يا ويْحَ قلبـِكَ شَهـْريارْ
أهلا بطيفٍ لا تقاومهُ عيونُ الحلمِ
يحكمها ... يثيرُ العشقَ
إعصاراً بلا إعصارْ
يتوسّـدُ الأفلاكَ في ليلِ الغرامِ
يدورُ فيها طالما بدرٌ بعتمِ
الليل ِ دارْ
طيفٍ يطيلُ المُـكثَ
في الأحداقِ يسكنها
ويصبحُ شهرزاداً للحكايا راويا
منْ سحره يا ويحَ قلبك
شهريارْ
يا أيّـها الطـّيفُ العجيبُ
بليلِ كلِّ العاشقينَ وحُـلمهمْ
هذا الفضاءُ فضاءُ
منْ شربَ الهيامَ سلافةً
والرأسُ بعدَ الشربِ مارْ
والكونُ ذا
مِـلكُ اليمينِ مسخّرٌ
للأنسِ فاخترْ حيثُ شئتَ
لتلتقي النـّـظراتُ يتبعها
لقاءٌ للتنهّـدِ بعده
دونَ انتظارْ
هاكَ السّما
أتريدها ..؟
فوقَ الغيــــومِ
على أرائكَ منْ ندى ..!
أتريدها ..؟
أو ربـّما تختارُ أبهى دوحةٍ
بالحبِّ تستلقي على
موجِ البحارْ
هيـّا إلى ليلٍ
مليئ بالمــــنى
تتكسّـر الكلماتُ فيه
على الشّـفاه المرهقاتِ
يصيبها خدرٌ ثقيــــلٌ
مثلُ عتمِ اللـــــــيلِ
إنْ سُدِلَ السِّـتارْ
هيـّا إلى ليلٍ
هزيلٍ حائرٍ متردّدٍ
فيهِ الحروفُ جبانةٌ
مرتابةٌ فيهِ المعاني
بينَ خوفٍ ظاهرٍ فوقَ العيونِ
ورغبةٍ خلفَ العيونِ ولهفةٍ
حولَ الجّـفونِ
فتارةً تختالُ في ثوبِ الحياءِ
وتارةً تلقيهِ عنها كلـّما
هجمتْ جيوشُ الأمنياتِ
وكلـّما اشتعلتْ منَ
الأشواقِ نارْ
الليلُ ذا فينا
سيغدو ساعةً تشدو بها
النـّغماتُ أحلى لحنـِها
تـُـدعى بها كلُّ الطـّيورُ
العاشقاتُ لسهرةٍ فوقَ الغصونِ
تراقصُ النـّسماتِ منْ فرطِ الهوى
منْ قبلِ أنْ تصحو قبيلَ الفجرِ
أحــــداقُ النــّــــــهارِ
فعـــــندها يا ويحََ
قلبكَ شهريارْ
عجباً لليلٍ
كان ممتدَّ الجـّناح مطوّلا
تخشاهُ فرسانُ الوغى
ما بالهُ قدْ باتَ يسرعُ في خطاهُ
كأنـّـهُ عصفورةٌ فرّتْ
أمامَ النـّسرِ تجرعُ خوفها
عيبٌ على الليلِ المخيفِ هروبـَهُ
عارٌ وربّـي أيُ عارْ
أفٍ لهُ ليلُ التـّقهقرِ
إنّ عقلي فيه حارْ ..!
أفٍ لليلٍ لا يطولُ
إذا التقى فيهِ الحبيبُ معَ الحبيبِ
لساعة أخرى
أذاكَ ليلٌ أم صخورٌ في جدارْ ..؟
يا أيـّها الطـّيفُ
الذي قدْ صاغَ أحلى الذّكرياتِ
بدفترٍ فوق الغيوم بحبرِ قطراتِ النـّدى
نزلتْ على أوراق زهرِ الياسمينِ
بودّها بركانَ حبّ منْ
كثيرِ الشمِّ ثارْ
لا تكترثْ
للنـّـورِ إن فصلَ الضـّيا
واذكرْ حديثاً للأنامل صاخباً
يحمرُّ وجهُ الليلِ منهُ إذا دنتْ
تلكَ الأناملُ منْ خدودٍ قدْ دعتها
فارتوتْ وتمايلتْ منْ لثمها
ذاتَ اليمينِ وبعدها
ذاتَ اليسارْ
تلكَ الأناملُ
حولَ جيدٍ باسمٍ
إنْ أقبلتْ بالحبِّ أوْ
إنْ أدبرتْ كالخيلِ كانتْ
في الوغى تصبو لحسمِ الإنتصارِ
فهلْ يكونُ لخيلــِنا أيُّ انتصارْ ..؟
مهلاً رفيقَ الليلِ
يبدو أنـّـهُ سيخوننا
هذا السّـتارُ منَ الظلامِ
أراهُ في هذا التـّراجعِ والتـّلاشي
خانَ ميثاقَ الغرامِ
أرى الهزيمةَ تعتلي بالقهرِ
وجهَ العتمِ وجفنـَه إنْ
ما بدا فيه الضّياء
أراه قدْ سقطَ الخمارُ
فلا حجابٌ أوْ ستارْ
هذا لأنّ الفجرَ لاح
وما انتهى منـّا المباحُ
منَ الحديثِ وما انتهى
غيرُ المباحْ
وحانَ توديعُ البلابلِ
للغصونِ الهائماتِ
الآآآآآآن ترحلُ شهرزادُ بحلمها
أوَلمْ أقلْ منْ قبلُ
ويحـــــــــكَ
عندَ توديعِ الأحبّةِ
شهريارْ
بقلم :
رفعت زيتون
14/7/2009
.