بسم الله الرحمن الرحيم
مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الاعلامي لحزب التحرير .السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعنا بعنوان
صمتكم يقتلنا
ام عاصم
عندَما كانَ للمسلمينَ دوْلَة ٌ وَسُلْطان، كانت الُأُمَّة ُ تُحاسِبُ حُكّامَها، فَكانَت هذهِ المُحاسَبَة ُ للحُكّامِ مِنْ علاماتِ حَيَوِيَّتِها ، فالُله سُبحانَهُ وَتعالى جعَلَ للأُمَّةِ القوامَةَ على قيامِ الحاكِمِ بِمَسْؤولِيّاتِهِ، فَتُحاسِبُهُ إذا أساءَ أو ظَلَم . فَكانَت امَّة َ الأمْرِ بالمعروفِ وَالنهيِ عن الْمُنْكَر، قالَ تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) آل عمران 110
و ظَلَّت الأُمَّة ُ تَعيشُ في عِزَّةٍ وَكَرامَةٍ الى أَنْ تَكالَبَ عَلَيها الْغرْبُ الكافِرُ المُسْتَعْمِرُ الحاقِدُ على الاسْلامِ وَأَهْلِه، فَحاكوا المُؤامراتِ ضِدَّ الدَّوْلَةِ الاسْلامِيَّةِ حَتَّى تمَّ هَدْمِها قَبْلَ تِسْعينَ عاماً، فَتَراجَعَت الأُمة ُ بَعْدَ أّنْ كانَت في الصَّدارَة ِ بَيْنَ الأممِ وَتَقودُها ، فَأَخَذَ الاسْلامُ يَضْعُفُ في نُفوسِ المُسْلِمين، واسْتُهينَ بِأَحْكامِ الِله شَيْئاً فشيئاً حتى أّحْكَمَ الغَرْبُ قبْضَتَهُ على البِلادِ وَالعِباد، فَفَرَضوا مَبدَأَهُم وَنِظامَهُم عَلى المُسْلمِين ، فَحَقّقَ الْغَرْبُ أَكْبَرَ أحْلامِهِ بِهَدْمِهِ لِدَوْلَةِ الْخِلافَةِ وَبِتَطْبيقِ أَحكامِهِ وَقَوانينِهِ علَيْهِم .
مُزَّقَتِ الدَّوْلَة ُ الاسلامِيَّة ُ الى قِطَع كَرْتونِيَّةٍ وَعُيِّنَ على كلِّ قِطْعَةٍ عَميلٌ مِنْ أَبْناءِ جلْدَتِنا سُمَّيَ حاكِماً ،يَحْكُمُ باسمِ الْغَرْبِ وَيُحَقِّقُ أَهْدَافَهُ وَأَطْماعَه . فَكانَ وَبِسَبَبِ الضَّعْفِ و الْوَهَنِ الذي أصابَ الأمَّة َ أنْ ردَّت على كُلِّ هذا بِالصَّمْت ،، فعاشَتِ الأمة ُ منذ ُ ذلكَ الْوَقْتِ عيْشَة َ ذلٍّ وهَوان، .يقولُ عمرُ بنُ الخَطّاب ( نحنُ قَوْمٌ أعَزَّنا اللهُ بالاسلام، فَإِذا ابْتَغيْنا العِزَّة َ بِغَيْرِهِ أَذَلَنا الله ) وهذا حالُ الأمَّةِ اليَوْم، ابْتَعَدَت عن اللهِ ، وَضَعُفَ الاسلامُ في النُّفوسِ وَضَعُفَ الايمانُ وضَعُفَتِ الثقَةُ بِالدّين .
تَرَكوا العمَلَ بِأَحكامِ اللهِ واسْتَبْدَلوها بِأَحكامَ وَضْعِيةٍ مِن البشر، فاستبدلوا العُبودِيَّة َ للهِ بالعبودِيَّةِ لِلْبَشَر بأن رَضوا ان تُطَبَّقَ احْكامُ وقوانينُ الْغَرْبِ في تسييرِ أمورِ حياتِهِم بعدَ ان رَأَوا بحَضارةِ الغرْبِ ما بيهِرُ العيونَ والقلوب، فاتَّبعوا دونَ أن يُمَيِّزوا ما يجوزُ أخذُهُ منْها وما لا يجوزُ لِتَعارُضِها مع الاسلام . فَأَخذوا مِنَ الحَضارَةِ الغَرْبِيَّةِ الافْكارَ وَالمَفاهِيمَ المُنْبَثِقَةِ مِن مَبْدَئِهِم ،القائِمِ على أَساسِ الْمَصْلَحَةِ وَالْمَنْفَعَةِ والذي لا يجعلَ للدينِ سُلطانا ً على تصرُّفاتِهِم . فَكانَ مِن نَتائِجِ ذلك انْ ارتُكِبَتِ المعاصي وَالُذنوب، ولمْ يَجدوا مَنْ يَرُدُّهُم ويمنَعُهم ، فَقَد تَعَطَّلَ العملُ بالأمْرِ بِالمعْروفِ وَالنَّهْيِ عن المنكِرِ – إلا من رحم ربي- ...
لأنَّ الامْرَ بالمعروفِ والنَّهْيَ عن المنكرِ يعْتَبَرُ مِن وُجْهَةِ نَظَرِ الحَضارَةِ الغرْبِيَةِ تَدَخُّلاً في الحرياتِ الشَّخصيَّةِ ، ولا يَحِقُّ لأحَدٍ أنْ يَتَدَخَّل فيها، فارتُكِبت المعاصي جِهاراً نهاراً بَل وَيُدعى إليها، ممّا زادَ من انْتِشارِها وَظهورِها ، وهذا يُسَبِّبُ غضَبَ اللهِ وَعُقوبَتَهُ حَيْثُ يَعُمُّ الشَّرُّ وينتَشِرُ وتَضْعُفُ الغيرَةُ من القلوب، فلمْ يعُدْ أحدٌ يجْرؤ على انكارِ المُنْكَر، بَلْ أصْبَحَ المنكرُ مألوفاً بسبَبِ السُّكوتِ عَنْه ..
قالَ تَعالى { واتَّقوا فِتْنَةً لا تُصيبَنَّ الذينَ ظَلَموا مِنْكُم خاصَّة) الأنفال 25 . ..يقولُ ابنُ القَيِّمِ وأيُّ دينٍ وأَيُّ خيرٍ فيمَن يَرى محارِمَ الله ِتُنْتَهَكُ وَحُدودُهُ تضيعُ وَدينُهُ يُتْرَكُ وَسُنَّةُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ يُرْغَبُ عنْها وهُو بارِدُ القلب ! ساكِتُ اللسان! شَيْطانٌ اخرَس، كما انَّ المتكَلِّمَ بالباطِلِ شَيْطانٌ ناطِق ) ،، بَعُدَت الامَّةُ عن دينِها ولَمْ تَلْتَزِمْ بأوامِرِ اللهِ ونواهِيه ،،فَكَثـُرَ الخُبْثُ فيهم واختلفوا وافتَرَقوا ،وتَحَوَّلَت إلى فِرقٍ متناحِرَةٍ ،وَسُلِّطَ عليهمُ الأعداء،، قال تعالى ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ) الأنعام 65 .
قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وسَلَّم ( يا مَعْشَرَ المهاجِرين،،خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ )
وأيٌّ من هذه ِالأمورِ التي استعاذَ مِنْها رَسولُ اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تَحْدُث بَعْد ؟!!! فالقَحْطُ وَالجوعُ تُعاني مِنْهُ كثيرٌ مِن بلادِ المسلمين، مَع أَنَها من أغنى بِلادِ العالَمِ بالخَيْراتِ وَالثَّروات .والامْراضُ الخَبيثة ُ مُنتشرَة ٌ لمْ نَسمَعْ بِها من قبل كالايدْزِ و السَّرَطاناتِ وَغَيْرِها ، الرِّبا والغِشُّ في البَيْعِ مُنْتَشِرٌ بينَ الناس ، بَلْ إنَّ من علماءِ السوءِ مَن حلَّلَ اكلَ الرِّبا مِن خلالِ السَّماحِ لهم بِالتَّعامُلِ مَعَ البُنوكِ الرَّبَوِيَّة ،،أما جورُ السُّلطانِ فَحَدِّث ولا حَرَج ، فَهاهُم سلاطينُ لا سلطانٌ واحدٌ يذيقونَ شعوبَهُم سوءَ العذابِ يَقْتُلون ويشرِّدونَ و يَعْتَقِلونَ مَن يُخالِفُهُم وَيُنْكِرُ علَيْهِم فِعَالَهُم وَخِيانَتَهُم وتواطـُؤـَهُم مَع الكُفّار ، لذلك ليسَ مُسْتَغرباً ان يَحِلَّ بالامَّةِ الكوارث ُ والنكبات ،،قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ( يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ " ، قِيلَ : وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " إِذَا ظَهَرَتِ الْقِيَانُ وَالْمَعَازِفُ وَاسْتُحِلَّتِ الْخُمُورُ ) ..
وَهـا هِيَ وَسائِلُ الاعلام ِ تمطِرُ الأمَّة َ بكُلِّ ما يُخالِفُ عقيدَتَها وَيَجْلِبُ لها الهَمَّ والغمَّ والكَرْبَ ، وتهوِي بالأمَّةِ في أودِيَةِ الفسادِ والْجَرِيمَةِ والفاحِشَةِ ، قالَ تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمون ) سورة النور 19
إنَّ ارتكابَ الزِّنا وأَكْلَ الرِّبا وشُرْبَ الْخَمْر ِ وَغَيْرَها من المَعاصي والذُّنوبِ سَبَبٌ في حُصولِ الْكَوارِثِ والنَّكَبات، وَهِيَ مِنْ أَعْظَم ِأسبابِ كُفْرِ النِّعَم وَحُلولِ الَّنقم ، وَلَقَد حَلَّ عذابٌ بِقَوْم ٍ لمْ يَرْعوا نِعْمَة ً وَلَمْ يَشْكُروها وَلَمْ يَحْفَظوها وَلَم يَحْمَدوا اللهَ عليها ، قال تعالى ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) النحل 112
إنَّ الباطِلَ وَالحَرامَ قَد عمَّ، وَاكْبَرُ الْحَرام ِ الذي ارْتُكِبَ والتَزَمَت الأمة ُ حيالَهُ بالصَّمْت لِأَكْثَرَ مِن تسعينَ عاما،ً هُوَ تعطيلُ الحكْم ِ بِشَرع ِ الله ، سَكَتوا على البقاءِ دونَ دولةٍ ودونَ خليفةٍ – إلا من رحم ربي- ، وبسببِ هذا الصَّمْتِ بَقُوا عقوداً طويلة ً يعيشونَ عيشَة ً ضنْكا، فيها الذلُّ والهوانُ والخِذْلان ، تَرَكوا مَن نَصَّبوا أنفسَهُم حكاماً وقادة ً يتحكمونَ بِرِقابِ العبادِ ، فملؤوا الأرضَ جَوْرا وظُلما خِدْمَة ً لِأَسْيادِهِم الكُفّار .
إلا أنَّ الأمَّةَ التي وَصَفَها اللهُ بالخَيْرِيَّةِ ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) . آل عمران 110
لم تَعُد تطُيقُ الصَّمْتَ فكَسَرَتْهُ بعْدَ أن كَسَرَتْ حاجِزَ الخوْفِ مِنْ حُكّامِها الظّالِمينَ الكافِرين ، فَعَلِمَت انَّ خَلاصَها بِعَوْدَتِها إلى دينِها ،، وانَّ عزَّتَها وكَرامَتَها لا تَكونُ إلا بِعِزَّةِ الإسلامِ وَعَوْدَتِهِ على أرضِ الواقِعِ لِيَحْكُمَ ويسودَ ،وليملأ الدنيا عدلا وخيْراً ورحمة ًبَعْدَ أن مُلِئَتْ جورا وَظُلما على يدِ حُكّامِها ، تدعو إلى أن تعودَ دولة ُ الإسلامِ تحكمُها ويُطـَبَّقَ فيها شرعُهُ ؛فتعودَ الأمَّةُ عزيزة ً منيعةً لها حاكِمٌ واحِدٌ ورايَةٌ واحِدَةٌ وجيْشٌ واحِد ، فانتفضَتْ وثارت ْعلى هؤلاءِ الحُكّامِ تريدُ أن تقتلِعَهُم من جذورِهِم ، فَخَرَجت الجموعُ الثائِرَةُ من المساجِدِ ترفَعُ شعاراتٍ تدعو إلى تطبيقِ شَرْعِ اللهِ ، فرفعوا شعاراتِ ( الشَّعْبُ يريدُ تَطْبيقَ شرعِ الله )( إسلامية إسلامية ضدَّ أنْفِ العلمانِيَّة)( والأمةُ ترُيدُ خلافة إسلامية) ( ع الجنة رايحين شهداء بالملايين ) ..
شِعاراتٌ ما أنْ سَمِعَها الغربُ حتى اهْتَزَّ وارْتَعَب َفهُوَ يرى ويسمَعُ ما تُطالِبُ به هذه الشُّعوبُ المقهورَةٌُ المظلومَة ، فلأَوَّلِ مَرَّةٍ مُنْذُ تِسْعينَ عاما يكونُ الغَرْبُ الْكافِرُ في مَوْضِعِ ردِّ الفِعْلِ بعد أن كانَ هُوَ الفاعِلَ والمسلمونَ المفعولَ بِهِم ، ثارَتِ الشعوبُ تبحثُ عنْ خَلاصِها ،تريدُ أنْ تعودَ الى المكانَةِ التي كانَتْ عَلَيْها عِنْدَما كانَت مُتـَمَسِّكَةً بدينـِها ، ويدركُ الغربُ خطورَةَ أنْ يَصِلَ الثائرونَ الى هَدَفِهم ، فهاهم يجتمعونَ ويَبْحَثونَ كَيْفَ السبيلُ إلى وَقفِ هذا الطّوفانِ الذي بإِذْنِ اللهِ سَيُغْرِقُهُم وَيَقْتَلِعُ شَوْكَتَهُم
إن الشعوبَ بَعْدَ أَنْ تَغَلَّبَتْ عَلى خَوْفِها وَقَهَرَتْهُ لَنْ تَقْبَلَ بـِأَقٌلَّ من حُرِّيَّتِها من عبودِيَّتِها للغَرْبِ الكافِرِ ، وتواجِهَ بِصُدورٍ عاريَةٍ قوى الظُّلْمِ والطُّغيانِ ، تهتِفُ وتصْرُخ ،تريدُ أن توصلَ صَوْتَها إلى من بيدِهِم القوَّةَ القادِرَة على التغييرِ الحقيقيّ ، تريدُ أن توصلَ صوتَها إلى الجُيوشِ العربِيَّةِ والإسلامِيَّة ، التي لا تزالُ تلتزِمُ الصَّمْتَ بالرَّغْمِ من أنَّها تسمعُ وَتَرى ، لكنَّها لا تزالُ تعملُ في خدْمَةِ الطاغوتِ ومع ذلك لا تزالُ ملايينُ الحناجِرِ تَلْتَقي فِي أيّامِ الْجُمَعِ المبارَكَةِ تهتِفُ وتصرُخ ، تُريدُ أن يَصِلَ صَوْتُها إلى أهْلِ الْقُوَّةِ وَالمَنْعَةِ تَقولُ لَهُم : كفى صَمْتا،، فـَصَمْتُكُم يَقْتُلُنا . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الاعلامي لحزب التحرير .السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعنا بعنوان
صمتكم يقتلنا
ام عاصم
عندَما كانَ للمسلمينَ دوْلَة ٌ وَسُلْطان، كانت الُأُمَّة ُ تُحاسِبُ حُكّامَها، فَكانَت هذهِ المُحاسَبَة ُ للحُكّامِ مِنْ علاماتِ حَيَوِيَّتِها ، فالُله سُبحانَهُ وَتعالى جعَلَ للأُمَّةِ القوامَةَ على قيامِ الحاكِمِ بِمَسْؤولِيّاتِهِ، فَتُحاسِبُهُ إذا أساءَ أو ظَلَم . فَكانَت امَّة َ الأمْرِ بالمعروفِ وَالنهيِ عن الْمُنْكَر، قالَ تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) آل عمران 110
و ظَلَّت الأُمَّة ُ تَعيشُ في عِزَّةٍ وَكَرامَةٍ الى أَنْ تَكالَبَ عَلَيها الْغرْبُ الكافِرُ المُسْتَعْمِرُ الحاقِدُ على الاسْلامِ وَأَهْلِه، فَحاكوا المُؤامراتِ ضِدَّ الدَّوْلَةِ الاسْلامِيَّةِ حَتَّى تمَّ هَدْمِها قَبْلَ تِسْعينَ عاماً، فَتَراجَعَت الأُمة ُ بَعْدَ أّنْ كانَت في الصَّدارَة ِ بَيْنَ الأممِ وَتَقودُها ، فَأَخَذَ الاسْلامُ يَضْعُفُ في نُفوسِ المُسْلِمين، واسْتُهينَ بِأَحْكامِ الِله شَيْئاً فشيئاً حتى أّحْكَمَ الغَرْبُ قبْضَتَهُ على البِلادِ وَالعِباد، فَفَرَضوا مَبدَأَهُم وَنِظامَهُم عَلى المُسْلمِين ، فَحَقّقَ الْغَرْبُ أَكْبَرَ أحْلامِهِ بِهَدْمِهِ لِدَوْلَةِ الْخِلافَةِ وَبِتَطْبيقِ أَحكامِهِ وَقَوانينِهِ علَيْهِم .
مُزَّقَتِ الدَّوْلَة ُ الاسلامِيَّة ُ الى قِطَع كَرْتونِيَّةٍ وَعُيِّنَ على كلِّ قِطْعَةٍ عَميلٌ مِنْ أَبْناءِ جلْدَتِنا سُمَّيَ حاكِماً ،يَحْكُمُ باسمِ الْغَرْبِ وَيُحَقِّقُ أَهْدَافَهُ وَأَطْماعَه . فَكانَ وَبِسَبَبِ الضَّعْفِ و الْوَهَنِ الذي أصابَ الأمَّة َ أنْ ردَّت على كُلِّ هذا بِالصَّمْت ،، فعاشَتِ الأمة ُ منذ ُ ذلكَ الْوَقْتِ عيْشَة َ ذلٍّ وهَوان، .يقولُ عمرُ بنُ الخَطّاب ( نحنُ قَوْمٌ أعَزَّنا اللهُ بالاسلام، فَإِذا ابْتَغيْنا العِزَّة َ بِغَيْرِهِ أَذَلَنا الله ) وهذا حالُ الأمَّةِ اليَوْم، ابْتَعَدَت عن اللهِ ، وَضَعُفَ الاسلامُ في النُّفوسِ وَضَعُفَ الايمانُ وضَعُفَتِ الثقَةُ بِالدّين .
تَرَكوا العمَلَ بِأَحكامِ اللهِ واسْتَبْدَلوها بِأَحكامَ وَضْعِيةٍ مِن البشر، فاستبدلوا العُبودِيَّة َ للهِ بالعبودِيَّةِ لِلْبَشَر بأن رَضوا ان تُطَبَّقَ احْكامُ وقوانينُ الْغَرْبِ في تسييرِ أمورِ حياتِهِم بعدَ ان رَأَوا بحَضارةِ الغرْبِ ما بيهِرُ العيونَ والقلوب، فاتَّبعوا دونَ أن يُمَيِّزوا ما يجوزُ أخذُهُ منْها وما لا يجوزُ لِتَعارُضِها مع الاسلام . فَأَخذوا مِنَ الحَضارَةِ الغَرْبِيَّةِ الافْكارَ وَالمَفاهِيمَ المُنْبَثِقَةِ مِن مَبْدَئِهِم ،القائِمِ على أَساسِ الْمَصْلَحَةِ وَالْمَنْفَعَةِ والذي لا يجعلَ للدينِ سُلطانا ً على تصرُّفاتِهِم . فَكانَ مِن نَتائِجِ ذلك انْ ارتُكِبَتِ المعاصي وَالُذنوب، ولمْ يَجدوا مَنْ يَرُدُّهُم ويمنَعُهم ، فَقَد تَعَطَّلَ العملُ بالأمْرِ بِالمعْروفِ وَالنَّهْيِ عن المنكِرِ – إلا من رحم ربي- ...
لأنَّ الامْرَ بالمعروفِ والنَّهْيَ عن المنكرِ يعْتَبَرُ مِن وُجْهَةِ نَظَرِ الحَضارَةِ الغرْبِيَةِ تَدَخُّلاً في الحرياتِ الشَّخصيَّةِ ، ولا يَحِقُّ لأحَدٍ أنْ يَتَدَخَّل فيها، فارتُكِبت المعاصي جِهاراً نهاراً بَل وَيُدعى إليها، ممّا زادَ من انْتِشارِها وَظهورِها ، وهذا يُسَبِّبُ غضَبَ اللهِ وَعُقوبَتَهُ حَيْثُ يَعُمُّ الشَّرُّ وينتَشِرُ وتَضْعُفُ الغيرَةُ من القلوب، فلمْ يعُدْ أحدٌ يجْرؤ على انكارِ المُنْكَر، بَلْ أصْبَحَ المنكرُ مألوفاً بسبَبِ السُّكوتِ عَنْه ..
قالَ تَعالى { واتَّقوا فِتْنَةً لا تُصيبَنَّ الذينَ ظَلَموا مِنْكُم خاصَّة) الأنفال 25 . ..يقولُ ابنُ القَيِّمِ وأيُّ دينٍ وأَيُّ خيرٍ فيمَن يَرى محارِمَ الله ِتُنْتَهَكُ وَحُدودُهُ تضيعُ وَدينُهُ يُتْرَكُ وَسُنَّةُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ يُرْغَبُ عنْها وهُو بارِدُ القلب ! ساكِتُ اللسان! شَيْطانٌ اخرَس، كما انَّ المتكَلِّمَ بالباطِلِ شَيْطانٌ ناطِق ) ،، بَعُدَت الامَّةُ عن دينِها ولَمْ تَلْتَزِمْ بأوامِرِ اللهِ ونواهِيه ،،فَكَثـُرَ الخُبْثُ فيهم واختلفوا وافتَرَقوا ،وتَحَوَّلَت إلى فِرقٍ متناحِرَةٍ ،وَسُلِّطَ عليهمُ الأعداء،، قال تعالى ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ) الأنعام 65 .
قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وسَلَّم ( يا مَعْشَرَ المهاجِرين،،خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ )
وأيٌّ من هذه ِالأمورِ التي استعاذَ مِنْها رَسولُ اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تَحْدُث بَعْد ؟!!! فالقَحْطُ وَالجوعُ تُعاني مِنْهُ كثيرٌ مِن بلادِ المسلمين، مَع أَنَها من أغنى بِلادِ العالَمِ بالخَيْراتِ وَالثَّروات .والامْراضُ الخَبيثة ُ مُنتشرَة ٌ لمْ نَسمَعْ بِها من قبل كالايدْزِ و السَّرَطاناتِ وَغَيْرِها ، الرِّبا والغِشُّ في البَيْعِ مُنْتَشِرٌ بينَ الناس ، بَلْ إنَّ من علماءِ السوءِ مَن حلَّلَ اكلَ الرِّبا مِن خلالِ السَّماحِ لهم بِالتَّعامُلِ مَعَ البُنوكِ الرَّبَوِيَّة ،،أما جورُ السُّلطانِ فَحَدِّث ولا حَرَج ، فَهاهُم سلاطينُ لا سلطانٌ واحدٌ يذيقونَ شعوبَهُم سوءَ العذابِ يَقْتُلون ويشرِّدونَ و يَعْتَقِلونَ مَن يُخالِفُهُم وَيُنْكِرُ علَيْهِم فِعَالَهُم وَخِيانَتَهُم وتواطـُؤـَهُم مَع الكُفّار ، لذلك ليسَ مُسْتَغرباً ان يَحِلَّ بالامَّةِ الكوارث ُ والنكبات ،،قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ( يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ " ، قِيلَ : وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " إِذَا ظَهَرَتِ الْقِيَانُ وَالْمَعَازِفُ وَاسْتُحِلَّتِ الْخُمُورُ ) ..
وَهـا هِيَ وَسائِلُ الاعلام ِ تمطِرُ الأمَّة َ بكُلِّ ما يُخالِفُ عقيدَتَها وَيَجْلِبُ لها الهَمَّ والغمَّ والكَرْبَ ، وتهوِي بالأمَّةِ في أودِيَةِ الفسادِ والْجَرِيمَةِ والفاحِشَةِ ، قالَ تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمون ) سورة النور 19
إنَّ ارتكابَ الزِّنا وأَكْلَ الرِّبا وشُرْبَ الْخَمْر ِ وَغَيْرَها من المَعاصي والذُّنوبِ سَبَبٌ في حُصولِ الْكَوارِثِ والنَّكَبات، وَهِيَ مِنْ أَعْظَم ِأسبابِ كُفْرِ النِّعَم وَحُلولِ الَّنقم ، وَلَقَد حَلَّ عذابٌ بِقَوْم ٍ لمْ يَرْعوا نِعْمَة ً وَلَمْ يَشْكُروها وَلَمْ يَحْفَظوها وَلَم يَحْمَدوا اللهَ عليها ، قال تعالى ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) النحل 112
إنَّ الباطِلَ وَالحَرامَ قَد عمَّ، وَاكْبَرُ الْحَرام ِ الذي ارْتُكِبَ والتَزَمَت الأمة ُ حيالَهُ بالصَّمْت لِأَكْثَرَ مِن تسعينَ عاما،ً هُوَ تعطيلُ الحكْم ِ بِشَرع ِ الله ، سَكَتوا على البقاءِ دونَ دولةٍ ودونَ خليفةٍ – إلا من رحم ربي- ، وبسببِ هذا الصَّمْتِ بَقُوا عقوداً طويلة ً يعيشونَ عيشَة ً ضنْكا، فيها الذلُّ والهوانُ والخِذْلان ، تَرَكوا مَن نَصَّبوا أنفسَهُم حكاماً وقادة ً يتحكمونَ بِرِقابِ العبادِ ، فملؤوا الأرضَ جَوْرا وظُلما خِدْمَة ً لِأَسْيادِهِم الكُفّار .
إلا أنَّ الأمَّةَ التي وَصَفَها اللهُ بالخَيْرِيَّةِ ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) . آل عمران 110
لم تَعُد تطُيقُ الصَّمْتَ فكَسَرَتْهُ بعْدَ أن كَسَرَتْ حاجِزَ الخوْفِ مِنْ حُكّامِها الظّالِمينَ الكافِرين ، فَعَلِمَت انَّ خَلاصَها بِعَوْدَتِها إلى دينِها ،، وانَّ عزَّتَها وكَرامَتَها لا تَكونُ إلا بِعِزَّةِ الإسلامِ وَعَوْدَتِهِ على أرضِ الواقِعِ لِيَحْكُمَ ويسودَ ،وليملأ الدنيا عدلا وخيْراً ورحمة ًبَعْدَ أن مُلِئَتْ جورا وَظُلما على يدِ حُكّامِها ، تدعو إلى أن تعودَ دولة ُ الإسلامِ تحكمُها ويُطـَبَّقَ فيها شرعُهُ ؛فتعودَ الأمَّةُ عزيزة ً منيعةً لها حاكِمٌ واحِدٌ ورايَةٌ واحِدَةٌ وجيْشٌ واحِد ، فانتفضَتْ وثارت ْعلى هؤلاءِ الحُكّامِ تريدُ أن تقتلِعَهُم من جذورِهِم ، فَخَرَجت الجموعُ الثائِرَةُ من المساجِدِ ترفَعُ شعاراتٍ تدعو إلى تطبيقِ شَرْعِ اللهِ ، فرفعوا شعاراتِ ( الشَّعْبُ يريدُ تَطْبيقَ شرعِ الله )( إسلامية إسلامية ضدَّ أنْفِ العلمانِيَّة)( والأمةُ ترُيدُ خلافة إسلامية) ( ع الجنة رايحين شهداء بالملايين ) ..
شِعاراتٌ ما أنْ سَمِعَها الغربُ حتى اهْتَزَّ وارْتَعَب َفهُوَ يرى ويسمَعُ ما تُطالِبُ به هذه الشُّعوبُ المقهورَةٌُ المظلومَة ، فلأَوَّلِ مَرَّةٍ مُنْذُ تِسْعينَ عاما يكونُ الغَرْبُ الْكافِرُ في مَوْضِعِ ردِّ الفِعْلِ بعد أن كانَ هُوَ الفاعِلَ والمسلمونَ المفعولَ بِهِم ، ثارَتِ الشعوبُ تبحثُ عنْ خَلاصِها ،تريدُ أنْ تعودَ الى المكانَةِ التي كانَتْ عَلَيْها عِنْدَما كانَت مُتـَمَسِّكَةً بدينـِها ، ويدركُ الغربُ خطورَةَ أنْ يَصِلَ الثائرونَ الى هَدَفِهم ، فهاهم يجتمعونَ ويَبْحَثونَ كَيْفَ السبيلُ إلى وَقفِ هذا الطّوفانِ الذي بإِذْنِ اللهِ سَيُغْرِقُهُم وَيَقْتَلِعُ شَوْكَتَهُم
إن الشعوبَ بَعْدَ أَنْ تَغَلَّبَتْ عَلى خَوْفِها وَقَهَرَتْهُ لَنْ تَقْبَلَ بـِأَقٌلَّ من حُرِّيَّتِها من عبودِيَّتِها للغَرْبِ الكافِرِ ، وتواجِهَ بِصُدورٍ عاريَةٍ قوى الظُّلْمِ والطُّغيانِ ، تهتِفُ وتصْرُخ ،تريدُ أن توصلَ صَوْتَها إلى من بيدِهِم القوَّةَ القادِرَة على التغييرِ الحقيقيّ ، تريدُ أن توصلَ صوتَها إلى الجُيوشِ العربِيَّةِ والإسلامِيَّة ، التي لا تزالُ تلتزِمُ الصَّمْتَ بالرَّغْمِ من أنَّها تسمعُ وَتَرى ، لكنَّها لا تزالُ تعملُ في خدْمَةِ الطاغوتِ ومع ذلك لا تزالُ ملايينُ الحناجِرِ تَلْتَقي فِي أيّامِ الْجُمَعِ المبارَكَةِ تهتِفُ وتصرُخ ، تُريدُ أن يَصِلَ صَوْتُها إلى أهْلِ الْقُوَّةِ وَالمَنْعَةِ تَقولُ لَهُم : كفى صَمْتا،، فـَصَمْتُكُم يَقْتُلُنا . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
[/center]