الثلاثاء: 12 صفر 1436هجري، الموافق لـ 02 ديسمبر 2014
جمال المنبر .. يساعد على الإقبال
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
صليت جمعة هذا الأسبوع، بمسجد حي شريفي، فقدمت ملاحظات عابرة، لأحد المهتمين بالمسجد، لينقلها للإمام..
وحين يسترجع المرء، ذكرياته مع المنبر، ويجدها كثيرة ومثيرة .. يستلزم حينها أن يقف على تلك المواقف والأيام ..
الصهاينة حين حرقوا المسجد الأقصى، قاموا بحرق منبر صلاح الدين الأيوبي، لعلمهم بأهمية المنبر، وإلا لما أقدموا على حرقه.. فهو يذكرهم برمز صامد شامخ، يجب محوه ومسحه ..
فتطلب الأمر، إعادة تهيئة المنبر، بمعية مجموعة من الدول العربية، وتحت إشراف جمع من المختصين في هذا الشأن، لما للمنبر من قيمة رمزية عبر التاريخ .. يتطلب كل هذا الجهد المالي والبشري والوقت اللازم.
منذ 10 سنوات، قام جمع من صغار الشباب على تقطيع الجانب العلوي لمنبر أحد المساجد، بزعم أنه يخالف السنة النبوية، فأمسى المنبر في أسوء حال، تشمئز من صورته المشوهة الأنظار .. وهو الذي كان من قبل في الإتقان والجمال .. فأصبح يشبه في شكله .. مقعدا للأطفال الصغار.
ومنذ 04 سنوات، إعتلى إمام المنطقة الثانية المنبر في خطبة الجمعة، فلم يتجاوز الدرجة الثالثة .. وبعد الانتهاء، إقتربت منه قائلا ..
كنت تظهر كأنك في بئر .. والسبب أن المنبر طويل، وأنت وقفت على درجته الثالثة، فكان عليك أن تقف في أعلى الدرجة، فيراك المصلون جيدا، ويتتبعونك باهتمام.. وبوقوفك هذه الوقفة، حرمت جمعا من المصلين من رؤيتك، ومتابعتك جيدا، وأسأت للمنظر الجميل، وكنت تظهر وكأنك تخطب من بئر.
وخلال هذا الأسبوع، صليت الجمعة، بمسجد حي شريفي، فاعتلى الإمام المنبر، فكانت الفاجعة ..
منبر صغير جدا في العرض والطول، قسّم بطريقة تشبه القفص .. وإمام الحي ، رزق الطول والعرض، فهو أطول من المنبر، لايظهر وجه الإمام، خاصة وأن مكبرات الصوت تخفيه، ضف لها ضيق المساحة داخل المنبر. ويخيّل للمصلي، أن الإمام يلقي خطبته من وراء قفص ضيق، أساء للإمام والخطبة، وجمال الرمز، المتمثل في المنبر.
منذ سنوات، قرأت للشيخ محمد حماني، عبر كتابه "فتاوى حماني"، أن المنبر يتبع مساحة المسجد، يكبر حين يكون المسجد كبيرا، ويصغر حين يكون المسجد صغيرا.. ووجب على المتتبع الآن، أن يضيف عنصر مساحة المنبر، كركيزة من ركائزه.. فلا يعقل أن يوضع إمام في قفص.. ولا أن يوضع في بئر .. فالإمام أعز من أن يردم.. أو يسجن .. والمنبر أمسى جزء من كيان الأمة عبر التاريخ.. فوجب الاهتمام به .. وبشكله.. ومساحته.. وملائمته لمساحة المسجد .. فالجمال يساعد على الإقبال .. ويدعو للتقرب.
إن كل مايرمز للأمة وتاريخها .. وجب الاهتمام به .. والمحافظة عليه .. وصونه.. والدفاع عنه .. والرفع من مستوى محتواه وشكله .. والابتعاد عن كل مايسىء إليه .. ويشوه معناه وشكله.
جمال المنبر .. يساعد على الإقبال
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
صليت جمعة هذا الأسبوع، بمسجد حي شريفي، فقدمت ملاحظات عابرة، لأحد المهتمين بالمسجد، لينقلها للإمام..
وحين يسترجع المرء، ذكرياته مع المنبر، ويجدها كثيرة ومثيرة .. يستلزم حينها أن يقف على تلك المواقف والأيام ..
الصهاينة حين حرقوا المسجد الأقصى، قاموا بحرق منبر صلاح الدين الأيوبي، لعلمهم بأهمية المنبر، وإلا لما أقدموا على حرقه.. فهو يذكرهم برمز صامد شامخ، يجب محوه ومسحه ..
فتطلب الأمر، إعادة تهيئة المنبر، بمعية مجموعة من الدول العربية، وتحت إشراف جمع من المختصين في هذا الشأن، لما للمنبر من قيمة رمزية عبر التاريخ .. يتطلب كل هذا الجهد المالي والبشري والوقت اللازم.
منذ 10 سنوات، قام جمع من صغار الشباب على تقطيع الجانب العلوي لمنبر أحد المساجد، بزعم أنه يخالف السنة النبوية، فأمسى المنبر في أسوء حال، تشمئز من صورته المشوهة الأنظار .. وهو الذي كان من قبل في الإتقان والجمال .. فأصبح يشبه في شكله .. مقعدا للأطفال الصغار.
ومنذ 04 سنوات، إعتلى إمام المنطقة الثانية المنبر في خطبة الجمعة، فلم يتجاوز الدرجة الثالثة .. وبعد الانتهاء، إقتربت منه قائلا ..
كنت تظهر كأنك في بئر .. والسبب أن المنبر طويل، وأنت وقفت على درجته الثالثة، فكان عليك أن تقف في أعلى الدرجة، فيراك المصلون جيدا، ويتتبعونك باهتمام.. وبوقوفك هذه الوقفة، حرمت جمعا من المصلين من رؤيتك، ومتابعتك جيدا، وأسأت للمنظر الجميل، وكنت تظهر وكأنك تخطب من بئر.
وخلال هذا الأسبوع، صليت الجمعة، بمسجد حي شريفي، فاعتلى الإمام المنبر، فكانت الفاجعة ..
منبر صغير جدا في العرض والطول، قسّم بطريقة تشبه القفص .. وإمام الحي ، رزق الطول والعرض، فهو أطول من المنبر، لايظهر وجه الإمام، خاصة وأن مكبرات الصوت تخفيه، ضف لها ضيق المساحة داخل المنبر. ويخيّل للمصلي، أن الإمام يلقي خطبته من وراء قفص ضيق، أساء للإمام والخطبة، وجمال الرمز، المتمثل في المنبر.
منذ سنوات، قرأت للشيخ محمد حماني، عبر كتابه "فتاوى حماني"، أن المنبر يتبع مساحة المسجد، يكبر حين يكون المسجد كبيرا، ويصغر حين يكون المسجد صغيرا.. ووجب على المتتبع الآن، أن يضيف عنصر مساحة المنبر، كركيزة من ركائزه.. فلا يعقل أن يوضع إمام في قفص.. ولا أن يوضع في بئر .. فالإمام أعز من أن يردم.. أو يسجن .. والمنبر أمسى جزء من كيان الأمة عبر التاريخ.. فوجب الاهتمام به .. وبشكله.. ومساحته.. وملائمته لمساحة المسجد .. فالجمال يساعد على الإقبال .. ويدعو للتقرب.
إن كل مايرمز للأمة وتاريخها .. وجب الاهتمام به .. والمحافظة عليه .. وصونه.. والدفاع عنه .. والرفع من مستوى محتواه وشكله .. والابتعاد عن كل مايسىء إليه .. ويشوه معناه وشكله.