الإثنين: 17 محرم 1436هجري، الموافق لـ 10 نوفمبر 2014
الاحتفال بالاستدمار الفرنسي
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
الاستدمار من خلال الطالب .. حين كان صاحب الأسطر طالبا بالجامعة الجزائرية بالعاصمة، وفي إحدى المعارض الخاصة ، تفقّد معرضا للصور في عهد الاستدمار الفرنسي، ومن بين الصور التي رسخت لدى الطالب، صورة إمرأة جزائرية ، بلباسها التقليدي، لكنها عارية الصدر. ومازال الطالب يعترف أن الصورة صدمته لأول مرة، وراح يتساءل ببرائته .. هل الصورة حقيقية؟، لماذا نشرت؟، لماذا الجزائر نشرتها؟.
وبين السؤال والشك جاء اليقين، أن الاستدمار الفرنسي ، يتعمّد نشر مثل هذه الصور، حتى يظهر لأتباعه ومن حوله، أنها الطبيعة الحقيقية للمجتمع الجزائري، وبالتالي "الأهالي !!" ، ومهمة الاستدمار إذن في إخراجهم من "العري" إلى "التمدن" و "التحضر".
مائوية الاستدمار الفرنسي .. وبعد 27 سنة على الصورة المعروضة، أتابع البارحة على فضائية فرنسية ناطقة باللغة العربية، شريطا حول همجية فرنسا .. أثناء العهد الاستدماري ، فذكرت ..
سنة 1931.. طلبت فرنسا من الشعوب التابعة لها .. تقديم مايميّزها .. فكان المعبد الهندي .. والشاي التونسي .. والحيوانات الإفريقية.. والرقص الأسيوي..
ووضع "الأهالي!!" .. في قفص الحيوانات .. وقدموا على أساس أنهم من آكلي البشر.. وطلب منهم عدم التحدث باللغة الفرنسية .. لأن الذي يتبع فرنسا .. لايمكنه أن يكون "آكل البشر !!".. واللغة الفرنسية أعلى من أن ينطق بها "آكل البشر !!" ..
وقدّمت نساء "الأهالي!!" .. عراة الصدور .. إمعانا في الإذلال .. بينما أوربا يومها لم تكن تعرف بعد .. المرأة العارية الصدر.
المثير حقا، أن الذين أدخلوهم القفص، وقدموا على أساس أنهم آكلوا لحم البشر .. هم من المتعلمين، والذين نالوا نصيبا من العلم والثقافة.. فكيف بغيرهم إذن؟.
الملفت للنظر، أن الاحتفال كان سنة 1931، مايعني في الثقافة الجزائرية، التي خبرت الاستدمار جيدا، أنه الاحتفال بمرور 100 عام على إستدمار الجزائر .. ومن أجل الجزائر، خصّصت فرنسا حفلا عالميا، فاق زواره مليار زائر، تعرض من خلاله "إنجازاتها الحضارية"، التي قدّمتها للإنسانية، والشعوب التابعة لها.
جزائر 1946 .. نفس الملاحظة، تبقى صادقة، وأنت تتابع الفيلم الوثائقي .. الذي بثته فرنسا .. إبان المرحلة الاستدمارية بالجزائر .. بتاريخ 01 جانفي 1946 .. والذي يتحدّث عن "إنجازات!!" فرنسا .. تجاه "الأهالي!!" .. وعلى سبيل المثال، وبمناسبة "المساعدات الفرنسية!!" .. التي قدمت في .. عيد الفطر .. يقول المعلّق الفرنسي ..
حسب القرآن .. فإن الفقير .. لايمكن نسيانه .. ضمن الفرحة التي تغمر الجميع.
الاحتفال بالاستدمار الفرنسي
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
الاستدمار من خلال الطالب .. حين كان صاحب الأسطر طالبا بالجامعة الجزائرية بالعاصمة، وفي إحدى المعارض الخاصة ، تفقّد معرضا للصور في عهد الاستدمار الفرنسي، ومن بين الصور التي رسخت لدى الطالب، صورة إمرأة جزائرية ، بلباسها التقليدي، لكنها عارية الصدر. ومازال الطالب يعترف أن الصورة صدمته لأول مرة، وراح يتساءل ببرائته .. هل الصورة حقيقية؟، لماذا نشرت؟، لماذا الجزائر نشرتها؟.
وبين السؤال والشك جاء اليقين، أن الاستدمار الفرنسي ، يتعمّد نشر مثل هذه الصور، حتى يظهر لأتباعه ومن حوله، أنها الطبيعة الحقيقية للمجتمع الجزائري، وبالتالي "الأهالي !!" ، ومهمة الاستدمار إذن في إخراجهم من "العري" إلى "التمدن" و "التحضر".
مائوية الاستدمار الفرنسي .. وبعد 27 سنة على الصورة المعروضة، أتابع البارحة على فضائية فرنسية ناطقة باللغة العربية، شريطا حول همجية فرنسا .. أثناء العهد الاستدماري ، فذكرت ..
سنة 1931.. طلبت فرنسا من الشعوب التابعة لها .. تقديم مايميّزها .. فكان المعبد الهندي .. والشاي التونسي .. والحيوانات الإفريقية.. والرقص الأسيوي..
ووضع "الأهالي!!" .. في قفص الحيوانات .. وقدموا على أساس أنهم من آكلي البشر.. وطلب منهم عدم التحدث باللغة الفرنسية .. لأن الذي يتبع فرنسا .. لايمكنه أن يكون "آكل البشر !!".. واللغة الفرنسية أعلى من أن ينطق بها "آكل البشر !!" ..
وقدّمت نساء "الأهالي!!" .. عراة الصدور .. إمعانا في الإذلال .. بينما أوربا يومها لم تكن تعرف بعد .. المرأة العارية الصدر.
المثير حقا، أن الذين أدخلوهم القفص، وقدموا على أساس أنهم آكلوا لحم البشر .. هم من المتعلمين، والذين نالوا نصيبا من العلم والثقافة.. فكيف بغيرهم إذن؟.
الملفت للنظر، أن الاحتفال كان سنة 1931، مايعني في الثقافة الجزائرية، التي خبرت الاستدمار جيدا، أنه الاحتفال بمرور 100 عام على إستدمار الجزائر .. ومن أجل الجزائر، خصّصت فرنسا حفلا عالميا، فاق زواره مليار زائر، تعرض من خلاله "إنجازاتها الحضارية"، التي قدّمتها للإنسانية، والشعوب التابعة لها.
جزائر 1946 .. نفس الملاحظة، تبقى صادقة، وأنت تتابع الفيلم الوثائقي .. الذي بثته فرنسا .. إبان المرحلة الاستدمارية بالجزائر .. بتاريخ 01 جانفي 1946 .. والذي يتحدّث عن "إنجازات!!" فرنسا .. تجاه "الأهالي!!" .. وعلى سبيل المثال، وبمناسبة "المساعدات الفرنسية!!" .. التي قدمت في .. عيد الفطر .. يقول المعلّق الفرنسي ..
حسب القرآن .. فإن الفقير .. لايمكن نسيانه .. ضمن الفرحة التي تغمر الجميع.