دمــــــــاء من كرامتنــا أريقت ... بسكين المــــــــهانة والتـواني
أعــزيكم بني قـــــــومي عزاء ...علــــى قتل الكـــــرامة بالعيان
رأيــت العرب في ثــوب مهين ...لبسنـــــــــاه علــى جسم مهان
فـــــأبكــي حين أذكر عز قومي ...وأذكر أن مـــــجد الــــقوم فـاني
شــــربنا الذل كـــأساً إثر كأس ...وبتنـــا كـــــــــالمــــطية للجـبان!
نــدس رؤوسنـــا طـوعاً وكرهاً ...بوحــل الغرب نستجدي التفاني
ونعكف لاعقين حـــــــذاء غرب ...ويركلــنا بهــــا فــي كــــل آن
أنبـــغي من ولاء الــــغرب عزاً ...وعز الدين للأمـــجاد بانـــــي!
ونرجــو من وراء الغرب نصراً ...ونصر الله للإسلام دانــــــــــي!
فمــــــا بقـــيت بنـــا من باقيات ...إذا قـــتل الونى فينـــــا المعاني
تعاودنا المـــخــــازي تلو أخرى ...تُبِيْن هــواننـــــا أجلــــــى بيان
كفى بجنينَ شــــاهدة عــــلينـــا ...بوصــمة عارنـــا عبر الزمـــــان
جنــــينٌ ترمق الأنفــاس صبراً ...تعاني مــن يهود مـــــــا تعاني
ويسعر أرضَها نــــــاراً حميماً ...شراذمُ مـــــن ســموم الأفعوان
تنادينـــــا جنينٌ هــــــل مغيث ...يذيق نفوسنــــا طــعم الأمان؟
ونحن بصمتنا حـــــرنا جــواباً ...وألجم عارُنـــا قـــــولَ اللسان
أصهـــــيون تحـــــــدثنا بسيف ...صــــــقيل والمدافـــع والطعان
ونحن نجـــيبها خطبــاً وشعراً ...يصــــوغ حروفَها دررُ الجمان
وخير سلاحــــنا كلمـات شجب ...تنــــاضل مثلما النصل اليماني
هنيئاً للــــــعروبة بانتصــــــار ...أراقــــــــوا فيه أحبار الدهان
خنـــــازير النصـارى مع قرود ...على إســلامنا متظـــاهـــــران
ولولا الـغــــرب ماكــانت يهود ...لهـــا فــي أرض أقصانا يدان
تهـــــــاوى في فلســـطين ديار ...بها يمـــحى الأناسي والمبـاني
وكــم شــــهداءَ في الله استماتوا ... يلاقـــون المنايـــــا باحتضـــان
ألا للـــه مــاأزكــــى نفوســـــاً ... تبـــاع لتشتري خـــلــد الجنـان
يسوقــــون النفوس إلى ممات ... ليحـــظوا فـي نعيم غير فـاني
بأشــــلاء تضـــرجها دمـــــاء ... فتمســي بيــن حوريٍّ حسـان
وتمســـــي فــي منـار أو سمــوٍّ ... فلا نجمٌ يضـــاهــي أو يــداني
لـــهم دار الكرامـــة خـــير دار ... نــــعيم دائـــم وعــظيم شــــان
هــــم الشهداء في سبل المعالي ... ونحــن نموت في فرش الهوان
غرقنـــــا بين لــــذات ولـــــهوٍ ... بلا خــــلق ولا ديـــن مصــــان
ونلــــهث خلف شهْواتٍ سـراعاً ... كأنـا فــي الهوى فرسا رهان
تخدرنا لحــــون من أغـــــاني ... وتقتلنــــا سمــــوم من غـواني
فيــــــا للـه كــــم إثـــمٍ جنينـــــا ... أحــــال العــزمَ وهناً في الجنان
ويــــالله مـــــن يحـــــيي قــلوبا ... أصــاب الوهـــنُ منهــا بالســنان!
أمـــــــا ولـــد الهــدى فينا أسوداً ... لهــــم شــهــد الورى والخافقان؟
ســـــقاهم مــن تقى الرحمن نبعٌ ... ومــــن آيــــاته سبــــع المـثاني
عزائمــهم نجــــوم لاتبــــــارى ... ويقصـــر عن مـــداها الفرقدان
سبــــيل النصـر صخرتها كؤود ... وليست بالتحلــــــي والأمــــاني
ولكــــن بالعــــــــزائــم مُسْعَراتٍ ... بهـــــــا يُبنـى لنـــا أرســى كيان
غــــراس الـعزم يُسقى باصطبار ... فيثـــــمر نصــــرُنا عـزَ المغاني
ثمـــــــار النصــــر دانـية جناها ... سيقطف ينـعَها بالحـــــق جـاني
منقوووووول