الإثنين: 18 ذو الحجة 1435هجري، الموافق لـ 13 أكتوبر 2014
الضعف.. الوجه الآخر للعنف
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
حين كنت في كلية العلوم الاقتصادية، وكانت الدفعات الأولى من الطلبة المتجهين إلى تخصص الاقتصاد، من حاملي شهادة البكالوريا، شعبة آداب.
ظهرت نتائج سلبية لهذا التوجه، تمثّلت في مظاهر العنف على مستوى الكلية. وكانت من بين الأسباب التي تمّ التطرق إليها، عدم قدرة طلبة الحاملين للبكالوريا آداب، من مواصلة تخصص العلوم الاقتصادية، الذي يعتمد على الرياضيات، والمحاسبة، والجزئي، والتي تتطلب قدرا كافيا من العلوم الرياضية، التي يفتقر إليها، هؤلاء الطلبة.
وحين إنتقلت هذا العام إلى الجذع المشترك، وكلّفت بدراسة ملفات تحويل الطلبة، لاحظت أن نسبة كبيرة جدا من الذين يطلبون التحويل، ذوو معدلات متدنية في شهادة الباكالوريا، وبالتالي لايستطيعون مواصلة الدراسة، في العلوم التقنية، بسبب الضعف الواضح في المواد العلمية .. كالرياضيات، والفيزياء، والكيمياء.
وهذا الضعف، يظهر في العنف الممارس من طرف الضعيف.
والمتابع لحركة المساجد، يلمس بوضوح عنفا يسود المحابر والمنابر، بسبب ضعف القائمين على المساجد لدى.. الإمام، والخطيب، والقيّم، ومديريات الشؤون الدينية، والقائمين على وزارة الشؤون الدينية.
والذي يقف على مايجري في الملاعب، خاصة كرة القدم منها، يدرك بوضوح ، أن من أسباب العنف في الملاعب ..
ضعف اللاعبين، وضعف الصحفيين، وضعف القائمين على الشؤون الرياضية، وضعف الحكام، وضعف المدربين، وضعف المسيّرين..
وهذه عوامل، ساهمت بشكل جلي في بروز ظاهرة العنف في الملاعب، وانتشارها، وشدّة قسوتها.. لعلّ آخرها .. قتل اللاعب الضيف.
والملاحظ في البيوت، ومابين الأزواج، أن عنفا كبيرا يسود الأسر.. ومن أبرز أسبابه، ضعف آداء الأزواج، فيما يجب أن يقوموا به .. من مهام زوجية، ووالدين، وتجاه الأصهار، والجيران.
ومن أسباب العنف في المدارس .. ضعف الأستاذ، وضعف التلميذ، وضعف الأولياء، وضعف القائمين على مديريات التربية، ووزارة التربية، وكذا وسائل الإعلام، وضعف أداء الشارع.
ونفس الملاحظة، تذكر في مختلف وسائل الإعلام .. فالضعف في المادة الإشهارية، وفي القائم على الحصة، والمشرف على المسلسل أو الفيلم، والقائم على نشرات الأخبار، والصحفي القائم على الجريدة أو أيّ وسيلة إعلامية .. أدى إلى عنف في استعمال الألفاظ، ونفور من البرامج الوطنية، وسوء استعمال المادة الإعلامية .. وكلها عوامل عنف، تنتشر وتزداد حدّتها، إذا وجدت من يزيد الرماد لهيبا ونارا.
ويمكن للمرء، أن يتتبع العنف في مساره، ومن خلال الوظيفة التي يؤديها ويقوم بها، ومن خلال المشاهدة، يدرك أن ..
الضعف أيّ كان، وفي أيّ ميدان، ومع من كان.. يؤدي إلى العنف، ويحتضنه. وبقدر درجة الضعف، يكون العنف.
ومن أراد أن يجد حلا للعنف.. في الأسرة، والمسجد، والملاعب، والإدارات، والسفارات، والوزارات، والشارع.. فليعالج الضعف، وليسعلا للتخفيف من حدّته، والدواعي المؤدية إليه، وليبعد كل ضعيف عن تقلّد منصب.. يبثّ بواسطته عنفه .. من خلال ضعفه.
الضعف.. الوجه الآخر للعنف
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
حين كنت في كلية العلوم الاقتصادية، وكانت الدفعات الأولى من الطلبة المتجهين إلى تخصص الاقتصاد، من حاملي شهادة البكالوريا، شعبة آداب.
ظهرت نتائج سلبية لهذا التوجه، تمثّلت في مظاهر العنف على مستوى الكلية. وكانت من بين الأسباب التي تمّ التطرق إليها، عدم قدرة طلبة الحاملين للبكالوريا آداب، من مواصلة تخصص العلوم الاقتصادية، الذي يعتمد على الرياضيات، والمحاسبة، والجزئي، والتي تتطلب قدرا كافيا من العلوم الرياضية، التي يفتقر إليها، هؤلاء الطلبة.
وحين إنتقلت هذا العام إلى الجذع المشترك، وكلّفت بدراسة ملفات تحويل الطلبة، لاحظت أن نسبة كبيرة جدا من الذين يطلبون التحويل، ذوو معدلات متدنية في شهادة الباكالوريا، وبالتالي لايستطيعون مواصلة الدراسة، في العلوم التقنية، بسبب الضعف الواضح في المواد العلمية .. كالرياضيات، والفيزياء، والكيمياء.
وهذا الضعف، يظهر في العنف الممارس من طرف الضعيف.
والمتابع لحركة المساجد، يلمس بوضوح عنفا يسود المحابر والمنابر، بسبب ضعف القائمين على المساجد لدى.. الإمام، والخطيب، والقيّم، ومديريات الشؤون الدينية، والقائمين على وزارة الشؤون الدينية.
والذي يقف على مايجري في الملاعب، خاصة كرة القدم منها، يدرك بوضوح ، أن من أسباب العنف في الملاعب ..
ضعف اللاعبين، وضعف الصحفيين، وضعف القائمين على الشؤون الرياضية، وضعف الحكام، وضعف المدربين، وضعف المسيّرين..
وهذه عوامل، ساهمت بشكل جلي في بروز ظاهرة العنف في الملاعب، وانتشارها، وشدّة قسوتها.. لعلّ آخرها .. قتل اللاعب الضيف.
والملاحظ في البيوت، ومابين الأزواج، أن عنفا كبيرا يسود الأسر.. ومن أبرز أسبابه، ضعف آداء الأزواج، فيما يجب أن يقوموا به .. من مهام زوجية، ووالدين، وتجاه الأصهار، والجيران.
ومن أسباب العنف في المدارس .. ضعف الأستاذ، وضعف التلميذ، وضعف الأولياء، وضعف القائمين على مديريات التربية، ووزارة التربية، وكذا وسائل الإعلام، وضعف أداء الشارع.
ونفس الملاحظة، تذكر في مختلف وسائل الإعلام .. فالضعف في المادة الإشهارية، وفي القائم على الحصة، والمشرف على المسلسل أو الفيلم، والقائم على نشرات الأخبار، والصحفي القائم على الجريدة أو أيّ وسيلة إعلامية .. أدى إلى عنف في استعمال الألفاظ، ونفور من البرامج الوطنية، وسوء استعمال المادة الإعلامية .. وكلها عوامل عنف، تنتشر وتزداد حدّتها، إذا وجدت من يزيد الرماد لهيبا ونارا.
ويمكن للمرء، أن يتتبع العنف في مساره، ومن خلال الوظيفة التي يؤديها ويقوم بها، ومن خلال المشاهدة، يدرك أن ..
الضعف أيّ كان، وفي أيّ ميدان، ومع من كان.. يؤدي إلى العنف، ويحتضنه. وبقدر درجة الضعف، يكون العنف.
ومن أراد أن يجد حلا للعنف.. في الأسرة، والمسجد، والملاعب، والإدارات، والسفارات، والوزارات، والشارع.. فليعالج الضعف، وليسعلا للتخفيف من حدّته، والدواعي المؤدية إليه، وليبعد كل ضعيف عن تقلّد منصب.. يبثّ بواسطته عنفه .. من خلال ضعفه.