((فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)﴾. (سورة طه).
إن الله لم يوجب على المرأة التكسب كفايةً لها إلا أنه لم يمنعها منه، لأن القوامة للرجل توجب علىه النفقة وضمان معيشة الانثى بلا منّة، قال الله لآدم: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} فجعل الخروج لهما جميعاً وأما الشقاء فلآدم وحده، لأنه في الجنة مكفول الرزق بلا عمل، وفي الدنيا يشقى هو وحده بكسبه، ولا تشقى هيَ به.أنه صورة من صور تكريم الإسلام للمرأة المسلمة فالشقاء المقصود في الآية الكريمة هو التعب الناتج عما يقوم به الرجل من أعمال مرهقة كالحرث والزرع والحصد والطحن والخبز وغير ذلك من وظائف ، فهو القائم على حاجات زوجته وعائلته ، بينما المرأة غير مطالبة بكسب رزقها ولا رزق أحد، فقد كفل لها الإسلام النفقة وهذا أحد معاني قوامة الرجل على المرأة. وتكريمها وضمان حياتها وامانها. وحمل ادم مسؤولية الخروج والخطيئة ولم يحمل المراة ذلك كما ادعت الاديان المحرفة ، وبذلك نقول ان القران برأ المراة من مسؤولية الخطيئة الاولى...وهذا من اعظم التكريم لها لانه دفعت المراة ثمن هذه الخرافة قرونا طويلة حتى ان بعض العقليات المنحرفة ما زالت تعتقد بتحميل المراة المسؤولية عن ذاك الخروج المقدر المكتوب في علم الاحاطة. فالارض كانت مهياة لاستقبال ادم وممهدة لتلقي ذريته من قبل ارتكابه خطيئته ، وكان توقيت النزول مرتبطا بتلك الخطيئة
لقد عانت المراة قرونا طوالا ولربما ما زالت من تلك النظرة التي جعلتها مسخا وهدرت كرامتها وادت الى امتهانها واحتقارها وان شئتم فاسئلوا تاريخ ضحية الخرافة المراة الغربية التي ما زالت لليوم تعاني تبعات النظرة الخرافية لها.. حيث شككت دوائرهم الثقافية بانسانية المراة وثار الجدل من ايام الاغريق وفلسفاتهم حول هل المراة انسان ام شيطان حتى في مجالسهم الكنسية دار الجدل طويلا حول انسانيتها ام شيطانيتها!!!
قال إبن القيّم : تأمل قوله تعالى ( فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) كيف شرك بينهما في الخروج وخص الذَكَر بالشقاء لإشتغاله بالكسب والمعاش والمرأة في خدرها. بدائع الفوائد، ومن لطائف ماقيل أن الله عز وجل خلق الرجل من المكان الذي سيتعامل معه وكذلك المرأة-- فالرجل خلقه الله من تراب فذلك المكان الذي سيتعامل معه ليكون مزارعا ونجارا وحدادا وغيره -- والمرأة خلقها الله سبحانه وتعالى من الضلع الأيسر الأعوج -- قيل هو ذلك الضلع الذي يحمي القلب فعمل المرأة مربوط بالقلوب لكي تكون أما رؤوما وزوجة عطوفا وأختا حانية وبنتا حنونا وعمة او خالة مشفقة.
وقال الشنقيطي رحمه الله في (أضواء البيان) : ((أَخَذَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ وُجُوبَ نَفَقَةِ الزَّوْجَةِ عَلَى زَوْجِهَا لِأَنَّ اللَّهَ لَمَّا قَالَ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ ، بِخِطَابٍ شَامِلٍ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ، ثُمَّ خَصَّ آدَمَ بِالشَّقَاءِ دُونَهَا فِي قَوْلِهِ فَتَشْقَى دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ هُوَ الْمُكَلَّفُ بِالْكَدِّ عَلَيْهَا وَتَحْصِيلِ لَوَازِمِ الْحَيَاةِ الضَّرُورِيَّةِ لَهَا: مِنْ مَطْعَمٍ، وَمَشْرَبٍ، وَمَلْبَسٍ، وَمَسْكَنٍ.))
اذا المرأة في الاصل لا تكلف بالعمل ومشقته وشقاؤه وان عملت في ما اباح الله لحاجة لا تمنع من ذلك ونفقتها واجبة على زوجها او اهلها في حال عدم وجود الزوج او اولادها حال موته او عجزه عن النفقة هذا شرع الله وهذا هداه فيما يوافق اصل الفطرة ومنبت الخليقة وهذا تقسيم ادوار الحياة ممن خلق الزوجين الذكر والانثى والخروج عنه خروج عن اصل الفطرة
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)﴾[سورة طه]
اللهم الهمنا هداك وتقواك واعد امتنا لهديك ونور وحيك وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2018-09-15, 9:44 am عدل 1 مرات