إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 77- من دروس القران التوعوية-الدوران حول النفس خلق مذموم!!
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitimeاليوم في 1:42 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitimeأمس في 2:05 pm من طرف سها ياسر

» 76- من دروس القران التوعوية- حُسن الجوار
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-13, 10:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 75- من دروس القران التوعوية - وجوب اخذ زمام المبادة للامة والجماعات والافراد
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-12, 9:29 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 74-من دروس القران التوعوية- الحقوق !!!
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-11, 9:37 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 34- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - التزكية والتعليم
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-10, 11:47 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 266 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 266 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_rcapإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_voting_barإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_rcapإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_voting_barإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_lcap 
معتصم - 12434
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_rcapإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_voting_barإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4333
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_rcapإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_voting_barإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_rcapإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_voting_barإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_rcapإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_voting_barإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_rcapإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_voting_barإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_rcapإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_voting_barإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_rcapإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_voting_barإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_lcap 
العرين - 1193
إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_rcapإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_voting_barإقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66425 مساهمة في هذا المنتدى في 20324 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره)

3 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

راجية الفردوس

راجية الفردوس

باب ما جاء في قول الله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا

قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
[الزمر: 67])



هذا الباب ختم به أمام هذه الدعوة شيخ الإسلام والمسلمين محمد بن عبد
الوهاب رحمه الله تعالى كتاب التوحيد، وخَتْمُه هذا الكتاب بهذا الباب خَتْمٌ
عظيم؛ لأن من علم حقيقة ما اشتمل عليه هذا الباب من وصف الله جل وعلا
وعظمة الله جل وعلا فإنه لا يملك إلا أن يَذُلَّ ذلا حقيقيا ويخضع خضوعا
عظيما للرب جل جلاله، والصحيح والواقع من حال الخلق أنهم لم يوقِّروا
وما قدروا الله جل وعلا:

* لا من جهة ذاته وقدرته وصفاته.
* ولا من جهة حكمته وبعثه لرسله.

قال جل وعلا :وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ[الأنعام:91]، فهذا في الإنزال؛ في إنزال الكتاب وفي إرسال الرسول.


وقال جل وعلا في بيان صفة ذاته, قال (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ)
يعني ما عظَّموه حق تعظيمه، ولو عظموه حق تعظيمه لما عبدوا غيره ولما
أطاعوا غيره ولعبدوه حق العبادة ولذلوا له ذلا وخضوعا دائما وأنابوا إليه
بخشوع وخشية؛ ولكنهم (مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) يعني ما عظموه حق تعظيمه الذي يجب لقدره جل وعلا وعظم ذاته سبحانه وتعالى وصفاته.


ثم بين جل وعلا شيئا من صفة ذاته العظيمة الجليلة فقال سبحانه (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فإن عقل الإنسان لا يمكن أن يتحمل صفة الله جل وعلا على ما هو عليه، والله جل وعلا بيّن لك بعض صفاته فقال سبحانه (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ)
فإذا نظرت إلى هذه الأرض -على عِظمها وعلى غرور أهلها فيها-، ونظرت إلى
حجمها وإلى سعتها وإلى ما فيها فهي قبضة الرحمان جل وعلا؛ يعني في داخل
قبضة الرحمان جل وعلا يوم القيامة كما وصف ذلك بقوله (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
فنفهم من ذلك أن كف الرحمان جل وعلا وأن يد الرحمان جل وعلا أعظم من هذا،
وكذلك السماوات مطويات كطي السجل في كف الرحمان جل وعلا، كما قال سبحانه
هنا (والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ) وقال في آية سورة الأنبياء (يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ الخَلْقِ نُعِيدُهُ)[الأنبياء:104]،
فهذه صفات الله جل جلاله هذه صفاته فإن الأرض التي يتعاظمها أهلها
والسماوات التي يتعاضمها من نظر فيها هي صغيرة وآيلة في الصغر إلى أن تكون
في كف الرحمان جل وعلا، والله سبحانه وتعالى أعظم من ذلك وأجلّ؛ بل هو
سبحانه وتعالى الواسع الحميد الذي له الحمد كله وله الثناء كله.


ويبين لك ذلك؛ يبين لك عظمة الرب في ذاته وعظمة الرب جل وعلا في
صفاته إذا تأملت هذه الأحاديث، فإنك إذا نظرت في هذه الأرض، ونظرت
سعة هذه الأرض، وغرور أهل الأرض بها غرور أهل الأرض في الأرض
بهذه الأرض وبسعتها وبقواهم فيها، نظرت إلى أن الأرض بالنسبة إلى
السماء أنها صغيرة، وأن بين الأرض وبين السماء الأولى مسيرة خمسمائة
سنة في مسير الراكب السريع، وكذلك بين السماء الأولى والسماء الثانية
مسيرة خمسمائة ألف سنة، وهكذا حتى تنتهي السبع السماوات، والأرض
بالنسبة للسماوات صغيرة، ولهذا مثَّل السماوات السبع النبي عليه الصلاة
والسلام في الكرسي الذي هو فوق ذلك وهو أكبر بكثير من السماوات, بقوله
(إن السماوات السبع كدراهم سبعة ألقيت في ترس) يعني هذه السماوات
صغيرة جدا بالنسبة إلى الكرسي؛ بل كدراهم سبعة ألقيت في ترس، والترس
مكتنفها متقوس عليها، فهي صغيرة فيه وهو واسعها كما قال جل وعلا عن
الكرسي (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا)[البقرة:
255].

فالأرض التي أنت فيها، وأنت فيها في نقطة صغيرة صغيرة هي بالنسبة إلى
السماء هذا وصفها، والأرض والسماوات بالنسبة للكرسي هذا وصفه،
والكرسي أيضا فوقه ماء، وفوق ذلك العرش عرش الرحمان جل وعلا،
والكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، فهو متناهي
الصغر بالنسبة إلى عرش الرحمان الذي الرحمان جل وعلا مستو عليه وهو
فوقه سبحانه وتعالى.

ولو تأملوا صفة الرب جل وعلا وما يجب له من الجلال وما هو عليه سبحانه
وتعالى من صفات الذات ومن صفات الفعل وما هو في ذلك على الكمال
الأعظم، فإنهم سيحتقرون أنفسهم، وسيعلمون أنه ما ثَم ينجيهم ويشرفهم إلا
أن يكونوا عبيدا له وحده دون ما سواه.

فهل يعبد المخلوقُ المخلوقَ؟ الواجب أن يعبد المخلوقُ هذا الذي هو متصف
بهذه الصفات العظيمة، فهو الحقيق بأن يذل له، وهو الحقيق بأن يطاع، وهو
الحقيق أن يجل، وهو الحقيق بأن يسأل، وهو الحقيق بأن يبذل كل ما يملكه
العبد في سبيل مرضاته جل وعلا، إذ هذا من قدره حق قدره ومن تعظيمه
حق تعظيمه.

فإذا تأمل العبد صفات الربوبية وصفات الجلال وصفات الجمال لله جل وعلا،
وأن ذات الله جل وعلا عظيمة، وأنه سبحانه وتعالى مستو على عرشه بائن
من خلقه على هذا العظم، وجد أنه ما ثَم إلا أنه
يتوجه إليه بالعبادة وألا يعبد إلا هو، وأن من عبد المخلوق الحقير الوضيع
فإنه قد نازع الله جل وعلا في

ملكه ونازع الله جل وعلا في إلهيته، ولهذا يحق أن يكون من أهل النار
المخلدين فيها عذابا دائما؛ لأنه توجه إلى هذا المخلوق الضعيف وترك الرب
العلي القادر على كل شيء سبحانه وتعالى.

ثم إذا تأملتَ ذاك تأملتَ ربك العزيز الحكيم المتصف بصفات الجلال وهو
جل وعلا فوق عرشه يأمر وينهى في ملكوته الواسع -الذي الأرض كَشِبْه لا
شيء في داخل ذلك الملكوت- يفيض رحمته ويفيض في نعيمه على من شاء،
ويرسل عذابه على من شاء، وينعِّم من شاء، ويصرِف البلاء عن من شاء،
وهوسبحانه ولي النعمة والفصل، فترى أفعال الله جل وعلا في السماوات
وترى عبودية الملائكة في السماوات؛ تراها متجهة إلى هذا الرب العظيم
المستوي على عرشه كما قال عليه الصلاة والسلام «أَطّتِ السّمَاءُ وَحُقّ لَهَا
أَنْ تَئِطّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاّ وَمَلَكٌ قائم أو مَلَكٌ راكع أو مَلَكٌ
سَاجِد» وهذا لأجل تعظيمهم لأمر الله، فتنظر إلى نفوذ أمر الله في ملكوته
الواسع الذي لا نعلم منه ما هو لنا من هذه الأرض وما هو قريب منها؛ بل
نعلم بعض ذلك، والله جل وعلا هو المتصف.

ثم تنظر إلى أن الله جل وعلا هذا الجليل العظيم المتصف بهذا الملك العظيم
أنه يتوجه إليك أيها العبد الحقير الوضيع فيأمرك بعبادته وهي شرف لك لو
شعرت، ويأمرك بتقواه فهو شرف لك لو شعرت، ويأمرك بطاعته وذاك
شرف لك لو شعرت، فإنه إذا علمت حق الله وعلمت صفات الله، وما هو
عليه من العلو المطلق في ذاته وصفاته جل وعلا، وفي نفوذ أمره في هذه
السموات السبع التي هي في الكرسي كدراهم ألقيت ترس، ثم ما فوق ذلك،
والجنة والنار وما في ذلك، وجدت أنك لا تتمالك إلا أن تخضع له جل وعلا
خضوعا اختياريا، وأن تذل له، وأن تتوجه إلى طاعته، وأن تتقرب إليه بما
يجب، وأنك إذا تلوت كلامه تلوت كلام من يخاطبك به ويأمر وينهى به،
فيكون حينئذ التوقير غير التوقير ويكون التعظيم غير التعظيم.

ولهذا كان من أسباب رسوخ الإيمان في القلب وتعظيم الرب جل وعلا أن
يتأمل العبد ويتفكر في ملكوت السموات والأرض كما أمر الله جل وعلا بذلك
حين قال (قُلْ اُنْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)[يونس:101]، وقال
جل وعلا (أَوَلَمْ ]يَنْظُرُوا](92) فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ
اللهُ مِنْ شَيْءِ)[الأعراف:185]، وقال أيضا جل وعلا في وصف الخُلَّص
من عباده (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ
لِأُولِي الْأَلْبَابِ(190)الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ(191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
أَنْصَارٍ)[آل عمران:190-191] إلى آخر دعواتهم وهم يذكرون الله قيام وقعودا وعلى جنوبهم يتفكرون، ومع ذلك سيسألون النجاة من النار، فهم في ذل وخضوع لما عرفوا من أثار توحيد الربوبية ولما عرفوا من أثار توحيد الألوهية في القلب وفي النفس.

من برنامج مكتبة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى
كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد

????


زائر

جزاكم الله خيراً
ما أجمل الكلام عن قدرة الله عز وجل وعظمته وجلاله
حفظ الله الشيخ الجليل وبارك فيه وفى أعماله وجمعنا معه فى الفردوس الأعلى فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر

راجية الفردوس

راجية الفردوس

جزانا واياكم الفردوس الاعلى

اللهم امين

????


زائر

راجية الفردوس كتب:باب ما جاء في قول الله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا

قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
[الزمر: 67])



هذا الباب ختم به أمام هذه الدعوة شيخ الإسلام والمسلمين محمد بن عبد
الوهاب رحمه الله تعالى كتاب التوحيد، وخَتْمُه هذا الكتاب بهذا الباب خَتْمٌ
عظيم؛ لأن من علم حقيقة ما اشتمل عليه هذا الباب من وصف الله جل وعلا
وعظمة الله جل وعلا فإنه لا يملك إلا أن يَذُلَّ ذلا حقيقيا ويخضع خضوعا
عظيما للرب جل جلاله، والصحيح والواقع من حال الخلق أنهم لم يوقِّروا
وما قدروا الله جل وعلا:

* لا من جهة ذاته وقدرته وصفاته.
* ولا من جهة حكمته وبعثه لرسله.

قال جل وعلا :وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ[الأنعام:91]، فهذا في الإنزال؛ في إنزال الكتاب وفي إرسال الرسول.


وقال جل وعلا في بيان صفة ذاته, قال (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ)
يعني ما عظَّموه حق تعظيمه، ولو عظموه حق تعظيمه لما عبدوا غيره ولما
أطاعوا غيره ولعبدوه حق العبادة ولذلوا له ذلا وخضوعا دائما وأنابوا إليه
بخشوع وخشية؛ ولكنهم (مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) يعني ما عظموه حق تعظيمه الذي يجب لقدره جل وعلا وعظم ذاته سبحانه وتعالى وصفاته.


ثم بين جل وعلا شيئا من صفة ذاته العظيمة الجليلة فقال سبحانه (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فإن عقل الإنسان لا يمكن أن يتحمل صفة الله جل وعلا على ما هو عليه، والله جل وعلا بيّن لك بعض صفاته فقال سبحانه (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ)
فإذا نظرت إلى هذه الأرض -على عِظمها وعلى غرور أهلها فيها-، ونظرت إلى
حجمها وإلى سعتها وإلى ما فيها فهي قبضة الرحمان جل وعلا؛ يعني في داخل
قبضة الرحمان جل وعلا يوم القيامة كما وصف ذلك بقوله (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
فنفهم من ذلك أن كف الرحمان جل وعلا وأن يد الرحمان جل وعلا أعظم من هذا،
وكذلك السماوات مطويات كطي السجل في كف الرحمان جل وعلا، كما قال سبحانه
هنا (والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ) وقال في آية سورة الأنبياء (يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ الخَلْقِ نُعِيدُهُ)[الأنبياء:104]،
فهذه صفات الله جل جلاله هذه صفاته فإن الأرض التي يتعاظمها أهلها
والسماوات التي يتعاضمها من نظر فيها هي صغيرة وآيلة في الصغر إلى أن تكون
في كف الرحمان جل وعلا، والله سبحانه وتعالى أعظم من ذلك وأجلّ؛ بل هو
سبحانه وتعالى الواسع الحميد الذي له الحمد كله وله الثناء كله.


ويبين لك ذلك؛ يبين لك عظمة الرب في ذاته وعظمة الرب جل وعلا في
صفاته إذا تأملت هذه الأحاديث، فإنك إذا نظرت في هذه الأرض، ونظرت
سعة هذه الأرض، وغرور أهل الأرض بها غرور أهل الأرض في الأرض
بهذه الأرض وبسعتها وبقواهم فيها، نظرت إلى أن الأرض بالنسبة إلى
السماء أنها صغيرة، وأن بين الأرض وبين السماء الأولى مسيرة خمسمائة
سنة في مسير الراكب السريع، وكذلك بين السماء الأولى والسماء الثانية
مسيرة خمسمائة ألف سنة، وهكذا حتى تنتهي السبع السماوات، والأرض
بالنسبة للسماوات صغيرة، ولهذا مثَّل السماوات السبع النبي عليه الصلاة
والسلام في الكرسي الذي هو فوق ذلك وهو أكبر بكثير من السماوات, بقوله
(إن السماوات السبع كدراهم سبعة ألقيت في ترس) يعني هذه السماوات
صغيرة جدا بالنسبة إلى الكرسي؛ بل كدراهم سبعة ألقيت في ترس، والترس
مكتنفها متقوس عليها، فهي صغيرة فيه وهو واسعها كما قال جل وعلا عن
الكرسي (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا)[البقرة:
255].

فالأرض التي أنت فيها، وأنت فيها في نقطة صغيرة صغيرة هي بالنسبة إلى
السماء هذا وصفها، والأرض والسماوات بالنسبة للكرسي هذا وصفه،
والكرسي أيضا فوقه ماء، وفوق ذلك العرش عرش الرحمان جل وعلا،
والكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، فهو متناهي
الصغر بالنسبة إلى عرش الرحمان الذي الرحمان جل وعلا مستو عليه وهو
فوقه سبحانه وتعالى.

ولو تأملوا صفة الرب جل وعلا وما يجب له من الجلال وما هو عليه سبحانه
وتعالى من صفات الذات ومن صفات الفعل وما هو في ذلك على الكمال
الأعظم، فإنهم سيحتقرون أنفسهم، وسيعلمون أنه ما ثَم ينجيهم ويشرفهم إلا
أن يكونوا عبيدا له وحده دون ما سواه.

فهل يعبد المخلوقُ المخلوقَ؟ الواجب أن يعبد المخلوقُ هذا الذي هو متصف
بهذه الصفات العظيمة، فهو الحقيق بأن يذل له، وهو الحقيق بأن يطاع، وهو
الحقيق أن يجل، وهو الحقيق بأن يسأل، وهو الحقيق بأن يبذل كل ما يملكه
العبد في سبيل مرضاته جل وعلا، إذ هذا من قدره حق قدره ومن تعظيمه
حق تعظيمه.

فإذا تأمل العبد صفات الربوبية وصفات الجلال وصفات الجمال لله جل وعلا،
وأن ذات الله جل وعلا عظيمة، وأنه سبحانه وتعالى مستو على عرشه بائن
من خلقه على هذا العظم، وجد أنه ما ثَم إلا أنه
يتوجه إليه بالعبادة وألا يعبد إلا هو، وأن من عبد المخلوق الحقير الوضيع
فإنه قد نازع الله جل وعلا في

ملكه ونازع الله جل وعلا في إلهيته، ولهذا يحق أن يكون من أهل النار
المخلدين فيها عذابا دائما؛ لأنه توجه إلى هذا المخلوق الضعيف وترك الرب
العلي القادر على كل شيء سبحانه وتعالى.

ثم إذا تأملتَ ذاك تأملتَ ربك العزيز الحكيم المتصف بصفات الجلال وهو
جل وعلا فوق عرشه يأمر وينهى في ملكوته الواسع -الذي الأرض كَشِبْه لا
شيء في داخل ذلك الملكوت- يفيض رحمته ويفيض في نعيمه على من شاء،
ويرسل عذابه على من شاء، وينعِّم من شاء، ويصرِف البلاء عن من شاء،
وهوسبحانه ولي النعمة والفصل، فترى أفعال الله جل وعلا في السماوات
وترى عبودية الملائكة في السماوات؛ تراها متجهة إلى هذا الرب العظيم
المستوي على عرشه كما قال عليه الصلاة والسلام «أَطّتِ السّمَاءُ وَحُقّ لَهَا
أَنْ تَئِطّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاّ وَمَلَكٌ قائم أو مَلَكٌ راكع أو مَلَكٌ
سَاجِد» وهذا لأجل تعظيمهم لأمر الله، فتنظر إلى نفوذ أمر الله في ملكوته
الواسع الذي لا نعلم منه ما هو لنا من هذه الأرض وما هو قريب منها؛ بل
نعلم بعض ذلك، والله جل وعلا هو المتصف.

ثم تنظر إلى أن الله جل وعلا هذا الجليل العظيم المتصف بهذا الملك العظيم
أنه يتوجه إليك أيها العبد الحقير الوضيع فيأمرك بعبادته وهي شرف لك لو
شعرت، ويأمرك بتقواه فهو شرف لك لو شعرت، ويأمرك بطاعته وذاك
شرف لك لو شعرت، فإنه إذا علمت حق الله وعلمت صفات الله، وما هو
عليه من العلو المطلق في ذاته وصفاته جل وعلا، وفي نفوذ أمره في هذه
السموات السبع التي هي في الكرسي كدراهم ألقيت ترس، ثم ما فوق ذلك،
والجنة والنار وما في ذلك، وجدت أنك لا تتمالك إلا أن تخضع له جل وعلا
خضوعا اختياريا، وأن تذل له، وأن تتوجه إلى طاعته، وأن تتقرب إليه بما
يجب، وأنك إذا تلوت كلامه تلوت كلام من يخاطبك به ويأمر وينهى به،
فيكون حينئذ التوقير غير التوقير ويكون التعظيم غير التعظيم.

ولهذا كان من أسباب رسوخ الإيمان في القلب وتعظيم الرب جل وعلا أن
يتأمل العبد ويتفكر في ملكوت السموات والأرض كما أمر الله جل وعلا بذلك
حين قال (قُلْ اُنْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)[يونس:101]، وقال
جل وعلا (أَوَلَمْ ]يَنْظُرُوا](92) فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ
اللهُ مِنْ شَيْءِ)[الأعراف:185]، وقال أيضا جل وعلا في وصف الخُلَّص
من عباده (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ
لِأُولِي الْأَلْبَابِ(190)الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ(191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
أَنْصَارٍ)[آل عمران:190-191] إلى آخر دعواتهم وهم يذكرون الله قيام وقعودا وعلى جنوبهم يتفكرون، ومع ذلك سيسألون النجاة من النار، فهم في ذل وخضوع لما عرفوا من أثار توحيد الربوبية ولما عرفوا من أثار توحيد الألوهية في القلب وفي النفس.

من برنامج مكتبة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى
كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد

معتصم

معتصم
مشرف
مشرف

إقرئي معي هذا الكلام وباذن الله ستزداد خشيتك لله (وما قدروا الله حق قدره) 1266184270

لينا محمود

لينا محمود

جزاك الله جنة الفردوس يا راجية الفردوس

راجية الفردوس

راجية الفردوس

وفيكم بارك الله اخوتي وجزيتم خير
على مروركم الطيب
دمتم بحفظ الرحمن

معتصم

معتصم
مشرف
مشرف

حياكي الله يا اختي الكريمه

راجية الفردوس

راجية الفردوس

اكرمك الله اخي معتصم بعفوه وغفرانه

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى