الوعد الجازم بهزيمة المشركين في معركة بدر :
يقول الله سبحانه وتعالى : (( أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )) القمر : 44 نزل هذا الوعد الإلهي في مكة عندما كان مشركي قريش يسرحون ويمرحون في اوج قوتهم و قدرتهم ويصدون عن الهدى والنور ويسومون دعاة الحق واتباع النبوة الوان العذاب والاهانة, بينما كان المسلمون مستضعفين يشكلون قله قليلة بينهم ليس لهم قوة الا قوة ايمانهم وعزيمتهم المنبثقة من ايمان ثابت اشد تباتا من الجبال، إلا أن الوعد كان جازماً بأن هؤلاء المشركين الذين يفتخرون بقدرتهم وقوتهم وهيبتهم ومكانتهم وشوكتهم وجمعهم سيهزمون ويولون الأدبار .. يقولون : نحن جماعة قوية متحدة و منتصرة : (( أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ )) , الا ان القرآن يعقب على ذلك مباشرة بقوله : (( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )) قال السيوطي في الدر المنثور روى ابن حاتم بإسناده إلى عكرمة أنه قال : لما نزلت (( سيهزم الجمع ويولون الدبر )) ، قال عمر : أي جمع يهزم ؟ أي جمع يغلب ؟ قال عمر : فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ، وهو يقول : (( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )) فعرفت تأويلها يومئذ.
ان من المسلم له هو عدم امكان حصول التوقع والحدس بالانتصار السريع للمسلمين وكسر شوكة اعداء الاسلام في ذلك الزمان وفي تلك المعركة إذ كيف سينتصر المستضعفون الأقلون عدداً وعدة على الاكثرين المتجبرين ؟ فلقد بلغ عدد جيش المشركين في معركة بدر كما في صحيح مسلم ( 3/1384) ألف رجل وكان معهم سبعون فرساً ، والعدة الكاملة والأعداد الكثيرة من الإبل للركوب والنحر والأكل ، في حين أن جيش المسلمين المؤمنين كان 316 رجلاً فقط ، وكان معهم فرسان كما تذكر كتب السير وكما جاء في مسند الامام أحمد 1 / 422
إلا ان المعركة انتهت بنصر مؤزر للحق وهزيمة منكرة للباطل وضاعت هيبة قريش وتبين للجميع أن الحق مع محمد صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه . ومن تلك المعركة بدأصعود قوة الايمان وتراجع قوة الكفر.
وفي هذا قَالَ تَعَالَى ممتناً عَلَى عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بعد ذلك : (( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) آل عمران / 123 أي انكم كنتم أذلة بِقِلَّةِ الْعَدَد وَالسِّلَاح إلا أن الله نصركم فَاتَّقُوا اللَّه لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ نِعَمه ومنها نصركم ونصر دينكم واظهار امره وصعوده وتراجع الكفر وبداية افوله.
ولذا فإن الله سبحانه وتعالى قد سمى هذه المعركة بعد ذلك بيوم الفرقان أَيْ الْيَوْم الَّذِي فَرَّق الله فِيهِ بَيْنَ الْحَقّ وَالْبَاطِل وكان يذكر المؤمنين بهذا اليوم العظيم فيقول كما في سورة الانفال : (( إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ))...واعلم ان الكفر والهوى والضلال مهما تلبس بمظاهر الجبروت والقوة فانه ضعيف ولن يستمر طويلا امام قوة الفكرة الايمانية وها هي قوى الضلال اليوم تعلن افلاسها الفكري وخوائها وافلاسها المادي فما امامكم الا الثبات على الحق..اللهم يا من انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده وجعل يوم الفرقان يوما فارقا في تاريخ ديننا ودعوتنا فاجعل لنا فرقانا مع اهل الاهواء والملل والنحل والكفار وانصرنا بديننا الذي ارتضيت وكتابنا الذي انزلت وحفظت.
يقول الله سبحانه وتعالى : (( أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )) القمر : 44 نزل هذا الوعد الإلهي في مكة عندما كان مشركي قريش يسرحون ويمرحون في اوج قوتهم و قدرتهم ويصدون عن الهدى والنور ويسومون دعاة الحق واتباع النبوة الوان العذاب والاهانة, بينما كان المسلمون مستضعفين يشكلون قله قليلة بينهم ليس لهم قوة الا قوة ايمانهم وعزيمتهم المنبثقة من ايمان ثابت اشد تباتا من الجبال، إلا أن الوعد كان جازماً بأن هؤلاء المشركين الذين يفتخرون بقدرتهم وقوتهم وهيبتهم ومكانتهم وشوكتهم وجمعهم سيهزمون ويولون الأدبار .. يقولون : نحن جماعة قوية متحدة و منتصرة : (( أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ )) , الا ان القرآن يعقب على ذلك مباشرة بقوله : (( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )) قال السيوطي في الدر المنثور روى ابن حاتم بإسناده إلى عكرمة أنه قال : لما نزلت (( سيهزم الجمع ويولون الدبر )) ، قال عمر : أي جمع يهزم ؟ أي جمع يغلب ؟ قال عمر : فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ، وهو يقول : (( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )) فعرفت تأويلها يومئذ.
ان من المسلم له هو عدم امكان حصول التوقع والحدس بالانتصار السريع للمسلمين وكسر شوكة اعداء الاسلام في ذلك الزمان وفي تلك المعركة إذ كيف سينتصر المستضعفون الأقلون عدداً وعدة على الاكثرين المتجبرين ؟ فلقد بلغ عدد جيش المشركين في معركة بدر كما في صحيح مسلم ( 3/1384) ألف رجل وكان معهم سبعون فرساً ، والعدة الكاملة والأعداد الكثيرة من الإبل للركوب والنحر والأكل ، في حين أن جيش المسلمين المؤمنين كان 316 رجلاً فقط ، وكان معهم فرسان كما تذكر كتب السير وكما جاء في مسند الامام أحمد 1 / 422
إلا ان المعركة انتهت بنصر مؤزر للحق وهزيمة منكرة للباطل وضاعت هيبة قريش وتبين للجميع أن الحق مع محمد صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه . ومن تلك المعركة بدأصعود قوة الايمان وتراجع قوة الكفر.
وفي هذا قَالَ تَعَالَى ممتناً عَلَى عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بعد ذلك : (( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) آل عمران / 123 أي انكم كنتم أذلة بِقِلَّةِ الْعَدَد وَالسِّلَاح إلا أن الله نصركم فَاتَّقُوا اللَّه لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ نِعَمه ومنها نصركم ونصر دينكم واظهار امره وصعوده وتراجع الكفر وبداية افوله.
ولذا فإن الله سبحانه وتعالى قد سمى هذه المعركة بعد ذلك بيوم الفرقان أَيْ الْيَوْم الَّذِي فَرَّق الله فِيهِ بَيْنَ الْحَقّ وَالْبَاطِل وكان يذكر المؤمنين بهذا اليوم العظيم فيقول كما في سورة الانفال : (( إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ))...واعلم ان الكفر والهوى والضلال مهما تلبس بمظاهر الجبروت والقوة فانه ضعيف ولن يستمر طويلا امام قوة الفكرة الايمانية وها هي قوى الضلال اليوم تعلن افلاسها الفكري وخوائها وافلاسها المادي فما امامكم الا الثبات على الحق..اللهم يا من انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده وجعل يوم الفرقان يوما فارقا في تاريخ ديننا ودعوتنا فاجعل لنا فرقانا مع اهل الاهواء والملل والنحل والكفار وانصرنا بديننا الذي ارتضيت وكتابنا الذي انزلت وحفظت.