بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم اختلاط النجس بالطاهر ؟؟!!
معلوم في المسائل الفقهية ان النجس يزال ويطهربما شرع الله تعالى من مطهرات كالماء والتراب والدباغ للجلود والاستحالة للمواد النجسة العين كان تتحول بالمدة وطول المكث الى مادة اخرى مغايرة لصفات المادة ذات النجاسة كتحول الخمرة خلا او الروث ترابا....
وليس هذا موضوعنا الذي نتحدث عنه فكتب الفقه حوت ما يلزم الانسان المتعبد في كل ما يلزمه من امور الطهارة من النجاسات الحسية سواءا كانت مرئية او غير مرئية والتي يجب ان تزال وتجب منها الطهارة لتصح العبادة والقربة الى الله تعالى سواء كان موضع النجاسات في البدن او الثوب او المكان او الطعام او الشراب...فالمؤمن يجب ان يكون طاهر البدن والثوب وطاهر الماكل والمشرب وطاهر المكان الذي يؤدي فيه قرباته لله تعالى فان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا.
ولكن نقصد هنا النجاسات المعنوية التي غفلت عنها الامة في هذا الزمن واستساغتها واختلطت مع طهارة مفاهيمها وقيمها مفاهيم وقيم الشر والشرك الخفية التي اصبحت سارية في الامة سريان السم في الجسد فشوهت الحياة وقتلت المروءة والشهامة وكل قيم الرفعة والعفة في نفوس ابناء الامة حتى تركتهم مسخا لا شخصية متميزة ولا هوية فكرية ثقافية ...
الله تعالى يبين للمسلمين بان المشركين نجس ففي سورة التوبة قال سبحانه:- ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم ( 28 ) ) .فالمشرك لا يؤكل ولا يشرب حتى نحكم بنجاسته ...ولكنها نجاسة افكاره ومفاهيمه وقيمه وخبثها وفسادها التي ان سيطرت في الحياة وسادت افسدتها وجعلتها لا تطاق وملأتها ظلما وجورا وفسقا ومعصية ...فلا تستقيم مفاهيم الكفر مع الايمان ولا ينبغي ان تختلط بها . والمتتبع لسيرة النبي سلام الله عليه في تربيته لاصحابه رضوان الله عليهمليجد كثيرا من المواضع التي كان يحرص النبي سلام الله عليه قلع جذور الجاهلية من نفوسهم لتبقى صافية بدعوة التوحيد ومفاهيمها وقيمها المجيدة
قال الإمام البخاري رحمه الله حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن المغرور قال: لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حُلة وعلى غلامه حُلة، فسألته عن ذلك فقال: إني ساببت رجلاً فعيرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر! أعيرته بأمه؟ إنك امرؤٌ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم". وقد جاء في رواية بيان للحديث السابق أنه: ((كان بين أبي ذر وبين بلال محاورة، فعيره أبو ذر بسواد أمه، فانطلق بلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكى إليه تعييره بذلك))، وهذه الرواية تبين أن الذي أوصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو بلال رضي الله عنه.
((إنك امرؤ فيك جاهلية)) أي إنك بتعييرك إياه بفعل غيره، لا سيما أبوه وأمه، فإنه ما زال فيك خُلقٌ من أخلاق الجاهلية؛ لأنهم كانوا يتفاخرون بالأحساب، ويطعنون في الأنساب؛ كما جاء في الحديث الصحيح: ((أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة)).فلاحظعظمةهذاالنهيعن طباع الجاهلية وخصالها الذي جاء بصيغة الاخبار عنها وبيان انها من امور الجاهلية التي يرفضها فكر التوحيد ومعتقده الذي يرى ان البشر من اصل واحد مخلوقين لرب واحد مكلفين بالعبودية له وحده سبحانه لا لاحد سواه.
ان الاحتكام لقوانين الجاهلية وقيم اهل الكفر والشرك جريمة في نظر عقيدة التوحيد التي تدعو الانسان للتخلص منها وتنظيف عقله وحياته من ادرانها فلا يقبل الله تعالى الشرك ولا اهله ولا يقبل الا ما كان خالصا لوجهه الكريم ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ))البينة 5. وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.
ولعل في مسح الراس في الوضوء خمس مرات في اليوم ما يذكرك ايها المؤمن من وجوب مسح كل جاهلية وجهالة من راسك وذاكرة دماغك لتطهر فكرك ويستقيم عقلك على قاعدة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله . فتحيا بها حياة طيبة سعيدة فالشقاء كل الشقاء بمخالفتها وقد نبه النبي سلام الله عليه قال شداد بن أوس: رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يبكي، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: الرياء من الشرك الخفي وهو أن تكون بوجهين
(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية. قلت: يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك؟ قال: نعم أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكن يراؤون بأعمالهم )
[أخرجه الإمام أحمد عن شداد بن أوس ].طبعا ومن هنا نقول انه كانت مهمة النبي سلام الله عليه تطهير المؤمنين وتزكيته لهم بما اوحى الله به اليه.
وهنا وبعد هذا نوجه السؤال الاول الى القائلين بالتدرج والعاملين بالتوفيق بين الاسلام وغيره فنقول هل يجوز خلط الطاهر بالنجس ؟؟!!.
ان نجاسة الاشياء خطرها على من وقعت عليه فحسب وان نجاسة الافكار وتلوث المعتقد والمفاهيم بها خطرها على الامة باسرها وعلى المبدأ والمعتقد كله وبالتالي على الحياة الدنيا والاخرة اللهم بك نعتصم وبك نعوذ ونلوذ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم اختلاط النجس بالطاهر ؟؟!!
معلوم في المسائل الفقهية ان النجس يزال ويطهربما شرع الله تعالى من مطهرات كالماء والتراب والدباغ للجلود والاستحالة للمواد النجسة العين كان تتحول بالمدة وطول المكث الى مادة اخرى مغايرة لصفات المادة ذات النجاسة كتحول الخمرة خلا او الروث ترابا....
وليس هذا موضوعنا الذي نتحدث عنه فكتب الفقه حوت ما يلزم الانسان المتعبد في كل ما يلزمه من امور الطهارة من النجاسات الحسية سواءا كانت مرئية او غير مرئية والتي يجب ان تزال وتجب منها الطهارة لتصح العبادة والقربة الى الله تعالى سواء كان موضع النجاسات في البدن او الثوب او المكان او الطعام او الشراب...فالمؤمن يجب ان يكون طاهر البدن والثوب وطاهر الماكل والمشرب وطاهر المكان الذي يؤدي فيه قرباته لله تعالى فان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا.
ولكن نقصد هنا النجاسات المعنوية التي غفلت عنها الامة في هذا الزمن واستساغتها واختلطت مع طهارة مفاهيمها وقيمها مفاهيم وقيم الشر والشرك الخفية التي اصبحت سارية في الامة سريان السم في الجسد فشوهت الحياة وقتلت المروءة والشهامة وكل قيم الرفعة والعفة في نفوس ابناء الامة حتى تركتهم مسخا لا شخصية متميزة ولا هوية فكرية ثقافية ...
الله تعالى يبين للمسلمين بان المشركين نجس ففي سورة التوبة قال سبحانه:- ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم ( 28 ) ) .فالمشرك لا يؤكل ولا يشرب حتى نحكم بنجاسته ...ولكنها نجاسة افكاره ومفاهيمه وقيمه وخبثها وفسادها التي ان سيطرت في الحياة وسادت افسدتها وجعلتها لا تطاق وملأتها ظلما وجورا وفسقا ومعصية ...فلا تستقيم مفاهيم الكفر مع الايمان ولا ينبغي ان تختلط بها . والمتتبع لسيرة النبي سلام الله عليه في تربيته لاصحابه رضوان الله عليهمليجد كثيرا من المواضع التي كان يحرص النبي سلام الله عليه قلع جذور الجاهلية من نفوسهم لتبقى صافية بدعوة التوحيد ومفاهيمها وقيمها المجيدة
قال الإمام البخاري رحمه الله حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن المغرور قال: لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حُلة وعلى غلامه حُلة، فسألته عن ذلك فقال: إني ساببت رجلاً فعيرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر! أعيرته بأمه؟ إنك امرؤٌ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم". وقد جاء في رواية بيان للحديث السابق أنه: ((كان بين أبي ذر وبين بلال محاورة، فعيره أبو ذر بسواد أمه، فانطلق بلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكى إليه تعييره بذلك))، وهذه الرواية تبين أن الذي أوصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو بلال رضي الله عنه.
((إنك امرؤ فيك جاهلية)) أي إنك بتعييرك إياه بفعل غيره، لا سيما أبوه وأمه، فإنه ما زال فيك خُلقٌ من أخلاق الجاهلية؛ لأنهم كانوا يتفاخرون بالأحساب، ويطعنون في الأنساب؛ كما جاء في الحديث الصحيح: ((أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة)).فلاحظعظمةهذاالنهيعن طباع الجاهلية وخصالها الذي جاء بصيغة الاخبار عنها وبيان انها من امور الجاهلية التي يرفضها فكر التوحيد ومعتقده الذي يرى ان البشر من اصل واحد مخلوقين لرب واحد مكلفين بالعبودية له وحده سبحانه لا لاحد سواه.
ان الاحتكام لقوانين الجاهلية وقيم اهل الكفر والشرك جريمة في نظر عقيدة التوحيد التي تدعو الانسان للتخلص منها وتنظيف عقله وحياته من ادرانها فلا يقبل الله تعالى الشرك ولا اهله ولا يقبل الا ما كان خالصا لوجهه الكريم ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ))البينة 5. وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.
ولعل في مسح الراس في الوضوء خمس مرات في اليوم ما يذكرك ايها المؤمن من وجوب مسح كل جاهلية وجهالة من راسك وذاكرة دماغك لتطهر فكرك ويستقيم عقلك على قاعدة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله . فتحيا بها حياة طيبة سعيدة فالشقاء كل الشقاء بمخالفتها وقد نبه النبي سلام الله عليه قال شداد بن أوس: رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يبكي، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: الرياء من الشرك الخفي وهو أن تكون بوجهين
(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية. قلت: يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك؟ قال: نعم أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكن يراؤون بأعمالهم )
[أخرجه الإمام أحمد عن شداد بن أوس ].طبعا ومن هنا نقول انه كانت مهمة النبي سلام الله عليه تطهير المؤمنين وتزكيته لهم بما اوحى الله به اليه.
وهنا وبعد هذا نوجه السؤال الاول الى القائلين بالتدرج والعاملين بالتوفيق بين الاسلام وغيره فنقول هل يجوز خلط الطاهر بالنجس ؟؟!!.
ان نجاسة الاشياء خطرها على من وقعت عليه فحسب وان نجاسة الافكار وتلوث المعتقد والمفاهيم بها خطرها على الامة باسرها وعلى المبدأ والمعتقد كله وبالتالي على الحياة الدنيا والاخرة اللهم بك نعتصم وبك نعوذ ونلوذ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.