكلَ الثور الابيض !!
الا تلاحظون انهم ينصرون كل الملل المناهضة لدينكم والمحاربة لشرعكم ولا يعتبرون احدأ مارقا عن شرعتهم الدولية المزعومة وارهابيا الا ابناء ملتكم!!
{﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰٓؤُلَآءِ أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 51]}...فأهل الباطل أمام أهل الحقِّ ملَّةٌ واحدة، وإن تعدَّدَت مشاربُ ضلالهم، حتى يشهدَ بعضُهم لبعض، لا صدقًا فيما شهدوا، ولكن نِكايةً بمَن اتَّفقوا على عداوته.
{﴿كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴾ [التوبة: 8]}..فعند نَيل القوَّة أيًّا كانت تظهر أخلاقُ الناس وخبايا نفوسهم؛ خيرًا أو شرًّا. فمهما أظهر العدوُّ من لِين القول فلا تغترَّ به؛ فإن كلامه هذا خارجٌ من فيه، لا من قلبه.والموقف الدولي مما يجري في غزة ولبنان والضفة الغربية اليوم خير شاهد .. وفي الختام :- { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (113)هود}...
اللهم اعزنا بدينك وراية نبيك وخلص امتنا من التبعية والركون للذين كفروا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...