الداعية والبلاغ
الداعية هو حامل الدعوة الذي نذر نفسه وحياته لها و اتخاذه امر الله والدعوة اليه قضية مصيرية يحيى بها او يموت دونها اقتداءا برسول الله سلام الله عليه يوم قال لعمه وهو يفاوضه على عروض ومغريات قومه له ومساومتهم له على منهج دعوته ومضمونها:-
يا عمّ، والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته.والبلاغ لغة من وصول الامر ذروته ومنتهاه.وبلغ الامر اخبر به واوصله على وجه التمام والكمال.
والداعية مبلغ عن الله بما وعاه عن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه فوظيفته البلاغ
ومداومة التبليغ عن ربه بايات ربه وما ورثه عن نبيه ورسوله سلام الله عليه واله وسلم.
ولا معذرة للداعية إذا قصر في البلاغ، ولقد نبه الله -تبارك وتعالى- نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا قائلاً : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة: 67). قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية من سورة المائدة 7: «وهذا تأديب للنبي صلى الله عليه وسلم وتأديب لحملة العلم من أمته ألا يكتموا شيئاً من شريعته».اه. وليس المقصود بالبلاغ مجرد الإخبار أو الإعلان، إنما المراد أن تصل رسالته للناس وتبلغهم بينة واضحة.((لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿١﴾ رَسُولٌ مِّنَ اللَّـهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ﴿٢﴾ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴿٣﴾ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿٤﴾.)(البينة).فلا يلاغ الا ببينة ولا دعوة الا بوعي فمن مقتضيات البلاغ أن يعي الداعية ما يُبلغه؛ لأنه لا تبليغ بلا وعي، ويستفاد هذا من قوله صلى الله عليه وسلم : « نَضَّرَ الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلَّغها، فرَبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يُغَلّ عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم»رواه أبو داود الترمذي وحسنه وابن ماجه والدارمي.
فالوعي يكون بحفظ النص وأدائه كما قيل. ويكون للفقيه بمعرفته واستنباطه المعاني والاحكام المستفادة، ويعتبر هذا الحديث اصلا لكل ما يتعلق بالرواية والدراية من العلوم والتفاصيل المتعلقة بعلم الحديث.
ومن مقتضيات البلاغ البلاغة والفصاحة قال الله تعالى: {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} (النساء: 63):أي أن يكون كلاماً حسن الألفاظ، حسن المعاني، مشتملاً على الترغيب والترهيب والتحذير والإنذار والثواب والعقاب، فإن الكلام إذا كان هكذا عَظُم وقعه في القلب، وإذا كان الكلام ركيك الألفاظ ركيك المعنى، لم يؤثر البتة في القلوب.وقال صاحب لسان العرب:: رجل بليغ: حسن الكلام فصيحه، يُبَلِّغ بعبارة لسانه كُنْه ما في قلبه.وبناء عليه فإن على المُبلِّغ أن يعلم من لغة العرب وأساليبهم ما يعينه على البلاغ. فيطلع على علوم اللغة واللسان و أدب العرب نثراً وشعراً، وفي نظم القرآن مبنى ومعنىً. ليوفر لنفسه الزاد بالقران والحديث والفقه وليوفر لنفسه الوسيلة باللغة وادابها واساليب اهلها في التعبير ليتعلم ويعلم وليكون ممن قال فيهم سبحانه:-( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)فصلت.والدعاة اليوم هم أحوج ما يكونون لهذا ولا يُعذرون بالقصور فيه. اللهم استخدمنا في طاعتك ودعوتك ما احييتنا وتوفنا مجاهدين في سبيلك مقبلين غير مدبرين وتقبل منا واقبلنا في عبادك المتقين الصالحين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الداعية هو حامل الدعوة الذي نذر نفسه وحياته لها و اتخاذه امر الله والدعوة اليه قضية مصيرية يحيى بها او يموت دونها اقتداءا برسول الله سلام الله عليه يوم قال لعمه وهو يفاوضه على عروض ومغريات قومه له ومساومتهم له على منهج دعوته ومضمونها:-
يا عمّ، والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته.والبلاغ لغة من وصول الامر ذروته ومنتهاه.وبلغ الامر اخبر به واوصله على وجه التمام والكمال.
والداعية مبلغ عن الله بما وعاه عن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه فوظيفته البلاغ
ومداومة التبليغ عن ربه بايات ربه وما ورثه عن نبيه ورسوله سلام الله عليه واله وسلم.
ولا معذرة للداعية إذا قصر في البلاغ، ولقد نبه الله -تبارك وتعالى- نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا قائلاً : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة: 67). قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية من سورة المائدة 7: «وهذا تأديب للنبي صلى الله عليه وسلم وتأديب لحملة العلم من أمته ألا يكتموا شيئاً من شريعته».اه. وليس المقصود بالبلاغ مجرد الإخبار أو الإعلان، إنما المراد أن تصل رسالته للناس وتبلغهم بينة واضحة.((لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿١﴾ رَسُولٌ مِّنَ اللَّـهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ﴿٢﴾ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴿٣﴾ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿٤﴾.)(البينة).فلا يلاغ الا ببينة ولا دعوة الا بوعي فمن مقتضيات البلاغ أن يعي الداعية ما يُبلغه؛ لأنه لا تبليغ بلا وعي، ويستفاد هذا من قوله صلى الله عليه وسلم : « نَضَّرَ الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلَّغها، فرَبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يُغَلّ عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم»رواه أبو داود الترمذي وحسنه وابن ماجه والدارمي.
فالوعي يكون بحفظ النص وأدائه كما قيل. ويكون للفقيه بمعرفته واستنباطه المعاني والاحكام المستفادة، ويعتبر هذا الحديث اصلا لكل ما يتعلق بالرواية والدراية من العلوم والتفاصيل المتعلقة بعلم الحديث.
ومن مقتضيات البلاغ البلاغة والفصاحة قال الله تعالى: {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} (النساء: 63):أي أن يكون كلاماً حسن الألفاظ، حسن المعاني، مشتملاً على الترغيب والترهيب والتحذير والإنذار والثواب والعقاب، فإن الكلام إذا كان هكذا عَظُم وقعه في القلب، وإذا كان الكلام ركيك الألفاظ ركيك المعنى، لم يؤثر البتة في القلوب.وقال صاحب لسان العرب:: رجل بليغ: حسن الكلام فصيحه، يُبَلِّغ بعبارة لسانه كُنْه ما في قلبه.وبناء عليه فإن على المُبلِّغ أن يعلم من لغة العرب وأساليبهم ما يعينه على البلاغ. فيطلع على علوم اللغة واللسان و أدب العرب نثراً وشعراً، وفي نظم القرآن مبنى ومعنىً. ليوفر لنفسه الزاد بالقران والحديث والفقه وليوفر لنفسه الوسيلة باللغة وادابها واساليب اهلها في التعبير ليتعلم ويعلم وليكون ممن قال فيهم سبحانه:-( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)فصلت.والدعاة اليوم هم أحوج ما يكونون لهذا ولا يُعذرون بالقصور فيه. اللهم استخدمنا في طاعتك ودعوتك ما احييتنا وتوفنا مجاهدين في سبيلك مقبلين غير مدبرين وتقبل منا واقبلنا في عبادك المتقين الصالحين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .