أنا الحواءُ لغزٌ لستَ تفهمه
..
بالأمس ..
زارتني الأميرةُ في المنامِ
وأمطرتْ غيماتها
في الحلمِ منْ عذبِ الكلامْ
.
جعلتْ منَ الأشواقِ
سيلاً عارماً تنهارُ منْه
قلاعُ أيّ خصومةٍ
قالتْ :
حبيبي هلْ تراكَ
مغاضباً ما زلـــتَ
أمْ سامحتني وعذرتني
ونسيتَ أسبابَ الخصامْ
.
ذرفتْ لهيباً
منْ دموعِ ندامةٍ
تبكي على ما كانَ
من سهوٍ وإنكارٍ لمدفأتي
في البردِ حينَ توسمتْ
بالدفء منْ وهمِ
الظلامْ
.
بالأمس عادتْ
لافتراش قصيدتي
مسحتْ غبارَ العذلِ عنْ حرفي
الذي أدمتهُ إذْ ألقــْتهُ خارجَ سحرها
كالقشـّةِ العمياءِ
في أرضٍ حطامْ
.
نظرتْ بعينٍ
يا لسحرِ عيونها
يا قوم إنْ فُتِحتْ
وإنْ هي أُغْلِقتْ تلكَ العيونِ
فإنّ هدبَ جفونها موجٌ ببحرٍ
ليسَ ينجو قاربٌ منه
إذا يوما دنا أو لامسَ الماءَ الغدير
فقلْ على الدّنيا السلامْ
.
وتبسّمتْ ..
هذا السـّلاحُ بثغرها
يا ويحَ قلبي قاتلٌ مثلُ السّهامِ
فلستُ أدري هلْ أصبتُ بسهمها
أم قدْ أُصبتُ بصعقةٍ كالرعدِ
تهوي منْ رقيقِ الإبتسامْ
.
فوقعتُ أهذي
راجياً منْ قلبها بعضَ
التلطفِ مثلَ سابقِ عــــهدها
مدتْ يديها والحنانُ يلفـّها
ماذا أقولُ للمـــسةٍ منْ
سحرها برأ السـّـقامْ
.
فنهضتُ بعد اللـّمسِ
منْ نومي ألاحقُ طيفها
فوجدتها …
رحلتْ إلى الماضي البعيدِ
وقدْ خلى منها المكانُ
وفجأة ..!
سقطتْ هناكَ صحيفةٌ
كتبتْ بها :
ماذا دهاكَ ألستَ منْ بالأمس
قدْ أنكرتني وأشحتَ وجــــه
الحبِّ عن ليلي وأمسيتي
وعنْ همسِ المودةِ
والغرامْ
.
وأراكَ ذبتَ بلحظةٍ
يا أيها الطــّـفلُ الغبيّ
أما علمتَ بمكرِ حواء التي
تأبى سوى التـّيجانِ فوقَ جبينها
يا أيـّها المسكينُ جئتـُـكَ كيْ
أذيبَ الملح في عينيكَ
حتى أنـّني أصبــحتُ
أعشق الانتقامْ
.
إني أتيتُ اليومَ كيْ أقتصَّ
من جفنيكَ سالبةً منْ مقلتـــيكَ
قريرَ النومِ .. أسكبُ فيهما سهداً
أريدُ الثأرَ للدمعاتِ في عيــــني
أريدكَ تابعاً كالظلِّ منْ حولي
وكالغمدِ المهيـّـأ للحسامْ
.
لكنْ
إذا ما عدتَ تهجرني
وتمنعني منَ التّحليق في
كلماتكَ الأحلى
أعودُ إليكَ في الأحلامِ
نادمةً لكي ترضى
أعيدكَ سيدي
سلطانَ أغنيتي
إلى أمدٍ .. فلا تعجبْ
أحبـّك تارةً عبداً لأنفاسي
وطوراً سيداً أرجوه كيْ يرضى
ويقبلني كجاريةٍ كما يهوى
وأستجدي المودة
والوئام
.
لذلكَ كلـّه فاعلمْ
أنا الحواءُ لغزٌ لستَ تفهمه
فلا تعجبْ , أحبّ بدونِ تقييدٍ
لأشواقي وأهوى اللهوَ كالأطفال
لكنـّي بفنّ المكر نابغةٌ ولا تنسى
بأنـّي سيـّدي في الحبِّ أشهى
زهرةٍ لكنـّـني في الحــــــربِ
أقتلُ كالسّهامْ ..!
.
بقلم :
رفعت زيتون
17/2/2009