نطق الرضيع
نطق الرضيع بأرضنا متسائلا
ما ذنب من رصف الطريق بجسمه
لتمر أسراب الطيور…
وتغيب مزن سمائنا
لكن في الأفق البعيد سحابة
تزجي دموع الانتصار …
لتغيث أرض البور من فوق الحصار
زرع ترعرع في الصخور وفي الصدور
وفي القبور
والنهر تهجره المياه الغاضبة
وتنام في حضن البحور
والشمس بعد رحيلها
مرآتها قمر يدور
هبت رياح العفة الخضراء في فصل الخريف وانجلت
صور القمامة للزعامة والولاء الأبكم
فتساقطت أوراق أشجار النفاق
ومن بحور الصمت من خلف الستار
نطق الرضيع بأرضنا متفائلا
انظر هناك لكي ترى طفلا يراود معولا
شق الطريق لكي يمر رماتنا
فتبختري فوق البساط السندسي
فحصارهم قد عافه ثوب الشرف
انظر عجوزا تحتسي أحلامها وسط الركام السرمدي
وعيونها تحصي سنين فراقها وطن الكرام القرمزي
وتحاصر الأشلاء طفلا يستغيث بأمة
أبتاه يا طفل الحجر
أنت الذي أنجبتني وسط الركام مهاجرا
أبتاه قد بترت يدي
والساق قد عشق الثرى
أبتاه قد عشقوا السلام
فسلامهم هو للئام
والغوص فيه من الحرام
أماه أين طعامنا
أين الدقيق
أماه قد زاد اشتياقي للعفيق
زرعوا القنابل في دمي
زرعوا المخيم في جبين حياتي
فجنيت منه مهجري
تم اغتيال البيت في وسط الظلام
دفنوا الجريمة تحت آهات الركام
ورفاة أجدادي هناك
تحرس الزيتون والعنب هناك
وتنير درب العودة الغراء
وتهز ماء أسنا لبقائي
سجلت في التاريخ أني لاجئ
ونصبت خيمة مهجتي فوق الركام
ووقفت فوق رصيف أمجاد قدام
وجعلت من غاز القنابل عطرنا
قم من سباتك يا رفيقي وانتفض
تم اغتيال البيت من قبل اللئام
لكن مفتاح المدينة يا عمر
بقي الأمل
اقرأ علي ضوء القنابل يا بني
من ذا الذي يهديك زهرة عمره
ويقول للعيش الذليل ألا انصرف
أأغط في نوم الخنوع بلا وسن
أم أمشي في صحراء من خذلوا الوطن
سأظل شمسا في بلادي لا تغيب
انظر بني
انظر ثيابي يا بني فهل رأيت
لها مثيلا في المدى
ورصاصهم لعبي هناك …
لعبي هنا
وأزيز طائرة غدا
طير يغرد يا بني على انفراد
بعد انتظار…
طال الحصار
فحقيبتي حلما يراود مضجعي وسط الدجى
حلمي الفريد تجدد
وتحطم الصمت المحيط
وقبله قيد الحديد
وتحيك أمي يا بني ثيابها
كلتا يداها ترسمان حضارة
انظر خيوط الثوب تحكي قصة
تحكي أهازيج الوطن
تحكي حكايات الزمن
رسمت طريق الانتصار
وعيونها صرخت ودوى صوتها
إني سئمت الانتظار …
إني سئمت الانتظار
شعر سالم مراحيل قريشع