فـــــــردة حــــــــــــــذاء
بقلم : ملكة أحمد الشريف
لم أكن أعلم أنها ستكون آخر خطواتي في ذلك الطريق، ولم أكن أدري بأنني سأفقد فردة حذائي لمدة شهر أو أكثر ... ولم أكن أظن أن الدنيا ضيقة إلى هذا الحد، تضيق بفقدان فردة حذاء.
أحسست أنني مكبلة القدم الواحدة، ولا أجرؤ على الحركة بحريتي المعهودة... إذ أنني أسقطت قدمي الأخرى من الحسبان.
جال بخاطري الكثير من الأفكار .. أحدها .. أنه بإمكاني توسعة درج الأحذية، فلا أضع إلا فردات الأحذية اليسرى وخاصة أن قدمي اليمنى هي التي أصيبت بكسور، لكني لم أنفذ هذه الفكرة مراعاة لشعور فردة حذائي بالوحدة.
وكنت قد تعثرت وكسرت قدمي، وكانت هذه إحدى بشائر قطع الكهرباء...
جال بفكري المقيد بحركة قدمي اليسري.. كل ما هو مرتبط بالكهرباء وقطعها المتواصل، كثيرون هم من تعثروا و أصيبوا، منهم من علمنا عنهم، ومنهم من لم نعلم ... ومنهم من ينتظر...!!
وشرد ذهني المقيد إلى الأسرى في سجون الاحتلال ... وكيفية تصديهم في وجه السجان بأجسادهم التي أكلتها رطوبة السجن ... فهم يحملون مشاعل الحرية ويضيئونها بأجسادهم الهزيلة الشامخة.... ويكسرون قيد السجان بأمعائهم الخاوية، مدافعين عن حقوقهم بكل قوة وشموخ وعزة.
فالحرية حرية الإرادة والفكر والكلمة ... والقيد غير مرتبط بالمكان ولا بالزمان .
و طاف بخاطري زهرات الوطن... فمنهم من بترت إحدى قدميه أو كلاهما ... فما زاده هذا إلا قوة فوق صبره وجلده؛ لينتصر الدم على السيف...!!
أما الآن فقد طابت لي خلوتي... وأحسست أنني أكثر حرية من قبل... حينما كنت ارتدي فردتيّ الحذاء.
بقلم : ملكة أحمد الشريف
لم أكن أعلم أنها ستكون آخر خطواتي في ذلك الطريق، ولم أكن أدري بأنني سأفقد فردة حذائي لمدة شهر أو أكثر ... ولم أكن أظن أن الدنيا ضيقة إلى هذا الحد، تضيق بفقدان فردة حذاء.
أحسست أنني مكبلة القدم الواحدة، ولا أجرؤ على الحركة بحريتي المعهودة... إذ أنني أسقطت قدمي الأخرى من الحسبان.
جال بخاطري الكثير من الأفكار .. أحدها .. أنه بإمكاني توسعة درج الأحذية، فلا أضع إلا فردات الأحذية اليسرى وخاصة أن قدمي اليمنى هي التي أصيبت بكسور، لكني لم أنفذ هذه الفكرة مراعاة لشعور فردة حذائي بالوحدة.
وكنت قد تعثرت وكسرت قدمي، وكانت هذه إحدى بشائر قطع الكهرباء...
جال بفكري المقيد بحركة قدمي اليسري.. كل ما هو مرتبط بالكهرباء وقطعها المتواصل، كثيرون هم من تعثروا و أصيبوا، منهم من علمنا عنهم، ومنهم من لم نعلم ... ومنهم من ينتظر...!!
وشرد ذهني المقيد إلى الأسرى في سجون الاحتلال ... وكيفية تصديهم في وجه السجان بأجسادهم التي أكلتها رطوبة السجن ... فهم يحملون مشاعل الحرية ويضيئونها بأجسادهم الهزيلة الشامخة.... ويكسرون قيد السجان بأمعائهم الخاوية، مدافعين عن حقوقهم بكل قوة وشموخ وعزة.
فالحرية حرية الإرادة والفكر والكلمة ... والقيد غير مرتبط بالمكان ولا بالزمان .
و طاف بخاطري زهرات الوطن... فمنهم من بترت إحدى قدميه أو كلاهما ... فما زاده هذا إلا قوة فوق صبره وجلده؛ لينتصر الدم على السيف...!!
أما الآن فقد طابت لي خلوتي... وأحسست أنني أكثر حرية من قبل... حينما كنت ارتدي فردتيّ الحذاء.