!! ... أَيْنَ غَدِيْ ... !!
فــوزيـــة شــاهــين
سَئِمتُ العَيشَ فِي ثَوبِ الرَّتَابَهْ
وجَمرُ الوَقتِ يُلبِسُنِـي إِهَابَـهْ
فَكَيفَ أَنَـامُ والأَهـدَابُ شَـوكٌ
وَكيفَ أَفِرُّ مِن كَهـفِ الكَآبَـهْ
زَرَعتُ الـوَردَ والدُّنيَـا رَبِيـعٌ
و رُمتُ الغَيثَ مِن عَينِ السَّحابَهْ
فََغِيضَ الماءُ والنَّجوَى هَشِيـمٌ
وعَزَّ القَطرُ فِي كَـفِّ الصَّبَابَـهْ
صِبَا عُمرِي نَسِيجٌ مِـن حَرِيـرٍ
تَمَـزَّقَ حِينَمَـا أَفنَـى شَبَابَـهْ
فبَاَت َالصُّبحُ فِي عَيْنِي ظَلامـاً
و أَغرَانِي ، فَأَلبَسَنِـي ثِيَابَـهْ
عَلَى غَيرِ الهُدَى قَد سَارَ عَقلِي
كَـأَنَّ اليَـأسَ أَفقَـدَهُ صَوَابَـهْ
و غَابَ الفَرْحُ عن عَينَيَّ حَتَّـى
أَنَاخَ الحُزنُ فِي صَدرِي رِكَابَـهْ
رَأَيتُ الوَجدَ يَفتَحُ ألـفَ بـابٍ
فإن قرّبـتُ مِنـهُ يَسُـدَّ بَابَـهْ
مَدَى صَبـرِي طُيُـورٌ آبِقَـاتٌ
إِلَى ثَغرِ تَعَثَّـرَ فِـي الإِجَابَـهْ
فَلا رَوَّى سُؤَالاً فِـي عُيُونِـي
ولا حَرفاً تَنَهَّـدَ فِـي الكِتَابَـهْ
يَقِينِي مِثـلُ أَحـلامِ العَـذَارَى
يُرَاوِدُنِي وقَـد أَرخَـى حِجَابَـهْ
و أَخيِلَتِـي كَأطيَـارٍ تُغَـنِّـي
عَلَى وَتَرٍ تَرَهَّـلَ فِـي الرَّبَابَـهْ
( أَطِيرُ عَلَى جَنَاحٍ مِـن خَيَـالٍ
لأَسقُطَ فِـي دَيَاجِيـرِ) الرَّتَابَـهْ
فهل يأتي غَدِي بِبصيصِ نُـورٍ
أمِ الأيَّام فـي عيْنـي تَشَابَـهْ
أَنَا وَردٌ تَسَاقَـطَ فِـي خَرِيـفٍ
أَنَا عُصفُـورَةٌ وَحـدِي بِغَابَـهْ
جَعَلـتُ الشِّعـرَ أَورَاداً تُغَنِّـي
عَلَى أَلَمِي ، ولا أُخفِي عَذَابَـهْ
كَتَبتٌ الشعرَ فَوقَ أَديِمِ حُلمِـي
فَجَاءَ اليَأسُ يَغرِزُ فِيـهِ نَابَـه
فقل يا ترح هل حَانَ انعِتَاقِـي
أم اْنَّ الفَرْحَ قَد أَبدَى اْنسِحَابَهْ ؟
أَمِ الأَحلامُ مَاتَت فِـي رَبِيعِـي
و أَعلَنَ بَحرُ أَشعَارِي اْنتِحَابَهْ ؟