*لماذا تكره صلاة الفجر؟ تقول: لا أكره الفجر.
*لماذا لا تصليه بالمسجد؟ قال صلى الله عليه وسلم ((من صلى العِشاءَ فى جماعة فكأنما قام نصفَ الليل، ومن صلى الصبحَ فى جماعة فكأنما صلى الليلَ كله)) مسلم(656).
*كيف تصلى صباحا؟ قال صلى الله عليه وسلم ((...ووقت العِشاءِ إلى نصفِ الليل، ووقت الفجر ما لم تطلعْ الشمس)) مسلم(612). فهما الوحيدتان لا تمتدان للصلاة التالية، لكن لا تخرج بلا صلاة! قال صلى الله عليه وسلم ((من نام عن صلاة أو نسيها: فليصلها إذا ذكرها لا كَفَّارة لها إلا ذلك)) صححه الألبانى بالإرواء(266). لكن لا يكن شأنك دوما؛ قال عز وجل (إنَّ الصَّلاة كَانتْ عَلى المُؤْمِنِينَ كِتابًا مَوْقوتا ) النساء(103). إن قمت قبل الشروق بعشر دقائق: صَلِّ؛ قال صلى الله عليه وسلم ((وإذا أدرك سجدة من صلاة الصبح قبل أن تطلعَ الشمسُ: فلْيُتِمَّ صلاتَه)) البخارى(556).
*تقول: إن صليته، لن أذهبَ للعمل(المدرسة)؛ لأنى لن أنامَ بعده والدين يسر! لا تسهر؛ لو عرض ملياردير: أن توقظه فجرا بألفِ دولار يوميا، هل ترفض؟! قال صلى الله عليه وسلم ((إنكم سترَوْنَ ربَّكم كما ترَوْنَ هذا القمرَ، لا تُضَامُّونَ(لا تزاحمون) فى رؤيتِه، فإن استطعتم أن لا تُغْلَبُوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها: فافعلوا)) البخارى(554)، مسلم(633). أى الفجر والعصر. كثيرون: يضحون للدولارات، ولا يضحون لرؤية الله فى الجنة!
*تقول: أسهر لأذاكر! بركة الصحة والوقت والحفظ والفهم والرزق فى الفجر ثم بكور العمل. قال صلى الله عليه وسلم ((اللهم بارك لأمتى فى بُكُورِها)) صحيح الجامع(1300). تذكر امتحان الفجر! قال صلى الله عليه وسلم ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون فى صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يَعْرُجُ الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادى؟ فيقولون: تركناهم وهم يُصَلون، وأتيناهم وهم يُصَلون)) البخارى(555)، مسلم(632). قم بلا كسل، أضأ المصباح، ولا تعد للسرير، ولا تكن ممن قال الله فيهم (وَإذا قامُوا إِلى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالى يُرَاءُونَ الناسَ وَلاَ يَذكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً) النساء(142). لا تخفْ الظلام؛ قال صلى الله عليه وسلم ((بَشِّر المشائين فى الظُلَمِ إلى المساجدِ: بالنور التام يوم القيامة)) صحيح الجامع(2823).
*قال صلى الله عليه وسلم ((من صلى الصبحَ فى جماعة: فهو فى ذِمةِ الله (حفظه) فمن أَخْفَرَ ذِمة الله: كَبَّهُ الله فى النار لوجهه!)) صحيح الترغيب(461). المرأة تصلى ببيتها، ولا حَرَجَ إن أتت المسجد من آن لآخر؛ قال صلى الله عليه وسلم ((لا تمنعوا نساءَكم المساجدَ، وبُيُوتُهُن خير لهن)) صحيح الجامع
(7458).
*قال صلى الله عليه وسلم ((ليس صلاةٌ أثقلَ على المنافقين من الفجر والعشاءِ، ولو يَعْلَمون ما فيهما(من الثواب) لأتَوهما (للمسجد) ولو حَبْوًا(زحفا). لقد هَمَمْتُ أن آمُرَ المؤذنَ فيقيمَ، ثم آمُرَ رجلا يؤمُّ الناسَ، ثم آخذَ شُعَلا من نار: فأُحَرِّقَ على من لا يخرجُ إلى الصلاة بعدُ)) البخارى(657)، مسلم(651). أيُسعدك همه صلى الله عليه وسلم بحرقك، واتهامه لك بالنفاق؟
*تقول: أحلق لحيتى بالجيش فجرا؛ استعدادا لطابور التمام! احلق ليلا، والمضطر للسفر قبل الفجر: يخرج متوضئا، ويطلب من السائق: التوقف بأقرب مسجد، إن رفض السائق، أو سافرت بقطار(طائرة): صل جالسا؛ لأنها الصلاة الوحيدة التى لا تُقصَر ولا تُجمَع. إن سافرت بطريق صحراوى بلا مساجد: توقف وتيمم (إن عُدِم الماء) وافرش سجادة بها بوصلة نحو مكة، صلِّ بجوار سيارتك. صفة التيمم: قال صلى الله عليه وسلم ((إنما كان يكفيك هكذا)) فضرب النبى صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرضَ ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهَه وكَفيْه. البخارى(338).
*تقول: أعمل حتى 3 صباحا، إن نمت: ضاع! وإن سهرت لأصليه: ضاع الظهر! ابحث وأنت بعملك: عن عمل آخر، فوالله ستُرزق عملا أفضل بأجر مضاعف؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إنك لن تَدَعَ شيئا اتقاء الله تبارك وتعالى، إلا آتاكَ اللهُ خيرا منه)) أحمد(5/78)، (5/79) وصححه الأرنؤوط. العمل الذى يمنع من الفجر محدود: كإجراء جراح جراحة عاجلة قبل الفجر تمتد للشروق، إطفاء حريق، إسعاف مصابين، تعقب مجرم، يُستحب أن يدعوا طويلا: أن يجنبَهم اللهُ العملَ وقت الصلاة، سائق وحيد لقطار (طائرة)، تبدأ الرحلة والفجر، وتصل للمحطة التالية والشروق، نهيب بالمسئولين: تعيين اثنين ليتناوبا العمل فلا تفوتهما صلاة. غيرها(مخبز، محل، مطعم ونحوها) لا عذر إن ضيع الفجر، بل يأثم. إذا كان يعمل حارسا وحيدا لوحدة جيش: يصلى مكانه صلاة الخوف. قال ابن حجر (وجاز ترك مراعاة ما لا يقدر عليه من الأركان، فينتقل عن القيام: إلى الركوع(الجلوس)، وعن الركوع والسجود: إلى الإيماء إلى غير ذلك، وبهذا قال الجمهور).
*خزن ماء ليلا، جهز ملابس مكوية، كبريتا، اغتسل إن كنت جُنبا، من الحياء الكاذب: أن تستحى أن تغتسلَ إن كنت ضيفا، استحى أن يراكَ اللهُ عاصيا! اغتسل وصَلِّ بملابسك؛ قول الجمهور: المَنِىُّ طاهر. غط الجبيرة الحديثة والجرح بكيس بلاستيك واغتسل، إن تعذر: توضأ، إن تعذر لحرق: تيمم.
*لا تسهر للأخبار أو لدرس دينى؛ فيضيع الفجر وتصبح: مكتئبا كسلانا! قال صلى الله عليه وسلم ((يعقِدُ الشيطانُ على قافِيَةِ رأس أحدِكُمْ إذا هو نام: ثلاث عُقَد، يضرب كل عُقدَةٍ عليك ليلٌ طويلٌ فارْقُد، فإن استيقظ فذكرَ اللهَ: انحَلَّت عُقدة، فإن توضأ: انحلت عُقدة، فإن صلى: انحلت عُقدة، فأصبح نشيطا طيبَ النفس، وإلا: أصبح خبيث النفس كسلانَ)) البخارى(1142)، مسلم(776). وتُحرم بركة يومك! وتحرم من حفظ الله لك سائر اليوم، توصَف بالنفاق! ويبول الشيطان بأذنك! ذكِرَ عند النبى -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ نام ليلَهُ حتى أصبحَ، قال ((ذاك رجلٌ بال الشيطانُ فى أذنيهِ)) أو قال ((فى أذنِهِ)) البخارى(3270)، مسلم(774).
*كيف تضيعه؛ لأن الله لم يهديك، وذنوبك كثيرة؟ مواظبتك: دليل هدايتك، تضييعه: قد يحرمك حُسن الخاتمة! فقد اغتال اليهودُ: الشيخَ القعيدَ أحمد ياسين، بعدما صلى الفجر بالمسجد، رغم آلامه وأمراضه! اللهم تقبله شهيدا.
*تقول: آخذ منومات، لكن لا أتحمل أن أحرمَ حسن الخاتمة، ورؤية الله فى الجنة. لا تأخذها دون الطبيب، فإن وصفها- شفاك الله- يقول الطب:
60% من المرضى تقلل جرعتهم، أو تبكر: 7-8 مساء، 40% لا تقلل أو تبكر: إلا بعد 3-4 أسابيع، حتى فى هذه الأسابيع، يقول الطب: يستيقظ فجرا، إن دعا طويلا بحضور قلبه. كل جيدا؛ فلا تستغرق فى النوم لانخفاض الضغط والضعف العام. لا يمنعك مرضٌ من صلاة الفجر: إلا غيبوبة سكر أو إغماء من الفجر للشروق، بنج لجراحة، الزهايمر متأخر يستحيل أن يتذكر المريض اسمه، جنون، المصاب بتبول أو تبرز لاإرادى: يلبس بامبرز، انفلات الريح: يشد خرقة على دبره جيدا، ويتوضآن لكل صلاة ويحضران الجُمَع والجماعات، المستحاضة (استمرار نزول الدم لغير أوانه) تغلى الماء فقط، تصبه على كوب به (إخيليا، مردقوش) وتقلبهما كشاى كشرى وتشربهما. ولا تضيعه بالمسجد؛ لحيائك أن تصلى قاعدا (لمرضك) والناس قيام! قال ابن مسعود (ولقد رأيتنا، وما يتخلف عنها (بالمسجد) إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتى به يُهَادَى بين الرجلين (يُسْنِداه)؛ حتى يُقامَ فى الصف) مسلم(654). عن عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ -رضى الله عنه- قال: كانت بى بواسيرُ، فسألتُ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة؟ فقال ((صَلِّ قائما، فإن لم تستطِعْ: فقاعدا، فإن لم تستطِعْ: فعلَى جَنْبٍ)) البخارى(1117). إن صليت قاعدا، ثم وجدت قوة: أتم قائما. إن صليت نائما على جنبٍ، ثم وجدت قوة: أتم قاعدا. يحدد الطبيب إذا كانت حالة مريض الالتهاب الرئوى، أو مريض النزلة الشعبية: تسمح بالذهاب للمسجد أم لا. مريض الروماتيزم أو الروماتويد: لا حرج أن يصلى الفجر بالمسجد صيفا، ويذهب شتاء، شرط: ألا تسوء حالته. مريض الربو: إن استيقظ ومعه أزمة: يُمنع تماما، وإن استيقظ بلا أزمة، لكن اغتسل لاحتلام: يُمنع تماما، فإن استيقظ بلا أزمة ولم يغتسل وحالته مستقرة: يذهب للمسجد، ويحتاط شتاء: فيجفف عَرَقه ويتوضأ قبل أن يخرج بماء بارد ويغطى أنفه وفمه بكُوفِيَّة، ولا ينزعها بالمسجد، ويأخذ بخاخة احتياطا. يقول الطب: إن ذهب مريض الربو للجامع فرحا، تتحسن صحته.
*تقول: أنام قتيل! اتق الله؛ من يأخذ جرعة منوم كبيرة، بكثرة الدعاء وحضور القلب: يهُب للفجر، ثم من القتيل؟ دخل المِسْوَرُ بن مَخرَمَة على عمرَ بن الخطاب من الليلة التى طـُعِن فيها، فأيقظ عمرَ لصلاة الصبح، فقال عمرُ (نعم، ولا حَظ فى الإسلام: لمن ترك الصلاة). فصلى عمرُ وجُرْحُهُ يَثعَبُ دما. صححه الألبانى بالإرواء(209). لم يقل عمر: أنا قتيل ويكفى ما صليت، فجر يفوت ولا داعى للتشدد! لو شب - بقدر الله- حريق ببيتك فجرا: أتستيقظ، أم نومك ثقيل؟! قال صلى الله عليه وسلم ((ما رأيت مثلَ النار: نام هاربُها، ولا مثلَ الجنة: نام طالبُها)) الصحيحة(953). هل إذا سألك الله: لماذا لَمْ تجب نداء الفجر: الصلاة خير من النوم؟ أتقول: النوم سلطان، النوم خير من الصلاة! لا تضيع فجر الجمعة! قال صلى الله عليه وسلم ((أفضلُ الصلواتِ عند اللهِ: صلاة الصبح يومَ الجمعة فى جماعة)) الصحيحة(1566). نم على يمينِك فلا تنام كثيرا؛ لتعلق القلب باليسار، استعن بنوم القيلولة (الظهيرة) ولو ربع ساعة؛ قال صلى الله عليه وسلم ((قِيلوا؛ فإن الشياطين لا تَقِيلُ)) الصحيحة(1647). عقوبة النوم عن الصلاة: تكسير الرأس فى القبر! قال صلى الله عليه وسلم ((أما الذى يُثلَغُ رأسُهُ بالحَجَر: فإنه يأخذُ القرآنَ فيرفِضُهُ، وينامُ عن الصلاةِ المكتوبةِ)) البخارى(1143). لا تضبط المنبه لغير وقت الفجر، لا تنم متمنيا ألا يوقظَك أحد للفجر: فيكرهَك الله! قال عز وجل (وَلكِنْ كَرهَ اللهُ انبعَاثَهُمْ فثبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقعُدُوا مَعَ القاعِدِينَ) التوبة(46). لا تقل: لا أصلى إلا بمزاجى! قال صلى الله عليه وسلم ((سبعةٌ يُظِلُّهم الله فى ظلِِّه: يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ... ورجلٌ قلبهُ مُعَلَّقٌ فى المساجدِ)) البخارى(660)، مسلم(1031). فهل تحب المسجدَ لتُظلَّ بظل الله، أم تُحرم ظله بكلامك؟! وإن ضيعه معظم الناس: فابدأ بنفسك؛ قال عز وجل(وَلنْ يَنفعَكُمُ اليَوْمَ إِذ ظلمْتُمْ أنكُمْ فِى العَذابِ مُشْتَركُونَ) الزخرف(39). ذكر أباك- إن منعك أن تصليَه بالمسجد- بأدب (بلا رفع صوت أو نظر باحتقار) بفضائل الفجر وعقوبات تركه، ولن يمنعَك بإذن الله.
*كيف تضيعه؛ لنومِك بعد الفجر للإقامة؟ عن عائشة رضى الله عنها (كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل إحدى عشرة ركعة، فإذا طلع الفجرُ: صلى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجَعَ على شِقهِ الأيمن حتى يَجئَ المؤذنُ فيُؤذِنـَه) البخارى(6310). أول شرط: يتعهد شخص بإيقاظه. ثانيا: (كان صلى الله عليه وسلم إذا عَرَّسَ(نام) قبيل الصبح: نَصَبَ ذراعَه، ووضع رأسَه على كفه) مسلم(683). لا تسهرْ؛ لتوقظ أهلك للفجر، وتنام عنه من الإرهاق! أو تصليه وتنام فيفوت الظهر! قال صلى الله عليه وسلم ((مثلُ الذى يُعَلمُ الناسَ الخيرَ ويَنسى نفسَهُ: مثلُ الفتيلة (الشمعة) تضِىءُ للناس، وتحرق نفسَها!)) صحيح الجامع(5837). تناوبوا السهر، واستعينوا بالمنبه.
*لا تسهرْ، ولا تنمْ بعد العصر أو المغرب، خففْ عَشاءَك، لا تبذلْ مجهودا عنيفا أو تشربْ شايا، قهوة، حلبة، كاكاوا، مياها غازية: قبل النوم ب4 ساعات. اطلب من الطبيب: ألا يكتب لك دواء مدرا للبول ليلا. لا تستغرقك هموم؛ فيستغرقك نوم. دعاء تفريج الهم ((يا حىُّ يا قيومُ برحمتِك أستغيث)) صحيح الجامع(4791). توضأ قبل النوم واقرأ آية الكرسى وخواتيم البقرة والمعوذات، ابعد المنبه عن السرير، لا تضبطه لوقت متقدم كثيرا عن الفجر؛ فتكسلْ وتنامْ! استعنْ بمن يتصل عليك فجرا. ضعْ بحجرة نومك: ورقة كبيرة بها: فضائل الفجر وعقوبات تركه. غيرْ منامك الذى كلما نمت به: ضاع الفجر! مهما كان الإنسان مجهدا، ودعا طويلا بالنهار، فطول الدعاء: يوجه المخ والجسم ليستيقظ فجرا.
*أسلم شباب صينى بالكشافة، فضبطوا المنبهات ليستيقظوا للفجر، فصادرها المشرفون، فتناوبوا السهر، فعزلوهم، فشرب كل منهم كمية كبيرة من الماء، ثم حدد كل واحد: الكمية الكافية ليستيقظ للفجر، فماذا ستفعل لتستيقظ للفجر؟
اللهم لا تحرمنا صلاة الفجر بذنوبنا
*لماذا لا تصليه بالمسجد؟ قال صلى الله عليه وسلم ((من صلى العِشاءَ فى جماعة فكأنما قام نصفَ الليل، ومن صلى الصبحَ فى جماعة فكأنما صلى الليلَ كله)) مسلم(656).
*كيف تصلى صباحا؟ قال صلى الله عليه وسلم ((...ووقت العِشاءِ إلى نصفِ الليل، ووقت الفجر ما لم تطلعْ الشمس)) مسلم(612). فهما الوحيدتان لا تمتدان للصلاة التالية، لكن لا تخرج بلا صلاة! قال صلى الله عليه وسلم ((من نام عن صلاة أو نسيها: فليصلها إذا ذكرها لا كَفَّارة لها إلا ذلك)) صححه الألبانى بالإرواء(266). لكن لا يكن شأنك دوما؛ قال عز وجل (إنَّ الصَّلاة كَانتْ عَلى المُؤْمِنِينَ كِتابًا مَوْقوتا ) النساء(103). إن قمت قبل الشروق بعشر دقائق: صَلِّ؛ قال صلى الله عليه وسلم ((وإذا أدرك سجدة من صلاة الصبح قبل أن تطلعَ الشمسُ: فلْيُتِمَّ صلاتَه)) البخارى(556).
*تقول: إن صليته، لن أذهبَ للعمل(المدرسة)؛ لأنى لن أنامَ بعده والدين يسر! لا تسهر؛ لو عرض ملياردير: أن توقظه فجرا بألفِ دولار يوميا، هل ترفض؟! قال صلى الله عليه وسلم ((إنكم سترَوْنَ ربَّكم كما ترَوْنَ هذا القمرَ، لا تُضَامُّونَ(لا تزاحمون) فى رؤيتِه، فإن استطعتم أن لا تُغْلَبُوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها: فافعلوا)) البخارى(554)، مسلم(633). أى الفجر والعصر. كثيرون: يضحون للدولارات، ولا يضحون لرؤية الله فى الجنة!
*تقول: أسهر لأذاكر! بركة الصحة والوقت والحفظ والفهم والرزق فى الفجر ثم بكور العمل. قال صلى الله عليه وسلم ((اللهم بارك لأمتى فى بُكُورِها)) صحيح الجامع(1300). تذكر امتحان الفجر! قال صلى الله عليه وسلم ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون فى صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يَعْرُجُ الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادى؟ فيقولون: تركناهم وهم يُصَلون، وأتيناهم وهم يُصَلون)) البخارى(555)، مسلم(632). قم بلا كسل، أضأ المصباح، ولا تعد للسرير، ولا تكن ممن قال الله فيهم (وَإذا قامُوا إِلى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالى يُرَاءُونَ الناسَ وَلاَ يَذكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً) النساء(142). لا تخفْ الظلام؛ قال صلى الله عليه وسلم ((بَشِّر المشائين فى الظُلَمِ إلى المساجدِ: بالنور التام يوم القيامة)) صحيح الجامع(2823).
*قال صلى الله عليه وسلم ((من صلى الصبحَ فى جماعة: فهو فى ذِمةِ الله (حفظه) فمن أَخْفَرَ ذِمة الله: كَبَّهُ الله فى النار لوجهه!)) صحيح الترغيب(461). المرأة تصلى ببيتها، ولا حَرَجَ إن أتت المسجد من آن لآخر؛ قال صلى الله عليه وسلم ((لا تمنعوا نساءَكم المساجدَ، وبُيُوتُهُن خير لهن)) صحيح الجامع
(7458).
*قال صلى الله عليه وسلم ((ليس صلاةٌ أثقلَ على المنافقين من الفجر والعشاءِ، ولو يَعْلَمون ما فيهما(من الثواب) لأتَوهما (للمسجد) ولو حَبْوًا(زحفا). لقد هَمَمْتُ أن آمُرَ المؤذنَ فيقيمَ، ثم آمُرَ رجلا يؤمُّ الناسَ، ثم آخذَ شُعَلا من نار: فأُحَرِّقَ على من لا يخرجُ إلى الصلاة بعدُ)) البخارى(657)، مسلم(651). أيُسعدك همه صلى الله عليه وسلم بحرقك، واتهامه لك بالنفاق؟
*تقول: أحلق لحيتى بالجيش فجرا؛ استعدادا لطابور التمام! احلق ليلا، والمضطر للسفر قبل الفجر: يخرج متوضئا، ويطلب من السائق: التوقف بأقرب مسجد، إن رفض السائق، أو سافرت بقطار(طائرة): صل جالسا؛ لأنها الصلاة الوحيدة التى لا تُقصَر ولا تُجمَع. إن سافرت بطريق صحراوى بلا مساجد: توقف وتيمم (إن عُدِم الماء) وافرش سجادة بها بوصلة نحو مكة، صلِّ بجوار سيارتك. صفة التيمم: قال صلى الله عليه وسلم ((إنما كان يكفيك هكذا)) فضرب النبى صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرضَ ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهَه وكَفيْه. البخارى(338).
*تقول: أعمل حتى 3 صباحا، إن نمت: ضاع! وإن سهرت لأصليه: ضاع الظهر! ابحث وأنت بعملك: عن عمل آخر، فوالله ستُرزق عملا أفضل بأجر مضاعف؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إنك لن تَدَعَ شيئا اتقاء الله تبارك وتعالى، إلا آتاكَ اللهُ خيرا منه)) أحمد(5/78)، (5/79) وصححه الأرنؤوط. العمل الذى يمنع من الفجر محدود: كإجراء جراح جراحة عاجلة قبل الفجر تمتد للشروق، إطفاء حريق، إسعاف مصابين، تعقب مجرم، يُستحب أن يدعوا طويلا: أن يجنبَهم اللهُ العملَ وقت الصلاة، سائق وحيد لقطار (طائرة)، تبدأ الرحلة والفجر، وتصل للمحطة التالية والشروق، نهيب بالمسئولين: تعيين اثنين ليتناوبا العمل فلا تفوتهما صلاة. غيرها(مخبز، محل، مطعم ونحوها) لا عذر إن ضيع الفجر، بل يأثم. إذا كان يعمل حارسا وحيدا لوحدة جيش: يصلى مكانه صلاة الخوف. قال ابن حجر (وجاز ترك مراعاة ما لا يقدر عليه من الأركان، فينتقل عن القيام: إلى الركوع(الجلوس)، وعن الركوع والسجود: إلى الإيماء إلى غير ذلك، وبهذا قال الجمهور).
*خزن ماء ليلا، جهز ملابس مكوية، كبريتا، اغتسل إن كنت جُنبا، من الحياء الكاذب: أن تستحى أن تغتسلَ إن كنت ضيفا، استحى أن يراكَ اللهُ عاصيا! اغتسل وصَلِّ بملابسك؛ قول الجمهور: المَنِىُّ طاهر. غط الجبيرة الحديثة والجرح بكيس بلاستيك واغتسل، إن تعذر: توضأ، إن تعذر لحرق: تيمم.
*لا تسهر للأخبار أو لدرس دينى؛ فيضيع الفجر وتصبح: مكتئبا كسلانا! قال صلى الله عليه وسلم ((يعقِدُ الشيطانُ على قافِيَةِ رأس أحدِكُمْ إذا هو نام: ثلاث عُقَد، يضرب كل عُقدَةٍ عليك ليلٌ طويلٌ فارْقُد، فإن استيقظ فذكرَ اللهَ: انحَلَّت عُقدة، فإن توضأ: انحلت عُقدة، فإن صلى: انحلت عُقدة، فأصبح نشيطا طيبَ النفس، وإلا: أصبح خبيث النفس كسلانَ)) البخارى(1142)، مسلم(776). وتُحرم بركة يومك! وتحرم من حفظ الله لك سائر اليوم، توصَف بالنفاق! ويبول الشيطان بأذنك! ذكِرَ عند النبى -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ نام ليلَهُ حتى أصبحَ، قال ((ذاك رجلٌ بال الشيطانُ فى أذنيهِ)) أو قال ((فى أذنِهِ)) البخارى(3270)، مسلم(774).
*كيف تضيعه؛ لأن الله لم يهديك، وذنوبك كثيرة؟ مواظبتك: دليل هدايتك، تضييعه: قد يحرمك حُسن الخاتمة! فقد اغتال اليهودُ: الشيخَ القعيدَ أحمد ياسين، بعدما صلى الفجر بالمسجد، رغم آلامه وأمراضه! اللهم تقبله شهيدا.
*تقول: آخذ منومات، لكن لا أتحمل أن أحرمَ حسن الخاتمة، ورؤية الله فى الجنة. لا تأخذها دون الطبيب، فإن وصفها- شفاك الله- يقول الطب:
60% من المرضى تقلل جرعتهم، أو تبكر: 7-8 مساء، 40% لا تقلل أو تبكر: إلا بعد 3-4 أسابيع، حتى فى هذه الأسابيع، يقول الطب: يستيقظ فجرا، إن دعا طويلا بحضور قلبه. كل جيدا؛ فلا تستغرق فى النوم لانخفاض الضغط والضعف العام. لا يمنعك مرضٌ من صلاة الفجر: إلا غيبوبة سكر أو إغماء من الفجر للشروق، بنج لجراحة، الزهايمر متأخر يستحيل أن يتذكر المريض اسمه، جنون، المصاب بتبول أو تبرز لاإرادى: يلبس بامبرز، انفلات الريح: يشد خرقة على دبره جيدا، ويتوضآن لكل صلاة ويحضران الجُمَع والجماعات، المستحاضة (استمرار نزول الدم لغير أوانه) تغلى الماء فقط، تصبه على كوب به (إخيليا، مردقوش) وتقلبهما كشاى كشرى وتشربهما. ولا تضيعه بالمسجد؛ لحيائك أن تصلى قاعدا (لمرضك) والناس قيام! قال ابن مسعود (ولقد رأيتنا، وما يتخلف عنها (بالمسجد) إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتى به يُهَادَى بين الرجلين (يُسْنِداه)؛ حتى يُقامَ فى الصف) مسلم(654). عن عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ -رضى الله عنه- قال: كانت بى بواسيرُ، فسألتُ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة؟ فقال ((صَلِّ قائما، فإن لم تستطِعْ: فقاعدا، فإن لم تستطِعْ: فعلَى جَنْبٍ)) البخارى(1117). إن صليت قاعدا، ثم وجدت قوة: أتم قائما. إن صليت نائما على جنبٍ، ثم وجدت قوة: أتم قاعدا. يحدد الطبيب إذا كانت حالة مريض الالتهاب الرئوى، أو مريض النزلة الشعبية: تسمح بالذهاب للمسجد أم لا. مريض الروماتيزم أو الروماتويد: لا حرج أن يصلى الفجر بالمسجد صيفا، ويذهب شتاء، شرط: ألا تسوء حالته. مريض الربو: إن استيقظ ومعه أزمة: يُمنع تماما، وإن استيقظ بلا أزمة، لكن اغتسل لاحتلام: يُمنع تماما، فإن استيقظ بلا أزمة ولم يغتسل وحالته مستقرة: يذهب للمسجد، ويحتاط شتاء: فيجفف عَرَقه ويتوضأ قبل أن يخرج بماء بارد ويغطى أنفه وفمه بكُوفِيَّة، ولا ينزعها بالمسجد، ويأخذ بخاخة احتياطا. يقول الطب: إن ذهب مريض الربو للجامع فرحا، تتحسن صحته.
*تقول: أنام قتيل! اتق الله؛ من يأخذ جرعة منوم كبيرة، بكثرة الدعاء وحضور القلب: يهُب للفجر، ثم من القتيل؟ دخل المِسْوَرُ بن مَخرَمَة على عمرَ بن الخطاب من الليلة التى طـُعِن فيها، فأيقظ عمرَ لصلاة الصبح، فقال عمرُ (نعم، ولا حَظ فى الإسلام: لمن ترك الصلاة). فصلى عمرُ وجُرْحُهُ يَثعَبُ دما. صححه الألبانى بالإرواء(209). لم يقل عمر: أنا قتيل ويكفى ما صليت، فجر يفوت ولا داعى للتشدد! لو شب - بقدر الله- حريق ببيتك فجرا: أتستيقظ، أم نومك ثقيل؟! قال صلى الله عليه وسلم ((ما رأيت مثلَ النار: نام هاربُها، ولا مثلَ الجنة: نام طالبُها)) الصحيحة(953). هل إذا سألك الله: لماذا لَمْ تجب نداء الفجر: الصلاة خير من النوم؟ أتقول: النوم سلطان، النوم خير من الصلاة! لا تضيع فجر الجمعة! قال صلى الله عليه وسلم ((أفضلُ الصلواتِ عند اللهِ: صلاة الصبح يومَ الجمعة فى جماعة)) الصحيحة(1566). نم على يمينِك فلا تنام كثيرا؛ لتعلق القلب باليسار، استعن بنوم القيلولة (الظهيرة) ولو ربع ساعة؛ قال صلى الله عليه وسلم ((قِيلوا؛ فإن الشياطين لا تَقِيلُ)) الصحيحة(1647). عقوبة النوم عن الصلاة: تكسير الرأس فى القبر! قال صلى الله عليه وسلم ((أما الذى يُثلَغُ رأسُهُ بالحَجَر: فإنه يأخذُ القرآنَ فيرفِضُهُ، وينامُ عن الصلاةِ المكتوبةِ)) البخارى(1143). لا تضبط المنبه لغير وقت الفجر، لا تنم متمنيا ألا يوقظَك أحد للفجر: فيكرهَك الله! قال عز وجل (وَلكِنْ كَرهَ اللهُ انبعَاثَهُمْ فثبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقعُدُوا مَعَ القاعِدِينَ) التوبة(46). لا تقل: لا أصلى إلا بمزاجى! قال صلى الله عليه وسلم ((سبعةٌ يُظِلُّهم الله فى ظلِِّه: يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ... ورجلٌ قلبهُ مُعَلَّقٌ فى المساجدِ)) البخارى(660)، مسلم(1031). فهل تحب المسجدَ لتُظلَّ بظل الله، أم تُحرم ظله بكلامك؟! وإن ضيعه معظم الناس: فابدأ بنفسك؛ قال عز وجل(وَلنْ يَنفعَكُمُ اليَوْمَ إِذ ظلمْتُمْ أنكُمْ فِى العَذابِ مُشْتَركُونَ) الزخرف(39). ذكر أباك- إن منعك أن تصليَه بالمسجد- بأدب (بلا رفع صوت أو نظر باحتقار) بفضائل الفجر وعقوبات تركه، ولن يمنعَك بإذن الله.
*كيف تضيعه؛ لنومِك بعد الفجر للإقامة؟ عن عائشة رضى الله عنها (كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل إحدى عشرة ركعة، فإذا طلع الفجرُ: صلى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجَعَ على شِقهِ الأيمن حتى يَجئَ المؤذنُ فيُؤذِنـَه) البخارى(6310). أول شرط: يتعهد شخص بإيقاظه. ثانيا: (كان صلى الله عليه وسلم إذا عَرَّسَ(نام) قبيل الصبح: نَصَبَ ذراعَه، ووضع رأسَه على كفه) مسلم(683). لا تسهرْ؛ لتوقظ أهلك للفجر، وتنام عنه من الإرهاق! أو تصليه وتنام فيفوت الظهر! قال صلى الله عليه وسلم ((مثلُ الذى يُعَلمُ الناسَ الخيرَ ويَنسى نفسَهُ: مثلُ الفتيلة (الشمعة) تضِىءُ للناس، وتحرق نفسَها!)) صحيح الجامع(5837). تناوبوا السهر، واستعينوا بالمنبه.
*لا تسهرْ، ولا تنمْ بعد العصر أو المغرب، خففْ عَشاءَك، لا تبذلْ مجهودا عنيفا أو تشربْ شايا، قهوة، حلبة، كاكاوا، مياها غازية: قبل النوم ب4 ساعات. اطلب من الطبيب: ألا يكتب لك دواء مدرا للبول ليلا. لا تستغرقك هموم؛ فيستغرقك نوم. دعاء تفريج الهم ((يا حىُّ يا قيومُ برحمتِك أستغيث)) صحيح الجامع(4791). توضأ قبل النوم واقرأ آية الكرسى وخواتيم البقرة والمعوذات، ابعد المنبه عن السرير، لا تضبطه لوقت متقدم كثيرا عن الفجر؛ فتكسلْ وتنامْ! استعنْ بمن يتصل عليك فجرا. ضعْ بحجرة نومك: ورقة كبيرة بها: فضائل الفجر وعقوبات تركه. غيرْ منامك الذى كلما نمت به: ضاع الفجر! مهما كان الإنسان مجهدا، ودعا طويلا بالنهار، فطول الدعاء: يوجه المخ والجسم ليستيقظ فجرا.
*أسلم شباب صينى بالكشافة، فضبطوا المنبهات ليستيقظوا للفجر، فصادرها المشرفون، فتناوبوا السهر، فعزلوهم، فشرب كل منهم كمية كبيرة من الماء، ثم حدد كل واحد: الكمية الكافية ليستيقظ للفجر، فماذا ستفعل لتستيقظ للفجر؟
اللهم لا تحرمنا صلاة الفجر بذنوبنا